العدالة من منظور اسلامي

                                                    

                            اسماعيل مصطفى

العدالة من منظور اسلامي

يمكن تعريف العدالة بأنها إعطاء كل ذي حقّ حقّه ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب ووضع كل شيء في مكانه اللائق به.

لا يمكن لأي نظام أن ينجح إذا فشل في تطبيق العدالة؛ بل يمكن القول بأن القدرة على إجراء العدالة هي المعيار السليم لمعرفة صحّة وسلامة نظام ما من سقمه، وكل دعوة لتوحيد صفوف المجتمع وشدّ أواصره لا يمكن أن تفلح وتترجم على أرض الواقع ما لم تتحقق العدالة في أوساط هذا المجتمع، فمن يسعى لبناء مجتمع صالح لابدّ له من التفتيش عن سبل بسط العدالة بين المواطنين في كافّة المجالات، ومن يسعى لإرضاء شريحة أو فئة معيّنة على حساب الشرائح والفئات الأخرى من المواطنين لا يمكن أن يكون صادقاً في دعوته ومزاعمه لبناء مجتمع متماسك ومزدهر في كل الميادين.

إذن يمكن الجزم بأن النجاح في نشر العدالة في أوساط المجتمع يمثل الركيزة الأساسية والمتينة لإقامة بلد تسوده المحبة وتطمئن به النفوس ويعمّ الرضا في ربوعه، لكن نرى مع شديد الأسف أن المناداة بتطبيق العدالة أصبحت مجرد لقلقة لسان وكلٌ يجر النار إلى قرصه على حساب الآخرين، ولهذا رأينا كيف تمزق المجتمع وكثُرت فيه النزاعات بمختلف أشكالها وألوانها بسبب ترجيح الميول والأهواء النفسية والمصالح الشخصية والحزبية والطائفية والقومية على المصلحة العامة وهو ما ينذر بفرز تداعيات خطرة جداً على حاضر ومستقبل البلد وكل هذا يعود لاعتماد المحاصصة في توزيع المناصب كما هو حاصل في العراق والتي مهدت الأرضية لوصول مسؤولين غير متخصصين وغير مخلصين ولا يتمتعون بأدى درجات الكفاءة والنزاهة لشغل مراكز مهمة في دوائر صنع القرار وهو ما أدى بالتالي إلى شيوع الدمار والخراب في شتى نواحي الحياة.

في الختام نعود لنؤكد على ضرورة السعي الحثيث لبسط العدالة بين الجميع وهذا يتطلب نبذ الأنانية واحترام حقوق الآخرين والاحتكام للعقل والمنطق بعيداً عن التهديد والتلويح باستخدام العنف ضد من يطالب بترسيخ القيم والمبادئ الصحيحة وفي غير ذلك تتحول العدالة إلى مفهوم غائم ومصطلح فضفاض يتم استغلاله لخدمة مآرب سياسية لدى البعض ووسيلة جائرة لقمع الآخر تحت يافطات دينية أو مسميات ظاهرها جميل وباطنها قبيح وهو ما نشاهده اليوم في عراقنا المظلوم الذي عاثت بمقدراته الأفاعي والعقارب ونهبت ثرواته التماسيح وهو ما يهدد الأجيال القادمة بمستقبل مظلم وكئيب يفتقد لأدنى مستلزمات الحياة الكريمة في أدق تفاصيل الحياة.

9/9/2021

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

536 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع