احمد الحاج
ليس كل الجياع ...المواطن "جَبر" !
الجياع ليسوا بحاجة الى التبرير أو الاعتذار عن ثورات "الامعاء الخاوية " بغياب العدالة المجتمعية والطبقية البتة ، الحكومات ومن لف لفها هي المطالبة بالتنحي مشفوعا بالاعتذار !
فمنظومات الاستبداد تريد من - المظلوم - الجائع ،البائس ،الفقير أن يقف ذليلا صاغرا أمام العدسات ليقسم بأغلظ الايمان بأنه ليس من أبناء السفارات ، ولا من أحفاد الرفيقات ، ولا من ذيول الملحقيات ،ولا من أذناب القنصليات ، وكل ما في الأمر بأنه وبعد أن أكل الخباز ، ولحم الحمير النافقة ، وأرجل الدجاج المسلوقة ، وطبخ رؤوس سمك الجري الميتة ، واللحم الهندي الملوث بالكلور ، والتهم كل أنواع المعلبات - الاكسباير - في العالم ، وبعد أن أصيب وعائلته بشتى الامراض العضوية والنفسية من جراء كل هذه الاكسبايرات المتتابعة التي يأكلها طوال العام - بخلا - أو فقرا ، أو ضغطا للنفقات ، وليس عنده ثمن علاج الامراض التي نجمت عنها ، خرج بمعية أشباهه ونظائره من المسحوقين والكادحين والعاطلين طواعية بعيدا عن الاحزاب والأجندات والجماعات ، الداخلية منها والخارجية للمطالبة بأقل حقوقه ، مشفوعة بخبزه ، وبحاجاته الاساسية فقط لاغير، وهو لا يريد لا اسقاط نظام حاكم ، ولا اقامة آخر لقناعته التامة المتوارثة كابرا عن كابر بأن كل الانظمة الحاكمة تشبه بعضها بعضا ، ولا جديد في سماء الحكم البشري الارضي البتة = جمهوريا كان أم ملكيا - ولاعبرة بحقب قصيرة في التاريخ الانساني كان فيها الحاكم عادلا، وكل ولا أقول جل الحكام العادلين انتهى بهم المطاف - غدرا أو سما ، أو سحلا ، أو قتلا ، أو سجنا ، أو تشريدا - والعبرة بالغالب الشائع لا بالقليل النادر ..وبرغم كل هذه المقدمات ، وكل تلكم الديباجات ، فإن منظومة الاستبداد - النمرو فرعونية - أو - الفرعو نمرودية - وفي كل زمان ومكان والتي تمثل بشقيها ، الاستبداد المستغفل ولا اريد ان أقول احتراما للقراء - المستحمر - للجماهير تريد من الجميع أن يموت جوعا ، ولكن بصمت مطبق كصمت القبور وأن يقبل بقدره من المهد الى اللحد ، وان يكون انموذجا لـ - المواطن "جبر" الفقير ..من بطنه أمه للقبر - ..منظومات استبدادية عاشقة للحفلات الابتهاجية طوال العام لإلهاء الجموع وتخديرهم ...مخترعة للعطل الرسمية وشبه الرسمية لتسكين الجموع وتنويمهم ..مبتكرة للاعياد الوطنية وشبه الوطنية ...صانعة النجوم الكارتونية ...مفقسة النمور الورقية ..عاشقة المؤتمرات الصحفية ...متيمة بالمهرجانات الشعرية والغنائية والمسرحية والسينمائية ...شغوفة بإقامة النصب والتماثيل والجداريات ..محاطة بالمطربين والشعراء والحمايات والمطربات ...وكان الأجدى والأرجى من كل هذا الهراء ، والاجدر من كل هذا النعيب والنعيق والنحيب هو - أكل نصف الخبز ..واعطاء نصفه الباقي للشعب - بدلا من اكل الخبز كله ، ومصادرة القمح والتنور ايضا ...واذكر بأن التنور حصرا ومنذ زمن نوح عليه السلام هو أساس الفوران ومنبع الطوفان ...!
وأنوه الى أنه وفي ظل التقارير الدولية المخيفة عن التضخم والركود والغلاء وانهيار العملات المحلية مقابل الاجنبية فإن كفة العمل الخيري لحصد الحسنات باتت تتغلب على ما سواها..فاحرص على أن يكون خيرك " دائمي ..وشامل ..ومكثف " ..
فأما عن ديمومته فتتجسد بعمل الخير في السراء والضراء ..في العسر واليسر ..في الرضا والغضب ..في الغنى والفقر ..في الليل والنهار ...في الصيف والشتاء...الربيع والخريف ..فلكل فصل ، وحال ، وزمان ،ومكان خيراته التي ستظل عالقة في الذاكرة بتقادم الايام ، بما سيلهمك ، ويصبرك ، ويبصرك ويرفع من همتك طوال حياتك ..فكلما زاد عديد الملهمات في أجندتك فضلا على ذاكرتك ، كلما قل حجم ووقع المثبطات والموهنات على ارادتك وفي حياتك .
وأما عن شموليته فتتمثل بقرع وولوج أبواب الخير كلها ولا أقول جلها ، فلا تركز على اضاحي العيد على سبيل المثال ، او على سلة رمضان ، وتنسى عشرات الابواب الأخرى نوع خيرك فلاتدري في أي منها ستكتمل منظومة البركة لتحف حياتك برمتها بالعناية الالهية ، فتارة من باب " ومن احياها " لعلاج المرضى وعيادتهم ، وتارة من باب " وطهر بيتي " لتنظيف بيوت الله تعالى وسد احتياجاتها ، وأخرى من باب " ويطعمون الطعام .." لإطعام الجياع والمحرومين ،ورابعا من باب " فأما اليتيم فلا تقهر " لرعاية وكفالة الايتام والارامل ...وخامسة من باب " إلا أمم أمثالكم " لرعاية المخلوقات واطعامها وسقيها ابتغاء مرضات الله تعالى بل وعلاجها كذلك ..وفي كل كبد رطبة أجر .. وهكذا دواليك ...
واما عن كثافته " فلا تنقطع عن فعل الخير ليكون بين الفينة والاخرى ..بين سطر وآخر ...بين موسم وموسم ..بين رمضان ورمضان ...وانما مكثف ومتواصل وغير منقطع طوال العام ، وقليل دائم خير من كثير منقطع ...اودعناكم اغاتي
4800 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع