على الرغم من کل الاحداث و المجريات و التطورات المختلفة بشأن قضية سکان أشرف و مخيم ليبرتي، لکن الملاحظ هو أن هناك ثمة نقاط تبدو کالنسبة الثابتة تماما و لايطرأ عليها أي تغيير مهما جرى.
هذه النقاط التي سندرجها أدناه تجسد حالة غريبة لاتتفق مع مختلف القوانين و القيم و المعايير المرعية في العراق و العالم، ويبدو أن هناك ثمة أيادي تعبث و تتلاعب بالامور من أجل خدمة و مصلحة نظام الملالي، حيث أننا عندما نمعن النظر بهذا النقاط ندرك في المحصلة النهائية أن المستفيد الوحيد من وراء هذه النقاط هو نظام الملالي دون غيره، أما النقاط فهي:
ـ لم يتم حسم مسألة الاموال و الممتلکات الخاصة لسکان أشرف في معسکر أشرف و التي تبلغ قيمتها نصف مليار دولار على الرغم من الاتفاقيات و الضمانات التي قدمت لهم، والانکى من ذلك أنه ليس هناك مماطلات فقط بهذا الخصوص وانما هناك أيضا محاولات لمصادرتها و نهبها طبقا لرغبات الملالي.
ـ تم تصميم و بناء مخيم ليبرتي بصورة سجن خاص ليس بوسع سکانه التحرك و التصرف إلا کالسجناء، لکن المهم و الملفت للنظر هنا هو أن مخيم ليبرتي و بموجب مذکرة التفاهم الخاصة بالحل السلمي لقضية أشرف، يعتبر بمثابة مکان مؤقت للعبور الى دول ثالثة، وبموجب القوانين و الاعراف الدولية فإن الاقامة في هکذا مکان يجب أن لايتعدى بضعة أسابيع او شهران على أبعد تقدير حيث يجب نقلهم بعد ذلك الى دولة ثالثة، لکن لو نظرنا الى سکان أشرف الذين نقلت الوجبة الاولى منهم في شباط فيبروري من العام الحالي الذي يوشك على الانتهاء، نجد بأنه لم يتم لحد الان نقل أي فرد من أفراد ليبرتي الى دول ثالثة، وبما أنهم"أي السکان"، يعتبرون بموجب العديد من الاتفاقيات ذات الصلة بمثابة لاجئين سياسيين فإن بقائهم بمکان هو بمثابة سجن إنتهاك صارخ لحرياتهم و خرق لکل الاتفاقيات التي عقدت معهم بالاضافة الى أنها تمثل أيضا إنتهاکا فظيعا للقوانين الدولية المرعية بهذا الخصوص، لکن و على الرغم من کل النداءات و الاستغاثات و المطالبات وعلى مختلف الاصعدة بتغيير الحالة في المخيم و منح سکان ليبرتي المزايا و الإمتيازات الممنوحة لمخيمات اللاجئين، إلا أن الحکومة العراقية تصر و بصورة غريبة جدا على موقفها بإبقاء مخيم ليبرتي کسجن.
ـ تصر الحکومة العراقية و بدفع و تحريض مباشر من جانب نظام الملالي في طهران، على النظر لسکان أشرف و ليبرتي على أنهم إرهابيين و تسعى لتعريفهم على هذا الاساس وهي وان کانت تستند على قرار وزارة الخارجية الامريکية بهذا الخصوص، إلا أنها ترفض اليوم العمل و الاخذ بقرار لنفس الوزارة حيث تم على أساسه شطب اسم منظمة مجاهدي خلق من قائمة الارهاب الامريکية، وان تصرف الحکومة العراقية هذا يوحي بالريبة و التوجس من نوايا غير طيبة و حميدة من جانبها تجاه السکان.
ان إصرار الحکومة العراقية"التابعة لملالي إيران"، على تجميد العمل بتلك النقاط التي أشرنا إليها آنفا و سعيها لإبقاء أجواء التوتر و الاحتقان و التأزم يخيم بظلاله الداکنة على مخيم ليبرتي، يجسد النوايا الخبيثة و الشريرة لهذه الحکومة من أجل إبقاء سکان ليبرتي ضمن دائرة محاصرة کي تقطع اواصر علاقاتهم بالعالم الخارجي ولاسيما بالشعب الايراني الذي ينظر لسکان ليبرتي على أنهم محاربين من أجل الحرية و العدالة و الديمقراطية في إيران، وهکذا علاقة لايمکن أن تقطع أو تزول لأنها علاقة مصيرية و جوهرية تصنع التأريخ و المستقبل و ستثبت الايام القادمة أنه و من ليبرتي نفسها ستحرر طهران.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
1035 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع