أحمد طابور
الوطنية كما قد وضعت تعريفا لها :
بانها عبارة عن توليف من الذاكرة تشد النفس بحنين واضح نحو مطباتها ، لكنني قلبت تلك المعادلة التي كنت متيقنا منها بعد ان خسرنا المباراة الأخيرة في كرة القدم لبطولة خليجي ٢١ ،التي سأطلق عليها التاريخية رغم اني ابتعد كثيرا عن إطلاق التسميات الكبيرة لأحداث صغيرة كوني وبقناعة المختص اعتبر بان بطولة الخليج بطولة صغيرة لا ترتقي لان نذرف كل هذه الدموع عليها ، الا حلة ال ٢١ فهي استثناء من حيث الوقت العصيب الذي تمر به الأمة العراقية سياسيا واجتماعيا وما يراد له من تأجيج نزاعات اكل الدهر عليها وشرب والتي هي مدعاة استغراب كبير من قبل العالم المتحضر الا وهي الطائفية هذا من باب ، والباب الآخر الا وهو كسبنا لفريق شاب متجاوز كل تخرصات واختلاف السياسيين متناغما مع ما يؤجج مشاعر العراقيين الجياشة نحو غد افضل وعراق قوي موحد .
معظم اللذين شاهدوا المباراة اجزم بانهم قد وحدتهم المشاعر رغم اني أيضاً ابتعد كثيرا عن الإطلاق ، فالجميع عمته الفرحة حين سجلنا هدف التعادل بل بعضهم بالغ بفرحته وقام بإطلاق الرصاص المرفوض قانونيا واجتماعيا ، وألكل انتابه الحزن العميق وصل حد الانتحار الذي سجل لشاب من الانبار ( السنية)وفتى توقف قلبه البض عن الخفقان من طوز خرماتو ( الشيعية )حين اعلن الحكم الغير منصف خالد الغانمي انتهاء المباراة بخسارة الشعب العراقي لفرحة اشتاق لإطلاقها من بين ثنايا حزنه السرمدي .
مايهمني من كل هذا توحد المشاعر العراقية وهل هناك أقوى من الدمعة التي انسكبت وتمازجت بين أطياف الشعب العراقي راسمة صورة بطعم الحب وهي رسالة الى الذين يحاولون المساس والتفريق بين صفوف الشعب العراقي الموجود منذ الأزل وسيبقى الى الأزل وسيمضون وسيبقى الشعب . ورسالة أيضاً الى المغرر بهم بأنكم حين ستحاولون النيل من وحدتكم وقوتكم واستقراركم تذكروا هذا اليوم اللذي بكيتم به على يونس محمود الفذ السني وعلى نور صبري الصنديد الشيعي وآزرتم مساعد المدرب باسل گورگيس المسيحي فكيف لكم ان تشحذ سكاكينكم لذبح العراق وتحت أي مسوغ : الطائفة؟! تبا لها إذا ما كانت تجرح كبرياء العراق وتخريبه وقتل النفس التي خلقها الله تعالى ونفخ فيها من روحه والتي أعزها وقدرها أيما تقدير .
اما ما يخص الغامدي السعودي فاساله اين ضميرك وقسمك لان تحكم بالعدل ، أمباراتنا كان فيها عدل ؟! كيف لك ان تبكي الملايين لترضي بعضهم وكيف لك ان تجعل ابنتي ذات الست سنوات ان تذرف دموعها الغالية واي دموع هي دموعها بكاء نظرتها الى العراق من ثقب مهجرها السويسري ، هذا الذي دعاني ان اقلب موازين معرفتي وتعريفي عن الوطن ، فابنتي تلك ولدت وترعرعت في سويسرا ما حيرني من تساؤل مالذي دعاها ان تحزن كل ذاك الحزن على خسارة المنتخب العراقي والذي لايتحمله حجم قلبها الصغير ؟ انه العراق الذي زرع في جيناتها من أبويها إذن ، انه الجين الوطني الذي يضرب الذاكرة وتوليفها عرض الحائط .
فعليه ومن اجل دموع ابنتي ودموع العراق والارواح التي التحمت بفناءها السرمدي ، اطالب الاتحاد العراقي لكرة القدم ان يقدم شكوى خطية وعلى وجه السرعة الى الاتحاد الدولي في كرة القدم - رغم شكي الكبير بان هذا لا يحدث - ضد طاقم التحكيم السعودي ، علكم هذه المرة تنصفوا العراق ولا تظلموه كما فعلتم مرارا وأنا على استعداد كوني أقطن قرب الفيفا ان أكرس جل وقتي لمتابعة هذا الأمر الذي أتمنى ان يصار الى فعل حقيقي وبالتالي ستكون درسا للقوادم من الايام للذين تسول لهم ضمائرهم المنحطة للنيل من العراق ان يحسبوا لقراراتهم الف حساب قبل ان يقرروا واعتقد بان هذه الخطوة سيباركها المتصدين للشأن الرياضي العراقي وخصوصا وزير الشباب والرياضة المهندس جاسم محمد جعفر والذي انا على يقين بانه سيدعم مشروع إحقاق الحق ونصرة العراق المظلوم .
وكما قال روسو " إذا تنازل الإنسان عن حقه، تنازل عن صفته كإنسان "
احمد طابور
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
645 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع