أ.د. سلمان الجبوري
يوم زُفَتْ مدينة الحناء
يحق لنا وفي السابع عشر من نيسان من كل عام ان نحتفل بالنصر العظيم الذي حققه العراقيون على ارض مدينة الفداء الفاو. لقدَ كان للعراقيين في السابع عشر من نيسان 1988 موعدا مع ذلك النصر في مدينة الفاو والتي اطلق عليها تسمية مدينة الفداء وبوابة النصر العظيم الذي تحقق في 8/8 من نفس العام بعد ان جرع ابطال العراق الخميني كأس السم فترنج فتهوي به الريح في وادي جهنم السحيق. هي المدينة التي اكتسبت قدسيتها من دماء شهداء العراق التي خضبت ثراها، الذين افتدوها باعز ما يملكون، ارواحهم الطاهرة وهم يرددون قول شاعر القادسية أبا خالد على لسان العراقيين ب:
لا والله ياعراق لا ياعراقيين تبقى البيارق عالية ويبقى الشرف والدين فأقسموا بلا والله والعباس نوكع زلم فوك الزلم لمن يشيب الراس وهالكاع ماتنداس
فصدقوا الوعد وحق العهد فتحقق النصرالعظيم فكان نصر العراقيين اول نصر وكانت الفاو اول ارض عربية تتحرر على أيدي رجال قادسية صدام المجيدة في العصر الحديث.
ولو عدنا بالذاكرة قليلا الى أيام الثمانينات لرأينا ان ذلك النصر قد استحقه العراقييون بجدارة لما اتسموا به من صفاء الانفس والتضحية وتوحد القلوب يوم لم تكن هناك فُرقةٌ بسبب طائفية او تشتت مذهبي اوسياسي، ومرجع كل ذلك يعود الى توفر القيادة الحكيمة التي كان جل همها الوطن والشعب والأمة.
ان في تحرير الفاو دروس ستراتيجية تصلح ان تدرس في ارقى الاكاديميات العسكرية ويؤرخ لها على صحائف من نور في سجل التأريخ. لقد كان ذلك الانتصار بفضل الاقتدار العالي للقيادة السياسية والعسكرية والى مقاتلين ذوي بأسٍ شديد فصدقوا ما عاهدوا الله والوطن والشعب والقائد عليه.
كان بأمكان العرب اخذ الدرس من ذلك الحدث العظيم والمحافظة على الاقتدار العراقي واستثماره لتوظيفه لتحقيق انتصارات لاحقة احوج ما كنا ونكون اليها لكن مع الأسف لعب قصر النظر وعدم الشعور بالمسؤولية القومية الى التضحية بالعراق وتركه فريسة للحقد الصهيوفارسي فهدموا اقوى جدارَ صدٍ كان يقي الامة من الرياح الصفراء والحقد المجوسي ولمَا وصلنا لَِما وصل اليه الجميع من هوان تشرذمت فيه اقطار واستبيحت فيه أخرى وما غزة الا شاهدا على ذلك.
حما الله العراق والأمة من شرور الأشرار
الرحمة لشهداء معركة تحرير الفاو وكل معارك قادسية صدام الخالدة من قادة وامرين ومراتب يتقدمهم شهيد الحج الأكبر الرفيق صدام حسين.
1105 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع