يوسف علي خان
اللاعنف والنضال السلمي او الادارة عن بعد في اسقاط الانظمة بدعة كبرى يروج لها اصحاب المصالح في إثارة الشعوب ضد السلطات الحكومية لاسقاطها أو اسقاط الدولة برمتها متخذين من مباديء حقوق الانسان التي اقرتها الامم المتحدة...
من حق االشعوب بالتظاهر السلمي الذي يعبرون من خلاله عن مطاليبهم المشروعة للسلطات الحاكمة كما اشاعت عند تشريعها لهذه المباديء .. كي تلتزم بها الحكومات وتقوم بتنفيذها ...وهذا الشعا رالذي رفعته الدول الكبرى كذب كما يعرف الجميع... وعدم مصداقيته واستحالة تحقيقه حتى في ارقى الدول تقدما واكثرها ديمقراطية... فلابد ان تنقلب جميع التظاهرات في نهاية المطاف الى عنف تسود فيه الفوضى ويعم فيه الاقتتال حيث تأخذ الحمية والانفعال والحماسة جمهرة من المتظاهرين فيتجهوا الى المرافق العامة محاولين اقتحامها فتتصدى لهم قوات الامن المتواجدة او شرطة مكافحة الشغب أو حتى جماعة من مناصري السلطة ومؤيديها.... فتشتبك الاطراف ويبدا العنف والعنف المقابل وتنتهي عندها نظرية التظاهر السلمي.... فليس هناك على ارض الواقع ما يطلق عليه نفاقا نضالا سلميا لا يتخلله العنف..... فهو بدعة وخدعة في نفس الوقت لاثارة القلاقل ..والامثلة كثيرة ومتعددة وهل يستطيع مروجوا هذا الادعاء أن يذكروا تظاهرة واحدة استمرت بلا عنف وضرب وجرح وسفك دماء .......واسباب استحالة قيام نضال سلمي كثيرة ومتنوعة فقد لا يتعلق الامر بالسلطة الحاكمة وقد لا يكون لها دخل فيما يحدث... ولو أن الامر يصعب توقعه فالسلطات في كل الازمنة تحرص على حماية نفسها ولن تسمح لاحد بان يعارضها ويضغط عليها ويحاول الانتقاص من سلطاتها... مع كل ما تدعيه من روح التسامح والادعاء بالتمسك بالمباديء الديمقراطية .. مما يدفعها من اجل التصدي الى اتخاذ العديد من الاجراءات تجاه اية جهة فرد كان أم جماعة او تنظيم أن يثير القلاقل او يحتج على تصرفاتها وتعتبره تطاول عليها ... فالنرجسية في النفس البشرية دون أي استثناء تدفع ولاة الامور شيئا فشيئا الى تقوية نفوذها والاستعلاء على محكوميها من ابناء شعبها..... كما تحاول أن تنتزع صلاحيات اكبر كلما سنحت الفرصة لتحقيق ذلك حتى تصل الى قمة الديكتاتورية والاستبداد.... باستعمال كافة الطرق بل وباستغلال الشعوب نفسها لدعمها وتاييدها في باديء الامر برفع الشعارات الوطنية والقومية كما حدث في مصر في عهد جمال عبد الناصر الذي جعل من القومية والوطنية وسيلة شعبية عارمة لتاييده حتى تمكن وترسخت اقدامه واصبح ديكتاتورا اتى بمدير مخابراته (( نصر ))الذي طبق اعتى انواع الظلم والتعسف والتعذيب وهو ما فعله هتلر وموسليني وهو ما تفعله كل الحكومات التي تحاول حصر كل الامور بيده...ا فلا بد ان يكون ذلك على حساب حقوق الشعب وتقليصا لهذه الحقوق التي يتمتع بها.. وعندما يشعر بافتقادها يبدا بالتذمر .. ولكن هذا في معظم الحالات لا يكون بمبادرات ذاتية منه فان مثل هذه الامور عادة تحدث في الدول المتخلفة وفي الشعوب الجاهلة والمسحوقة والتي لا تدرك مفاهيم ومديات حقوقها فتتولى ذلك إما النخبة المثقفة منها وهي الشريحة المدركة والواعية .... فلا بد ان يكون داخل كل شعب مهما اوغل في جهله وتخلفه أن تكون هناك نخبة مثقفة تواجدت من خلال عوامل عدة لا مجال لذكرها.... لكنها على اية حال ستكون متواجدة مع قلتها وندرة اعدادها لكنها ستكون فاعلة في تحريك شعوبها وحثه على الانتفاضة على حكوماته خاصة عندما تبدا تلك الحكومات بالاتجاه نحو الديكتاتورية والاستبداد فتبدا هذه النخبة باثارة الشعوب ولكن ايضا يصعب ان تقوم هذه النخبة بكل هذا التحشيد لوحدها وبقدراتها الذاتية المحدودة دون الاستناد الى قوى خارجية قد تكون تنظيمات دولية او حكومات معينة ترى في اثارة ذلك الشعب مصلحة تريد تحقيقها ... فتبدا في معظم الحالات عن طريق اجهزة مخابراتها بدعم بعض الفصائل التي ترى فيها القوة للضغط على حكوماتها فتدفعها بكل الوسائل المتاحة الى الشوارع والساحات العامة رافعة الشعارات بتظاهرات سلمية في بداية الامر مطالبة حكوماتها ببعض الحقوق التي تجدها مسلوبة منها أو التي انتزعتها الحكومة بقرارات جائرة فتكون الجماهير في هذه الحالة مجرد ادواة مسخرة بيد تلك الجهات الاجنبية التي تدعمها بالمال والعدد التي تهياها لها للاشتباك مع قوات الامن او لاستعمالها في الهجوم على المرافق الحيوية في الدولة لتدميرها... التي تدفعها اليها اجهزة المخابرات التي تتوغل داخل صفوفها لمشاركتها كجزء منها وتقوم اثناء ذلك بتهياة كل الضروف لادامة الزخم والابقاء على استمراية الحشد والتحضير لتطويره الى العنف القادم ... وهذا هو الاسلوب الجديد للحروب الحديثة في احتلال البلدان.... فلم يعد الاحتلال يتم عن طريق الجيوش النظامية والاسلحة التقليدية التي كانت تستعملها تلك الجيوش في تحطيم قوى العدو.... فإن ظهور القنابل النووية قد افقد الجيوش فاعلية قدراتها.... خاصة بعد أن امتلكتها العديد من الدول... فاضحى استعمالها امر مستحيل سيؤدي الى دمار كل الدول حتى الدولة المهاجمة فاشعاعاتها ستعم الكرة الارضية برمتها وتقضي على البشرية جمعاء.... فكان لا بد من ايجاد البديل--- فكان اسلوب ((( الادارة عن بعد))) هو البديل باستغلال شعوب البلدان انفسها للاصطدام مع حكوماتها والقضاء عليها.... فتتمكن تلك الدولة الاستعمارية المحركة لهذا الشعب من السيطرة عليه في نهاية المطاف وبكلف اقل بكثير مما تصرفه لو تم الاحتلال عن طريق جيوشها الذاتية..... فقد خسرت امريكا مثلا في اشعال ثورة مصر ما يقارب الستة مليارات دولار فقط لاسقاط النظام فيها في الوقت الذي خسرت في احتلال العراق ما يقارب ا الترليون دولار وخلال نفس المدة تقريبا .... وهذا فرق كبير يوفر للدولة المستعمرة مبالغ هائلة اضافة الحفاظ على حياة الملايين من مواطنيها لو اقحمتهم في الحروب المباشرة ....كل هذا بفضل نظرية اللاعنف التي ابتدعها الغرب لاحتلال الشعوب .... لذا فقد غير الغرب من استراتيجيته واخذ يستغل ابناء الشعب من المسحوقين والمحتاجين بدفع الاموال لهم ودفعهم للانتفاضة على حكوماتهم بشتى الحجج والاعذار... وهكذا تمكنت من السيطرة على مصر وعلى بقية البلدان العربية من اجل هدف ابعد... وهو القضاء على الدين الاسلامي وعن طريق المنظمات الاسلامية نفسها... فقد اثارت الجماهيرالعربية بتظاهرات سلمية مطالبة باطلاق الحريات وتوفير المعيشة لها ثم تطور الامر باتخاذ الحكومة الاجراءات المعاكسة لقمع هذه التظاهرات مبتدأتا بالهراوات ثم بالقنابل المسيلة للدموع فان لم يستتب الامن وتنتهي تلك التظاهرات وهذا العنف... تبدأ باستعمال السلاح الحي باطلاقه في الهواء ثم بتوجيهه بشكل مباشر على المواطنين فيبدا القتل وتشتعل نار الفتنة وتستمر كما قد تستعمل بعض الاساليب البدائية في بعض الاحيان باستعمال الجمال كما حدث في مصر حيث اطلق على الحادثة موقعة الجمل وقد تتطور الى حرب اهلية او صراع دموي داخلي كما هي الحالى في سوريا والمحرك في الحقيقة هو الاجنبي .... فقد بدأت في تظاهرات سلمية لعدة ايام فتدخل الاجنبي ودس عملائه من الشبيحة والاشقياء الاجراء ومعهم البنادق الموجهة حيث اطلقوا النار على المتظاهرين فتطور الموقف الى ما هو عليه اليوم من تمرد بعض القطعات واشتراك العديد من الشرائح الشعبية ضد بعضها لاهداف مختلفة كما هو معلوم لدى الجميع .... وهكذا فهي أي الاجهزة الاجنبية لاتريد الابقاء على التظاهرات السلمية الى مالا نهاية بل قد يكون ذلك لمدة ايام او عدة اسابليع ثم تتجه الى تطوير التظاهرة للاصطدام واشعال الفتنة وهو ما يحدث بشكل دائم في جميع التظاهرات والنضال السلمي... فهو يبدا سلميا لبعض الوقت ثم يتطور الى اقتتال دامي قد يصل حد المجزرة في كثير من الاحايين .. وفي اثناء ذلك تقوم الحكومات بمحاولة تهدأة الامور والاعلان عن موافقاتها بتنفيذ مطاليب شعبها وطرح العديد من المباديء الديمقراطية التي تزمع بتطبيقها كذبا وزيفا ثم تاخذ بالبحث عن الرؤوس المحركة لهذه التظاهرات لاعتقالها وزجها في السجون ولكن بطرق سرية جهنمية غير معلنة كي لاتثير الراي العام عليها... وقد تقوم بتصفية بعض الرؤوس.. فقد تنجح في اخماد مثل هذه التظاهرات إن كان الغرض من الجهات الاجنبية الحصول على بعض الامتيازات التي قد تكون تلك الحكومة قد امتنعت عن الاستجابة لها فتجبرها من خلال هذه التظاهرات والوضع الذي تضعها فيه الى الموافقة على تنفيذ المطاليب والاذعان لها.... فتسحب تلك الجهات الاجنبية دعمها وتمويلها عن مجاميع المتظاهرين فتتفرق وتتلاشى لان التظاهرات لا يمكنها أن تستمر دون دعم مادي كبير يجب ان تتحمله الجهة ذات المصلحة في اثارتها ..فمن المستحيل ان تخرج تظاهرة وتستمر دون دعم مادي يتكلف مليارات الدولارات في بعض الاحيان ويتطلب التجهيز بالمعدات والاسلحة الضرورية للاشتباك وهو ما تتكفل به الدولة ذات المصلحة من اثارة هذه التظاهرات والقيام بها وادامتها .. وضخامة وحجم هذا الدعم يتحدد بالهدف المراد تحقيقه لتلك الدولة او الدول فقد يكون الهدف تدمير البنية التحتية للبلد وهذا يتطلب اسلحة ومعدات كبيرة بالقوة الكافية لمجابهة ما لدى الجكومة من قوة ومعدات فقد يحدث الدمار والتخريب من جميع الاطراف من الحكومة بقصف وضرب اماكن تواجد المتظاهرين الذين قد طوروا نضالهم السلمي واصبح نضالا داميا واقتتلا حقيقيا شرسا قد يؤدي الى احداث الخراب الشامل في البلاد كما هو حادث في سوريا في الوقت الحاضر... او قد يتطلب الامر تدمير بعض المنشات بعينها كما حدث في مصر .. ولا بد للحكومة ان تشارك في هذا الخراب والدمار متعمدة أو لملاحقة التمرد الذي ياخذ في التوسع كلما طال امد الصراع .. ففي كل الاحوال يكون من يقوم بهذه القلاقل هي جهات اجنبية مستغلة عنجهية القادة والحكام وظلمهم لتلك البلدان فيثيرون شعوبها عليها مستغلين في معظم الاحيان الحاجة والفقر والقمع الذي تمارسه الحكومات تجاه شعوبها... وهو قد لا يحدث مثل ذلك في الدول الديمقراطية التي توفر الخدمات وفرص العمل وحرية الرأي والتعبير وهو أهم ما تنشده الشعوب.. إضافة لغير ذلك من طموحات شعوبها.. وعند ذاك فسوف لن تستجيب مثل هذه الشعوب الى كل التحريضات ولا تفسح المحال للدول في التدخل في شؤونها فترى الجميع منصرف لعمله لايستمع الى الدخلاء مما يريدون تخريب البلاد .. فإن هذه الشعارات التي وضعتها الامم المتحدة ومن ضمنها حق الشعوب في التظاهرات السلمية هي تعلم تماما بانه لايمكن أن يكون هناك مثل هذه التظتااهرات السلمية فهي لا بد ان تنقلب الى صراع واقتتال بعد وقت قصير حيث انها لا تتوقع من الحكومات خاصة المتخلفة منها الاستجابة الى مطاليب شعوبها من خلال هذه التظاهرات السلمية بل على العكس فانها ستقوم وبشكل مباشر بالخروج لقمعها أو أن تستغل بعض الدول الطامعة للتغلغل فيها وتوسيع اشتعالها ..فلا السلطات الحاكمة تقتنع بقدر قليل من الصلاحيات ولا الشعوب تسكت على الضيم والذل الى ما لا نهاية... فالطرفان في حراك مستمر ليس له نهاية... حتى يتوصلان بعد وقت طويل قد يدوم عدة عقود بان الظلم لا يمكن ان يدوم كما تفهم الشعوب بان ليس كل ما يطلب ينال أو يمكن تحقيقه.... فالوسطية والاعتدال هو الذي سيفرض نفسه في نهاية المطاف غير ان ذلك سيكلف اثمانا باهضة وتضحيات جسيمة لا بد أن تتحملها كل الشعوب حتى تتحقق الوسطية المنشودة !!!!.
1174 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع