الدكتور/ محمد البرزنجي
الحراك العراقي الشعبي/الحلقة 2
كلمة السر التي جمعت الحشود وخطة السر التي استهوت المالكي
لقد تفاجأ نوري المالكي بتوافد مئات الآلاف ومن مختلف الاتجاهات والمحافظات الى ساحات الإعتصام، وصمودهم شهراً، وفي مقدمتهم علماء الدين والشباب الواعي وشيوخ العشائر وعدد من الرموز التي شاركت في العملية السياسية امتثالا لقوله تعالى (إنّ اللهَ لا يُغيّرُ مَا بِقَوْمٍ حتىّ يُغيّرُوا مَا بأنفسِهمْ)...
وكان الاندفاع منذ اللحظة الاولى شعبياً عفوياً طوعياً، دون تخطيط من حزب او تنظيم. والظاهر للعيان أنّ هذه الشرائح لم تستطع ان تجتمع من قبل، ولكن الحراك الحالي قد جمعها تحت راية واحدة هي مظلومية اهل السنة والجماعة.. وهنا تكمن كلمة السر التي جمعت كل هذه الحشود ..
في المقابل أراد المالكي ان ينكر الواقع ويصمّ آذانه ويهدّد بالقوة (إن لم يَنتهوا فسوف يُنهوا!!)، ولكن النصائح جاءته فوراً من الحليف الإيراني بالتريّث والتصبر واستخدام الوصفة الطبية السياسية الإيرانية السحرية للتعامل مع هذه الحشود التي لم تكن في الحسبان، بل قدَّرَ لانبعاثها الواحدُ الدَيّان .. فالحليفة إيران لها خبرة طويلة في التعامل مع المعارضة، مع وجود الفارق بين الواقعين الايراني والعراقي، وخطة السر او الوصفة الايرانية كالاتي: محاولة احتواء المظاهرات وتفريغها من فحواها وامتصاص زخمها والاستعداد لقمعها في اللحظة المناسبة...
اما الجزء الاول فعن طريق إرهاب إعلامي تستخدم فيها جميع القنوات الإعلامية تنصب على ترهيب الشعب العراقي في المحافظات الخمس وبغداد وتخويفها من ذكر مسألة مظلومية السنة بأنها (شطر وتقسيم الشعب العراقي !!) ووصف المتظاهرين بالطائفية وانهم يسعون لتحقيق أجندة خارجية وغير ذلك من الاتهامات الجاهزة جنباً الى جنب مع إرسال الوفود المختلفة التي لا يربطها نسق واحد بل مفاوضات عشوائية ليس من وراءها سوى الوعود وكسب الوقت والتسويف والمماطلة والزعم بان مطالب المتظاهرين تختلف وتنقسم ما بين مطاليب شرعية، وغير شرعية، وخدمية وغير خدمية، وبعضها من اختصاص البرلمان وأخرى من اختصاص الحكومة، وبعضها من اختصاص الشعب الخ.. عسى ولعل ان تتعب الحشود وترجع الى بيوتها.
وأخيراً اللجوء إلى زرع بذور الخلاف بين شباب الحراك وعلماء الدين وشيوخ العشائر والرموز السياسية حسب القاعدة الإمبريالية القديمة (فرّق تسد)، وكل ذلك بموازاة حملة اعتقالات جديدة ترعب من لم يشارك لحد الان وتفتّ من عَضُد من شارك في المظاهرات، وخلف الستار استعداد للتدخل بالقوة لإنهاء المظاهرات في الوقت المناسب!!! كما قال المالكي ان لم تنهوها فسوف ننهيها على عادة من سبقه من الدكتاتوريات وكأنَّ دكتاتوراً سابقا يوصي آخر لاحقاً، باحتقار ابناء شعبه واضطهادهم وقمعهم مهما كانت الضحايا... وصدق الله سبحانه إذ يقول:
(أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طاغُوُنْ).. وللحديث صلة بإذن الله
د. محمد البرزنجي
809 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع