علي المسعود
التلوث السمعي والبصري وألابتذال ألاعلامي!!
أعتقد أن لا أحداً من العراقيين ممن عاشوا عقود الستينات وحتى أوائل التسعينات ، لا يعرف من هو كامل الدباغ ومن هو برنامج "العلم للجميع" الذي كان يَجمعُ الأسر العراقية عند التاسعة مساءً كل أربعاء من شاشة تلفزيون بغداد ما بين عامي 1960 و 1990. ولازال في الذاكرة من الزمن الجميل، برنامج (الرياضة في اسبوع) الذي يعده ويقدمه الاستاذ مؤيد البدري وهو برنامج أسبوعي يتناول أخبار الرياضة وهو من أفضل البرامج الرياضية التي قدمها التلفزيون، والبدري شخصية متميزة في عالم الرياضة ، وأيضاً برنامج (السينما والناس ) الذي يعده علي زين العابدين وتقدمة المذيعة الرائعة والمثقفة (إعتقال الطائي) ، والبرنامج ألاخر هو برنامج (عدسة الفن) الذي تقدمه السيدة خيرية حبيب ، وهو برنامج فني يقدم أخبار الفن على مدى أسبوع، وذكريات سينما الاطفال …. وبرنامج ١٠ دقائق ، هذه البرامج من الزمن الجميل التي قدمها التلفزيون العراقي، وهي برامج لازالت في الذاكرة . بألاضافة الى ذالك ، أتذكر في التسعينات كنا ننتظر برنامج اسمه (بنك المعلومات ) للاعلامي الأردني (عمر الخطيب ) والذي يغذي الذاكرة بمعلومات قيمة جدا تبعه في سنوات الالفين من سيربح المليون و وزنك ذهب وتلك البرامج عبارة عن مناهل للمعلومة القيمة والفائدة الذهينية هذا من جانب .. هذه البرامج ناجحة بامتياز. البرامج الثقافية والعلمية والرياضية والمسابقات
صورة تجمع مجموعة من الفنانين العراقيين وهم محسن العزاوي وغازي الكناني وعز الدين طابو وعبدالجبار كاطم وكانت في مدينة الحبانية السياحية عام1979
ومن جانب اخر اذا اراد شخص ما ان يستمع الى سلطان الغناء العراقي، صوت المرحوم ناظم الغزالي الذي يطرب الاسماع ويسكن الافئدة ومعه اقرانه مائدة نزهت و عفيفه اسكندر وزهور حسين وبعدهم فؤاد سالم وقحطان العطار وكريم منصور وصولا الى كاظم الساهر .
واذا عدنا الى الفن والتمثيل فنستذكر يوسف العاني وخليل شوقي وقاسم محمد وسامي عبد الحميد وزينب وناهدة الرماح وفاضل خليل وخليل الرفاعي وراسم الجميلي وصولا الى بهجت الجبوري وسامي قفطان وصلاح القصب وعزيز خيون وكثيرون غيرهم . هؤلاء العمالقة في التمثيل والفن العراقي الهادف . السؤال المطروح هل تستطيع الفضائيات اليوم أن تقدم لنا برامج بنكهة وطعم الماضي الجميل؟ .
في زمننا هذا، وقت التكنولوجيا والسوشيال ميديا والفضائيات ، تظهر لنا نكرات دخيلة على الفن العراقي ومع كل الاسف تحتويهم نقاباتنا الفنية والاعلامية فالشهرة اصبحت بأتفه الاسباب وارخصها وليس بقيمتها الفنية او المحتوى المليء بالفائدة ، والشهرة أو كما يسموها (الطشة) اصبحت بالتوافه ونشر الغسيل الوسخ وليس بمحتواها الهادف ، وتبلغ اقسى درجات السخف و التهريج في الشهر الفضيل رمضان مع البرامج وبرامج المقالب والمسابقات التافهة والتي هي بعيدة كل البعد عن قيمة هذا الشهر المبارك ، انها كارثة ، وتلوث سمعي وبشرية من مخلوقات تشوهت من كثر عمليات النفخ والبوتكس.
هذا هو الابتذال الاعلامي والفني بعينه في وقتنا الحاضر ، وكلمة أخيرة أقولها : أرتقوا قبل فوات ألأوان .....فالقاع ازدحم !!!! .
682 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع