هل الحشد الشعبي صنيعة المالكي ام السيستاني ام الخامنئي ام سليماني؟

علي الكاش


هل الحشد الشعبي صنيعة المالكي ام السيستاني ام الخامنئي ام سليماني؟

بتحويل قضية الطبيبة المغدورة بان العزاوي من جريمة قتل مع سبق الإصرار والترصد الى قضية انتحار، فقد القضاء العراقي شرفه، وانتهكت عذرية الحكومة العراقية والبرلمان الخائب.

اكد عضو اللجنة المالية النيابية، النائب الولائي الإيراني الأصل معين الكاظمي، في 26/8/2025 في حديث صحفي "ان الحكومة تعمل على تقوية الحشد استجابة لمطالب الإمام خامنئي".
جميع جيوش العالم تمر بنكسات خلال الحروب، بغض النظر عن النتيجة سواء الانتصار أو الهزيمة، وبعدها تقوم بإعادة تأهيل جيشها ودعمه ماديا ومعنويا ولوجستيا، ليعود الى سابق عهده او اقوى من السابق، والجيوش المهزومة تحتاج الى اهتمام ورعاية اكثر بطبيعة الأمر من الجيوش المنتصرة، ولا شك ان العامل المعنوي يكون له تأثير كبير على إعادة تأهيلها، ويفترض بالشعب ان يقف خلف جيشه ويشجعه لا ان يعيره بالهزيمة، ويطعن به الا في حالتي انعدام الوطنية والعمالة لقوة خارجية. ولو اخذنا مثالا حيا في الحرب على التنظيم الإرهابي (داعش) فالجميع على علم ان رئيس مجلس الوزراء السابق نوري المالكي هو من أمر بفتح سجن أبو غريب، وسمح بانتقال الدواعش بحافلات كبيرة الى سوريا بدعم جزار دمشق (بشار الأسد) وهو من امر بنقل المليارات من الدولارات الى بنك الموصل في تلك الأجواء الأمنية المضطربة، لتنتقل الى جيوب الارهابيين، وهو من امر بانسحاب الجيش العراقي من الموصل، وترك الأسلحة بكل أنواعها لتكون في حوزة الدواعش، فقد وفر لهم حرية العمل، والمال، والسلاح، وخلو المناطق من الجيش، فتمكن التنظيم الإرهابي من بسط سيطرته على ثلت العراق بأقل من (1000) عنصر إرهابي.
عندما تشكلت لجنة من البرلمان العراقي للتحقيق في سقوط الموصل برئاسة (حاكم الزاملي) وبعد تدوين شهادات كبار القادة والمحافظ وغيرهم من المسؤولين، واكمل التقرير، وحمل نوري المالكي وبعض القادة المسؤولية عن الانتكاسة، تم ستر الموضوع ورصف الملف على الدواليب المغبرة، واسدل الستار على جريمة العصر، دون ان يتحمل أي طرف حكومي المسؤولية عما حدث، مع انه قتل عشرات الآلاف من الجيش والشرطة الاتحادية وقوات مكافحة الشغب، وخسرت الدولة المليارات من الدولارات، وتم تخريب المحافظات السنية، ويحتاج اعمارها الى اكثر من (180) مليار دولار، مع هذا اعتبر التدمير يا للسخرية تحرير، لقد زهق الحق، وانتصر الباطل، وضاعت حقوق الناس ممن عانوا من الدواعش والقوات الحكومية والحشد الشعبي، فقد سرقت ممتلكات الناس من قبل القوى المحررة، سيما الحشد الشعبي، الذي دخل المناطق المدمرة واستحوذ على ما وقع تحت ايدي عناصره من مال ومصوغات ذهبية بل حتى المواشي والدواب. اعلن النصر على الإرهابيين الدواعش واستمر مفعول الفتوى، وقد وجد السيستاني حجة كبيرة للسكوت على انتهاكات الحشد الشعبي الشيعي، على أساس انه لم يأمر بتأسيس حشد وانما الانضواء تحت القوات المسلحة، انها خدعة مريبة للتملص من المسؤولية، مع انه يمكن ببساطة ان يعلن بانتهاء العمل بالفتوى، وينهي الموضوع، دون الحديث عن الغام وطلاسم حول حصر السلاح بيد الدولة، وقد تم تأويل حديثه من قبل الميليشيات بأن الأمر لا يخصهم، وانما سلاح العشائر والمافيات الاجرامية، كأن هذا الأمر يحتاج الى فتوى من المرجع الشيعي الفارسي، بل ذهب البعض من قادة الحشد والزبابيك الى ان المقصود بهم الدواعش! المرجع بدوره لم يوضح الحقائق لغاية في قلب يعقوب.

من أسس الحشد الشعبي؟
أولا: نوري المالكي رئيس الوزراء الأسبق. زعم المالكي بأنه هو من أسس الحشد الشعبي قبل إعلانه رسميا، بمعنى انه سبق فتوى السيستاني بما لا يقل عن سنه، وهناك شواهد في الميدان تؤكد كلامه، قبل ان ينقلبوا عليه ويسميهم " أمة الجبناء" في حديث مسرب لم يخضع للتحقيق كالعادة، من الطبيعي ان لا يخضع للتحقيق فسقوط ثلث مساحة العراق لم يخضعه للتحقيقي، فما بالك بحديث مسرب؟ ولكن لوجاء هذا الحديث من قبل زعيم سني لقلبوا الدنيا بزعيقهم ونهيقهم.

ثانيا: المرجع الشيعي علي السيستاني
يزعم قادة الحشد الشعبي ان الحشد تأسس بفتوى المرجع الشيعي الفارسي السيستاني، ولا يلغى الا بفتوى منه، مع العلم انه حتى لو صدرت الفتوى (معاذ الله ان تصدر)، فأن الحشد لن يلغى، لأنه حسب اقوال قادته ان سلاحهم سيسلم الى المهدي عند ظهوره المزعوم مع انه حاضر ويلتقي بعلي الخامنئي، والعجب انه لا يلتقِ بالسيستاني، مع ان كلاهما من الفرس!

ثالثا: المرجع الفارسي علي الخامنئي بالتنسيق مع مواطنه السيستاني
اعترف عدد من قادة الحشد الشعبي، ان الحشد تأسس من قبل الخامنئي وليس علي السيستاني، ولا يحل الا بأمر من قبل الخامنئي، صرحت النائبة الشيعية الولائية أمل عطية في حديث صحفي بتأريخ 19/7/2025 " أن الحشد الشعبي مرتبط مباشرة بمكتب خامنئي ولكن تجهيزاته وامواله من الخزينة العراقية، وأي محاولة للنيل منه أو دمجه مع مؤسسات أمنية أخرى مرفوضة إيرانيا وإطاريا. أن الحشد تأسس بفتوى من خامنئي بالتنسيق مع السيستاني، ولا يمكن حله إلا بفتوى مماثلة من قبلهما". كما أصدرت هيئة الحشد الشعبي في 14/7/2025 توضيحاً بشأن دمجها مع وزارتي الدفاع والداخلية، قال معاون رئيس أركان الهيئة ( أبو عامر العيساوي) في تصريح صحفي إن " ما يثار إعلامياً حول دمج الحشد الشعبي بوزارتي الدفاع والداخلية او حله عارٍ عن الصحة ولا يوجد أي مستند قانوني أو طلب أو أمر بهذا الموضوع وان حله او دمجه مناط حصرا بأمر الإمام خامنئي".

رابعا: الجنرال قاسم سليماني
ذكر المعمم الغريفي وهو من مراجع حوزة قم الإيرانية " ذهب قاسم سليماني الى السيد علي السيستاني، وتكلم معه على اصدار فتوى الجهاد الكفائي، وبحضوره (سليماني) كتب الفتوى، هذا الخبر سمعته من الشيخ اسد قصير، وطرف آخر عن طريق محمد رضا السيستاني، يقول السيد محمد رضا انا بنفسي تكلمت مع السيد السيستاني بإصدار فتوى الجهاد، ولكن عندما جلس معه الشهيد قاسم سليماني اقنعه بلزوم اصدار هذه الفتوى، الموقف الآخر للشهيد سليماني انه استطاع ان يذهب الى الرئيس بوتين في روسيا، ويقنعه بالحضور الى سوريا ليقف بوجه أمريكا".

حقائق أمر من العلقم
غالبا ما يجير النصر على داعش لصالح الحشد الشعبي وهي كذبة تم ترويجها إعلاميا للضحك على الذقون، لأن القوة المشاركة في دحر داعش هي الجيش العراقي، مكافحة الإرهاب، الشرطة الاتحادية، قوات التحالف الدولي من (86) دولة، وكان الجهد الاستخباري امريكي، والغطاء الجوي امريكي، وقامت الولايات المتحدة بـ (13000) غارة على الدواعش الإرهابيين، وكانت المدافع الفرنسية والاسبانية تدك حصون داعش، اما دور الحشد الشعبي فهو دور يكاد ان لا يذكر، فقد كانوا وراء الجيش والقوات المحاربة، لكنهم حصدوا الثمار الناضجة بالقتل والنهب.
هناك من يزعم ان الحشد الشعبي قدم تضحيات بشرية، وهذا امر لا يمكن نكرانه، وكات التضحيات بسبب عدم توفر الخبرة القتالية لهم، واعتمادهم على الأسلحة الخفيفة، وعدم انصياعهم الى قادة الجيش، فكان يتصرفوا دون ضوابط من القادة الميدانيين، إضافة الى انعدام الضبط العسكري.
كما ان اعدادهم كانت قليلة أبان الحرب على تنظيم داعش الإرهابي ولا يتجاوز بضعة آلاف، حتى ان رئيس الوزراء الأسبق حيد العبادي تحدث عن وجود فضائيين، وتساءل كيف اصبح قادتهم أصحاب ملايين من الدولارات؟ مع العلم ان المرحوم (قاسم الزيدي) المسؤول عن حسابات الحشد الشعبي تم تصفيته من قبل الحشد نفسه بعد ان أشار الى وجود العديد من الفضائيين.
من جهة ثانية كان اغلبية عناصر الحشد من الشباب الصغار او كبار السن، ومنهم من لم يمسك السلاح في حياته، هل يعقل ان هذه العناصر الذين لا يعرفوا الواجبات العسكرية، وليس لهم خبرة في القتال بشكل عام ناهيك عن حرب الشوارع يمكنهم ان يقاتلوا الدواعش المتمرسين في القتال والانتحاريين، وينتصروا عليه، حدث العاقل بما لا يعقل، فان صدق فلا عقل له.
الحشد بارع في الفتك بالأبرياء من المدنيين، وكان لهم صولات في قتل العراقيين والسوريين في عهد السفاح بشار الأسد، ولكن عندما سقط الأسد لن يطلقوا طلقة واحدة، بل هربوا من سوريا تاركين السيدة زينب وحيدة، حتى أسلحتهم تركوها في سوريا، هذه هي حقيقتهم، اسود على أبناء وطنهم، وفئران مع الغير.

كلمة أخيرة
ان عدم تأهيل الجيش العراقي، والطعن المستمر من قبل قادة الحشد الشعبي في قدراته، والتذكير الدائم بهروبه من الموصل، الغرض منه رفع شأن الحشد الشعبي، ومن المؤسف ان وزراء الدفاع بلغ بهم الجبن وعدم الحياء بعدم الدفاع عن جيشهم، لقد سكتوا وفي السكوت مذلة.

علي الكاش

تنويه
لدي ملف كامل عن تصريحات القادة الشيعة عن الحشد الشعبي، مع تصريحات القادة الإيرانيين عن نفس الموضوع، لربما ننشره لاحقا، لتبيان الحقيقة لمن يتعقل الأمور ويتقبل الحقائق، بعيدا عن الميول والاهواء المذهبية والطائفية.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

738 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع