وثيقة نادرة بخط عبدالقادر الحسيني ..إننّيْ أُحَمّلُكُم مَسْؤُلِيّة ضِيَاع فَلَسْطين
إعداد: صديق الگاردينيا الدائم
وثيقة نادرة عبارة عن رسالة موجهة من المجاهد الكبير عبدالقادر الحسيني إلى أمين عام الجامعة العربية مؤرخة في 6 نيسان 1948 يقول له فيها ((إنني أحملكم المسؤولية بعد أن تركتم جنودي في أوج إنتصاراتهم بدون عون أو سلاح))..رحم الله الشهيد الحسيني وكل مجاهدي قلسطين والأبطال الذين قدموا أرواحهم ودمائهم فداء لفلسطين ومنهم قادة وجنود جيشنا العراقي الأبطال ولكن الخيانة أتت من الرؤوس.. ونتذكر قصة الأسلحة الفاسدة التي أرسلها فاروق مع الجيش المصري.. ونتذكر قصة القائد العراقي البطل عمر علي وحكاية (ماكو أوامر) كناية عن قرار الزعماء العملاء الذين خانوا القضية الفلسطينية وسلموها لليهود بعد أن كانت الجيوش وبالأخص الجيش العراقي قد سجلت انتصارات باهرة أقضّت مضاجع الصهاينة
ضرب عبد القادر الحسيني خلال معركة القسطل غير المتكافئة مثلاً رائعاً في التضحية والحماسة والاندفاع، وتفاصيل المعركة تدور كما دوَّنها المؤرخون أن الحسيني غادر القدس إلى دمشق في أواخر آذار 1948 للاجتماع بقادة اللجنة العسكرية لفلسطين التابعة لجامعة الدول العربية، أملاً في الحصول على السلاح ليشد من عزم المقاومين على الاستمرار والاستبسال في القتال، وتتحدث كتب التاريخ عن هذا اللقاء بين عبد القادر الحسيني واللجنة العسكرية . يقول الحسيني رحمه الله أن اللجنة العسكرية طالبته بعدم افتعال تصرفات فردية ، وأن جامعة الدول العربية قد أوكلت قضية فلسطين إلى لجنة عربية عسكرية عليا ، وطالبوه بعدم الذهاب نحو القسطل ، فقال ردا عليهم : (إنني ذاهب إلى القسطل وسأقتحمها وسأحتلها ولو أدى ذلك إلى موتي ، والله لقد سئمت الحياة وأصبح الموت أحب إلي من نفسي من هذه المعاملة التي تعاملنا بها الجامعة ، إنني أصبحت أتمنى الموت قبل أن أرى اليهود يحتلون فلسطين ، إن رجال الجامعة والقيادة يخونون فلسطين)..
جنازة الحسيني سار خلفها الآلاف
ثم قفل عائدا إلى القسطل، وجعل يردد قول أخيه القائد الشاعر عبدالرحيم محمود الذي استشهد في معركة الشجرة :
بقلبي سأرمي وجوه العـداة فقلبي حديد وناري لظى
وأحمي حماي بحد الحسـام فيعلم قومي بأني الفتى
أخوفا وعندي تهون الحياة ؟! أذلا وإني لـربي أبى ؟!
قام الحسيني باقتحام قرية القسطل مع عدد من المجاهدين ما لبث أن وقع ومجاهديه في طوق الصهاينة وتحت وطأة نيرانهم فهبت نجدات كبيرة إلى القسطل لإنقاذ الحسيني ورفاقه وكان من بينها حراس الحرم القدسي الشريف، وتمكن رشيد عريقات في ساعات الظهيرة من السيطرة على الموقف وأمر باقتحام القرية وبعد ثلاث ساعات تمكنوا من الهجوم وطرد الصهاينة منها.
استشهد عبد القادر صبيحة الثامن من إبريل عام 1948 م، حيث وجدت جثته قرب بيت من بيوت القرية فنقل في اليوم التالي إلى القدس، ودفن بجانب ضريح والده في باب الحديد، وقد استشهد رحمه الله وهو في الأربعين من عمره، أي في أوج عطائه الجهادي.
ولما خرج الجميع لتشييع عبد القادر الحسيني أبت قوات الاحتلال الصهيوني إلا أن ترتكب مجزرة أخرى فعمدت إلى مهاجمة قرية دير ياسين وأتت أُكلها فلم يبق فيها شيء ينبض بالحياة فقط ركام المنازل وأشلاء الفلسطينيين
668 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع