عبدالله عباس
( شيخوخة والف عيب ) أم الوصول الى ألـف ابداع ؟!
( پیرهمیرد ) الخالد و عادل امام نموذجا ....
للان و رغم مرور العشرين الاول من الفية الثالثة من عمر الانسانية ورغم ان الكثير من العادات والتقاليد في العلاقات بين الانسان في جانبها الاجتماعي تراجعت او تغيرت الى اشكالات اخرى للانسجام مع التطورات نحو الامام في تلك العلاقات ‘ ولكن بقت بعض الامور او التقاليد في جوانبها الشعوريه او التوجهات في العلاقات الاجتماعية من ناحية الشعور النفسي ذو الطابع الرجعي عندما يتعلق الامر بتقيم الامور في اطار المحدد من عمر الانسان ...!
هذه العاده باقية فقط ضمن المجتمعات الشرقية وان الغرب تم مغادرة اعتمادها في العلاقات الانسانية والاجتماعية ‘ والتقليد او العادة تكمن في المثل القائل ( الشيخوخة والف عيب ..!) مثال سلبي حيث يؤمن به الكثير من الناس كأنه توجه ملزم وعلى الانسان عندما يدخل عمره السبعين يتجه في خطوته الاولى الى تأطير كل نشاطاته الانسانية والاجتماعية والتي كان يمارسة قبل ذلك ويذهب الى البيت منتظرا ملكوت الموت ليودع الحياة لان عمر الشيخوخه ياتي معه العيوب فقط ....!!!
تذكرت هذا المثل والحديث بعد ان قراءة اكثر من انتقاد و تعليق نشر ضد اصرار الفنان المصري المشهور عادل امام يدعونه للتوقف عن نشاطاته الفنية لان عمره ( وحسب رؤياهم وليس صاحب الشان ) لايساعد الاستمرار في العطاء بمستوى كان يقدمه من قبل هذا العمر كانهم يقولون له : اذهب الى البيت وانتظر الموت ....!!!
لااقصد في التعليق على موضوع الفنان عادل امام بالذات ‘ بل انتقاد التمسك بهذه الرؤيا الاجتماعيه السلبيه التي تقول ( الوصول للشيخوخه .. يعني الذهاب الى عمر يملئه العيوب ..!!) من هنا على الانسان وحسب العرف الاجتماعي عند عبور عمره سنوات الستين ( في اي قدرة يكون من العطاء والابداع ) عليه اختيار العزله لان الوصول لهذا العمر يعني بدأ ظهور العيوب العمرية علية ان يتجنبها ...!!!
هناك صورة للمؤسس الشرعي للصحافة الكردية المعاصرة ( پيره ميرد – حاج توفيق ) صوره تعود الى نهاية اربعينيات القرن الماضي وهو بلحيته البيضاء ماسك بمفتاح ماكينة الطبع صحيفة ( ژين ) ‘ كلما أراها او اتذكرها اجزم ان عظمة الانسان مؤمن بقدرته لان يجعل الحياة جميله ورائعه مرتبطه بارادة ذلك الانسان كمبدأ وموقف ولا علاقة له بالعمر .. انها الارداة ... والتصميم من اعماق الانسان ليستمر في العطاء ‘ ومايخص الفنان عادل امام ايضا وفي مسلسه الاخير ‘ هو ايضا اكد هذا المنطق الانساني المتمسك بارادة العطاء
حقيقة التجارب الحياتيه للانسان فيما يخص الابداع والعطاء لخدمة الانسانية ‘ فيما نراه بأعيننا الان وما قدم قبل الان تؤكد لنا ان ( ظهور العيب في عطاء اي انسان ) ان يكون عيب واحد او الف عيب ذلك لايتعلق بالعمر ‘ بل انه اولا هو ناتج قدره وارادة للعطاء وثانيا متعلق بالنهج التربوي واختيار طريق الابداع على نهج قويم .. والاستمرار لحد الوصول الى القمة مرتبط بالارادة والاصرار في التمسك بمعنى الابداع الحي ....والسلام عليكم .
• أخر الكلام :
وإن طال فينا خريف الحياة , فما زال فيك ربيع العمر./ مثل فرنسي
641 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع