مثنى عبيدة حسين
بعد صبر ٍ وشوق ٍ وحنين
حلم ُ أيام ٍ وعقود ٍ وسنين
رحلة ُ عمر ٍ علم ُ خلق ٌ ودين
هلت السعادة ٌ والفرح ُ الثمين
لحظة تلاقت روحينا والقـلبين
فمشينا المشوار كالصادقين
نمضي بالحب ِ وهيام العاشقين
مودة ٌ رحمة ٌ مروءة ُ المخلصين
حتى غدونا مثالاً للبعيدين والأقربين
رزقنا بالولد هدية ٌ من رب العالمين
ضحكت الدنيا وتبسمت تلك السنين
أثمر الزمن ُ والحدائق والبساتين
شذى ورد ٍ وإزهار ٍ ورياحين
حياتنا هي حياة كل المحبين
أدير العين
حامت طيور الظلام على بلاد الرافدين
تحمل بجناحيها الخوف والرعب للآمنين
تغيرت ألوان الشمس وتاهت دروب السالكين
فأمست بلادنا كأطلال الغابرين
ارتحلنا ... مع قوافل الراحلين
بين البراري والجبال والبحار هائمين
حقيبة ٌ وأطفال ٌ صغار ٌ حاملين
لا يفقهون لا يعرفون لما نحن خائفين ؟؟
لماذا نسير مثل التائهين ؟؟
دون وداع ٍ حتى لأهلنا الصابرين
أدير العين
هاجت علينا أوجاعُ السنين
وما لنا ها هنا من شافعين
لا أخت ٍ تمسح ُ عرقَ الجبين
لا أخ توصيه بأهلنا الباقين
لا والدي يحمل ُ بيديه الجنين
هذا حال الغريبة أيها السائلين
هذا حال أختكم العراقية يا العراقيين
تدير العين تلتفت على السائرين
علهم نحوها قادمين
يمضون جميعاً عنها مشغولين
لا يجمعنا رحم ولا هم بنا عارفين
أدير العين
لك ربي يا أرحم الراحمين
تنقذني وأطفالي ونعود سالمين
إلى بيتنا أهلنا وطننا أجمعين
تحلى ( لمة الحبايب وبالهلاهل ) هاتفين
هلا والله بالأحباب العائدين
ما نسوا العراق لو بلغوا الثمانين
أو على الأكتاف محمولين
ربي أحفظهم يا أكرم الأكرمين
واجعلنا وإياهم دوماً من الفائزين
واجعلنا وإياهم دوماً من الفائزين
مهداة إلى زوجتي وكل نساء العراق المغتربات
حفظهن الله ورعاهن بعين رعايته
* من موقف حقيقي يمر بنا جميعاً في ديار الاغتراب .
25 / 9 / 2013 م
682 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع