شعر / مثنى عبيدة حسين
ذئاب ٌ لبست ثوب َ البشر *
ظلموا فهل للظلم ِ من أثر ؟؟
نهشوا لحم َ أبناءهم
فهل أرتضى لهمَُ القدر ؟؟
يظنون َ صاحبهم السعد
فهل اتقّوا الشرر ؟؟
ذئاب ٌ لبست ثوب َ البشر
لا تفرحوا فالدنيا دائرة ٌ
تحني رأسها لمن أصطبر *
ظلمتم أهلكم أرحامكم
فما أبقيتم شيئاً للكبر
لن تُخلد َ نفس ٌ فالكل ُ
تحت َ التراب ِ أذا أنقبر
ذئاب ٌ لبست َ ثوب َ البشر
ظلمتم .. وظلمتم .. حتى قسا
القلب ُ وأمسى كالحجر
تذكرون اليوم َ مودة ً بصلة ِ رحم
لم تزرعون َ لها أو تسقى َ بنهر
أين كانت بصيرتكم ؟
أم أعمتكم الدنيا ومال ُ مُنهمر
أم حسبتم أنكم جبال
لن يكون َ لها مُندثر
هل آمنتم مكر َ الله ؟؟؟
إنه خير ُ من دّبر َ ومكر
ذئاب ٌ لبست ثوب َ البشر
كنا نأكل ُ .. خبز ً بالشاي .. بصل
وموائدكم الكلب ُ منها قد ضجر
تلبسون َ وترمون َ ما تلبسون
بتموز يقطرُ منا عرق ُ حر
كيف لا وقد سترنا الأجساد َ
بقماش ٍ من شتاءٍ أمضى .. أمر
تبتعدون َ منا تهربون
لأنا بزعمكم مرض ٌ وباء ٌ خطِر
لا تعرفون َ أشكالنَا صورَنا أسماَءنا
نسمع ُ بكم قصة ً غابرة ً فيها عبر
ماتت منا أجيالٌ وأجيالاً
فهل منكم من توقف أعتبر ؟؟
ذئاب ٌ لبست ثوب َ البشر
تروننَا بعيونِكم أطفالا
لا نفقه ُ لا نعرف ُ لا يحق ُ لنا النظر
ليالينا موحشة تحت َ البرد ِ والمطر
قضيتموها بدفءٍ .. ضحكات ِ.. سمر
فعالُكُم جحودُكُم جبروتكُمُ
كم ترك َ فينا ألم قهر
عيوننا دامعة والروح فيها جراح ٌ
لن ننساها على مر الزمان ِ و الدهر
أعوام ٌ.. عقود ٌ عشناها
بكَدًِّ.. تَعَب ٍِ .. كَدَر
فماذا نقول فيكم غير
رفع ُ اليدين ِ وقت َ السحر
بدعاءٍ يُزلزل ُ الأرض َ
يخشاه الطير ُ والحجر
إن أردنا الحكم َ فيكم
فتكفيكم ساعة ُ العرض ِ والحشر
إذ تزيغ ُ الأبصار ُ
وينفرُ من هولها البشر
ليأتي الرحِم ينقذ ُ
من كان له واصل ٌ أبر
من نار ِ لهيبها مُستعر
يَصلى بها من تجبر أو كفر
قد نعفو ونصفح عنكم ُ
فخُلق الكريم ِ الترفع ُ عندَ الضرر
هذه الدُنيا تكمل ُ دورتها
الشمس ُ بكبد ِ السماء ِ والقمر
الغيث ُ قادما حتى انهمر
إمتلات به الوديان َ والبحر
حتى أزهر َ الورد ُ وأينع َ الشجر
وألقى بحضن ِ أمُنا الثمر
ها نحن باقون شامخون
وأنتم أول من ولى هارباً و فر
الم نقل لكم صلوا أرحامكم أهلكم
بكلمةٍِ لمسة ٍ تنفعكم لحظة َ الرحيل ِوالسفر
نـُقلب ُ الأوراق َ فلا نجد
بأرواحنا فعل ٌ لكمُ ذو أثر
ها قد أمسيتم اليوم َ
أحياء ً أمواتاً مومياء َ صخر
فمن منا بفضل ِ الله أنتصر
فمن منا بنصر ِ الله ظفر ؟؟
مثنى عبيدة حسين
** هذه القصيدة محفورة في ذاكرتي منذ خمسة وعشرين عاماً
وقد أكملتها في 18 / 5 / 2012 م .
ـ إلى كل قاطع رحم ظالم لأهله وناسه وشعبه سواءً كان حاكماً أو محكوماً بغض النظر عن دينه أو عرقه أو قوميته أو بلده .
1314 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع