سرور ميرزا محمود
" التربية للأخلاق والأخلاق في التربية "
انما الأمم الاخلاق ما بقيت .... فن هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا (احمد شوقي)
مما لا شك فيه ان للأخلاق دورا مهما في مسيرة الانسان منذ ولادته وحتى انتهاء حياته الدنيوية، وهي احدى العوامل البالغة الأثر في أنظمة حياة الشعوب والأمم وهي التي تعكس نجاح او انتكاس المجتمعات البشرية، تعد التربية الأخلاقية بمثابة تربية الإدارة، فمسألة السلوك الأخلاقي تعد بمثابة الركيزة الأساسية التي يقوم عليها أي نشاط انساني، فهي القوة التي تنظم الحياة الاجتماعية من كل جوانبها العملية والايمانية، فالأخلاق ليست مجموعة من القوا نين المجردة بقدر ما هي أسلوب قي التعامل مع الافراد في مواقف الحياة العملية، وتتسم الاخلاق بانها لا تنحصر في ميدان واحد واضح ومحدد المعالم من ميادين النشاط الإنساني، وهي الركيزة المحركة للعلاقات الإنسانية.
صدر حديثاً عن دار جهينة للنشر والتوزيع – عمان\الاردن الكتاب المعنون
<<التربية للأخلاق والأخلاق في التربية>>
والذي الفه احد رواد التنوير في العراق والوطن العربي العالم التربوي الاستاذ المتمرس الدكتور مسارع الراوي، والذي استحق بكل جدارة كرسي فلسفة التربية في العراق والوطن العربي، فالأستاذ مسارع لم يتوقف في عطائه رغم كبر سنه فهو لايزال متواصلا مع المجاميع العلمية والمؤسسات الاكاديمية مشاركا في ملتقياتها، ومثابراً على الكتابة والتدوين وقد بلغ مجموع مؤلفاته المنشورة ما يربو على الخمسة وعشرين كتابا عدا مئات الأبحاث والمقالات وأطارح الدراسات العليا، وفي ادناه اضاءة للكتاب المذكور وصورة غلافه مع التقدير.
الكتاب يتألف من عشر دراسات وبحوث وهي:
"أنواع الخطاب في القرآن الكريم وأسباب نجاح الرسول محمد ( صلى الله عليه وسلم) في نشر رسالة الإسلام.
"امة في خطر...لغتها في خطر.
"السمات الحضارية للعملية التربوية.
"السياسات التربوية العربية وتحديات الربع الأول القرن الواحد والعشرين.
"الانسان في الفكر الإسلامي.
"النظرية التربوية في الإسلام والتقدم الحضاري.
"العوامل المحددة لطبيعة الطريقة في التعليم .
"متطلبات الأمن القومي في التربية.
"الحكم الصالح.
"الديمقراطية والتربية الأخلاقية.
عبر الكتاب كمحتوى ومنهجاً وهدفاً لفلسفة المؤلف التربوية التي تؤكد على الأسس الاجتماعية والثقافية والأخلاقية للتربية، والتي تدعو الى التوفيق بين الاصالة انتماء وولاء، والمعاصرة : ارتقاءً وتقدماً، وتنشد التكامل بين العروبة والإسلام.
كما ركزت بعض الدراسات في الكتاب عن دور الاستعمار الغربي في سياسة فرق تزل لإيقاع الفرقة بين الإسلام والعروبة، وهو أي الاستعمار يشهر سلاحه النفاذ في جسم الامة العربية وروحها من خلال الغزو الثقافي الهادف الى افراغ الأمة العربية من محتواها هويةُ وانتماء.
دعا المؤلف العرب والمسلمين قادة وشعوب الى التنبيه والحذر من خطر الغزو الثقافي والسعي لتحصين الامة العربية والحرص على تمسكها بلغتها العربية وتراثها العربي الأصيل والفكر الإسلامي القويم والاهتداء بسيرة، والرسالة التي حملها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، فقد جعل من التربية بالأخلاق منهجا يعيشه من خلال تعامله مع كافة البشر، وقال صلى الله عليه وسلم " انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق".
اكد المؤلف بان الطريق الى تقدم العرب هو الوحدة العربية عبر مقتربات العمل المشترك والمناهج التربوية والتكامل الاقتصادي فالوحدة هي السبيل الأوحد للعبور الى النهضة ، والخروج من دائرة التقليد والتبعية والاستهلاك.
يعد هذا الكتاب الذي يتجاوز صفحاته 242 صفحة، مهم، نتطلع ان يقرأ ويستفاد من محتواه لأنه كنز معرفي ورسالة من عالم تربوي كان له موقع وظيفي وخبرة تربوية وإدارية، ومازال في عطائه الثري، ومن الله التوفيق .
4082 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع