معضلة بل مهزلة جديدة تنتاب هذه الأيام الساحة الإعلامية في العراق بعد تصاعد إنتقادات الوسط الإعلامي العراقي لممارسات و توجهات نقيب الصحفيين العراقيين السيد مؤيد عزيز اللامي الذي يحاول هذه الأيام ملكا أو يموت فيعذرا ! ، خصوصا بعد زيارة الوفد الإعلامي العراقي الأخيرة لدولة الكويت وهو الوفد الذي تشكل من أسماء و مسميات لاعلاقة لها بعالم الصحافة ولم يضم الكثير من الأسماء و الأقلام المؤثرة حاليا في المشهد الإعلامي العراقي وأعتبره العديد من الإعلاميين العراقيين بمثابة وفد مسلوق يعبر عن رؤية النقيب الشخصية والخاصة ولا يشير أبدا للواقع الإعلامي العراقي ،
و الطريف إن الراصدين و المتتبعين لممارسات مابعد الزيارة الكويتية قد لفتت أنظارهم حالة الصمت بل الموت السريري للوفد الذي لم يكتب حرفا واحدا عن تلك الزيارة رغم الجعجعة الكبيرة لتصريحات اللامي في الكويت ! ، بل أن اللامي قد حرص في بغداد على إسدال ستائر الصمت و النسيان لتلكم الزيارة! بعد أن قرر تماما و نهائيا التوقف عن الإيعاز لفرقة حسب الله المرتبطة به عن التعرض لأي كاتب أو ناقد له مفضلا الصمت على نبش الملفات وخصوصا ملفات الماضي القريب التي يحرص النقيب على عدم العبث بها وملاعبتها خوفا من ظهور ثعابين كثيرة لايريد لها أن تظهر في المرحلة الراهنة وحيث يشتد الصراع ويحتدم الضراب مراهنا على ضعف ذاكرة بعض الناس و متجاهلا إن الماضي لايمكن أن يموت بسهولة خصوصا إذا كان ذلك الماضي مرتبطا بملفات نظام صدام حسين البائد ومشاكله وبلاويه العديدة ، فمن المعروف عن النقيب مؤيد اللامي إنه قد خاض في مراحل سابقة صراعا ساخنا مع هيئة العدالة والمساءلة ( هيئة إجتثاث البعث ) والتي أعتبرته أحد فلول النظام السابق ومن العاملين النشطين في مؤسسته الإعلامية التطبيلية كما أنه كان عضو فرقة في صفوف حزب البعث الصدامي المنحل إضافة لإنتمائه وعضويته المعروفة في عصابة ( فدائيي صدام )!! وجميعها ملفات وأوليات تجعل من إجتثاثه أمرا حتميا ولا رجعة عنه إلا أن ثمة تدخلات ومداخلات ووساطات وشفاعات معينة تحتمها الإرتباطات والعوامل الطائفية كان لها دور السحر في إستثناءه وآخرون من مسألة الإجتثاث والذي شمل بقسوة بعثيين ينتمون للطائفة السنية فيما تم التعامل برفق ويسر وعفو أيضا عن البعثيين من الشيعة أو من المقربين للأحزاب الطائفية الحاكمة وهنالك شهود وقرائن عديدة على ذلك ، فأنا شخصيا مثلا أعرف زميلا لي في كلية الآداب/ جامعة البصرة كان في الثمانينيات وحتى آخر يوم من عمر نظام صدام بعثيا بل جلادا في بعثيته أبدع في إيذاء الناس وفي كتابة التقارير وفي ملاحقة المعارضين وكان يتمختر ببدلته الزيتونية وبمسدسه المتدلي فإذا به اليوم عضوا في المجلس الإيراني الأعلى بل وإداريا كبيرا في جامعة البصرة ولم يشمله الإجتثاث إضافة لإنتمائه الحالي لجماعة عزة الدوري رغم روابطه مع المجلس الأعلى وأعلن إسمه علنا إنه الدكتور نصر عبد السجاد عبد الحسن الموسوي والجميع يعرف ماضيه إلا أنه اليوم من ( جند الإمام )!!! نفاقا بالطبع ؟.... ومن هو على شاكلة النموذج السابق الآلاف أيضا ، المسألة المثيرة والجديدة في الموضوع هو أن هيئة العدالة والمساءلة قد تشكلت مؤخرا بهيئة قيادية جديدة وقد أصدرت أولى قراراتها الملزمة للوزارات وعممت كتابا شمل رئاسة الوزراء تم بموجبه إلغاء كل الإستثناءات السابقة التي صدرت بحق العديد من المشمولين بالإجتثاث ومنهم نقيب الصحفيين مؤيد عزيز جاسم اللامي هذه الهيئة مكونة من ثلاثة أعضاء من الشيعة وإثنان من السنة ومثلهم من الأكراد ( لجنة سباعية ) وقراراتها ملزمة التنفيذ وهي اليوم بصدد إعادة فتح الكثير من الملفات السابقة التي تم إسنثناؤها بعد ملاحظة عودة الكثير من مجرمي البعث السابق لسلم المسؤولية في أجهزة الجيش والأمن والإعلام ، والطريف إن مؤيد اللامي يعيش اليوم وضعا حرجا بسبب تزايد الإنتقادات لدوره في قضايا سابقة وعودة لجنة الإجتثاث لمطاردته في مسلسل قد ينتهي بإجتثاثه وغيابه عن المشهد الإعلامي العراقي قريبا بل أن بعض الأوساط الصحفية العراقية لاتتردد عن القول بأن أيام اللامي في زعامة التقابة باتت معدودة ! خصوصا و أنه كان وحتى يوم الثامن من نيسان 2003 وهو اليوم الذي سبق سقوط نظام صدام على يد القوات الأمريكية كان مصنفا ضمن طواقم تنظيم ( فدائيي صدام ) في نقابة الصحفيين ، كما أنه كان يعمل في قسم الشكاوي في صحيفة بابل التي كان يمتلكها عدي صدام حسين!! كما كان عضو فرقة في تنظيمات حزب البعث إضافة لدوره الإعلامي والتمجيدي لصدام حسين والذي نشرنا جانبا منه في مقال سابق وسنورد المزيد مستقبلا... إجتثاث اللامي ورهطه سيزيد من هموم حكومة نوري المالكي التي يتهمها خصومها بأنها سهلت عودة المجرمين من البعثيين السابقين للإستفادة من خدماتهم في بناء الدكتاتورية الجديدة لأهل حزب الدعوة الإيراني..! وتلك وأيم الحق قاصمة الظهر.. فهل سيتم إجتثاث نقيب الصحافة العراقية في فضيحة إعلامية تشكل جانبا من العصر الفضائحي الذي يعيشه العراق الراهن.. أغلب الظن نعم ، فالماضي القمعي لايموت رغم كل محاولات التخفي و الخديعة...
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
849 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع