اسماعيل مصطفى
أين الخلل؟
أين الخلل؟ يكاد هذا السؤال يتكرر باستمرار بعد كل محاولة فاشلة أو اخفاق في أي مجال من مجالات الحياة المختلفة، وذلك من أجل معرفة الأسباب التي تقف وراء هذا الفشل وذلك الاخفاق، والسعي لإيجاد حلول صحيحة ونافعة لمعالجته بهدف التوصل إلى نتائج مُرضية.
وتكمن أهمية السؤال "أين الخلل؟" باعتباره يشكّل محوراً مفصلياً بين زمان وقوع المشكلة والفشل من ناحية، وبين الفترة التي يستغرقها ما يفترض الاستفادة منه والعبر التي يمكن استخلاصها من الفشل ذاته من ناحية أخرى، ومن ثم الانطلاق إلى معرفة السبل الكفيلة بتوظيف هذه الدروس لتحقيق غايتين مهمّتين؛ الأولى: عدم تكرار الأخطاء التي نجم عنها الفشل وهذا يشكل بحدّ ذاته مكسباً مهماً ينفع في الاستفادة من الوقت بشكل أفضل، فضلاً عن الراحة التي سيتركها هذا النجاح في نفس الشخص الذي سعى لتلافي الأخطاء ونجح في ذلك، والغاية الثانية تتمثل بالخطوات الصحيحة التي ينبغي أن تتخذ لتحقيق النجاح الذي أعقب الفشل وما يتركه ذلك من آثار طيبة على مجمل التحرك الذي يصب آخر المطاف في قطف الثمار التي تنجم عن هذا التحرك، وذلك بفضل التوظيف الجيد للدروس المستنبطة من الأخطاء السابقة. ومن الطبيعي القول أن كل ما ذكرناه من فوائد لا يمكن أن يحصل دون إثارة السؤال الجوهري الذي طرحناه في البداية وهو "أين الخلل؟".
ومن الطبيعي أيضاً القول بأن إثارة التساؤل المذكور والتوقف عنده دون الخطوات اللاحقة المتمثلة باستنباط الدروس من الأخطاء السابقة والسعي لتوظيفها في كسب نجاحات ملموسة لا يجدي نفعاً ما لم تتظافر الجهود لإكمال كافة الخطوات وعدم التوقف في أي مرحلة من مراحلها، وهذا الأمر يمكن الاستفادة منه في كل مجالات الحياة الشخصية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعلمية والعمرانية وغيرها، وكذلك في وضع استراتيجيات للنهوض وتحقيق الأهداف المنشودة في كل تلك الميادين والنشاطات اليومية والبعيدة المدى على كافة الأصعدة.
ختاماً لابدّ من التأكيد على أن إثارة السؤال "أين الخلل؟" بين الحين والآخر سيكسبنا قدرات عقلية وفكرية غاية في الأهمية في شتى المجالات وذلك بسبب ما تتطلبه الاجابة عن هذا التساؤل من جهود عقلية وفكرية لمعرفة الدروس التي تستبطنها الأخطاء والاخفاقات التي نرتكبها بين وقت وآخر، وما يصاحب ذلك من ضرورة إعمال الفكر والاستفادة من التجارب لتحقيق نجاحات مستقبلية، ولا يخفى ما لهذا الأمر من أهمية بالغة في صناعة حياة مفعمة بالأمل وتعزيز الثقة بإمكانية ترجمة ما يتم رسمه من خطط وبرامج وأهداف على أرض الواقع وعلى كافة المستويات.
1201 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع