د.رعد العنبكي
قصة اغنية ( اغدا القاك)
قصة الاغنية
كل الشعراء يحلمون بان تغني قصائدهم سيدة الغناء العربي ام كلثوم
ويلحنها الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب
وعند زيارتها للخرطوم نهاية الستينات وبعد الاستقبال الكبير لها
قررت ان تغني قصيدة لاحد شعرائها
ففي عام 1970 نشر الشاعر صالح جودت في احدى مقالاته الاسبوعية يقول
بعد ان غنت ام كلثوم حفلتيها في السودان في اطار حملتها لدعم المجهود الحربي
في مصر بعد النكسة عام 1967
عادت تحمل شعورا عميقا بشان اهل السودان ودعمهم للمجهود وارادت ان تعبر
عن شعورها بان تغني قصيدة لشاعر من السودان
فجمع صالح جودت سبع دواوين لسبعة شعراء لكي يتم اختيار ام كلثوم لتلك القصيدة
والتي ترغب في ان تغنيها واخيرا تم اختيار قصيدة الشاعر الهادي ادم وغنت ام كلثوم
هذه الاغنية وكانت من الحان الموسيقار محمد عبد الوهاب في عام 1971
ففي الديوان المنوه عنه والذي صدر عام 1962 تحت عنوان ( كوخ الاشواق)والعنوان
الاصلي لقصيدة ( اغدا القاك) هو ( الغد )وتم تغيير كلماتها من قبل الشاعر الهادي ادم
بعد سفره الى مصر ونزوله في الفندق واخذه موعدا مع السيدة ام كلثوم لمقابلتها في اليوم التالي
وفي تلك الليلة التي قبل الموعد المقرر لم يستطع النوم لانه كان خائفا وقلقا ولان الامر ليس
عاديا هل سينجح ام لا ؟ امام كبار الشعراء والنقاد وبينما كان ساهرا كتب هذه الاغنية
اغدا القاك ياخوف فؤادي من غدي
كلمات الاغنية
اغدا القاك ياخوف فؤادي من غدي
يالشوقي واحتراقي في انتظار الموعد
اه كم اخشى غدي هذا وارجوه اقترابا
كنت استدنيه لكن هبته لما اهاب
واهلت فرحة القرب به حين استجاب
هكذا احتمل العمر نعيما وعذابا
مهجة حرى وقلبا مسه الشوق فذاب
اغدا القاك؟
انت جنة حبي واشتياقي وجنوني
انت ياقبلة روحي وانطلاقي وشجوني
اغذا تشرق اضواؤك في ليل عيوني ؟
اه من فرحة احلامي ومن خوف ظنوني
كم اناديك وفي لحني حنين ودعاء
يارجائي انا كم عذبني طول الرجاء
انا لولا انت لم احفل بمن راح وجاء
انا احيا بغدي الان باحلام اللقاء
فات او لا تات او فافعل بقلبي ماتشاء
هكذا احتمل العمر نعيما وعذابا
مهجة حرى وقلبا مسه الشوق فذاب
اغدا القاك؟
هذه الدنيا كتاب انت فيه الفكر
هذه الدنيا ليال انت فيها القمر
هذه الدنيا عيون انت فيها البصر
هذه الدنيا سماء انت فيها القمر
فارحم القلب الذي يصبو اليك
فغدا تملكه بين يديك
وغدا تاءتلق الجنة انهارا وظلا
وغدا ننسى فلا ناسى على ماض تولى
وغدا نسموا فلا نعرف للغيب محلا
وغدا للحاضر الزاهر نحيا ليس الا
قد يكون الغيب حلوا
انما الحاضر احلى
***
ذكرياتي مع هذه الاغنية
في بداية سبعينات القرن الماضي وبالقرب من نهر دجلة الخالد
سكن شخص يدعى ( ابو يعرب) واسمه ( قحطان قصير) في (كشك)صغير
وكان يستمع دائما الى هذه الاغنية ( اغدا القاك) وتثير فيه الشجون والعواطف
وينسجم مع الاغنية ويفسر كلماتها للجالسين وانا كنت معهم حيث كنت اسكن
في تلك المنطقة ( كورنيش الاعظمية ) وكنا نستمع الى هذه الاغنية مرات ومرات
لكون المرحوم ( ابو يعرب ) يمتلك شريط كاسيت واحد وفيه هذه الاغنية ولايريد
سماع اي اغنية اخرى !! بالرغم من اعطائه اشرطة كاسيت لاغاني السيدة ام كلثوم
وانا الان اعيش في ذكريات تلك الاغنية والتي استمع اليها دائما لتذكرني بايام وليالي
بغداد الجميلة وبالاخص مقهى ابويعرب المرحوم قحطان قصير ولولاه لما وجد
كورنيش الاعظمية
الشكر الجزيل للدكتورة علياء الكندي لتلك المقالة الشيقة والرحمة والرضوان
للعائلة العراقية اليهودية والتي احبت وعشقت هذه الاغنية
اغدا القاك
والى لقاء قريب او غد اقرب
اخوكم المخلص
الدكتور
رعد العنبكي
1663 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع