الدكتور/ محمد صالح المسفر
بالأمس ودعنا عاما ونستقبل عاما جديدا ويحدونا الأمل في أن يقف القادة العرب على اختلاف مسمياتهم وكذلك قادة الرأي وأهل القلم وأصحاب الضمائر الحية وقفة تأمل في حال أمتنا العربية وما قدموه لهذه الأمة من إنجازات وإخفاقات،
على المستوى الشعبي، الشعب العربي قدم إنجازات كبيرة، في مصر تم إسقاط نظام حسني مبارك وإيداعه السجن المؤبد، وبن علي في تونس هرب من غضبة الشعب التونسي، وفي ليبيا أُنهي نظام معمر القذافي بطريقة بشعة، وفي اليمن أزيح علي عبدالله صالح وبقي نص نظامه يعبث باليمن ولكن الشعب اليمني سيواصل إسقاط النصف الثاني وإزاحة رموز حكمه. في البحرين غليان أرجو الله أن يجعل أهل العقل والحكمة في البحرين يعملوا صادقين جادين على تغليب مصلحة الوطن ووحدته وسلامته واستقلاله فوق مصالح الأفراد والجماعات وتجنيب البلاد مهالك الطائفية. في المملكة العربية السعودية قلق نسأل الله أن يثبت القوم على العمل الصالح الذي يضمن لهذه البلاد الوحدة والاستقرار والأمن والاستقواء بتحقيق العدالة والإنصاف والمشاركة في صنع القرار وتفعيل مبدأ المواطنة. وأما أهلنا في الكويت فلا جدال بأن النظام السياسي يواجه حالة انقسام بين الشعب والنظام وأنه يسير إلى منزلق لا تحمد عقباه، وفي الإمارات العربية المتحدة أزمة لا أحد ينكرها تارة مع الإخوان المسلمين وأخرى مع جماعات متهمة بتدبير انقلاب على النظام السياسي، أو القيام بعمل إرهابي وكل ما أتمناه من صانعي القرار في دولة الإمارات أن لا يستمعوا إلى أقوال فلول النظام المصري السابق والفلول الهاربة من غزة والضفة. إن هؤلاء أساءوا إلى شعبهم عندما كانوا في مراكز قيادية ورفضهم الشعب وإخراجهم يهيمون في عواصمنا يؤلبون حكامنا علينا بأقوال ومعلومات تبدو وكأنها معلومات دقيقة ومعظمها من فكر مخابراتي قد لا يكون لها أساس من الصحة.
(2)
هذه القلاقل وعدم اليقين ما كانت لتكون لو أن العرب جميعهم حافظوا على العراق الموحد وحافظوا على استقلاله وسيادته لو فعلوا خيرا في العراق وشعبه العظيم ولما أصاب دول الخليج العربية ما يصيبها اليوم من قلاقل واضطرابات والخوف من المجهول ولما أصاب سورية الحبيبة اليوم من قتل للشعب دون تمييز ودمار وتعنت قيادة فاشلة شعارها المرفوع "أحكمكم أو أقتلكم وأدمر منجزاتكم الحضارية".
دعونا ننسى ما فعلنا بالعراق الشقيق كلنا من عام 1990 ــ 2012 ونكفر عن خطايانا تجاه العراق العظيم.
اليوم ثار الشعب العراقي لاسترداد كرامته وكبريائه، خرج الشعب الأبي في خمس محافظات عراقية تطالب بإسقاط نظام الطائفية وبرنامج المحاصصة، خرج الشعب ليستعيد سيادته ودوره العربي بعد أن اختطفها منا أحفاد العلوج وسلمت مفروشة إلى الاحتلال الفارسي..
نوري المالكي ورهطه في بغداد مشروعهم للعراق أن يكون غنيمة حرب لصالح إيران وعملائها الذين انتسبوا إلى العراق وهم ليسوا من أهله. مشروعهم تصيد القيادات العراقية الوطنية أمثال الدكتور طارق الهاشمي الذي اختلفنا معه عندما انضم إلى ما سمي في ذلك الزمان "بالعملية السياسية" وحذرنا من العواقب ولكن قدر الله أن يخوض الهاشمي التجربة ويكتشف أنه يعمل مع عصابة نهبت أموال العراق النقدية والثروة الطبيعية ونكلت بشعبه وتعمل على التخلص من كل صاحب مشروع وطني للعراق، وتم الاستمرار في عملية التصيد تلك وألحق رافع العيساوي وزير المالية بالدكتور الهاشمي وصدرت اتهامات واعتقالات لأفراد حمايته كما فعل بحماية الهاشمي وأخيرا يحكم على الهاشمي بالإعدام خمس مرات ولا أستبعد أن يصدر الحكم على العيساوي بالإعدام، وهكذا يفعل المالكي بكل رموز العرق. إننا نحيي أهلنا في الموصل وديالى وكركوك وصلاح الدين والرمادي على مظاهراتهم وتضحياتهم من أجل إسقاط النظام الطائفي بقيادة المالكي ورهطه وكذلك نحيي الشرفاء في كردستان العراق الرافضين لهيمنة المالكي وزمرته على مقدرات العراق. إن الشرفاء في كل أرجاء الوطن العربي ينظرون إلى وقفتكم هذه ضد الطغيان والفساد واللصوص نظرة إعجاب وتقدير، ونصرتكم واجبة علينا حتى يتحقق استقلال العراق وسقوط رموز الاحتلالين وعودة العراق إلى سابق عهده رافعا أعلامه من أجل نصرة العرب وقضاياهم العادلة وبناء عراق عزيز متبوع وليس تابعا.
مطلوب اليوم وبشكل عاجل من كل دول الخليج العربية ومن كل شرفاء الأمة العربية ومنهم أهل القلم مناصرة ثورة الأنبار وشقيقاتها في نينوى وكل أرض العراق. إن بقاء المالكي في حكم العراق جريمة كبرى يتحمل مسؤولياتها التاريخية كل من أسهم من العرب في إضعاف العراق وسهل احتلاله من قبل أمريكا وإيران منذ عام 1990 وإلى تاريخه. إننا إذا أردنا أن نهزم الطغيان وجبروت الحكم في الشام فلا بد من قطع موارده القادمة من بغداد. إنه الحكم الذي يربط طهران بدمشق فهل نحن صادقون مخلصو الشعب السوري من ما هو فيه اليوم من محنة؟
آخر القول اللهم انصر شعب العراق على جلاديه، وانصر الشعب السوري على القتلة المجرمين القابعين في دمشق
595 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع