موفق نيسكو
مصطلح اللغة الكلدانية وحروفها يعني العبرية، والكلدان هم العبرانيون الإسرائيليون
إن مصطلح اللغة الكلدانية يعني الآرامية التوراتية أو اليهودية، وتسمية الكلدان خاصة باليهود العبريين الذين بعد أن ضعفت واضمحلت لغتهم العبرية القديمة سّمَّوا لغتهم التوراتية بعد السبي البابلي (كلدانية)، والقواميس العبرية مقترنة بالكلدان، وثيقة، رقم 1، 2، وكتب قواعد العبرية والكلدانية واحدة، وهي التي يتحدث بها العبرانيون، وثيقة 3، وحروف وألفاظ العبرية والكلدانية واحدة، وتختلف عن السريانية، وثيقة 4، أي أن اللغة الكلدانية ليست اللغة السريانية الآرامية التي يتكلم بها الكلدان والآشوريين الحاليين اليوم، فهناك فرق بين السريانية (الآرامية) والكلدانية أي العبرية، وثيقة 5، ومصطلح الكلدان يعني العبرانيين، وبعض القواميس مكتوب على الغلاف قاموس عبري وكلداني، لكن في الصفحة الأولى مكتوب قاموس عبري فقط، وثيقة 6، وإلى اليوم في مدينة القدس وفي كنيسة جبل الزيتون (Pater Noster) توجد صلاة أبانا الذي المسيحية في كل لغات العالم، والملاحظ أنها موجودة في العبرية والكلدانية التي تعني الحروف العبرية وتختلف عن السريانية، وثيقة 7، وأنبياء وأولياء اليهود العبرانيون هم كلدان، وثيقة 8، والعهد القديم الكلداني يعني العبري، ويجب ملاحظة أن هناك فرق بين الكلدانية أي العبرية والعربية والسريانية واليونانية، وثيقة 9، والترجوم والكتابات الربانية اسمهما الكلداني، وثيقة 10، والمزامير الكلدانية يعني العبرية، وثيقة 11، واسم خط اللغة العبرية المربع هو الخط الآشوري وثيقة 12.
ملاحظة: لكثرة الوثائق وضعتُ الوثائق في رابط خاص وشرح على الوثيقة نفسها للاختصار.
https://niskocom.wordpress.com/2017/08/27/
إن الكلدان والآشوريين الحاليين هم من الأسباط العشرة التائهة من بني إسرائيل الذين سباهم الآشوريون والكلدان القدماء، وبقوا في العراق، وعند دخول اعتنقوا المسيحية عند دخولها وانتموا للكنيسة الأنطاكية السريانية لأن لغة اليهود كانت الآرامية، وأنطاكية مسؤولة عن كل الشرق، وفي كل تاريخهم بعد الميلاد هم السريان الشرقيون، اعتنقوا النسطورية وانفصلوا عن أنطاكية سنة 497م لأغراض عقائدية وطائفية، ووبقيت عندهم النزعة القومية العبرية طول الوقت، ثم قامت روما بتسمية القسم الكاثوليكي كلداناً وثبت اسمهم رسمياً في 5 تموز 1830م، وقام الإنكليز بتسمية القسم النسطوري آشوريين سنة 1876م، وثبت اسمهم رسميا في 17 تشرين أول 1976م، والكنيسة السريانية الشرقية (النسطورية) التي تنحدر منها الكنيسة الكلدانية أكثر كنيسة ألفت قواميس وكتب لغة في التاريخ وفاقت السريان الغربيون الأرثوذكس والكاثوليك في هذا المجال، فقد ألف آبائهم حوالي مئة كتاب، ولم يرد قاموس واحد باسم لغة كلدانية بل سريانية وأحياناً آرامية، مع ملاحظة إن يهود العراق في المناطق الشمالية إلى أن غادروه سنة 1950م لم يكونوا يتكلموا العبرية باستثناء الطقوس والأدب الديني، بل الآرامية بلهجة الترجوم، وهي نفس لهجة الآشوريين والكلدان الحاليين لأنهم الجميع من بني إسرائيل، ولا يختلف اثنان على ذلك، ونختصر بقول كارل بروكلمان: إن لهجة الكلدان والآشوريين الحاليين هي لهجة يهودية متميزة، (فقه اللغات السامية ص24)، ومنذ أن انتحل الكلدان والآشوريين هذين الاسمين الوثنيين، بدئوا بجهود حثيثة للتخلي عن هويتهم السريانية المسيحية واستعادة هويتهم العبرية اليهو- مسيحية وتزوير كل التاريخ واللغة، وأن العراق هو بديل أورشليم، والآشوريون بدورهم سعوا جاهدين بذلك سياسياً، والكلدان ثقافياً، وقام المطران الكلداني الأثوري أدي شير باختراع عبارة كلدو- أثور سنة 1912م لأغراض سياسية لإقامة كيان عبري كلدو- أثوري شمال العراق متخفي بثوب مسيحي.
إن لغة اليهود المقدسة القديمة هي العبرية المنحدرة من الكنعانية، وسميت لاحقاً عبرية، ولم يرد في العهد القديم اسم اللغة العبرية، بل لغة كنعان، في ذلك اليوم يكون في ارض مصر خمس مدن تتكلم بلغة كنعان (إشعيا 19: 18)، أو اللغة اليهودية أو الاشدودية: "في تلك الأيام أيضاً رأيت اليهود الذين ساكنوا نساء أشدوديات وعمونيات وموابيا، ونصف كلام بنيهم باللسان الأشدودي ولم يكونوا يحسنون التكلم باللسان اليهودي بل بلسان شعب وشعب (نحميا 13: 23-25، و2 ملوك 18: 26،)، ووصلت اللغة اليهودية أو العبرية أوج عظمتها حوالي القرن السابع قبل الميلاد وكانت تقريباً خالصة من الشوائب الآرامية (إسرائيل ولفنسون، تاريخ اللغات السامية، ص89)، ومنذ تلك الفترة أي منذ سبي القبائل العشرة الإسرائيلية إلى العراق الحالي ضعفت العبرية أمام الآرامية (الأب جورج ليونكفيلد، مقدمة لدراسة اللغة الكلدانية، لندن، انكليزي، 1859م، ص4)، وأنظر (آرامية العهد القديم، د. يوسف قوزي، ومحمد كامل روكان ص20-21)، وغزت الآرامية الشرق وأصبحت لغة دولية لسهولتها والانتشار الآرامي الكثيف، وبدأت تقصي جميع اللغات الأخرى كالأكدية لغة بلاد آشور وبابل والعبرية، وكان انتشار اليهود المسببين الكثيف في بلاد ما بين النهرين من الأسباب القوية التي أدت إلى انتشار الآرامية بين اليهود، فشعر اليهود بخطر محدق على لغتهم القومية، ونشط اليهود إلى مقاومة الآرامية وبدئوا بث الكراهية لها بين اليهود بكل الوسائل، ولهم مقولات بذلك في التلمود:" استعملوا العبرية أو اليونانية واحذروا من رطانة الآرامية " أو " لا يُحادث الإنسان أخاه بلغة آرام "، وأحد الأسباب الرئيسة التي دفعت اليهود إلى التقليل من مكانة النبي دانيال هو لأنه كتب جزءً من سفره بالآرامية، ولم تستطع العبرية الصمود أمام الآرامية باستثناء كتاب بن سيراخ سنة 200 ق.م. تقريباً الذي برز بلغة عبرية نقية إلى حد ما، لأن الطبقة المتعلمة منهم نسيت العبرية وأصبحت الآرامية لغة البحث والمجادلة في التوراة، فاضطر أحبار اليهود إلى ترجمة التوراة وأدبهم العبري بالآرامية، وأصبحت العبرية ذو مسحة آرامية (ولفنسون، ص97)، وتٌسمَّى آرامية التوراة أو الآرامية اليهودية أو الفلسطينية، بل لم يكن اليهود يميزون بين آرامية التوراة والآرامية التقليدية التي اجتاحت الشرق كبلاد فارس وبلاط ملوكها، ولذلك عندما كتب اليهود رسالة إلى ارتحششتا الفارسي، قالوا: الرسالة مكتوبة بالآرامية ومترجمة بالآرامية (عزرا 4: 7)، أي أنها تُرجمت من الآرامية التوراتية الفلسطينية إلى الآرامية التقليدية، وكان اليهود يريدون تميز لغتهم عن الآرامية التقليدية نتيجة احتقار اليهود للغة الآرامية، ولكي تتلائم مع معظم أسفار العهد القديم التي كتبت إبان الدولة الكلدنية، وكل الأدب اليهودي العبري اللاحق كالتلمود (التعليم) المشنا (التكرار) والجمارة (التفسير) والترجوم البابلي (ترجمة التوراة وشرحها من العبرية القديمة إلى آرامية اليهود، يقترن اسمها بالكلدانية، وبقيت اللغة الآرامية لغة التحدث والكتابة في فلسطين، ولم يُهتم بالعبرية إلى سنة 219 عندما تأسست مدرسة سورا قرب الحلة في العراق، ولم يُعتنى بالعبرية إلى منتصف القرن التاسع الميلادي، وفي بداية القرن السادس عشر حدث تغيير حاسم في تاريخ الأدب العبري بعد فترة من الانحطاطـ، حيث تمت دراسة اللغة والأدب العبري اليهودي وأصبح منتظماً في الدوائر العلمية ومحصور بشكل جيد (دائرة المعارف اليهودية ص581-582)، ومع كل ذلك وإلى اليوم فالعبرية الحالية ليست العبرية القديمة بل هي ذو مسحة آرامية، وتُسمَّى العبرية الحديثة (دائرة المعارف اليهودية ص585)، ولم تتأثر العبرية كثيراً بسريانية الرها التي أصبحت بعد الميلاد اللغة الرسمية الكتابية والأدبية والدينية للمسيحيين السريان. (آرامية العهد القديم، ص46، المطران أنطوان الصنا، مجلة المجمع العلمي العراقي،1976م، ص10).
إن دانيال النبي هو الذي سمَّى الدولة البالية الأخيرة وحروف لغتها (كلدانية) وليس عائلة نبوخذ نصر أو آخرين، واسم اللغة الكلدانية خاص باليهود العبرانيين ولا يوجد لغة اسمها الكلدانية، ولم يرد اسمها في العهد القديم، ولم تكن الكلدانية لغة أهل بابل أيام نبوخذ نصر، ولا حتى الآرامية التقليدية (السريانية)، لأن الآرامية كانت لغة عائلة نبوخذ نصر فقط، بينما لغة شعب بابل كانت الأكدية- البابلية (سنتحدث عن الموضوع مستقبلاً بالوثائق)، ويُرجِّح العلاّمة الألماني هوك ونكلر Winkler (1863–1913م) أن نبوخذ نصر وعائلته القوية أعطت للكلدان مكانة رفيعة في بابل وطغت على غيرها من الأسماء القديمة حتى إن مؤرخي اليونان والرومان لم يعتدوا بسواهم من حكام بابل، فكانوا يطلقون اسم الكلدان عليهم، وبذلك أحيوا اسم الكلدان وأماتوا أسماء غيرهم من سكان بابل (حامد عبد القادر، الأمم السامية 81).
إن اليهود المسبيين في بابل والنبي دانيال بالذات هم من سمَّى الدولة البابلية الأخيرة القصيرة 73 سنة، وعملياً عصر نبوخذ نصر 43 سنة فقط بالدولة الكلدانية، وسموا حروف لغتهم الآرامية التوراتية أو اليهودية الفلسطينية بالكلدانية، فكانت الكلدانية لغة دانيال الخصوصية. (مرشد الطالبين إلى الكتاب المقدس الثمين 1869م، ص180)، ويقول المؤرخ طه باقر: هناك تسمية شائعة مغلوطة تُطلق على الآرامية هي الكلدانية، ومنشأ هذا الخطأ هو سفر دانيال من استعمال الكلدان للآرامية، ولكن في الواقع إن الكلدانية اللغة التي تكلم بها الكلدانيون أي البابليون في العهد البابلي الأخير، إنما هي اللغة البابلية المتأخرة المشتقة من الأصل الأكدي، (مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة ص310-311)، وتقول دائرة المعارف اليهودية:كانت اللغة الكلدانيين والآشوريين هي السامية البابلية، وفي أواخر الفترة البابلية (فترة نبوخذ نصر) توقف التحدث بالبابلية وحلَّت الآرامية مكانها، واستخدمت بشكل واسع في دانيال وعزرا (ص661-662)، ويقول المطران أنطوان الصنا مستنداً على مصادر عديدة: إن المفسرين القدماء أطلقوا اسم الكلدانية على الآرامية اليهودية التي جلبها اليهود لدى عودتهم من السبي وعُرفت من الآثار التي تركها اليهود، والآرامية الشرقية تأثرت جداً بالعبرية على غرار سائر اللهجات الآرامية اليهودية (ص 8 -9،20)، ويقول دوبون سومر: إن دراسة نقدية لسفر دانيال تبيين إن الآرامية التوراتية أطلق عليها آنذاك اسم الكلدانية (الآراميون، ص162، والخوري أقليميس داود، اللمعة الشهيةـ، ص94)، ويقول البطريرك الكلداني لويس ساكو: اللغة التي نستعملها اليوم هي سريانية الرها وليست كدانية بابل أو آشور، هذا خطأ علمي جسيم.
ويقترن اسم الكلدانية بعدد من المقاطع الآرامية الواردة في العهد القديم كسفر دانيال وعزرا وإرميا لكن الأشهر لأنها الأكثر هي لدانيال، من (إصحاح 2: 4-7:28) عدا المفقودة، والقواميس العبرية وكتب النحويين تحوي المقاطع التي تكلم بها دانيال وعزرا مع العبرانيين، وحتى الحروف التي كتب بها اليهود اللغة العبرية فيما بعد، سمَّوها الكلدانية أو اليهودية، فقد كانت حروف العبرية هي السامرية القديمة ثم استبدلت أيام السبي بحروف شرقية في ضل الدولة الكلدانية، والحروف السامرية هي أصل الكلدانية والعبرية، ويقول المؤرخ يوسيفوس من القرن الأول الميلادي: إن آخر ملوك الكلدان بلطشاصر وحاشيته لم يستطيعوا قراءة الكتابة لأنها مكتوبة بالحرف الكلداني وباللفظ العبراني، فجاء النبي دانيال وفسرها لهم (تاريخ يوسيفوس ص13)، ونتيجة اعتزاز اليهود بالتسمية الكلدانية وضعوا أساطير قائلين: إن هذه الحروف تُنسب إلى المنجمين الأوائل (اسم الكلدان يعني المنجمين، السحرة)، وبهذه الحروف كتب آدم وإبراهيم وموسى، والعبرانيين استخدموها في البرية، وانتقلت هذه الحروف إلى أماكن أخرى..الخ (Edmund Fry، Pantographia، حروف كتابة الأبجديات 1799م، ص29-40، 142)، وأنظر lingues Lhistoire Des، تاريخ اللغات، ص 123-126)، وتُطلق الكلدانية على لغة الترجوم والتلمود أيضاً وهي التي نقلها اليهود إلى فلسطين (دليل اللغة الكلدانية، وقواعدها، نيويورك 1858م، ص16، 119Chrestomathy, Manual of the Chaldee language, containing A chaldee grammar.).
وسبب إطلاق اسم الكلدان هو أن اليهود تمتعوا بقدر من الحرية والأمان قياساً بالمسببين في بلاد آشور التي كانت دموية وهمجية معهم، وكانت بابل مدينة علمية وفي فترة السبي البابلي كتب اليهود معظم أسفارهم وأعطوها صورتها النهائية، ودرَّس الني دانيال في مدراس بابل (دا 1: 4)، وأصبح الرجل الثالث في السلطة في عهد بليشاصر بل الثاني عملياً (رئيس وزراء) لأن الملك نبونيدس أبو بليشاصر ترك المملكة وسكن في تيماء ( دا 5:29)، وتم تبديل اسم دانيال إلى اسم بابلي بلطشاصر ومعناه المُنعم عليه (دا 1: 7، 2: 26)، وأصبح حاكما على كل ولاية بابل، وأشهر تلمود هو البابلي، واليهود بعد السبي شكلوا قوة كبيرة وكونوا مجمعات ومراكز ثقافية باسم بابل حتى أن المؤرخ يوسيفوس (37–100م) أصدر نسخة خاصة من دراساته التاريخية لهم، لذلك لم يتمتع دانيال بمكانة محترمة عند اليهود، فهو مؤرخ أكثر منه نبي، وهو أقل قدراً من الأنبياء الباقين، وموضع سفره ليس بين الأنبياء في الكتاب المقدس العبري، بل في القسم الثالث كتوبيم (الكُتاب)، ولم يُستشهد بدانيال ورفاقه الثلاثة كأبطال عبرانيين كثيراً من اليهود لاحقاً في الإسفار التي تُسمَّى القانونية الثانية وغيرها، لأن اليهود اعتبروه ذو علاقة قوية بالملوك الذين كان اليهود خاضعين لهم (دائرة المعارف الكتابية ج 3ص388، 391-392).
أمَّا خط اليهود المربع فسمَّاه اليهود الخط الآشوري ketab assur (الدكتور رمزي بعلبكي، الكتابة العربية والسامية، ص342، اللمعة الشهية ص51، 67، وأحمد سوسة، العرب واليهود في التاريخ ص612)، وهو المستعمل عند اليهود إلى اليوم (إسرائيل ولفنسون ص100)، وأنظر التوارة السامرية ص17، وأنظر (الأسقف النسطوري (الآشوري حديثاً) عمانؤئيل يوسف، حامل شهادتي الدكتوراه والماجستير باللغة السريانية-الآرامية في كتابه (آشوريون أم كلدان؟ ص90)، علماً أن كل أساقفة النساطرة هم سياسيون، فهو يستشهد بكتاب ستيفيني التي تقول إن الكتابة (الخط) ورد في المصادر اليهودية والمصرية والإغريقية بالأثوري، ويضع علامة استفهام وتعجب!؟، محاولاً التمويه لخلط اسم الخط باللغة والإيحاء أن اسم اللغة هو الآشورية، ناسياً أن كل لغة فيها خطوط كالعربية والخط الفارسي)، وهذا الخط المربع أدخله السامريون في بادئ الأمر هو نفس الخط العبري المربع القديم، وأخذه عنهم سكان يهوذا وسمَّوه القلم اليهودي ثم تركه السامريون، وثمة من يقول أن عزرا الكاهن نقله لهم، والخط المربع كان يستعمل إلى فترة السبي (Pantographia، المقدمة ص14، المتن ص29، 145)، والسامريون هم المعارضين للآشوريين الذين نفاهم الملك سرجون الثاني (721–705 ق.م.)، وأسكنهم في السامرة مكان اليهود الذين سباهم إلى بلاد آشور، وكانت لغتهم الآرامية (يوسف غنيمة، نزهة المشتاق في تاريخ يهود العراق ص95)، وهؤلاء لم يكونوا يهوداً، بل وثنين، فأرسل الله لهم أسوداً لتقضي عليهم، فاستنجدوا بملك آشور، فأرسل لهم كاهناً من المسببين الإسرائيليين (في شمال العراق الحالي) ليعلمهم سنة الله، فاصطلحوا قليلاً وأصبحوا يهوداً وقبلوا الأسفار الخمسة الأولى من العهد القديم فقط (راجع 2 ملوك 17: 24–28)، وكتبوا توراتهم بقلمهم، ولذلك سُمَّي القلم الآشوري أحياناً، وشبيه هذا القلم المربع بعد المسيحية استرجعه النساطرة (الكلدان والآشوريين الحاليين) الذين هم من أصل إسرائيلي، ويُسمَّى بالقلم النسطوري (حسن ظاظا، الساميون ولغاتهم، ص101، اللمعة الشهية، ص75).
منذ القرن الخامس عشر بدأ اليهود والغربيون بحملة أدبية واسعة لكتابة تاريخ اليهود الديني وأحياء لغتهم، فألفوا القواميس وقواعد اللغة، وطبعوا العهد القديم، والتلمود، والترجوم..الخ، وكل هذه المؤلفات طبعوها هي بالاسم الكلداني، والحقيقة إن المقصود بالكلدانية هو اللغة العبرية وليس كلدانية كلدان اليوم، وأصبح اسم اللغة الكلدانية والعبرية اسمان للغة واحدة ولشعب واحد لأغراض سياسية حيث كان اليهود في العراق يشكلون أكبر جالية في العالم، ودائماً اليهود يعتبرون العراق بلدهم الثاني وحدهم الأخير هو الفرات" تكوين 15: 18، قطع الرب مع أبرام ميثاقا قائلا: (لنسلك أعطي هذه الأرض، من نهر مصر إلى النهر الكبير، نهر الفرات). وندرج في نهاية المقال عشرات الكتب من دائرة المعارف اليهودية، ويقول George Longfield في كتابه An Introduction to the Study of the Chaldee Language، مقدمة لدراسة اللغة الكلدانية 1859م، لندن: بالحقيقة أن الكلدانية هي لغة جزء من الكتاب المقدس ودراستها خاصةً أجزء من سفر دانيال ربما تعتبر كافية للطلاب الذين يقصدون التعرف على مبادئ وقواعد اللغة العبرية، فالسريان المسيحيون الأوائل يختلف تفسيرهم للأفكار اليهودية، بينما في الواقع أن الكلدانية هي خاصة باليهود ومشتركة معهم، وأسفار مثل دانيال وعزرا وارميا والأدب الذي نملكه ألان بما يُسمَّى الكلداني خطأ نشأ منذ أيام سبي الأسباط العشرة، وبعد عودة المسبيين من بابل أصبحت لغة اليهود أو العبرانيين آرامية هجينة خاصةً بعد أن أصبحت فلسطين جزءاً من مملكة سوريا حيث تلقت العبرية الضربة القاضية من الآرامية (المقدمة ص 4-5، المتن ص3-4)، ويقول Chrestomathy: إن دراسة الكلدانية تستحق الثناء وهو أمر بالغ الأهمية في مساعدة الطالب أكثر لفهم العبرية، وما هو واضح أنه في كل خطوة من دراسة الكلدانية يزداد تسليط الضوء للتأكيد على ما يتعلق بمعنى وهيكلية العبرية، كما أن دراسة اليونانية واللاتينية والفرنسية تلقي الضوء لفهم الانكليزية، بيد أن الكلدانية هي أقرب بكثير إلى العبرية من تقارب تلك اللغات إلى الإنجليزية، والكتاب المقدس (العبري) والتلمود وكتابات الحاخامات والمختصين هي بالكلدانية، ولذلك من الأهمية دراسة الكلدانية القديمة لتوضيح معاني العبرية.(دليل اللغة الكلدانية وقواعدها، ص7-9).
بعد أن قام الغرب بتسمية السريان النساطرة كلداناً، بدأ الغربيون يُسمَّون اللغة السريانية (الآرامية) لإغراض سياسية عبرية وتبعهم من تَسمَّى حديثاً بالكلدان، وتميز الفرنسيون في هذا المجال لعلاقتهم القوية بالكلدان المسيحيين، فسمَّى الفرنسيون الآرامية (السريانية) بلهجاتها المختلفة كلدانية لشهرة بابل العراق (اللمعة الشهية، ص29، 39-40)، وتقول دائرة المعارف اليهودية إن أول من استعمل اسم للغة الكلدانية على آرامية التوراة هو القديس جيروم، +420م وهي تسمية خاطئة، (ص 662)، وجيروم أقام في فلسطين ودرَّس العبرية جيداً لمدة أربع سنين، ومهمتهُ الرئيسة كانت وبتكليف من البابا الروماني هي ترجمة الكتاب المقدس من اللغة العبرية إلى اللاتينية (الفولجاتا)، ومعروف أن الفرنسيين أخذوا بالاسم الكلداني وكانوا يستعملون اسم العبرية والكلدانية على آرامية فلسطين، وتضيف دائرة المعارف اليهودية:كانت فرنسا قد أخذت زمام المبادرة في الأدب اليهودي منذ حوالي سنة 1150م (ص581)، ويقول المعلم لومون الفرنساوي (1724–1794م): إن لغة الكلدان (الحاليين) في كل الأحوال هي السريانية المشرقية، المسماة خطأ الكلدانية (مختصر تواريخ الكنيسة، ص607، ويقول العلامة الفرنسي جان بابتيست شابو (1860-1948م): إن الآرامية التي كانت تدعى الكلدانية، والظاهر أنهم رجعوا عندنا في فرنسا إلى الاعتقاد القديم والحقوا في دروس السريانية في المدارس العليا، الكلدانية والعبرية التي تُلقى فيها أيضاً محاضرات في اليهودية والتلمودية الربانية، وهذه هي الآثار هي الوحيدة لهذا التعليم في البرامج الرسمية، لكن في الحقيقة إن السريانية هي الفرع الذي وقفنا على ازدهاره من الآداب الآرامية (اللغات الآرامية وآدابها، ص5-6)، وفي سنة 1972 شكَّلَ المطران الكلداني روفائيل بيدوايد (البطريرك لاحقاً) لجنة برئاسته لإعادة طبع قاموس دليل الراغبين في لغة الآراميين للمطران أوجين منا الكلداني باسم قاموس سرياني، واحتاجت الكنيسة لممول، فمَّولَ ابن عم المطران متي بيداويد القاموس لكنه اشترط على طبعه باسم قاموس كلداني، وطُبع هكذا في سنة 1975، ولتبرير ذلك قام المطران بيدوايد بكتابة ما يلي في المقدمة بعد أن يشكر اختصاصي وعلماء اللغة السريانية: (يسرنا أن نفتتح هذا القاموس وهو من المصادر الجلية في اللغة السريانية، مختصرين عنوانه بقاموس كلداني- عربي، وهو العنوان الذي وضعه المؤلف بالفرنسي( vocabulaire chaldeen)، نظراً لأن حروفه بالكلدانية الشرقية ولهجته بالسريانية الشرقية، الكلدانية اللهجة الأكثر استعمالاً في الكنيسة الكلدانية والمشرق الآشورية التي يُشكِّل الكلدان والآشوريين الغالبية آملين أن يحقق الفائدة للناطقين بالسريانية). ويبدو أن تبرير البطريرك مُطابق لما قاله يوسيفوس: إن بلطشاصر وحاشيته لم يستطيعوا قراءة الكتابة لأنها مكتوبة بالحرف الكلداني وباللفظ العبراني، علماً أن الآشوريين يًسمَّون اللهجة السريانية الشرقية، آشورية، وأهل تلكيف، تلكيفية والقرش ألقوشية..الخ، وترجمة كلمة (vocabulaire) هي مفردات وليس لغة، والحرف الشرقي الكلداني هو الأقرب إلى العبري. (وسننشر مستقبلاً نص تعيم البطريرك بيدوايد).
وشكراً / موفق نيسكو
---------------------------
القواميس وكتب اللغة والقواعد باسم الكلدانية والمقصود بها عبرية، علماً أن قسماً كبيراً منها أوردها الأب يوسف حبي في مجلة المجمع العلمي العراقي 1976 ص75-104، وهناك قسم قليل آخر من إضافتي
(القواميس العبرية الكلدانية) DICTIONARIES, HEBREW دائرة المعارف اليهودية ص579-585
David b. Isaac de Pomis "Lexicon Hebr. et Chald. Linguæ, Lat. et Ital. Expositum," Venice, 1587
Johann Buxtorf the Elder, "Lexicon Hebr.-Chald." Basel, 1607, 1615, 1621, 1631, 1645, 1646, 1654, 1655, 1663, 1667, 1676, 1689, 1698, 1710, 1735; "Manuale Hebr.-Chald." Basel, 1612, 1619, 1630, 1631, 1634, 1658
Philip Aquinas (ex-Jud.) "Dictionarium Absolutissimum Hebr., Chald., et Talm.-Rabbin." Paris, 1629
Jo. Plantavitius, "Thesaurus Synonymicus Hebr.-Chald.-Rabbin." Lodève, 1644-45
Sebastian Curtius, "Manuale Hebr.-Chald.-Lat.-Belgicum," Frankfort, 1668
Joh. Coccejus, "Lexicon et Commentarius Sermonis Hebr. et Chald. V. T." Amsterdam, 1669; Frankfort, 1689, 1714; Leipsic, 1777, 1793-96
Henr. Opitius, "Novum Lexicon Hebr.-Chald.-Biblicum," Leipsic, 1692; Hamburg, 1705, 1714, 1724
Joh. Heeser, Lapis Adjutorius, s. Lexicon Philolog. Hebr.-Chald.-Sacrum," part i. Harderov, 1716
Nicol. Burger, "Lexicon Hebr.-Chald.-Lat." Copenhagen, 1733
Jo. Bougetius, "Lexicon Hebr. et Chald." Rome, 1737.
Fr. Haselbauer, "Lexicon Hebr.-Chald." Prague, 1743.
Petr. Guaria, "Lexicon Hebr. et Chald. Biblicum," Paris, 1746
Jo. Simonis, "Dictionarium V. T. Hebr.-Chald." Halle, 1752, 1766; "Lexicon Manuale Hebr. et Chald." ib. 1756
P "Lexicon Hebr.-Chald.-Latino-Biblicum," Avignon, 1758, 1765; Leyden, 1770
Jos. Montaldi, "Lex. Hebr. et Chald.-Biblic." Rome, 1789
Ph. N. Moser, "Lexicon Manuale Hebr. et Chald." Ulm, 1795
Sebastian Münster, "Dictionarium Chaldaicum non tam ad Chald. Interpretes, quam Rabbinorum Intelligenda Commentaria Necessarium," Basel, 1527
Johann Buxtorf the Elder, "Lexicon Chaldaicum Talmudicum," ed. Jo. Buxtorflus the Younger," Basel, 1639
Ant. Zanolini, "Lexicon Chaldaico Rabbinicum," Padua, 1747
Bon. Girandeau, S. J., "Dictionarium Hebraicum, Chaldaicum, et Rabbinicum," Paris, 1778
Th. Imm. Dindorf, "Novum Lex. Linguæ Hebr. et Chald." Leipsic, 1801, 1804
Evr. Scheidius, "Lex. Hebr. et Chald. Man." Utrecht, 1805, 1810
Aug. Fried. Pfeiffer, "Man. Bibl. Hebr. et Chald." Erlangen, 1809
E. F. C. Rosenmüller, "Vocabularium V. T. Hebr. et Chald." Halle, 1822, 1827
J. B. Glaire, "Lex. Manuale Hebr. et Chald." Paris, 1830, 1843
Em. Fried. Leopold, "Lex. Hebr. et Chald." Leipsic, 1832
J. H. L. Biesenthal, "Hebr. und Chald. Schulwörterbuch," Berlin, 1835-47
Samuel Lee, "A Lex. Hebr., Chald., and English," London, 1840, 1844
Fr. Nork, "Vollständiges Hebr.-Chald.-Rabbinisches Wörterbuch," Grimma, 1842
William Osborn, "A New Hebrew-English Lexicon," ib. 1845
B. Davidson, "The Analytical Hebrew and Chaldee Lexicon," ib. 1848
Fr. J. V. D. Maurer, "Kurzgefasstes Hebr. und Chald. Handwörterbuch," Stuttgart, 1851
Connexio literalis psalmorum, in officio B. Mariae Virg. et corroboratio ex varijs linguis Graec. Hebr. Syr. Chald. Arab. Aethiop. & SS. Patribus, vnà cum mysticis sensibus elaborata per Gulielmum Scepreum Anglum, 1596
Decapla in psalmos sive commentarius ex decem linguis; viz. Hebr. Arab. Syriac. Chald. Rabbin. Graec. Rom. Ital. Hispan. Gallic. Unà cum specimine linguae Copthicae, Persicae & Anglicanae mss. in duodecim sectiones digestus. ... Accessit memorabilium Galliae & Italiae, suis locis intertextura à teste oculato cum duplici indice, 1655
(القواعد العبرية الكلدانية)GRAMMAR, HEBREW دائرة المعارف اليهودية ص67-79
Andreæ Sennerti, P. P. in Acad. Wittenberg. Ebraismus, Chaldaismus, Syriasmus, Arabismus nec non Rabbinismus h. e. Praecepta Gramm. totidem LL. Orientalium diversis qvidē in libris, in Harmonia tamen unâ & perpetuâ, novâ, concinnâ atque perspicuâ conscripta methodo; exemplis itemq̀ue; confirmata illustrataque sufficient, 1666
Christophori Cellarii Chaldaismus, siue Grammatica noua linguae Chaldaicae, copiosissimis exemplis, & vsu multiplici, quem Chaldaea lingua theologiae & Sacrae Scripturae interpretationi praestat, illustrata, 1685
Martinez, Martinus. Institutiones in Linguam Hebr. et Chald. Paris. (Salamanca, 1571
Dieu, Ludov. de. Gramm. Linguarum Orientalium, Hebr. Chald. et Syrorum. Leyden. 1683
Altstedius, J. H. Rudimenta Linguæ Hebr. et Chald. Albæ Juliæ (Gyulafehérvár)
Danzius, Jo. Andr, Compendium Gr. Ebr.-Chald. Jena. (1706, 1735, 1738, 1742, 1748, 1751, 1765, 1773.) 1686,
Nucifrangibulum. Jena. Literator Hebr.-Chald.1694
Jena. 1694. Interpres. Hebr.-Chald. (Syntax) Jena1694
Wartha, Jo. Paul,Gramm. Nova Hebr.-Chald. Styria.1756
Sancto Aquilino (Eisentraut). Opus Gram. Hebr. et Chald. Heidelberg.1776
Reineccius, Christ., Gramm. Hebr.-Chald. Leipsic. 1778
Kypke, George Dav. Hebräische und Chaldäische Grammatik (after Danz). Breslau. 1784
Barnard, Sam. A Polyglot Grammar of the Hebrew, Chaldee, etc. Philadelphia.1825
Glaire, J. B. Principes de Grammaire Hébraïque et Chald. Paris. 1837
Wiener, G. B. Grammatik des Biblischen und Targumischen Chaldaismus. 2d ed., Leipsic, 1842; 3d ed., 1882
Petermann. Porta Chaldaica. 2d ed., 1872
Riggs, Elias,A manual of the Chaldee language : containing a Chaldee grammar, chiefly from the German of Professor G. B. Winer, a chrestomathy, consisting of selections from the targums, and including notes on the Biblical Chaldee, and a vocabulary adapted to the chrestomathy, with an appendix on the Rabbinic and Samaritan dialects, 1858
George Longfield An Introduction to the Study of the Chaldee Language,1859
Turpie, David McCalman. A Manual of the Chaldee Language. London, 1879
2277 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع