صدى الرحيل *
** هذه القصيدة مستوحاة من قصة ( قبل الرحيل ) للأستاذ فؤاد حسين علي رعاه الله .
قصة كل أب عراقي يترك أولاده بالغربة والبقية بالعراق فلا هو قادر على ترك هؤلاء أو هؤلاء
والله المستعان والمعين لكل أهل العراق الأصلاء .
أب أيودع أبنيته
ويـگللها يا بنيتي لا تخافين
أني راجع لبغداد
ولنص أهلي الباقين
أدري تفجيرات وقتل
وموت منتظرين
ما فرق بين شايب وشاب
لا وحتى أطفال بمهدهم نايمين
لا اللي يشتغلون ولا اللي يدرسون
لا وحتى اللي ببيوتهم كاعدين
أعرف كلشي تغير
حياتنا وأيامنا دفناها وي المدفونين
بس يبقى بالي يـمــــچ
أسلمـــچ أمانة بيد رب العالمين
العمر يا أحبيبه يا بنيتي
گـظه لا.. لا.. تخافين
عده وخلص .. لا.. لا تبــچــين
أبوچ شاف ضيم وهضم
وأيام حلوة وسط الزينين
يوم چــانت على الفـگـر
الناس خوان متعاونين
گرصة الخبز تفتر
ببيوت أهلنا الطيبين
والماي بالحب بارد
ينتظر لمة الخيرين
غيرة ..وشهامة بيها معروفين
ومشيت الدرب كله .. بالمدرسة
تعلمت أصول العلم والدين
وشبيت وگـــالوا الوطن يريدنه
واحنا زلمه الخشنين
لبست خاكي الشرف
وأنتم نجماتي ونياشين
شلتكم وشالني
بسفرات وأقطار ودرابين
قاعات الدرس تشهد
علم ومعرفة وخبرة هالسنين
قدمناها بنفس راضية
لولادنه.. وطلابنا.. العراقيين
وظلوا الأجانب بالعراقي
وعلومه مبهورين
ومرت سنين وسنين ولأن
أبوچ وكل عراقي منقهرين
ما يرضون بالأعوج ولا
الخطأ ولا فعل الشينين
أصطدم وتصادم وي
اللي ذلوا أهلنا وهمه مفتخرين
جماجم ولدنا منتشرة
وهمه يصيحون أحنا منتصرين
يمعودين النصر مو بس
ساحة حرب وحربين
النصر يوم العراقي .. آي العراقي
يرفع رأسه ونعيش فرحانين
لا.. قهر.. لا .. سجن .. لا.. سحل
لا ... تعليك من ... الرجلين
لا ... مهانة لا... ذل لعراقية
حرة بنت كرام شافت آلامرين
لا تحرمون أطفالنا من الحليب
والبسكت وتخلوهم جوعانين
يأبه أحنا ترى وطنيين
لا تـگـــولون علينا طلعوا مأجورين
ويوم شفنا الحــچــي
ما يفيد وي العوجين
نزعنا الخاكي ولبسنا
هدوم الشغل وعمالة الطين
وبدأ حصار أكل الأخضر واليابس
وعمرنه وأجمل السنين
ولأجل عيونكم يا بنيتي
حملت وتحملت حمل الحمالين
ونسيت سفرات أوربا وأمريكا
وكل ما مضى بذيج السنين
وبدأت أگـولكم الله كريم
هو الناصر وهو المعين
يساعدني حتى أكمل المشوار
وتصيرون زلم وبنات مفتخرين
بالعلم والتقوى وبأخلاق
أهلنا العايشين والمرحومين
وتحيون ذكرنا
وذكر العراق وأهله الطيبين
ومضت سنين وچـــت وراءها
سنين وإحنا متحملين
وسقطت نصب .. تماثيل .. وأسلاك وتبدلت
الأحوال واستبشرت الناس بالــچـــاين
گـــلنا أي هذوله يـگــــولون أحنا
مثلكم هم چــنا مظلومين
هسه نفتح صفحة جديدة
ونعيش برفاه ونعيم مرتاحين
بس ما تعرفين شلون
أنوخذنا غفل وصرنا مطشرين
ناس بالـگـبر وناس بالـــچـــول متهجولين
وناس عبرت الحدود
وركبت البحر منتحرين
والكل تـگـــول أحنا
عراقيين .. عراقيين .. عراقيين
يمعودين وين أيامنا
وشلون چـــنه متحابين
ليش نسينه وصار اللي صار
وصرن خوان متفرقين
ليش دلحـگــو نفسكم
ولــگــم والله حرام يا عراقيين
ورحلت ُ ورحت وسط الثلج
وصارت علي حسرة شوفت البغداديين
امشي غريب بالشوارع
ببياض الشعر وسنين عبرن الستين
تحملت لأجل عيونـــچ
وعيون أخوتــــچ الباقين
بنيتي حبيبتي أودعـــچ
( قبل الرحيل ) *
أمرنا لله أحنا العراقيين
انشطرت عوائلنا بالشطرين
ونبقى .. ننشد .. وننتظر
رجعت المحبين
و( مثل أم ولد غركان وأبر الشرايع )
نبـــچــيهم بدمع حفر أخدود بالخدين
الله وياچ يا عالية الرأس والجبين
الله وياچ و ويه أهل الرافدين
اللي تغربوا وتشردوا وظلوا
بديار الغرب محتركين
لا همة ظلوا بهناء
ولا أهلهم بالعراق متهنين
وشلون الواحد يرتاح
أذا روحه گـــلبه أنقسم گـــلبين
أودعــــچ وداع المسافر
اللي ترك أغلى المسافرين
اللي أملنا بالله
يرجعون لو بعد جيل وجيلين
أحبيبه نور عيني أريد
أشبع شوف منــــچ وحب وحنين
آخذهن لبغداد حتى يغطوني
بيهن يوم التغمض العينين
أحبـــچ وأحب أخوتـــــچ وأهلي
وأهل بغداد بالصوبين
لأن عمري ما نسيت
آني عراقي .. عراقي .. أبن الفراتين
ـ مهداة إلى الآنسة ( علا ) أبنة الأخ الفاضل فؤاد حسين علي .
والى كل عائلة عراقية تفرقت بالبلاد والقارات وأصبح اللقاء حلم من الأحلام .
19 / 9 / 2012 / م
825 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع