عبدالله عباس
خواطر حول مايحدث حولنا :الوطنية الكلاسيكية و وطنـيــة العــولمـة .!
• ( 1 ) باتجاه إلانهيار
سمعت مصطلح ( الوطنية الكلاسيكية ) لاول مرة على لسان احد المحللين العصريين بعد احتلال العراق من قبل القوات الامريكية بقيادة ( الشرير بوش الابن ) ‘ وبعد ذلك ‘ تكرر سماعي له لاكثر من مرة ‘ وعند متابعتي لمصدر المصطلح عرفت أنه وضع على لسان ( مجموعة من اولاد العصر – كما سماهم الشاعر الكردستاني الساخر الشيخ رضا الطالباني ) قبل عشرات الاعوام وقبل ان نعرف انه سياتي يوم و الادارة الامريكية تتوجه الى هؤلاء الاولاد ‘ وتعتبر أن تدريبهم وتهيأتهم هو احد متطلبات ليس اسقاط الحكم الديكتاتوري في العراق ‘ بل اسقاط اسس الدولة بكل ما فيها من القييم وفي المقدمة اعتبار الروح الوطنية واستقلال ارادتها ‘ تقليد ذهب زمانها وعصرها ‘ فبدأت كمتطلبات تسهيل الاحتلال ‘ يفتح لهم الدورات يعلمهم كيف ينسون العراقيين كل شيء جميل عن تأريخهم ( الكلاسيكي ) و يشجعونهم للتوجه الى كل شيء عصري وفي المقدمة اعتبار الاحتلال ( تحرير ) ‘ واخفاء نياتهم الخبيثة تحت خيمة أخطر اسلوب غربي في عملية ( ظاهره كما يقول المثل حق يراد منه باطل أو الحق ) تحت عنوان ( منظمات المجتمع المدني ...والاشياء الاخرى بدانا نراها على مراحل منذ نيسان 2003 ...! واطلق يد هؤلاء ( اولاد العصر ) في كل الاجهزة الاعلامية عموما و الاجهزة الموجهة تدار مباشرت من واشنطن يتحدث من خلالهم محللين متخرجين من تلك الدورات باللغة كانهم هم صاحب القرار الان وغدا في العراق الى ان وصل بهم انهم يعتبرون الالتزام الاجتماعي بالخلق الاجتماعية نوع من التعدي على حقوق الانسان واعتبار وصول ( مزدوجي الولاء الى مواقع المسؤولية نوع من الرقي المطلوب لبناء الوطن ...!!!
• ( 2 ) الكرد الضحية الاولى
كثيرا ما تحدثنا عن التعقيدات التي تواجه قضية القومية الكردية من خلال استغلالها من قبل القوى المتصارعة من اجل الهيمنة من جهة ‘ و من قبل الدول الاقليمية عموما والدول المقسمة عليهم ( الارض والانسان الكردي ) كانتاج لمعاهدة سيء الصيت سايكسبيكو وهم ايران وتركيا والعراق ‘ أو بالاحرى القوميات العربية والفارسية والتركية من جهة أخرى ‘ وشرحنا كيف ان انقلاب تموز 1958 و تنصل العسكر الحاكم في العراق عن التجاوب مع الحق القومي الكردي المشروع ولجوء الكرد للرد على هذا الموقف الى انتفاضه مسلحة ‘ فتح الباب للتدخل الاقليمي ( ايراني والتركي ) أولا ومن قبل القوى الدولية ذو هدف الهيمنة من جهة أخرى ‘ وكلنا نعرف أن علاقات الدولتين وقبل انقلاب تموز مع العراق بنيت ضمن تحالف اقليمي قوي ‘ ولكن عملية انقلاب بغداد و بدء الانتفاضة الكردية ‘ مثل مافتح جروح العراق الذي عملت ‘ أوبدأت دولة العراق العمل بمعالجتها بشكل موضوعي ‘ كذلك فتح شهية دول الجوار للتوجه الى التعامل مع الصفحات التي اغلقت ايام التحالف الاقليمي والدولي مع العراق ( دولة المؤسسات التي اسقطتها الانقلاب وبسبب تعميق الجروح لم يعد القيام للدستور ومؤسساتها ) ألى ان تم احتلال العراق في 2003 وسقط اخر صرح بعنوان الدولة ‘ ليبنى على اشلائها ماسميت بحكومة المحاصصة التى هي الهدف الحقيقي لعملية الاحتلال ‘ نقول ان تلك الدول دخلت على خط ( دخول الطامعين ) الى العراق من بوابة المسالة الكردية التى هم ايضا يعانون منها ليلعبوا بهذه المسالة بشكل رهيب كلما يكثفون في اللعب ‘ يدفعون المسالة ( وهي مسالة شعب ظلم بكل المقاييس ) نحو المجهول .
كما هومعلوم ‘ أن هذه التدخلات استمرت الى أن أدى الى انهيار الانتفاضة الكردستانية في اذار 1975 عندما اعتبرت اللعبة الاقليمية والدولية ان هذه المسالة ليست ضمن اهدافهم المشتركة وانهم ليسوا بحاجة اليها ولو الى حين
ما أحدثه انهيار انتفاضة الكرد في 1975 ‘ كان درسا قاسيا لعموم الكرد حتى على المستوى القومي في أجزاء كردستان الاربعة ‘ ولكن رغما قساوتها ‘ كانت درسا مفيد للجيل الثاني من قيادة الثورة الكردية ‘ حيث ظهر بوادر تحركهم للملمة الجرح ( كما يقول المثل ) لوضع اساس يرتفع منه راية اعادة الثقة بالارادة الكردية والوطنية اولاَ ‘ فكان توجههم اولا التقيم الموضوعي للمرحلة السابقة ودعوة كل الاتجاهات الوطنية لاخذ درس من ماحدث اولاَ ‘ والتوجه الجدي لبناء حركة وطنية مشروعة تعتمد على الارادة الوطنية وعدم التورط في لعبة الصراعات الاقليمية والدولية اذا لم يكن في التوجه الى دائرتها ‘ تكون ارادة الحركة الكردية لها منهج و قرار ورؤيا يكون ضمان حقوق القومية في مقدمة الضمانات مقابل حضورها في دائرة الصراع .
فكان مواجهة هذا الاختيار الصعب والمتميز للحركة الكردية من قبل كل الدول الاقليمية عموما و الدول المقسمين عليها ارض والشعب الكردي خصوصاَ سريعا و متوقعا من قبل قادة الحركة ‘ فبداءت كل دولة حركة الشد والجذب لمواجهة اختيار النهج الجديد للحركة القومية الكردية ‘ صمد الى حدما قادة الجيل الثاني للحركة امام شراسة كل التحديات ‘ الى أن تدخل نتيجة التصرفات غير المسؤولة للحكومة العراقية مع الاحداث الداخلية و الاقليمية ‘ قوى الهيمنة الدولية بقيادة امريكا لتنفيذ ما كان يخططون له منذ عشرات السنين ‘ لينهوا كل السلطة للارادات الوطنية المستقلة من اجل ادامة اهدافهم الطويلة الامد في الهيمنة اولاَ ومن خلال ذلك امن وبقاء ( وبشكل قوي ) لسلطة الكيان العبيري الاستيطاني الغادر في قلب الشرق الاوسط .
• ( 3 ) عودة الى البداية :
عند مراجعة الوضع الذي خلقتة عملية احتلال العراق ‘ ممكن القول ( وبدون دخول في بعض تفاصيل الاسباب ‘ أو بعض الاسباب ) نرى ان حركة القومية الكردية والتي استغل قادتها بذكاء انسحاب السلطة من اقليم كردستان في بداية التسعينات القرن الماضي و استجابت للضغط الشعبي ( دون ان تستسلم للضغوطات الاقليمية وحتى لبعض الجهات الدولية ) و اسس سلطة فدرالية من جانب واحد مما اجبر من جاء للحكم عن طريق الاحتلال ان ترضخ لهذا الاختيار القومي ‘ ضمن هذا التوجه وضعا مستقرا و امنا اولا للشعب الكردي و كذلك خلق نوع من التفاؤل للوطنيين العراقيين المؤمنين بالحق القومي المشروع للكرد ليفكروا بالعمل من خلال دعم تجربة كردستان للتوجه نحو بناء اسس عودة العراق والمؤسسات الدستورية مضمونة الاستقلال لكل العراق .
ولكن ‘ ظهر أن تخطيط اخطبوط العولمة وطموحات دول الاقليم عرفوا كيف يعملون بشكل منظم لتوسيع مفهوم ( وطنية العولمة ) في مواجهة التوجه الذي يعتبرونه ( الوطنية الكلاسيكية ) ‘ وفي الاقليم كان هذا التوجه اكثر ايذاء من جانب العمل لمنع سير تجربة اقليم كردستان الى شاطئ الامان ‘ فتم اجهاض التوجه الى الاستقلال الاقتصادي لعدم وجود قاعدة منظمة وبدل التعاون مع الخيرين ضمن الاقليم و بغداد ‘ تم اختيار تنفيذ هذا التوجة الى الد اعداء القومية الكردية وهو النظام التركي و شجع كل من له السلطة في الاقليم الى التوجة لتمشية اكثر الامور خطورة الى اي جهة اقليمية الا بغداد ...!! وتم اعتماد في هذا على اللعب على الوتر العاطفي لجماهير الكرد ( حلم الاستقلال ) علما ان المتنفذين اكثر الناس كانوا يعرفون ان اقل مستلزمات هذا التوجة اقليميا و دوليا تحت الصفر هذا عدا ان الوضع داخل الاقليم معقد لحد اختناق الناس من : البطالة ونشر الفساد و صراع بين القوى المتنفذة .....ألخ
في غضم هذه المشاكل جاءت ازمة الانتخابات 2018 ‘ وهي لاتزال تتفاعل داخليا و اقيميا ومع المركز بغداد ‘ اثناء هذه الازمة الحاده‘ اولاد عصر العلولمة المناضلين ضد ( الوطنية الكلاسيكية ) ينصحون الجهات الكردية الوطنية ذو اتجاه اعتماد على الارادة الوطنية مستندة على الشعب بان يختاروا التوجة للقوى الاقليمية معينة لتقوية موقفهم في مواجهة ازمات الاقليم بذلك يستطيع ان يتقدم على ألاطراف الاخرى الذين يتسابقون في الاتصال بالقوى الاقليمية المتنفذه في المنطقة ....!!!! بمعنى انه يشجع مواجهة السيء باختيار الاسوء ‘ فهذه هي روح ( وطنية العولمة ) في مواجهة الوطنية الكلاسيكية في عقل اولاد العصر ‘ ولكن العقدة والمشكلة هنا ان اطراف الصراع وطنية العولمة يديرون الصراع من منطلق ظاهرة التخلف السياسي اسمة ( العناد ) ....!!!
• وختام القول : رحم الله نجيب محفوظ القائل : ( عندما تلتقي السياسة والعناد إ قرأ على البلد السلام ) .
2658 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع