سعاد عزيز
أبحثوا عن النظام الايراني وليس عن ذيوله
مع تعرض قاعدة "عين الأسد" التي تضم قوات أميركية في الأنبار، غرب العراق لهجوم بطائرات مسيرة، فجر السبت الماضي، فإنه وکإجراء إحترازي تم إغلاق المجال الجوي فوق القاعدة العسكرية تحسبا لهجمات مماثلة، والى جانب ذلك فقد بدأت القوات الامنية العراقية کالعادة دائما بعد وقوع هکذا هجمات، بتمشيط المنطقة بحثا عن منفذ الهجمات على القاعدة العسكرية، لکن الذي يبدو إنه قد صار واضحا وضوح الشمس في عز النهار، إن منفذي هکذا هجمات معروفون تماما فهم أذناب النظام الايراني وعملائه في العراق والذي يتفاخرون دونما خجل بعمالتهم وإرتباطهم بهذا النظام الدکتاتوري المکروف والمرفوض من جانب شعبه قبل العالم!
ترجيح مسٶولون أمريکيون على أثر هذا الهجمة أن كتائب حزب الله العراقي المدعومة من إيران أو ميليشيا تابعة لها هي من نفذت هجوم مارس، الذي سبقته أيضا 3 هجمات على ذات القاعدة بفاصل زمني قصير، هو في الواقع وبحسب قراءة مابين السطور واسلوب ونمط الموقف الامريکي، يعتبر بمثابة تأکيد على إن الامريکيين يعلمون الجهة التي تقف خلف هذا الحادث، لکن المثير للسخرية والاستهزاء أن الامريکيون لايزالوا يتعاملون من هکذا هجمات إرهابية بطريقة توحي وکأنهم ينسبونها لأذرع وذيول النظام الايراني ولايشيرون للأخير على إنه العامل والمسبب الاساسي لهکذا هجمات لأنه يمسك بزمام هذه الميليشيات التابعة له وهو من يقوم بتوجيهها، وهو من أراد ويريد أن يجعل من العراق مسرحا وساحة للصراع والمواجهة مع الولايات المتحدة الامريکية خصوصا وإنه لم يتراجع دعم النظام الايراني للميليشيا العراقية بعد الضربة الأميركية التي استهدفت، أواخر فبراير/شباط، الماضي أهدافا للميليشيات العميلة لهذا النظام في سوريا المجاورة.
إن المشکلة ليس في ذنب الافعى بل إن المشکلة الاساسية في رأسها، وإن إنشغال الولايات المتحدة وبلدان المنطقة بهذه الميليشيات العميلة التي هي مجرد أذناب للنظام الايراني وترك الاخير وشأنه في وقت يعتبر فيه المتهم الرئيسي بکل ماعانته وتعانيه بلدان المنطقة من أوضاع سلبية مثلما إنه الخطر والتهديد الاکبر على المصالح الدولية في بلدان المنطقة وإنه هو من قام ويقوم بزعزعة الامن والاستقرار فيها من أجل ضمان بقاء وإستمرار نفوذه وهيمنته فيها، بل إن الامريکيون يعلمون جيدا بأن هذه الميليشيات هي من قامت ومنذ بدايات الاحتلال الامريکي للعراق بالهجمات على القوات الامريکية، وإنه لمن المثير للتهکم والسخرية إن واشنطن التي أدرجت منظمة مجاهدي خلق ضمن قائمة الارهاب لأنها وطبقا لمعلومات غير مٶکدة قامت بالتعرض لبعض العسکريين الامريکيين في إيران أيام حکم الشاه، لکن الامريکيون کما يبدو يتصرفون بطريقة غير منصفة وأبعد ماتکون عن الحقيقة والواقع مع النظام الايراني الذي کان هو السبب الاساسي في قتل القوات الامريکية في العراق من خلال إصداره الاوامر لعملائه بتنفيذ تلك الهجمات، ولذلك فإنه لايجب البحث عن رأس الافعى في العراق وليس عن ذيوله کما جرى ويجري حاليا!
1185 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع