الدكتور مهند العزاوي *
لم تعد الوظيفة مهمة ثابتة مستدامة من حيث الاداء والجودة بل اضحت متجددة وتتسق بفلسفة التغيير والحداثة والتفكير الاستراتيجي الفردي والجماعي , وتختلف انماط الوظائف من موقع لاخر ولكن فلسفة الاتصال الذهني التي تعد العامل الاساسي في النجاح هي القاسم المشترك ,
ولعل حيازة المهارات الذكية الادارية الوظيفية تجعل من النجاح رديف اكيد لمن يمارس الفاعلية السلوكية في التعامل مع المحيط التفاعلي الوظيفي الداخلي والخارجي , خصوصا اذا توفر الهيكل التنظيمي المرن وتحققت عناصر الادارة الفاعلة , وترسخت مقومات الحوكمة كالمتابعة والمراقبة والشفافية والافصاح المؤسسي التي بدروها تحتاج الى فريق عمل منسجم وفعال ومتماسك , لتحسين الاداء وصولا للجودة العالمية , ويمكننا وصف الفاعلية بالوظيفية هي التاثير المباشرفي بيئة العمل وعلى النحو التالي
قدرة الموظف في التأثير بالآخرين وتوجيههم نحو تحقيق الهدف سواء للموظف او العميل
قدرة الموظف على التأثير على شخص أو جماعة، وتوجيههم وإرشادهم لنيل تعاونهم وتحفيزهم، للعمل بأعلى درجة من الكفاءة، من أجل تحقيق الأهداف المرسومة للمؤسسة
ارساء عملية تبادلية لإحداث تأثير في الجمهور للقيام بالأعمال التي من شأنها تؤمن الهدف و التأثير في سلوكهم ومعتقداهم وقيمهم لصالح المؤسسة.
العناصر الذهبية لفلسفة العمل الوظيفي
كافة العلوم الاستراتيجية والادرية العلمية ومسارات المعرفة التدريبية المعنية بالتنظيم والتخطط والتنسيق المعنية بالجمهور المستهدف يخضع لعنصريين اساسيين هما
الانسان : كان فردا ام جماعة رئيس او مسؤول او قائد او مدير او عنصر فاعل ضمن فريق عمل او موظف فهو الانسان الذرة الاساسية في كيمياء الحياة
العقل هو العامل المشترك الذي يجمع غالبية المخلوقات البشرية بكافة مستوياتها ويستخدم العقل لتطوير وترسيخ قيم النجاح والتمييز وبنفس الوقت الفشل والاحباط , ويتم من خلال العقل عبر المخزون المعرفي الذي يكون بمثابة الحاسوب الذهني الذي يؤمن صنع واتخاذ القرارات والسلوكيات وتنمية المهارات, بغية تحقيق التاثير في المحيط التفاعلي الوظيفي الداخلي والخارجي وباستخدام مقومات النجاح والتمييز العقلي وتنمية وتطوير القدرات والمرونة التفاعلية في مجال العمل واستخدام الذكاء الالكتروني والوجداني العاطفي برمتها تجعل مسيرة القيادة مميزة وفاعلة .
التحليل والتصنيف الدقيق :عملية التحليل عملية مستدامة في عقل الفرد ويتمخض عنها التصنيف والتفسير والقرار , ولابد للمدير او الموظف ان يصنف جمهوره بعناية وفقا للبيئة العامل فيها ورغم الاختلاف بين بيئة واخرى الا ان تصنيف الجمهور وفقا للتطبيقات الحديثة ينطبق على الكل .
ويمكن القول أن هدف الموظف الناجح يتمثل بالتأثير على الآخرين لتحقيق الدافعية المهنية إذ لا قيمة للوظيفة بدون تحقيق الاهداف من قبل كتلة بشرية فعالة وفهم رغبات وامزجة الجمهور المصنف, الذي يحتاج الى قدرات ومهارات ناعمة وذكية لتحقيق التأثير في المجال الوظيفي
تصنيف الجمهور وفقا للاتجاهات التطبيقية الحديثة
مصطلح الجمهور المصنف هو مفهوم حديث يتسق بالواقعية التطبيقية [1] , وفي الغالب يذهب البعض الى تصنيفه وفقا للمفهوم القديم جمهور خارجي وآخر داخلي , ومع اتساع عجلة المؤسسات والعمل المستدام اصبح من الضروري تصنيف الجمهور المعني به اخصائي العلاقات العامة وجرى تصنيفه كما يلي :
1.الجمهور الهام : هو المرجع الاعلى او الراعي الرسمي للمؤسسة والذي يمتلك اتخاذ القرار والتقييم والتقويم لعمل المؤسسة ويقرر بقائها من عدمه
2.الجمهور الخاص : هو الجمهور الافقي وهم العملاء والمؤسسات المنافسة وصناع القرار ووسائل الإعلام والمساهمين والمستثمرين والنخب في المجتمع
3.الجمهور الوسيط : وهم المدراء – الكادر الوظيفي - المؤسسات المرتبطة
4.الجمهور العام : وهم الجمهور المستفيد والمتلقي لخدمات المؤسسة والذي يعبر عنه براس المال الاجتماعي
انسيابية العناصر
يمر غالبية الموظفين بمشاكل مختلفة نابعة احيانا من سوء التصرف الشخصي او ضغوط العمل او غياب التحليل والتقييم والتقويم , وقد يؤدي الى فقدان جمهور المؤسسة ثقته بالمؤسسة وشياع ظاهرة الاضطراب والتشكيك بالكادر الوظيفي ومن خلال هذه الرؤية نؤكد ان سبب كل ذلك
غياب المعرفة بتصنيف الجمهور وفقا للتطبيقات الحيدثة المتشعبة
غياب خارطة توزع المهام والمسؤوليات الذي يرسم شكل العلاقة بين الاطراف , و هو سبب محوري لتداخل الفعاليات وعدم التمييز في المهام ونطاق الصلاحيات وكذلك سوء التوزيع للمهام .
تصنيف الجمهور الدقيق سيجعل الاسبقيات والأوليات متداخلة بشكل انسيابي يحقق الرضا العام لكافة الاطراف , خصوصا اذا علمنا ان الجمهور الهام هو المهتم والمراقب والمحاسب الفعلي لاداء المؤسسة وكادرها , والجمهور الوسيط المعني بتنفيذ الاهداف الاستراتيجية وتحقيق الغايات المنوطة بالمؤسسة من خلال المدراء والكادر الوظيفي الذي من مهامه الاساسية التحليل والمتابعة وإطلاق المبادرات والاستراتيجيات الوسيطة التقويمية والتعرف على امزجة ورغبات الجمهور العام ومشاكل وخلل الجمهور الخاص , والجمهور الخاص هو الجمهور الذي يستفيد منه الجمهور الوسيط والعام من خلال تقديم الخدمات كوسيط مشارك يستثمر امواله في هذا الصدد وهو الشركات والمنظمات الغير حكومية المعنية بتسهيل الخدمات المقدمة من الدولة الى المجتمع
عندما نخضع ادارة العمل الى التصنيف اعلاه فنجد علاقة ترابطية متكاملة مبنية الى المتابعة المركبة لكافة اصناف الجمهور بما يعود على المؤسسة بالرضا وجودة الاداء المؤسسي ويرضي باقي اصناف الجمهور .
شرائح الجمهور
الجمهور هو تلك المجموعات المتفاعلة من الموارد البشرية التي تقوم المؤسسة بالاتصال معهم داخلياً وخارجياً , ويرتكز على الوصول إلى هذه المجموعات التي تخص الدولة والمجتمع والكادر الوظيفي والشركات .. الخ وجمهور كل مؤسسة يختلف عن المؤسسة الأخرى تبعا لنوع العمل الذي تقوم به المؤسسات , لقد استعرضنا اعلاه الجمهور المصنف بشكل عمودي ونطلع على ابرز العناصر الافقية ما يلي:
1.منظومات الراعي الرسمي الوظيفية
2.الخبراء والمستشارين
3.المدراء والكادر الوظيفي
4.البيئة التفاعلية الخارجية
5.البيئة التفاعلية الداخلية
6.الموظفون المحتملون.
7. الممولين.
8.المستثمرين.
9.الموزعين.
10.المستهلكين.
11. قادة الرأي
12. شرائح الراي العام
13. موارد التنمية والتطوير
اصبح المجتمع الوظيفي وعناصره المتعددة واطرافه الفاعلة يتنقل من موقع لاخر , ويتطور بشكل سريع في ظل التطور التقني والتكنلوجي , ودخول الحوسبة الرقمية كفاعل محوري في ترشيق وتنظيم العمل المؤسسي , الذي يعطي للكادر المتميز المقدرة في ادارة مهامه بشكل فعال يتسق بمعايير الجودة العالمية وعجلة التطور العلمي والمعرفي الذي يؤمن التجانس والتفاعل الوظيفي عبر ادارة فاعلة وناجحة.
*خبير حوكمة المؤسسات – خبير تدريب وتنمية مهارات
مقتطفات من كتاب الحوكمة المؤسساتية . اعداد الدكتور مهند العزاوي
4850 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع