علاء الدين الأعرجي
محام/مفكر وباحث عراقي متخصص بأزمة التخلف الحضاري العربي
مقطع من مقدمة كتابي الجديد الذي سيصدر قريباً، إن شاء الله، تحت عنوان
"في مواجهة التخلف:
من أجل هيكل معرفي عربي شامل من خلال إنشاء مؤسسة موسوعية عربية في المهجر"
إن المثقفين العرب المقيمين في المهجر يتحملون مسؤولية مضاعفة تتجاوز كثيراً مسؤولية أقرانهم في البلدان العربية. وذلك لأنهم تحرروا من رقابة السلطات المستبدة القائمة، في جميع البلدان العربية تقريبا، أو سيطرتها أو تأثيرها المباشر أو غير المباشر. كما أن من المفترض أنهم قد تحرروا من معظم قيود "العقل المجتمعي" العربي الإسلامي السائد والمتخلف، التي تُعطِّل قدراتهم الإبداعية. ومن المفترض كذلك أنهم قد أدركوا تزايد عمق وسِعة الفجوة بين العالم المتقدم – تكنولوجياً وعلمياً وفكرياً وديمقراطياً – وعالمنا المتخلف من هذه الجوانب، ما يؤدي إلى سيطرة الأول على الثاني، وهذا ما يحدث فعلاً منذ عشرات السنين. فضلاً عن إدراكهم السرعة الهائلة التي تسير بها عجلة ذلك التقدم وحصائله وتطبيقاته المشهودة، ولا سيما فيما يتعلق بقدرة علوم الاتصال والتحكم (CYBERNETICS)، التي أضحت تتفتق عن ثورة معلوماتية متفجرة في كل يوم. بالإضافة إلى وعيهم العميق (المفترض كذلك) بالكوارث التي توالت على أمتنا نتيجة ذلك التخلف. والأهم من كل هذا، فمن المفترض أنهم ما برحوا يشعرون بالانتماء القومي والثقافي والروحي إلى الوطن الأم، فضلاً عن شعورهم بمسؤوليتهم تجاهه.
1228 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع