إسماعيل مصطفى
الأصمعي الجديد "الومبي" / الجزء الثالث
أنجبت محلة الأصمعي الجديد في البصرة المعروفة أيضاً باسم "الومبي" الكثير من الشخصيات المهمة على كافّة الأصعدة الرياضية والفنية والأدبية والعلمية الاجتماعية وغيرها.
سنتطرق في هذا الجزء وباختصار لعدد من هذه الشخصيات التي تركت بصمات واضحة في تاريخ الومبي الرياضي.
عبد الرزاق أحمد وهادي أحمد
عبد الرزاق أحمد وأخوه هادي غنيّان عن التعريف لأنهما يعدّان من أفضل من شغل خط الوسط في المنتخب العراقي لكرة القدم لسنوات طويلة وقد شاركا في احراز بطولات إقليمية ودولية.
في عام 1970 نال عبد الرزاق فرصة تمثيل المنتخبات الوطنية بعد أن أثبت أنه مؤهل تماماً لأن يكون من بين لاعبي النخبة في العراق، واستمرت مسيرته الكروية في التصاعد حتى بات لاعباً أساسياً وسط كوكبة لامعة من النجوم الكبار أمثال صاحب خزعل، الراحل عبد كاظم، مجبل فرطوس، دوكلص عزيز، جلال عبد الرحمن، حازم جسام، الراحل ستار خلف، علي كاظم، فلاح حسن، قيصر حميد، صلاح عبيد، بشار رشيد وغيرهم.
ولعب عبد الرزاق أكثر من أربعين مباراة دولية وشارك في العديد من البطولات لعل أهمها في تصفيات كأس العالم التي جرت في استراليا عام1973، حيث كان أحد اللاعبين الأساسيين في تشكيلة ذلك المنتخب التاريخي، الذي كان قريباً من التأهل إلى نهائيات كأس العالم التي جرت في ألمانيا عام1974، لولا فارق النقطة الواحدة بينه وبين المنتخب الاسترالي.
كما كان عبد الرزاق أحد اللاعبين في تشكيلة المنتخب الوطني في بطولة كأس فلسطين الأولى التي جرت في بغداد عام1972، وأسهم في عام 1973 بفوز المنتخب العسكري العراقي ببطولة "دورة بغداد" بمشاركة منتخبات جيكوسلوفياكيا ونادي سيسكا اوديسيامين السوفييتي ونادي شيلفين البلغاري.
ويضم أرشيف اللاعب عبد الرزاق أحمد العديد من المباريات الجميلة بينها مباراة العراق وايطاليا في بطولة العالم العسكرية التي جرت في بغداد عام 1973 وانتهت بالتعادل (1-1) حيث كان هدف العراق الوحيد في هذه المباراة من تسجيله.
أمّا على الصعيد المحلي فقد تمكن فريق الميناء الذي كان عبد الرزاق أحد أعمدته من الظفر بلقب بطولة الدوري العراقي في موسم 1977-1978 مع نخبة من اللاعبين الدوليين أمثال هادي أحمد ورحيم كريم والمرحوم صبيح عبد علي وعلاء أحمد وجليل حنون وعلي عبد الزهره وكلّهم كانوا نجوماً في المنتخبات الوطنية ولاعبين أسسيين فيه. ونتيجة الإصابات المتلاحقة التي تعرض لها ابتعد عبد الرزاق عن المنتخبات الوطنية وهو في قمّة العطاء، لكن هذا الابتعاد لم يجعل عائلة أحمد بشير تخسر موقعها في المنتخبات الوطنية إذ سرعان ما شغل شقيقه هادي أحمد مكانه بجدارة تامّة حتى بات أفضل لاعب وسط ظهر في تاريخ الكرة العراقية حسب رأي غالبية المتخصصين والمؤرخين والمتابعين لشؤون الكرة العراقية على مدار تاريخها.
شارك هادي أحمد في احراز بطولة العالم العسكرية لكرة القدم التي أقيمت في سوريا وبطولة الخليج التاسعة في بغداد واختير أفضل لاعب في هذه البطولة. وأطلق الكثير من المدربين العالميين ألقاباً على هذا اللاعب الفذّ بينهم مدرب منتخب البرازيل الشهير "كارلوس البرتو باريرا" الذي قال (عندما أقود أي فريق ضد منتخب العراق، أضع خطة اللعب من خلال إيجاد السبل في كيفية ايقاف تحركات هادي أحمد الذي يقوم بصنع ورسم هجمات المنتخب العراقي بطريقة متميزة جدا، وفي كل المباريات التي قدت فيها منتخبي الكويت والإمارات لم أجد من يستطيع إيقاف تحركات هذا اللاعب.. إنه لاعب كبير جداً يستطيع اللعب في أي مكان في العالم).
وأطلق خبراء كرة القدم لقب "المايسترو" و"الداينمو" على هادي أحمد الذي إذا تحرك تحرك الفريق وإذا توقف توقف لما يمتلكه من قدرة عالية على المراوغة والتهديف من مسافات بعيدة وخلق فرص ذهبية للّاعبين الآخرين لتسجيل أهداف جميلة وحاسمة، وبطولة الخليج التاسعة في بغداد خير شاهد على هذه الحقيقة. ومن المهم جداً أن نشير هنا إلى أن هادي أحمد تميز أيضاً بأخلاقه العالية داخل الملعب وخارجه.
ولعب هادي 65 مباراة دولية وسجل أول هدف للعراق في تاريخ مشاركاته الأولمبية في دورة الألعاب الأولمبية في موسكو عام 1980 وهو يعد من أفضل اللاعبين في تاريخ قارة آسيا.
ومن المفارقات الطريفة أن هادي أحمد خاض أول مباراة دولية ضد قطر في عام 1975. وخاض أخر مباراة دولية له أمام قطر أيضاً عام 1982.
وإلى جانب عبد الرزاق وهادي لعب أخوهما هاشم لفريق الميناء في عصره الذهبي. ومن الطرائف أن الأخوة الثلاثة (عبد الرزاق وهادي وهاشم) لعبوا بجوار بعضهم البعض في العديد من المواسم.
ناصر شكرون
ونحن نبحث في ذاكرتنا عن منطقة الأصمعي الجديد "الومبي" نجد عائلة (ناصر شكرون) حيث أولاده الثلاثة البارعون كريم وعادل ومحمد.. الابن الأكبر كريم لعب لأندية الاتحاد والميناء وجميع منتخبات البصرة، والأوسط عادل يكاد يكون أشهرهم من خلال صولاته وجولاته في الملاعب الكروية مع أندية الميناء والزوراء وقياداته للميناء مدرباً، والأصغر محمد لاعب منتخب العراق ضمن الكتيبة الذهبية التي أحرزت بطولة أمم آسيا. ويبقى لاسم عائلة المرحوم (شاكر شنان) حضوره المميّز من خلال أولاده مناضل وليث وأحمد وجميعهم مارسوا كرة القدم في أندية الاتحاد والبحري والميناء ومنتخبات البصرة.
من الأبطال الرياضيين المشهورين على مستوى العراق والوطن العربي والعالم الذين أنجبتهم محلة الومبي "جبار محمد أحمد الكناني" المعروف رياضياً باسم "جبر محمد" في بطولات السباحة والساحة والميدان، وهو حائز على جوائز عراقية وعالمية عديدة في ستينات وسبعينات القرن الماضي، ولم يحطم رقمه القياسي في مسابقة الركض 100 متر إلّا من قبل البطل العراقي المعروف "سامي الشيخلي" الذي برز معه العدّاء حكمت عبد الإمام وهو من أهالي الومبي أيضاً.
ومن أبطال الومبي أيضاً "موحان جبر" في مسابقة الضاحية "الماراثون" و"ضامن رعيّد" بطل الرمح على مستوى العراق، و"رحيم عاصي" في ألعاب الساحة والميدان، و"عاجب عباس" في الساحة والميدان خصوصاً في لعبة "رمي القرص".
في الحلقة القادمة سنشير إن شاء الله إلى رياضيين آخرين أنجبتهم محلة "الومبي" في تاريخها الحافل بالانجازات.
3312 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع