عبدالله عباس
•( 1 ) فــــن الخـداع
صنـــــاعة أمريكيـــــة
رغم أن المعارضين لترشيح ترامب واثناء حملته الانتخابية نشرو موقفه تجاه عملية غزو العراق اثناء تخطيط ادارة بوش لتلك العمليه وذلك من خلال نشر مقابلة معه حيث يسال وطبقا لما ورد في التسجيل الصوتي ، المذيع هاوارد ستيرن ترامب عما إ ذا كان يؤيد غزو العراق وهل يعتبره ضرورية فأجاب ترامب : ( نعم أعتقد ذلك ) ‘ الا ا ن ترامب يفاجأ الجميع ومنذ بدء تلك الحملة ولحد الان وقد اصبح رئيساً للادارة الامريكية مرشحاً من الحزب الجمهوري المعروف بانه الحزب الذي يقوده صقور الحرب ‘ وهو ينتقد تلك الحرب ومانتجة عنها و وجه انتقاده المباشر لحزبه لقيادة تلك الحرب عام 2003 قائلا وبوضوح ان قرار الحرب ( قد يكون أسوأ قرار اتخذ في تاريخ الولايات المتحدة على الاطلاق ) ‘ ورغم نشر بيان مع بدء حملة الانتخاب موقعا من 60 من المتمرسين بالسياسة الخارجية من الحزب الجمهوري الأمريكي يتعهدون فيه بمعارضة دونالد ترامب ‘ .والموقعون يمثلون دوائر من تيار الوسط بمجال السياسة الخارجية للجمهوريين ودوائر من المحافظين الجدد الذين يؤيدون اضطلاع الولايات المتحدة بدور دولي قوي وكانت لهم سطوة خلال سنوات رئاسة بوش التي امتدت من عام 2000 إلى 2008 ‘‘ وجاء في البيان ( لا يمكننا كجمهوريين ملتزمين ومخلصين أن نؤيد بطاقة حزبية يترأسها ترامب... ونحن نلزم أنفسنا بالعمل حثيثا لمنع انتخاب شخص غير مناسب بالمرة للمنصب.)
نقصد في هذا العرض عن حدث انتخاب الرئيس الجديد للادارة الامريكية ‘ قراءة المضمون المعلن للحدث ‘ ومحاولة تسليط الضوء حسب تصورنا المتواضع للهدف ما وراء اطلاق هذا الكم الهائل من تناقضات مصاحبه لضباب كثيف يحاول ( المصدر وممسك بمصدر القرار والثوابت الادارة الامريكية )
متابع للوضع الدولي واحداثه المتلاحقة ‘ يتذكر انه في اوروبا و امريكا بدء الحديث عن ظهور توجهات ‘ او عودة الى تحركات ( الشعبوية ) بهدف تغيير نمط العمل الادارات المتنفذه في الغرب ‘ وقد صاحب هذا الظهور تذكير من قبل المحللين بأن تصاعد قوة ونفوذ الحركات الشعبوية في الغرب يعود دائماً إلي تداعيات الأزمة المالية والاقتصادية العالمية ‘ وقد أشارت دراسة عن القطاع البنكي والأزمة المالية العالمية إلى أثر هذه الأزمة في خلق فجوة من عدم الثقة بين المجتمعات الغربية ونخبها الاقتصادية والسياسية ‘ولكن وفي كل مرة أن المصادر المسيطرة على ثوابت طموحات الغرب الرأسمالي يمارس العمل المزدوج لعدم استفزاز متحمسين للحركة ‘ وعدم التخلي عن الثوابت التي كانت ولاتزال ( الهيمنة ) على المصادر الاقتصادية العالمية احد اهم اهدافها ‘ وعبر التاريخ ، واجه الرؤساء الأمريكيون مشكلة في إ قناع هذا التيار بدعم سياساتهم الخارجية ‘ واجه الرئيس فرانكلين روزفلت هذه المشكلة ، عندما كان يحاول تحقيق الدعم الداخلي للتدخل ضد قوى المحور أثناء الحرب العالمية الثانية ، فكان وقوع الاعتداء الياباني علي بيرل هاربور قد قدم له مخرجا في ذلك الوقت وقد لجأ الرئيس الأمريكي ، هاري ترومان، ووزير خارجيته دين أشيستون ، إلي خلق ( فزاعة ) الخطر الشيوعي وفي إطار الدفاع عن الولايات المتحدة ضد الخطر الشيوعي ، ساند ا لتيار الشعبوية ميزا نيات الدفاع العالية من اجل تنفيذ التدخل الأمريكي العسكري في الخارج .
ويظهر أن مصدر القرار للحفاظ على الثوابت الامريكية ‘ هذه المرة ‘ ونظراً للارباكات التي اصابت بعض الجوانب لتلك الثوا بت نتيجة حربي افغانستان و العراق و المفاجئة التي اتت بها الانتفاضات التي سميت بربيع شعوب منطقة الشرق الاوسط واضافة ميوعة موا قف باراك اوباما من تلك الارباكات ‘ دفع ذلك المصدر ( وهو يمتلك جيوشاً من المستشارين خلف الستار يخططون ويديرون العمل ) بأن يطلق اختيارين معاً : تهديد الكل بالشعبوية و عنوانه ( أمريكا اولاً ) والتهدئة بضرورة الالتزام بنهج فوضى الخلاقة الذي يعني استمرار نهج الهيمنه باقل الخسارة من خلال فوضى يخلقها اخرين لاشعال ا لحروب بالنيابة ...
فكان اختيار ترا مب الرأسمالي الجشع الذي لايرى منذ نعومة اظافيره سوى ( كيف تربح وتزيد الثروة ) دون حساب لكل شيء يتعلق بالقيم ..! ومنذ اول يوم من بدء حملته الانتخابية اطلق تهديدا لمن يعتبر اخلص حليف لامريكا قبل ان يتحدث حتى بكلمات ناعمة عن الد اعداء امريكا ‘ فكانت السعودية ودول الخليج في المقدمة ‘ علماَ ان احد ركائز الرأسمال الامريكي هو الأستثمار السعودي الضخم في امريكا حيث ترليون دولار هوحجم الأستثمار السعودي وحسب تقرير رسمي لوزارة الخزانة الامريكية ان حجم السندات السعودية في امريكا و وصولها يزيد على 1168 مليار دولار حتى شهر اذار عام 2016 عدى اموال ضخمة مخصصة من السعودية لشراء ( جميع انواع الاسلحة من الشركات الامريكية حتى المستهلكة منها لكي لاتتوقف تلك الشركات عن العمل ...!!! ) ولو ا ستثمر حكام السعودية هذه المبالغ الضخمة في منطقة الشرق الاوسط بطريقة صحيحة بهدف بناء الأرادات الحره والأستقرار السياسي والاقتصادى لكان شعوب المنطقة في نعيم الاستقرار بدل نقمة الشر تلك الحكام .. ‘ ورغم كل تهديدا (وقحاً ..!!) من ترامب للسعودية والدول الخليج ‘ كان حكام تلك الدول ( في المقدمة سلمان السعودي ) هم اول من هنئوه بفوزه ...!! والغريب في الامر ان اعداء السعودية صدقوا ان ترامب ينتقم منهم ولا يمر فترة الا ترى العائلة السعودية يشحت في المنطقة ...!! وماكان ‘ ولايكون ذلك الا الوهم ‘ ليس لان مصدر القرار مخلص يقدر دور السعودية او اي جهة متحالفة معها فالأدارة الامريكية لاتحترم اخلص حليف لها في الغرب فكيف بالشرق وحكامها الهزيلين ..! ‘ بل لان هذا الاختيار لاينسجم مع ثوابتها ‘ وتظل امريكا متمسكة بأن تظل قوة اقتصادية ومالية كوكبية في عالم مترابط الأجزاء بشدة لعلمها وهي متمسكه بسياسة فرض الهيمنه بأن هذا العالم إذا تُرِكَ بلا قوة رادعة فستتمكن كثير من البلدان -في نهاية المطاف- من تهديد مصالحها الأساسية الاقتصادية والأمنية (في الداخل والخارج )‘ وتشهد سجلات التاريخ بأن: سياسات الحماية والانعزالية و"أميركا أولا" هي الوصفة المُثلى لتوجه مصدر القرار الامريكي لخلق الازمات لكارثة اقتصادية وعسكرية في الخارج لادامة انتعاش الداخل .
•( 2 ) تـرامب وحلـــم المظلــــومين في العـــــراق ..!
هناك مثل يقول : ( يأتي حديث ‘ ويذكرك بالحديث اخر..!! ) من شدة القهر الذي ذاقه العراقيين نتيجة ( حملة التحرير العظمى ) التي قادها صقور الحرب الامريكيين ‘ وبعد مرور اربعة عشر عام من ( مسيرة التحرير ) تم خلالها تحطيم كل احلامهم ‘ وهم يعرفون أن كل ماحصل من تخطيط وتنفيذ ( مصدر القرار الامريكي و تم من اجل حفاظ على ثوابت اهدافها في المنطقة ) وكل الذين سلمو لأدارة البلد ‘ فرحين بتدمير دولتهم و يحبون كل أمريكي لانهم فتحوا لهم ابواب النهب والسرقة ‘ اعتقدوا أن تصريحات دونالد ترامب عسى ولعل يكون ضوء في نهاية النفق حتى لو ينطبق على النتيجة ( علية وعلى اعدائي ...!! ) وذلك عندما صرح بقول ( إن الهجوم على العراق ما كان يجب ان يحصل في المقام الاول ) مشددا على القول ( إن قرار أحتلال العراق كان واحدا من أسوأ القرارات ‘ وربما أسوأ قرار اتخذ في تاريخ بلادنا على الاطلاق) وأضاف ( لقد اطلقنا العنان ... إنه اشبه برمي احجار على خلية نحل و إ نها واحدة من لحظات الفوضى العارمة في التاريخ) ‘ ومن شدة اليأس الذي يعيشه العراقييون اعتقدوا أن في أمريكا كما كان اشرار مثل ( بوش و رامسفيلد ) ‘ يمكن أن يكون هناك أناس يصلون الى موقع قريب من مصدر القرار مستعد ان يعيد النظر في ظلم حصل خارج حدود ( ولاياتهم المتحدة ) ناسين من ثقل الظلم الذي وقع عليهم ان احتلال بلدهم واسقاط دولتهم كان اساساً ضمن ثوابت الأدارة الامريكية ومن كان يقودها .
بل أنا كمواطن عراقي شعرت بأسف شديد عندما رأيت الفرح عند كثير من العراقيين عندما اطلعوا على خبر مفبرك يقول : ( صرح الرئيس الامريكي دونالد ترامب قبل ساعات ان اموال السياسيين العراقيين المودعة في المصارف الامريكية هي ملك الشعب الامريكي وضريبة دماء الجنود الامريكان التي ازهقت في العراق ...!!! ) و نشرالخبر المفبرك من قبل المواطنين مع علامات الفرح و بشكل مبالغ فيه مضيفين على الخبر ( عاجل ...عاجل ..) وبعضهم نشر اسماء بعض ( أصحاب مليارات الدولارات ) معتقدا أنه بعد لحظات يتم نقل ثرواتهم من بنوك أمريكا الى وزارة الخزانة الامريكية . ناسين تحت ثقل الظلم الذي اصابهم من الاحتلال انهم يحلمون ليس إلا . وناسين أن حلمهم من المستحيل ان يتحقق عن طريق ترامب او اي من متنفذين في الداخل إلا من خلال ظهور الأرادة الوطنية العراقية .
ان الخيرين في العراق يعرفون انهم امام (رعب الارهاب وفساد السلطة و المحتل من خلال تحالف غير مرئي ‘ ونكاد نجزم ‘ ونعتبر كلامنا ليس ضمن صفة الاطلاق التي تظهر بين العراقيين في حالات الإنفعال ‘ أن الإدارة الأمريكية وأجهزتها الإستخباراتية والمعلوماتيه ‘ وبعد عدد من من السنوات من بقاء قواتها في العراق ‘ وصلت إلى قناعة أنها وبعد الاحتلال وبناء أكبر سفارة لها ومزودة بكل المتطلبات لضمان مصالحها وبعد أن دمرت كل ركائز بناء الدولة العراقية ‘ وبعد ان رتبت الامور إستلام السلطة الى أيادي ‘ من الممكن يفكرون بكل شيء إلا إعادة اعمار العراق وتوحيد صفوف الشعب وبناء الديمقراطية الحقيقية و يداوي جراح العراقيين ‘ بل علموا علم اليقيين سيكون العراق (كما هو الان ) حاضنة للإرهاب الاعمى سيكون له الدور في تزويد الاخرين بالإرهابيين حيثما يتطلب الامر لتخريب اوسع في المنطقة ‘ ونرى الان ‘ أن السلطة في هذا البلد وبالأرقام وبالدلائل الملموسه غارقة في الفساد متعدد الجوانب بشكل غامض بحيث نسى العراقيين من اين تاتي اوجاعهم : من الارهاب ام من الفساد ؟ اوكأنهم يشعرون بوجود تحالف ستراتيجي غير مرئي بين الارهابين و الفاسدين وهذا بنتيجة مرتبط بشكل او اخر بثوابت الأدارات الامريكية والى مدى المنظور لاننا ومع الاسف فقدنا ارادتنا الوطنية حتى اصبح لايعني هذه الارادة بعض من المتربع على السلطة بعد المشاكل المعقدة التي خلقها المحتل بعد ان اضعف سنوات قبل الاحتلال ركائزالمهمة لهذه الارادة ‘ وبعد الاحتلال ولايزال يجري عمل مبرمج ودقيق من قبل اكثر من طرف (وأكيد الادارة الامريكية في المقدمة) لسد اي طريق لاعادة الحياة للعراق لانهم بصراحة يعتبرون (لم يكن للعراق وجود وهو صنيعة انكليزية) انتهت صلاحيته وكأن (الولايات المتحدة الامريكية) وجميع دول العالم (الغربية على وجه الخصوص ) لها خريطة على الارض وكانوا موجودين (عدا العراق) منذ الخليقة .....!! ولله في خلقه شؤون !!
557 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع