ودع الياسين*
الحلم و الضمير العربي
اللوحة تمثل المجاعة في غزة حيث يقوم الاحتلال عن قصد بمنع إدخال الطعام لإزهاق أكبر عدد من الأرواح بشكل متعمد لتجويع السكان نوع من القتل البطيء بدلالة رمز الطفل و هو تصوير حتمي للموت يمسك بيده قدر فارغ . يقابله عدم وجود تحرك عربي و دولي عالمي حقيقي نلتمس اثر على الواقع مع بعض المبادرات الخجولة من رغم وجود حراك مدني عالمي مظاهرات مناهضة للحرب الأسرائيلية على غزة متضامنة مع الشعب الفلسطيني تطالب بأنهاء الحرب .
و أعلى اللوحة كتب الحلم و الضمير العربي و أكد على كلمة الضمير كتبت باللون الأحمر .
و الأغلب منا على دراية بكلمات
الأوبريت المعروف الحلم العربي
" اجيال و را اجيال " الذي اصدر عام 1996 و صدر نسخة محدثة عام 1998 ،و اكتسب الأوبريت شهرة واسعة في سبتمبر / أيلول 2000 بعد انتفاضة الأقصى الثانية .
و بعدها اصدر الجزء الثاني و هو أوبريت الضمير العربي في 27 فبراير عام 2028 .حيث جاءت فكرة الأوبريت الثاني بعد اندلاع حرب تموز في لبنان عام 2006 و المقطع الرئسي في الأوبريت :
ماتت قلوب الناس
ماتت بنا النخوة
يمكن نسينا في يوم
إن العرب إخوة
لن أتحدث عن فكرة الأوبريت و عدد المغنين المشاركين … و و. و الخ
و لكن سوف اتحدث عن الضمير و كيف يتكون
في البداية ضمير الإنسان هو مجموعة من المشاعر و الاحاسيس و القيم و المباديء بدورها توجه السلوك و تجعل الفرد يميز بين الصواب و الخطاء و يحث على فعل الخير و الابتعاد عن الشر بمعنى وجود معيار أخلاقي .
و الضمير بمثابة الرقيب الداخلي يراقب سلوك الفرد و يوضح الاخطاء و يحث على معالجتها .
و الدافع الأخلاقي يدفع الفرد للقيام بالأفعال الصحيحة بدافع من الداخل بعيد عن الخوف أو الطمع بالمكافأة .
و الفرد الذي يمتلك ضمير واعي مدرك متحمل المسؤلية يكون قادر على التعاطف مع تجارب الآخرين و مشاركة الألم و الفرح ويميز بين الصواب و الخطاء و إصدار القرار الملائم بما يحتم عليه الضمير .
و أن لايكون التعاطف بدافع الشفقة
و أنما ، وضع الفرد مكان الفرد الآخر و تجربة مشاعره كما لو كانت مشاعره الخاصة و يجب أن نذكر ان التعاطف يختلف عن الشفقة، حيث الشفقة هي الشعور بالأسف أو الحزن على شخص ما أو حالة أو قضية ، بينما التعاطف هو القدرة على الشعور بما يشعر به الآخر و هنا اشكالية في الفهم الاغلب يخلط بينهما .
و يجب تربية الضمير عند الطفل منذ الصغر ضروري في بناء مجتمع سليم و قوي من خلال القيم و المباديء الرصينة المتزنة .
و نتجه منعطف أخر و هو كيف يتكون الضمير ؟
يتكون الضمير من عدة عناصر مترابطة، تشمل الخبرات العاطفية، و الفهم الأخلاقي، و تأثير البيئة الاجتماعية.
يُبنى الضمير من خلال تفاعل الفرد مع المجتمع و ظروفه الشخصية و التربوية و مباديء الدين الغير متطرف .
و يرى علماء النفس أن الضمير يتأثر بتقييم الفرد لنفسه أو تقيم الآخرين له و التقييم يكون لجميع الشخصية ليس مقرون بجانب واحد من الشخصية بمعنى يحكم على الشخصية من خلال الماضي و الحاضر و المستقبل و يؤكد علماء النفس أن ضمير الانسان متباين بين السوي و المنحرف بدرجات .
و يعتقد فرويد أن العقل هو المسؤل عن القرارات التي تأخذ بوعي أو دون وعي و الدوافع النفسية خلفها و هناك ثلاثة جوانب للعقل
1-الأنا العليا تتكون من جزأين الضمير و الأنا المثالية و يمثل القيم و الاخلاق التي اكتسبها الفرد من خلال التنشئة الاجتماعية ،و يراقب الضمير أفعال الأنا و يصدر احكاماً أخلاقية فيشعر الفرد بالذنب إذا بفعل يتعارض مع قيمه الأخلاقية .
2-الهو هو الجانب اللاواعي من الشخصية و يمثل الغرائز و الرغبات الأساسية للفرد .
3-الأنا هي الجانب الواعي من الشخصية و الذي يحاول التوفيق بين مطالب الهو (الرغبات و الغرائز) و مطالب الأنا العليا ( الضمير و الأخلاق ) .
واعتقاد أو افتراض أخر يقول أن الناس "مجرد ممثليين يعتلون المسرح لمسرحية من نسيج خيالهم تدفعهم بها الرغبة وتغرقهم بها الصدفة و في عمق السطح نجد ذواتنا في صراع خفي و نزاع على السلطة "
و في النهاية و بعد هذه السنوات الطويلة من الاحتلال الظالم التعسفي هناك ثغرة عميقة في مفهوم الضمير العربي .!!
على الشعوب أن تعيد فهم الضمير نواجه أزمة حقيقية بل حالة حرجة .
((حين يموت الضمير تغفو العقول وتثور الأحقاد وتتعطل إنسانية الإنسان ))
————-
*مختص علم نفس إرشادي
1092 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع