د. خالد زغريت
غيمةُ نَرْجِس
غنَي قليلاً ليلنا جميلْ
غنِّي قليلاً أقمرَ الحلْمُ الضَّليلْ
لو تفتحينَ له الليالي في عيونكِ
تكسرين جرارَ صمتي المنْهمرِ غيمةَ نرجسٍ
لا تنتقي لونَ ضفيرةٍ
من غيرِ ساقيةٍ جرى طيفي بها
أدعوكِ غنِّي
إنْ حملتُ سحابي عابراً كلَّ المدى
و أسوقُ كلَّ طيْرٍ غيرَ أنِّي
لمْ أجدْ في عينكِ قنديلاً
ألمُّ بقيَّتي بدايةَ السَّبيلْ
كي أستعيدكَ نجمةً للعصيانِ غنِّي
كي أسيّجَ من خيالكِ ياسميناً
ما أضعتُ منَ الطَّريقْ
وأعدُّ ما نسيَ الصَّديقْ
في صخرةِ القلبِ الطَّيبِّةْ من مناديل الغريقْ
فغداً توافيكِ العذارى الصَّابراتِ
بذئبِ جنَّتهم المقدَّسِ
فارسمي منْ دمعتي البيضاءِ أعمدةً لهذي الأرضِ
يطلع من خدوشِ الرُّوحِ نجمُ المستحيلْ
ويجيئكُ القتلى بأفئدةِ القرى الثَّكلى
لتحضنَ جبهتي قمرَ القصاصِ المرِّ
بادئةً توهُّجَه الجميلْ
........من دمها
كم متُّ محتضناً صليبي المستهامَ
وسادةً للحلْمِ
تختزلُ البلادُ غزالَ فتنتِها بنعشيْ
والرِّمالُ السُّودُ تشربُ من دمي أشواكَها
كي تبدأَ الصحراءُ نزفي بالرحيلْ
ألتمُّ في ظلَّي المُرمَّدِ معبداً حرق النَّدامى
ثمَّ أكملَ دمعَه خيطَ الدُّخانْ
و كأنَّما الدُّنيا ثمالةُ موتنا
لِمَ تسألينَ متى اللقاءْ
و رغيفنا مدنٌ تبادلُ بالتَّماثيل الوداعَ
ونحن مزَّقنا منَ الضّلع الشِّراعِ
تقاسمتْ مرآةُ غربتنا دماءَ الأصدقاءْ
لوناً لعينيَّ المطاردتين في تيهِ العراءْ
وكأنّ أشجارَ المنافي
لا تُظلُّ الطَّيرَ إلا في أغانيَ الحزينة
والهديلُ يكفُّ دمعاتٍ علينا
بعدُ ما جمَدتْ بأجفانِ السَّماءْ .
غنّي قليلاً ليلنا أن لم يكنْ جميلْ
على ضياءِ شمعة الأنين قد يغدو جميلْ .
929 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع