حسين أحمد حبيب
شخصيات ثقافية وعلمية واجتماعية في مدينة خانقين/ تسلسل(1)
ابراهيم خداداد كريم
من مواليد قضاء خانقين.محافظة ديالى /1927
عندما يولد الانسان ويستنشق هواء هذه الدنيا لأول مرة يصرخ بكل ما لديه من قوة.معلنا للمحيطين به بأني قد وصلت فأفسحوا لي مكانا بينكم .ويبدأ بالنمو و يسير مع مجرى نهر الحياة في مسيرته المقدرة له ويلاقي في طريقه مشقات الحياة بحلوها ومرها بين الهناء والشقاء.وفي اثنائها يرى الكثير من الامور والأحداث التي تؤثر فيه.أو يحاول أن يؤثر فيها قدرالامكان.
ولكن ثمة اطفال يولدون وفي افواههم ملاعق من ذهب.ومسيرة حياتهم تمر في طريق سوي وبعناء أقل.على الأقل في طفولتهم.هذه الأحداث بعضها تندرس وقسم منها تكون من الشدة.تدخل في اللاشعور. وتستقر الى أن تحدث حادثة معينة.فاذا بها تطفو على السطح.ويتذكر الشخص اموراً قد حدثت في زمن مضى منذ مدة طويلة وبالأخص. زمن الطفولة الأولى.هذا رأي علماء الأجتماع وللدكتور(علي الوردي) مؤلف كتاب(خوارق اللاشعور). يبحث في هذه الأمور.
وسأذكر بعض الأحداث التي مرت عليَّ وأنا أسير مع مجرى نهر الحياة.منذ مدة ليست بالقصيرة الى تكملة المشوار:
دخلت المدرسة لأول مرة سنة 1939 في مدرسة (علياوة) حيث راجعت معلم المدرسة اسمه (السيد محمد) من اهالي( سامراء). وطلبت تسجيلي فيها. وبينت له بأني قد ختمت القرآن عند الملِا.اختبرني المعلم في القراءة وبعض مسائل الحساب.وقال لي سأكتب لمديرية معارف لواء ديالى في بعقوبة.اما الآن اجلس مع تلاميذ الصف الثاني. فجاء الرد بالموافقة من (بعقوبة) وهكذا استمريت في الدوام. ونجحت في الامتحان النهائي الى الصف الثالث.ولما لم يكن في المدرسة صف ثالث.نقلت مع زملائي الناجحين الى مدرسة المنذرية في خانقين. وفيها انهيت الدراسة الابتدائية سنة 1942/1943.وفي هذا الوقت تغير الحكم في العراق بالقوة وشكل الانقلابيون حكومة.وبسببها ترك الوصي على العرش(عبدالأله) و معه العائلة المالكة العاصمة بغداد. وألتجأ الى كركوك.لوجود الحماية البريطانية لآبار وشركات النفط هناك.
واشتدت الأزمة وتدخل الجيش البريطاني لوضع الأمور في نصابها. واثناء ذلك اعلنت حكومة بغداد الأحكام العرفية وطلبت من سكان القرى الحدودية الأنتقال الى المدن الحدودية القريبة من قراهم.وكانت النتيجة دخول القوات الانكليزية بغداد.ورجعت العائلة المالكة الى العاصمة بعد فرار حكومة الأنقلاب. وعادت الأمور الى مسارها السابق.ولكن اثناء المعارك أخذت الحمية تلاميذ الصف الخامس والسادس.مزقوا كتب اللغة الأنكليزية في ساحة المدرسة وقد خرج المدير(سعيد محمد بيرقدار) من الأدارة وخاطب التلاميذ.أبنائي الأعزاء عملكم هذا لم يسئ الى الانكليز بقدر اساءتكم لأنفسكم ولحكومتكم.الكتب التي اتلفتموها تشتريها الدولة بأموال باهضة. وهي اموالكم وقوت يومكم.اطلب منكم أن لا تتكروا مثل هذه الافعال.
وقد تساءل الكثيرون عن حكمة ما حصل في العراق.وهل فكر اولو الأمر حين وقفوا بوجه الجيوش البريطانية التي لا تغيب الشمس عن مستعمراتها ومن ضمنها شبه القارة الهندية بمئات ملايينها البشرية الهائلة.امانوعية السلاح المستعمل في هذه المواجهة غير المتكافئة.فحدث ولا حرج.الجيش العراقي الفتي الذي لم يكتمل بعد.في مواجهة دولة عظمى بكل اسلحتها المدمرة.وفي حالة حرب عالمية ضد دول المحور(المانيا+ايطاليا+اليابان).كانت مغامرة نتيجتها لم تكن لصالح العراق.
نعم كانت حركة طموحة ولكن في غير أوانها كانت مديرية المعارف(التربية) تقيم مهرجانا تسمى(أسبوع المعارف) في شهر نيسان من كل سنة تدعى اليها المدارس الأبتدائية مع تلاميذها المشاركين في فعاليات المهرجان استعدادا للاستعراض الرياضي السنوي العام وفي المساء تشترك مجاميع التلاميذ في فعاليات السمر الليلية(تمثيليات..أغان...الخ)
علما بأن مديرية المعارف كانت تؤمن (المبيت والطعام).وفي الليلة الأخيرة تتهيأ المدارس للسفر غدا الى مناطقهم بعد انتهاء الاستعراض الرياضي التي تشترك فيها كافة المدارس الأبتدائية في اللواء.كنا منهمكين في تهيأة أنفسنا للسفر غدا.قال المعلم(عبد القادر غالب) مدير التربية لاحقا لتلميذ كنا محيطين به اسمه(أحمد) وكان نشطا سريع الحركة وأعطاه (4 فلوس.عانة) اذهب واشتري لنا(گنوژ وخيط).ذهب احمد ورجع بسرعة سيدي ماكو (گنوژ). اخذت بيد احمد الى السوق وفي دكان كان يجلس فيه شيخ نوراني. وبعد السلام عليه طلبت منه (گنوژ)رفع رأسه وقال قبلك جاء صاحبك(صدگ ابني ما عرفت شي يريد.گتله ماعندي)
قلت له عمي الأبرة لخياط الملابس ولكن ما أريده اكبر من الأبرة.ضحك من كل قلبه وقال (گول مخيط وشلك بيه) أجبته نحن تلاميذ نهئ اغراضنا استعدادا للسفر غدا الى اهلنا قال (ابني اهلكم وين) اجبته في خانقين نظر الينا مليا(أنتو كراد) قلت نعم.ابتسم وقال بصوت أبوي حنون(مد أيدك) مددت له يدي فاذا به يملأها من الشكريات الموجودة امامه وكذلك مع صديقي وقال(ترجعون لأهلكم سلامات بأذن الله) و(وتاخذون وياكم سلامي لكل أهل خانقين) شكرته ورجعنا الى المعلم.
سألت نفسي وأنا أكتب هذه الذكريات.ترى اين ذهبت وتوارت تلك القلوب الكبيرة المليئة بالحب والحنان.والتي في كل زاوية منها فسحة واسعة لمحبة الناس الذين يتعامل معهم وحبه الكبير لأبناء وطنه وان لم يكونوا من قوميته. ....تلميذ يتفاهم مع رجل كبير السن وليس بينهما معرفة سابقة...يجيبه بكل أدب واحترام لينال ما يريد شراءه وشيخ وقور يرد له التحية بأحسن منها ويملأ يده بالحلاوة ويدعو له بسلامة العودة لأهله ويحمله تحياته لكل اهل بلدته!!!
هذا والله ما علمنا به ديننا الحنيف وهذا ما يجب أن تكون عليه العلاقات الأنسانية ولكن ما بالنا اليوم.تلميذ صغير يحمل كتبه في الطريق الى المدرسة بكل رغبة وشوق مع زملائه وهم يرددون بصوت جميل كتغريد البلابل ما قرأه أمس في المدرسة.فاذا به في طرفة عين يتلاشى مع اقرانه على اسفلت الطريق قطعا لا يمكن جمعهما.أين نحن من(أحبب الطفل ولو لم يك لك انما الطفل على الأرض ملك) اللهم اهدنا سواء السبيل ..انك على كل شئ قدير
من تلاميذ الصف السادس الذين كانوا معي آنذاك:-
محمود مرادخان,,عبد القادر طاهر,,حسن فهمي طاهر,,احمد حقي فريد,,محمد توفيق محمود,,ابراهيم علي امين,,احمد محمد,,فيض الله حسن,,نظام الدين شمس الدين,,شاكر شكر,,البير منشي حيكه يهودي,,موشي صيون يهودي,,أدور خضوري يهودي,, عصمت جاسم,,محمد رفعت,,ابراهيم خداداد,
اسماء المعلمين في الفترة الابتدائية:-
السيد محمد من سامراء مدير مدرسة علياوة ،سعيد محمد بيرقدار مدير مدرسة المنذرية,,خليل اسماعيل,,عبد الحميد رفعت,,عبد القادر غالب,,عبد الوهاب أنور,,ملوكي ميخائيل.يهودي,,أدور ميخائيل يهودي,, عبدالله عمر.فلسطيني,,عدنان نصولي لبناني****
قلت قبلت في دار المعلمين الريفية وذكرياتها لا تمحوها الأيام
لقد انتقلت الى بيئة جديدة الى مدرسة طلابها من كل انحاء العراق.بقومياتهم واديانهم ومعتقداتهم وعاداتهم المتنوعة والمعاشية مع طلابها.احمل ذكريات تراكمت خلال (5) سنوات من المشاركة الجماعية في الفعاليات اليومية المتعددة.حقا انه عالم لا مثيل له ولن تجده الا في رحاب(دار المعلمين الريفية) ذات الأراضي الشاسعة والمناظر المتنوعة.حقول زراعة الحبوب. بساتين الفاكهة المتعددة.حقول الدواجن والأبقار.ومصنع فرز الحليب.وصناعة منتوجات الألبان.ورشة الحدادة والنجارة.نادي الطلبة.المرسم.قاعة الموسيقى والنشيد.الملاعب الرياضية.يشترك الطالب في كل هذه الفعاليات بمقادير متفاوتة.بالاضافة الى الدراسة النظرية كل هذه الفعاليات كان هدفها الأساس خلق معلم قادر على تحمل كل الأحتمالات.بالاضافة الى خلق مواطن صالح يعرف معنى الواجب. ويكون على بينة من(ما له وما عليه)......
رفع العلم.....كانت مناسبة رفع العلم صباح كل يوم خميس من المناسبات الخلاقة للروح المعنوية والأنتماء للوطن...عندما تصدح اكثر من (1500) حنجرة شابة وبكل قوة(عش هكذا في علو أيها العلم -فاننا بك بعد الله نعتصم)...(عش خافقا في الأعالي ودم-تؤيدك الأحزاب كلهم)...أو(دارنا للريف دومي-رمز مجد وثبات)(بالفنون والعلوم-والسجايا الطيبات)..عندما تسمع رجع صداها تنقلك الى عالم ملؤها الطموح والأمل لمستقبل زاهر.
للوطن- العشاء الرباني---- فكانت ختام جميع الفعاليات.تقام في الليلة قبل الأخيرة.بعد انتهاء الامتحانات النهائية كل سنة لجميع منتسبي الدار (التدريسيين والطلاب وكل عمال الخدمات معا ودون تفريق).في الساحة الخضراء موائد الطعام تنظم بطريقة لو نظرت اليها من فوق ترى(نجمتا العلم العراقي) واحواض معدنية واسعة لقناني المياه الغازية(صودا-نامليت) مغمورة في الماء الثلج.وعند حضور الجميع في الساعة المعينة.يعلن مذيع الحفل من الاذاعة المحلية.
بسم الله وعلى بركة الله...عندما تبدآ الملحمة الكبرى بين المهاجمين وبين محتويات الأواني المليئة بالطعام من كل الأصناف...وعند اشتداد المعركة وبعد فترة مناسبة تسمع نداء(انتباه لطفا)
لقد رفعت أواني الطعام الراية البيضاء لقد اعلنت الهدنة. وهنا تسمع نداءات صادرة من أحواض المياه الغازية بنبرة واضحة ومحبوبة.أن تعالوا الينا لنتعاون معا.لمعالجة آثار ما بلعتموه من الطعام بسرعة ودون مضغ. لكي لا تصابوا بالبطنة وأنتم على وشك السفر.ولكن مَن له الجرأة على التقرب من الأحواض..فهناك عشرات الأيدي متحفزة لدفعه الى داخل الحوض ليصبح قنينة غير غازية في الماء الثلج.ودائما من يحاول مخرجا للحالة الراهنة..
-الطلاب منهمكون في ساحات الألعاب الرياضية بعيدا عن الاقسام الأخرى وفجأةً ترى الوصي (الأمير عبدالأله) واقفا بالقرب منا مع حارسه وكلبه الضخم. وعندما يرى الطلاب يهرعون اليه للسلام عليه فكان يؤشر أن استمروا ولكن من يسمع.ويجلس على الأرض والحاضرون نجلس أمامه.
ويبدأ بالاستفسار عن أحوالنا من كل النواحي.واخيرا يقول من له ملاحظة فليكتبها في ورقة ويسلمها الى الحارس ولا أريد اسماء وانما حالات...
-وقد زار المدرسة اثناء انتشار(ذات السحايا) خاطبنا ومن جملة ما ذكره انتم الآن في الحجر الصحي مع الحراسة ونحن واثقون بأنكم تدركون بأن الحجر الصحي هو لحمايتكم وحماية الشعب والوطن.ونأمل أن تطبق الاجراءات كاملة لأنكم لا تريدون هلاك الشعب وخراب العراق
هذه الذكريات ليست حنينا على ايام مضت لأن الحياة علمتنا (اذا كنت تريد أن تعيش في راحة بال)....(لا تندم على ما فات)
اسماء بعض المدرسين الذين تتلمذت على ايديهم في دار المعلمين الريفية
عبد الحميد البصير الدين*شكري مفتي العربية*وصفي الحسيني الانجليزية*عباس الحديدي التأريخ والجغرافية*عبد الجبار حسون الحساب.الجبر.العلوم*زكي الشناوي الهندسة*محمد سعيد الوكيل زراعة نظرية*جمال مهدي الهنداوي الخط*قاسم محمد الفنان الرسم*اكرم رؤوف بابان الموسيقى .النشيد* محمد شرارة الدين*ميخائيل جرجيس العربية*فوزي محمد موسى الانجليزية* عبدالله يوسف الهندسة* نوري السعيد العلوم*احمد لبيب التومي زراعة نظرية* داوود سلمان زراعة عملية*شكري محمود الدين.العربية* احمد مصطفى الانجليزية* خليل احمد جلو التأريخ*عبدالوهاب الدباغ الجغرافية*ناجي الدوري الهندسة* الدكتور حكيم شريف مدير مستشفى المدرسة*بهجت عبوش الرسم.مصور مشهور في بغداد*مدحت عبدالله التربية وعلم النفس*ابراهيم خطاب الدين.الجغرافية*ابراهيم ابو الفتوح العربية*احمد صوفي الانجليزية*
رفعت البزركان التأريخ.احوال البلاد*ناجي يوسف مدير الأدارة.طريقة تدريس الرياضيات* جبار نومان التربية وعلم النفس* معروف الدوري نجارة* حسين حدادة* اسماعيل ابراهيم الرياضة*عبدالغني الهندسة والجبر* محمد علي مطلوب الرياضة*سليم الرياضة*
اسماء قسم من طلاب الصف المنتهي(الصف الخامس)
ابراهيم احمد طنحاخ ديالى+ابراهيم خداداد كريم ديالى+ايوب محسن عليوي ديالى+محمود مراد خان ديالى+ عباس حسن بهرزي ديالى+كامل عباس العلي ديالى+الياس خلو سفورا موصل+دنحا يلدا مياوش اربيل*عبدالله شيخ خالد سليمانية+قادر كريم كركوك+يوسف رمزي بغداد+حامد حمد العكلة بغداد+رشيد عبد الجليل كوت+خضر عبدالكريم ديوانية+حسن عليوي ناصرية+عطية جابر بصرة........
-انهيت الدراسة الابتدائية سنة 1942-1943كانت الأبواب مغلقة في وجهي لعدم وجود مدرسة متوسطة في خانقين.....
وفي يوم توزيع نتائج الامتحان الوزاري خاطبنا مدير المدرسة الذي كنا نعتبره ابا لنا لأنه كان يحمل همومنا واسمه(سعيد محمد بيرقدار) ابنائي الاعزاء لا يمكنني مساعدتكم سوى أن أقول لكم.في بغداد.مدارس مهنية تقبل الخريجين من امثالكم مثل (دارالمعلمين الريفية) راجعوا تلك المدارس لعلكم تجدون لكم مكانا فيها.
قدمت طلبا لأدارة دار المعلمين الريفية في الرستمية.بغداد. فقبلت فيها وبعد مدة الدراسة التي كانت (خمس سنوات) تخرجت معلما سنة 1947-1948م
عينت لأول مرة معلما لمدرسة المجيدية(فتح جديد) في قرية محمود قجر. ناحية قورةتو-قضاء خانقين-ديالى.....باشرت بالوظيفة في 16/9/1948 واوصلت تلاميذها الى الصف الرابع.
وحدي نقلت الى مدرسة(علياوة) اطراف خانقين وباشرت في 1/10/1951.وعند مباشرتي وجدتها كما كانت عندما كنت احد تلاميذها 1939 دون تطورمنذ تأسسها في اوائل القرن العشرين.اختلفت التواريخ بين(1902-1905).أي قبل 50عاما
اول عمل قمت به.مفاتحة مديرية المعارف(التربية) في ديالى لفتح صف ثالث وافقت المديرية ولكن دون اضافة معلم.لعدم وجود الملاك.قبلت وباشرت العمل (ادارة وتعليم)وفي السنة التالية طلبت فتح صف رابع وافقت المديرية دون اضافة معلم على ملاك المدرسة. توكلت على الله وبدأت العمل وحدي مع الصفوف الأربعة وقد فعلت ذلك في (مدرسة المجيدية) الى أن زار المفتش المدرسة في امتحانات نصق السنة وشاهد بنفسه ما اعانيه من التعب والأرهاق فطلب اضافة معلم فورا على ملاك المدرسة وبعد فترة وجيزة وصل المعلم.وهو من الموصل واسمه عادل محمد صالح....وبعد فترة اسبوع فاتحني حول النقل مع معلم مدرسة كهريز(بالتبادل) وهو ايضا من اهالي الموصل واسمه(غانم حمودي الجراح) وافقت لأجمع بين الصديقين في مدرسة واحدة. فتم نقلي الى مدرسة كهريز(فتح جديد)وباشرت في 2/11/1952
ومرت الايام..في بداية السنة الدراسية1955-1956.جمع قائمقام قضاء خانقين مديري المدارس وخاطبنا قائلا .عند اقامة المهرجان الرياضي هذه السنة 1956 اريد أن تبيضوا الوجوه لأني سأدعو محافظ (كرمنشاه) وقائمقام(قصر شيرين) ومرافقيهم وسيكون المهرجان برعاية السيد متصرف لواء ديالى. وانا مستعد لمساعدتكم وتلبية كافة مطالبكم....
كانت مدرسة (كهريز) اولية مختلطة(للصف الرابع) وكان عدد تلاميذها اكثر من 160 تلميذ وتلميذة...قررت الهيئة التعليمية ان تقوم بعمل غير مسبوق وابدى معلم الرياضة(اسماعيل عاكف) استعداده لتدريب جميع التلاميذ باستثناء التلميذات.وبدأنا العمل مبكرا متعاونين ولكن صادفتنا معضلة قلة الأحذية الرياضية.لفقدانها في السوق.ولكن معضلة حل.فكرنا أن نعوض فقدان الأحذية بصبغ جواريب تلاميذ الصف الوسط عند المسيرة.بصبغ أبيض وهكذا كان ونجحت الفكرة ولم يلتفت احد الى ذلك.وفي اليوم الموعود وعندما اعلن مذيع المهرجان.التهيؤ للمسيرة وبدأت المسيرة على انغام الموسيقى!!!!وعند دخول تلاميذ مدرسة كهريز الأولية:-
تلاميذ صغار في صف طويل اذ كان عددهم الاكبر في الساحة.وهم يدبون على الأرض كالنمل بعزم وقوة وبنسق جميل يتقدمهم تلميذ صغير من الصف الأول حاملا العلم العراقي وبعده علم المدرسة ولوحتها.ومن ورائهم فصائل المسيرة.ومن لحظة ظهورهم في الساحة بدأ التصفيق من الجماهير الحاضرة في الساحة.والكل يصيح(كهريز) الاولى!!!الى أن خرجوا من الساحة.
حقا كانت لحظات لا تنسى!!!!!!!!!!!!!!!!!1
وكانت النتيجة الفوز بالجائزة الثانية للمسيرة.حسب قرار لجنة التحكيم.
ونالت مدرستنا جوائز اخرى في الفعاليات*
حسين أحمد حبيب
589 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع