ولاية ثالثة أم ترسيخ الدکتاتورية

                                           

                                                 علاء کامل شبيب

إعتزام قائمة التحالف الوطني التي ينضوي تحتها إئتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالکي رئيس الوزراء على إعادة ترشيخ الاخير لولاية ثالثة، أکدت المخاوف و التوجسات التي عبرت عنها العديد من الاوساط السياسية على حقيقة نوايا المالکي للبقاء في کرسي رئاسة الوزراء بأية صورة و طريقة و اسلوب.

الاوساط السياسية العراقية و الاقليمية التي توجست ريبة من النوايا المشبوهة لرئيس الوزراء نوري المالکي في دفع البلاد نحو حکم فردي و بصورة تدريجية، باتت تلك التوجسات و الشکوك تتجسد على أرض الواقع و يکشف المالکي عن وجهه الحقيقي و يثبت بأن کل الذي قيل و يقال عن إيجابيات العملية السياسية من حيث محتواها الديمقراطي قام و يقوم المالکي بإفراغ تلك المضامين و تغييرها بمنطلقات و مبادئ تجنح الى الاستبداد و الدکتاتورية، وان إصطدام العديد من الاطراف و القوائم السياسية المختلفة مع نوايا و توجهات المالکي، بينت بوضوح بأن العملية السياسية في العراق تمر بمرحلة حرجة و صعبة و دقيقة جدا قد تمهد لواقع سياسي جديد يجسد نظام استبدادي قمعي في المضمون و ديمقراطي في الشکل فقط.
 خضوع نوري المالکي و بصورة غير عادية لنفوذ النظام الايراني و سعيه المستمر من أجل سياسة خاصة تخدم أهداف و أجندة هذا النظام، جعل و يجعل من العراق مجرد وسيلة او جسر لذلك النظام کي يصل الى غاياته و مآربه الخاصة، وان الظروف و الاوضاع الصعبة جدا التي يمر بها النظام السوري و زيادة التوقعات بقرب سقوطه، يدخل هو الاخر کسبب مباشر و قوي لدفع النظام الايراني من أجل ترسيخ حکم فردي إستبدادي في العراق من أجل ضمان وجود معبر و جسر لوجستي له کي يواصل سياساته التخريبية في المنطقة و يستمر بتصدير إرهابه، إذ أن قيام و ترسيخ نظام ديمقراطي تعددي في العراق يشکل خطرا کبيرا جدا على النظام الديني في إيران و من أجل ذلك فإنه يحاول جهد إمکانه لإفشال العملية السياسية العراقية و بمختلف الطرق و الوسائل خصوصا وان المعارضة الايرانية النشطة و المتمثلة بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية قد تمکنت من إيصال صوت و نضال الشعب الايراني في سبيل الحرية و الديمقراطية الى أسماع المجتمع الدولي مثلما قامت بفضح الماهية القمعية و الاستبدادية للنظام و کذلك نواياه العدوانية في برنامجه النووي و مخططاته التآمرية و تصديره للإرهاب لدول المنطقة و العالم، وان خروج منظمة مجاهدي خلق من قائمة الارهاب عکس هو الاخر نصرا سياسيا کبيرا آخرا لنضال الشعب الايراني من أجل الحرية و کان في نفس الوقت بمثابة ضربة موجعة الى النظام لازال يعاني من من تداعياتها، ولأن هنالك أکثر من 3000 من المقاومين المناضلين من أجل الحرية على أرض العراق و قد إعترف بهم المجتمع الدولي کلاجئين سياسيين، فإن النظام الايراني يتخوف کثيرا من مختلف الاحتمالات الواردة خصوصا وانه قد فشل فشلا ذريعا في القضاء على معسکر أشرف و التحديد من دوره و تأثيراته على الشارع الايراني، ومن أجل کل ذلك فإن النظام الايراني هو الذي وقف و يقف خلف المالکي و نواياه المشبوهة في فرض نظام حکم ذو نزعة فردية على العراق.
التظاهرات التي تشهدها المدن العراقية و کذلك المواقف السياسية المختلفة الرافضة للتوجهات الفردية للمالکي، لن تسمح أبدا بأن ينجح النظام الايراني في فرض إرادته و وصايته على العراق و شعب العراق، وان سعي هذا النظام لترشيح  و إبقاء نوري المالکي لولاية ثالثة هو أساسا ليس من أجل سواد عيون المالکي وانما من أجل المحافظة على نظامه القمعي في طهران و الحيلولة دون سقوطه، واننا نرى أن المخاض السياسي العسير الذي يجري حاليا في العراق يجب عن يسفر في نهاية الامر عن وليد شرعي سليم و ليس عن مسخ مشوه لقيط لاينتمي للعراق و شعبه.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

754 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع