عبدالله عباس
كلمات على ضفاف الحدث
.............
حرامي خجول وحرامي( ابو عيون كّويه ..!! )
في ستينات القرن الماضي ‘ روى لي الفنان التشكيلي المعروف ( الاستاذ جمال بختيار ) حكاية طريفه التالية :
• كنت سامع أن ( .....) وهو شخصية اجتماعية معروفه ‘ مصاب بمرض غريب ورغم ان وضعه المريح ماديا و الناس يعرفونه كرجل ( محترم ) ولكن كان يعاني من ( التلذذ بالسرقه ...سرقة اي شيء يرغب سرقته ..!!) لم اكن اصدق الحكايه ‘ ولكن صادف في احد الايام ان التقيت به وهو يريد دخول مطعم ‘ وعندما رايته و تبادلنا السلام ‘ طلب مني ان ادخل معه الى المطعم وقال : ان الاهل ذاهبين لزيارة احد الاقارب فضطررت ان اتغذى في المطعم .... ولكن انا بادرت طالبا منه ان ياتي معي للبيت وقلت له : عندنا اليوم ( دولمة ) حبذا لو تتفضل ونتغذى سويا ... اقنعته و ذهبنا الى البيت ‘ كنت قبل ذلك قد اشتريت من احد الدكاكين ( بطاريتين ) لـ ( اللايت الذي نستعمله في البيت ) اول ما وصلت ودخلنا غرفة الاستقبال وضعتهم على جهاز الراديو في زاوية الغرفة ‘ بعد ان جلس ضيفي و رحبت به ‘ خرجت من الغرفة لاجلب له قدح من الماء ‘ عند عودتي وانا اقدم له الماء شعرت انه مرتبك بشكل واضح و هو يمد يده لقدح الماء ‘ وبشكل لاارادي نظرت الى مكان الراديو رايت اخفاء ( البطاريتين ) من مكانها وتذكرت مرض الرجل ‘ شرب قليلا من الماء و اخذت منه القدح و خرجت من الغرفة ‘ عند عودتي رايت الرجل جالس بشكل مريح و رايت ان البطاريتين عادتا الى مكانهم سالمين ‘ بعد قليل نادتني زوجتي لافرش السفره للاكل ‘ وخرجت لجلب السفرة وعدت ورايت الرجل عاد مرتبكا و غابت البطاريتين من مكانهم .... وعندما خرجت لاجلب الطعام رفعت يدي الى السماء داعيا ان تأتي الشجاعة لضيفي ويسرق البطاريتين دون ارباك لنتغدى كلينا براحة ....!!! و عندما جلبت الطعام رايت الرجل في وضع طبيعي والبطاريتين في مكانهم ‘ بعد الغذاء وانا اقوم بلملمة الطعام و خرجت الى خارج الغرفة وعند عودتي رايت ( الحرامي الخجول واقفا وراسه منحني ويقول بارباك :
- سفره عامره .. انا لازم ارجع للبيت ‘ الاهل على وصول ومفتاح البيت عندي ..قال هذا و توجه الى الباب وخرج ...نظرت الى مكان الراديو ورايت البطاريتين سرقت والحمد الله ......
وختم استاذ جمال حكايته قائلا : شعرت براحه نفسيه ان السارق قد ارتاح نفسيا و ريحني والله لايبلي احد باي مرض عموما والسرقه من هذا النوع خصوصا ...
غريبة الدنيا ‘ بعد مرور العشرات من الاعوام على حكاية هذا السارق الخجول ‘ وصلنا الى زمن نرى ونسمع عن وجود سراق ‘ يسرقون خلال رمشة عين مدينة بالكامل و يفرغون البنك ولا تنزل قطرة عرق من ( جبينهم خوفا وليس خجلا ....) ....!!!
وانا اتذكر هذه الحكاية ‘ وكلي حزن على احد الاخوه من اعضاء البرلمان عندنا يتعب نفسه و يعلن بالارقام و الدلائل الواضحة فقدان الاموال العامة للرأي العام ‘ مع ذلك ماراينا اي تحقيق وبالتالي ضاع جهده ...والسراق مرتاحين احسن راحه.
633 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع