الأصمعي الجديد "الومبي" / الجزء الثامن

                                                 

                         اسماعيل مصطفى


الأصمعي الجديد "الومبي" / الجزء الثامن

نتطرق في هذا الجزء لعدد آخر من الرياضيين الذين أنجبتهم منطقة الأصمعي الجديد "الومبي" وتركوا بصمات واضحة في ملاعب وساحات كرة القدم.

مجبل چويد

جيل السبعينات من القرن الماضي يعرف جيداً من هو "مجبل چويد" كونه أحد أبرز لاعبي كرة القدم على مستوى البصرة والعراق، ولولا الإصابات التي تعرض لها هذا اللاعب الفذّ واضطراره للإبتعاد عن الملاعب مبكراً لكان له شأن آخر لما تميّز به من قدرة عجيبة على المراوغة إلى درجة أن معلم "التربية الرياضية" في المدرسة كان يقسّم الصف إلى فريقين أحدهما يضم "مجبل چويد" وحده، والفريق الآخر يضم باقي الطلاب، فيتمكن مجبل من مراوغتهم جميعهم دون أن يتمكن أحد من انتزاع الكرة من بين قدميه. وهذا الأمر يندر أن تجده في أي لاعب كرة قدم حتى على مستوى العالم، فضلاً عن المستويين القطري والشعبي.

رعد ناصر

من الرياضيين الأفذاذ الذي عرفتهم منطقة الومبي في مجال كرة القدم هو اللاعب "رعد ناصر" الذي اشتهر منذ صغره بقدرته العالية على التحكم بالكرة وبمهارته العجيبة في المراوغة وتمرير الكرة من بين لاعبي الخصم، بالإضافة إلى تسديداته المتناهية الدّقة والتي يصعب على أبرع حرّاس المرمى السيطرة عليها إلى درجة أن بعض هذه التسديدات كانت تتم من مسافات بعيدة ومع ذلك لايتمكن حرّاس المرمى من تحديد إتجاهها والسيطرة عليها لأنها كانت تتسم بنوع خاص من الضربات يطلق عليه شعبياً اسم "ضربات الفرّ" أي أن الكرة تنطلق باتجاه معيّن لكنها ما تلبث أن تغيّر اتجاهها فجأة، ولهذا كان بعض حرّاس المرمى يرمي بنفسه إلى جهة معينة في حين تخترق الكرة "التي يضربها رعد" المرمى وتعانق الشِباك من جهة أخرى.

وتميز هذا اللاعب أيضاً بالضربات الخلفية المعروفة باسم "الدبل كت" والتي لايجيدها إلّا القليل من أمهر لاعبي كرة القدم في العالم.

مهدي السيد

اشتهر "مهدي السيد" بكونه واحداً من أفضل حرّاس المرمى في لعبة كرة القدم في منطقة الأصمعي الجديد "الومبي". والعجيب أنه كان يمتاز ببدن سمين إلى درجة لايصدق معها أحد بأنه يتمكن من التحرك بسهولة إلّا أنه في الحقيقة كان يطير في الهواء لالتقاط الكرة وكأنه "نفّاخة". ومن العجيب أيضاً أنه كان لايتعرض لأي إصابة أو جرح في بدنه على الرغم من أن ساحات الملاعب آنذاك "في سبعينات وبداية ثمانينات القرن الماضي" لم تكن مزروعة بالثيّل أو مغطاة بـ"التارتان"، بل كانت ساحات ترابية وأراضيها صلبة وخشنة في كثير من الأحيان.

وأتذكر جيداً أن الفريق الذي كان يعلب فيه "مهدي السيد" والذي كان يحمل اسم "الميثاق" ذهب في يوم من الأيام لإجراء مباراة مع فريق آخر في منطقة "الشرش" التابعة لمحافظة البصرة، وجرت هذه المباراة في نفس "ملعب الشرش"، وعندما نزل "مهدي السيد" إلى الساحة وهو يرتدي شورتاً قصيراً، بدأ جمهور الشرش بالتندر وإطلاق التعليقات غير اللائقة على هذا اللاعب لأنهم لم يكونوا يعرفونه من قبل، لكن عندما حميت المباراة واشتد التنافس وقف هذا الجمهور مذهولاً أمام الأداء الرائع لمهدي السيد الذي كان يلتقط الكرات الصعبة الواحدة تلو الأخرى وكأن جسمه خالي من العظام، إذ كان يطير في الهواء في كافة الاتجاهات وكأنه "نفّاخة" كما أشرنا، فما كان من الجمهور إلّا أن ترك مكانه وأخذ يتجمع خلف المرمى التي كان يحرسها "مهدي السيد" من أجل الاستمتاع باللقطات الباهرة لهذا الحارس الفذّ الذي كان يدافع عن مرماه كأي غيور يدافع عن بيته ولا يدع أحداً أن يدخلها دون رضاه أبداً.

عائلة "شاني" الرياضية

عُرفت عائلة المرحوم "شاني" بكونها إحدى العوائل الرياضية المعروفة في محلة الأصمعي الجديد "الومبي"، إذ كان أحد أبنائها هو الأستاذ "حاچم" مدرساً لمادة التربية الرياضية، كما كان الإبن الآخر لهذه العائلة واسمه "عبد المنعم" من الرياضيين الموهوبين في مجال كرة القدم. ومن الطريف أن نذكر هنا أن عبد المنعم تمكن في إحدى المرات من مراوغة لاعب في فريق آخر من خلال المرور من بين رجليه لأن عبد المنعم كان قصير القامة نسبياً ولاعب الخصم كان طويلاً جداً وساقاه منفرجتان بشكل غير مألوف.

والأبناء الآخرين لهذه العائلة ومن بينهما "ناطق" و"فرات" كانوا أيضاً من الرياضيين الموهوبين، بالإضافة إلى ذلك كان "ناطق" من الخطّاطين المعروفين، فيما نجح "فرات" في الحصول على درجة علمية عالية في الطب البشري.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1006 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

تابعونا على الفيس بوك