علاء كامل شبيب
أثارتني مقابلة تلفزيونية أجرتها قناة السومرية مع باقر صولاغ العضو القيادي في المجلس الاسلامي الاعلى في العراق و البرلماني و الوزير السابق، والتي أماط خلال اللثام عن حقائق مرة و مأساوية بشأن المظالم و الانتهاکات و التجاوزات التي تجري اليوم من جانب"الحکومة الديمقراطية المنتخبة"، بحق الشعب العراقي و التي تعتبر إعترافا صريحا و مباشرا بمختلف الانتقادات و التهم المنسوبة الى هذه الحکومة.
إمرأة عراقية تم إعتقالها لستة أعوام على خلفية تهمة موجهة لأبنها وقد تم الافراج عنها عن طريق الصدفة عندما إنتبه أحد المسؤولين لها کما قال صولاغ، وإلا فإنها کانت ستبقى في السجن لأعوام طويلة أخرى من دون أية تهمة موجهة إليها، بل والانکى من ذلك أن صولاغ أکد بأن عملية الافراج عن أي متهم في حال صدور قرار قضائي بهذا الخصوص فإن العملية ستستغرق 6 أشهر!!
تظاهرات أهل الرمادي و المناطق الاخرى و التي حاولت أطرافا معينة و لغايات و أهداف خبيثة رميها بالطائفية، جاءت في وقت يمر العراق بمرحلة حساسة و خطيرة جدا، حيث يشتد الحصار على النظام الايراني و تزداد أوضاع النظام السوري سوءا و و خامة و مجمل الامرين ينعکسان بصورة أو بأخرى على المشهد العراقي، إذ يبدو أن الانفراج و الاستقرار و السلام و الامان في العراق لايکون أمرا مفيدا و إيجابيا بالنسبة لدول محددة و على رأسها ايران، ذلك أن وجود نظام ديمقراطي برلماني حقيقي يضمن حقوق و حريات الشعب و يحافظ عليها لن يخدم النظامين الايراني و السوري أبدا بل و على العکس من ذلك تماما فإنه يضر بهما و يحرجهما أمام شعبيهما ولذلك فإن النظامان معنيان جدا بتدهور الاوضاع في العراق و سيرها من سئ الى الاسوأ، ومن أجل ذلك فإن إثارة المخاوف من حرب او مواجهة طائفية او عرقية قد تحدث في العراق، مسألة تخدم الاهداف و الاجندة الخاصة بالنظامين الايراني و السوري ومن لف لفهما داخل العراق.
النظام الايراني الذي إدعى و يدعي طوال أکثر من ثلاثة عقود من عمره بأنه نظام يناصر حرية الشعوب و يقف الى جانبها في مواجهة الطغاة، أثبتت التجربتان العراقية و السورية و کمثالين حيين من على أرض الواقع خلاف ذلك تماما، ذلك أن النظام الايراني يحاول منذ عام 2009، إبقاء نوري المالکي کرئيس للوزراء و يساعده للتفرد بالسلطة و إقصاء او تهميش القوى و التيارات الاخرى و تبعا لذلك يقوم بإثارة حالة من الفوضى و عدم الاستقرار في العراق کي يتمکن المالکي من خلال ذلك من إستخدام صلاحياته و سلطاته لقمع الاطراف الاخرى، أما في سوريا، فإن النظام الايراني يقوم بإستخدام و توظيف أقصى طاقاته من أجل إبقاء نظام الاسد القمعي و قمع ثورة و إنتفاضة الشعب السوري، فعن أية مناصرة للشعوب يتحدث هذا النظام؟ بل وان التصريحات الخطيرة و المثيرة لباقر صولاغ وان کانت تدين حکومة"المنطقة السوداء و ليس الخضراء"، فإنها تعتبر قبل ذلك إدانة لأولياء أمور هذه الحکومة في واشنطن و طهران ولاسيما الاخيرة التي باتت تعثو في الارض فسادا و إفسادا و تستخف بکل الامور في سبيل تحقيق غاياتها السوداء المشبوهة و جعل العراق ساحة او مسرحا لتصفية حساباته مع قوى المعارضة الايرانية کما جرى مع العديد من القوى السياسية الايرانية المتواجدة في اقليم کردستان العراق و کذلك الذي جرى و يجري مع سکان أشرف و ليبرتي الذين هم أعضاء في منظمة مجاهدي خلق التي تشکل أهم فصيل إيراني معارض للنظام و يهدد بإسقاطه و إنهاء حکمه الدکتاتوري.
تحسن الاوضاع في العراق و تطورها نحو الاحسن و ضمانة نجاح و إنجاح العملية السياسية في العراق و إستقرار الاوضاع و إستتباب الامن و الامان، يقوم على أساس شرط رئيسي واحد بوضع حد لتدخل النظام الايراني في الشأن الداخلي العراقي، وبغير ذلك فإن المشهد السياسي العراقي سيظل مستمرا على هذا المنوال!
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
920 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع