ياسين الحديدي
قرية الشمسيه والشيخ والشاعر والحكيم مطشر الحسين (رحمه الله)
كتاب دفتر تحرير كركوك الذي يندرج ضمن (دفاتر المفصل) وهو محفوظ في ارشيف القيود القديمة بدائرة طابو انقرة تحت رقم 111 ويتكون من ثلاث وثمانين ورقة اعد في سنة 964 ه 1556 في الدفتر وردت قرية الشمسيه التي تعد من اقدم القري الي جانب قريتي بشير وتازه.
وقرية الشمسية فيه 56 اسرة 4 عزاب واهلها اتراك ويمارسون زراعة الحبوب كافة وتربية المواشي والاغنام وحائك واحد وكتخدا وهو يعني في حساب هذا الزمن المختار..
والشمسيه وجوارها انتشر صيتها والذي اشتراها اولا المرحوم منشد العاصي العلي السعدون من عائلة اليعقوبي بعد ان ارسلوا رسالة إذا ترغب بالشراء وانتم عائلة العاصي العلي شركاء في حقوق قديمة وجاء بالمرحوم مطشر الحسين العلي السعدون ابن عمه وكان يسكن قرية الجفار وكانت مساحتها 5000دونم
وتم تقاسم المساحة كاملة مناصفة مع الشيخ مطشر الحسين وحاجم الحسين واستقرو بها بعد ان امتدت يد السياسه الرعناء وطيشها بحجة تحجيم الاقطاعين فكان ترحيل اهل الديره الاصلاء ورموزها من الحويجه واختاروا الكرامه والعز والنفوس الابيه ولم يدفعوا القرار عنهم بالتودد والمساومه ومنهم من اختار الخبازه ومنهم من اختار العوده الي شبيجه التاريخ والمجد وكان الشيخ الحكيم وشقيقه وقع اختيارهم للشمسيه في عام 1971 مناصفة كما اسلفنا عندما حطت ركاب الشيخ والشاعر والحكيم وتحولت الي محطة مهمه من محطات العشيره حيث التف وعاش في كنفها من افراد العشيره واعداد من عشائر اخري كانت الشمسية ملك للمسيحي نعوم ومن ثم المحامي احمد الافندي التركماني.
هذه القريه شهدث احداث مؤلمه عندما اخترقها الارهاب الاسود وتهجر سكانها الي كركوك اليوم يعيد مجدها الابن البار اللواء علي المطشر ابو مصطفي وكان راس الرمح في العوده الي القريه المهدمه المهجوره بعد التحرير وتعمير ها بجهد شخصي وغير مدعوم فقط دعم شخصي وقرار شجاع وسكنها رغم خطورة ذهابه وايابه والاستقرار بها وهو رجل كان في وظيفه امنيه نائب مدير شرطة كركوك ولكن ارادته والايمان بالله وقضائه وقدره كان الدافع له وبالامس شاهدت بث مباشر من القريه لساكنيها وضيوف غير رسمين من الناس الفلاحين والبسطاء من الاخرين من مختلف العشائر الساكنه معه في لقائات دوريه فيهم من اهل تازه وبشير ومن عشائر اخري المفرجي والحديدي المتمثله بصديقه وصديق القريه المزمن حجي جمال الجبل الحديدي هذا البث استذكرني بالمرحوم الشيخ اوكد الشيخ والشاعر والحكيم المتواضع الذي كان يقصد ربعته المتواضعه من الطين وليس كما نعيشه اليوم في سباق هزيل من اجل التباهي والتظاهر بالزخرفه كانت هذه الربعه مدرسه للقيم والمبادئ والاصاله والاستزاده من الحكمه والمعرفه وليست محطه وربعه للنفاق والدجل والاحترام المشوه المبطن وليست دواوين للسياسه والتعظيم والعظمة لله وحده كانت ربعات لبناء القيم والانسان وانسانيته تفاخرهم بوجود الرجال وليس اشباه الرجال كان مقصدهم لصاحب القوه والعزيمه وهو يودع ابنه الشهيد(عامر) في مرثيه لازالت يرددها من عاش في ذلك اليوم الحزين للعشيره لا ابنها المغدور وقد اصر ان يكون رجلا عزوما وهو يودع نجله ولم تكسره الايام وهو المجرب في مسيرته رغم عوادي الزمن بل خرج منها قويا وشامخا..
المرحوم ليس شاعرا في الرثاء بل تغنت كركوك بشعره الغزلي في صاحبة الورود وجمال الورد الذي تبيعه وكانت قصيدته التي وصلت اليها ان تطرق بابه في قريته وربعته بكل احترام وهي تنبهر بشاعرية القروي الفلاح وهو الذي ترجل فيها قصيدا من اول نظره سلام عليك يوم ولدت ويوم تبعث حيا ايها المسجي وسلام علي المرحوم حاجم الحسين وهو ينطق بالاقوال المؤثوره بامتيا ز وكان اكثر مايغيض ابو عاصم ان تناديه بالشيخ لا يستهويها كما يستهويها اليوم من يشترون المشيخه بمالهم مثل المنصب الاداري والشيوخ اكثر من الرعيه.
849 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع