
علي الكاش
المغالاة في اسباغ الألقاب سيما على السياسيين والمعممين/١
قال تعالى في سورة الحجرات/11((وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ))
في اللقاءات الحوارية والمقابلات مع الزعماء العراقيين ورجال الدين وبعض المحللين في مختلف الجوانب، غالبا ما يستخدم مقدمو البرامج نعوتا لوصف الضيف وصفا بعيدا عن الحقيقة، فيبالغوا في إضفاء صفات لا حق لهم في قولها، ولا حق عليه في قبولها، ويمكن رد ذلك الى هذه العوامل:
اولا: المغالاة في المدح لحد النفاق، وهم غير معذورين في ذلك لأنهم ليسوا في حاجة للثناء على الضيف بطريقة مفرطة.
ثانيا: الجهل بمفردات التوصيف، وهنا يمكن اعطاهم القليل من العذر، ولكن يفترض على الإعلامي ان يراجع بعض كتب اللغة لتحسين أدائه من جهة، ومن ثم تقويم لسانه، والتعمق في فهم المفردات، ليكون عند حسن ظن المشاهد.
ثالثا: خشية من بطش الميليشيات والمافيات التي ينتمي لها الضيف، في حال تجرد الإعلامي من اسباغ المغالاة على ضيفه او حزبه او زعيمه.
رابعا: محبة الضيف مما يجعل المقابل يبالغ في مدحه، او شدة الكراهية مما يجعل المقابل يبالغ في ذمه.
لنقدم امثلة على المغالاة في الوصف، الأخ العزيز وليد يوسف وهو من كبار محاوري الشيعة، ولا شك في علمه وتبحره في سبر اغوار الدين الشيعي، وتفنيد الكثير من السرديات الشيعية التي نُسبت الى أئمة الشيعة زيفا، في حواره مع المحاورين الشيعة غالبا ما يستخدم وصف (سيادة المعمم)، ولا نعرف كيف يطلق لقب دنيوي على رجل دين؟ ومن اين أتت السيادة للمعمم؟ علما ان السيد لا يعني السيادة. ويستخدم الإعلامي المرموق مهدي جاسم لقب (سيادة) مع القادة العسكرين في حواراته معهم بمستوى لواء وفريق في الجيش العراقي، وهذا ما يقال عن وصف رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي بدولة رئيس الوزراء، بل وصل الأمر بعد عام 2003 الى اسباغ الفاظ ما انزل الله بها من سلطان، حتى ان البعض وضف الرئيس الراحل جلال الطالباني بـ (ضخامة الرئيس) يعني (فخامة الرئيس).
. وهذا ما يقال عن النعوت الدينية: لقب الامام، روح الله، آية الله، خليفة المسلمين، بل من الغريب ان خليفة المؤمنين اطلق على الخامنئي وأبو بكر البغدادي، وكلاهما لا يمثل الا نسبة قليلة من المسلمين. اما آية الله وروح الله، فهي نعوت شركيا، لا تتوافق مع المسلمات في الإسلام. لا النبي محمد ولا الصحابة الاجلاء ولا أئمة الشيعة اطلقوا على انفسهم تلك الصفات.
الحقيقة ان المغالاة في وصف الرؤساء ليست وليدة الحاضر عند العراقيين، علاوة على محاولات التشبه، ففي العهد الملكي، كانت كثير من أسماء العراقيين مأخوذة عن أسماء السياسيين مثل نوري، فيصل، غازي، (من أسماء الملكين غازي وفيصل، ونوري السعيد)، وفي العهد الجمهوري، اتخذ الكثير من العراقيين اسم (عبد الكريم وقاسم) من الرئيس الراحل عبد الكريم قاسم، وفي عهد البعث راج اسم صدام وابنائه (عدي، قصي، حلا ورنا) بين العراقيين سيما في مدينة صدام (الصدر لاحقا). وتوالت المغالاة في الوصف على الملوك مثل العاهل الاردني او السعودي والمغربي، والزعيم الأوحد على عبد الكريم قاسم، مع انه دلالة على دكتاتورية مقززة، يذكر د. حسن الباشا " أول من أطلق عليه هذا اللقب (الأوحد) هو الوزير أبو القاسم علي بن أحمد في نقش على نسيج بتأريخ 427 هـ، وأستعمل لقب الأوحد في عصر المماليك". (الألقاب الإسلامية/217). كما أطلق لقب (أوحد العصر) على الملك العادل أبو بكر ابن السلطان الملك الكامل، فقد ذكر القلقشندي بأن لقب الأوحد" وجد في نقش تأريخي عام 637 هـ على طست من النحاس من مصر". (صبح الأعشى6/111). وتوالت الأسماء والصفات في عهد الرئيس السابق صدام حسين بشكل غير مسبوق في المنطقة، حتى وصلنا الى دولة الرئيس ومختار العصر. وقيل" المختار يعني اختيار أصحاب الأمر لمن يرونه مناسبا لعملهم أو مهمتهم"، وهو لقب خاص بالرتب العسكرية الصغيرة في العصر المملوكي". (الألقاب الإسلامية/464). لذا كان اختياره غير موفق لنوري المالكي، حتى لو كان تشبها بالسفاح الدموي المختار الثقفي.
وشبه الناس الزعماء بمخيلة بعيدة عن الواقع مثل رؤية صورة الزعيم عبد الكريم قاسم بالقمر، وحصر العراق بشخص الرئيس مثل (عراق صدام حسين) و(عراق المالكي)، كأن البلد ارث ورثوه من اجدادهم.
كما يضفي الإعلاميون خلال لقاءاتهم مع رئيس الوزراء العراقي عبارة (جنابكم). و(الجناب) لغة هو جنبه، أجنبه يقصد به الفناء أو الجوار من إقامة القوم، وهو استخدام لا ينفع البتة، وقد أولٌ معناه. وأول من استخدمه في المكاتبات الرسمية هو السلطان السلجوقي سنجر بقوله " مازال الجناب العالي الشاهنشاهي الأعظمي".(صبح الأعشى7/85). والأنثى يطلق عليها الجنابية، فقد ورد في نص جنائزي في القاهرة عام 667هجري" هذا قبر الجنابية (آصلة خاتون) ابنة الأمير حسام الدين لاجين". (الألقاب الإسلامية/243). علما ان عشيرة الجنابيين من العشائر العريقة في العراق، ويطلق على الرجل، جنابي، والمرأة جنابية.
بعد اتساع الدولة الإسلامية وتمددها والتعرف على ثقافات الشعوب تداخلت المفاهيم الفارسية مثل (خسرو، ديوان، شاه) والتركية (أغا، خانم، خاتون، اتابك ، أصله أتا أي الأب، وبك اي السيد) الى العربية، وهذا أمر طبيعي جراء التداخل الحضاري، فهناك أيضا الكثير من الكلمات العربية دخلت اللغتين الفارسية والتركية. وتختلف الكنايات والألقاب من عصر الى عصر لأسباب عديدة، في أوقات الجهاد مثلا استخدمت القاب تتعلق بالجهاد وفقا لمعطيات ومتطلبات الموقف الحربي مثل (المجاهد في سبيل الله) و(أمير المجاهدين) و(سيد المجاهدين)، (ملوك المجاهدين) كذلك الكلمات القريبة منها كالمرابط وحامي الثغور وغيرها. وفي العصر الفاطمي والايوبي استخدمت عبارة (أمير المؤمنين) وهي عبارة مركبة للتفخيم مثل (سيف أمير المؤمنين) و(صفوة أمير المؤمنين) و(خالصة أمير المؤمنين) و(ذخر أمير المؤمنين). قال أبو شامة " في عام 570 هـجرية حصل صلاح الدين الأيوبي على توقيع من الخليفة المستضيء بتقليده سلطنة مصر والشام وتلقيبه (خليل أمير المؤمنين)". ( الروضتين في أخبار الدولتين1/240). وأطلق على الظاهر بيبرس (قسيم أمير المؤمنين) وهكذا.
في سنة 530 هـجرية أدخل لقب الملك مضافا لخصلة طيبة مثل (الملك العادل) و(الملك الفاضل) و(الملك الصالح)، و(الملك الناصر) وهو لقب صلاح الدين بن أيوب. قال إبن الأثير مع إنه اي الأيوبي" في مكاتباته للخلافة العباسية كان يترجم لنفسه ب(المملوك) و(الخادم)". (راجع المثل السائر/16). وسبقه أيضا لقب في بعض الأحيان مثل (ذخيرة الملوك) و(اختيار الملوك) و(عمدة الملوك). كما أضيف لفظ الجلالة الى الألقاب أيضا سيما في العصر العباسي الثاني مثل (المستنصر بالله)، (المقتدر بالله). (الحاكم بأمر الله) و(المعز لدين الله) و(العاضد لدين الله) سيما عند العبيديين ( يُسمون خطئا الفاطميين). وأضيفت كلمة ( الدين) للتعظيم في زمن الأتابك مثل (علم الدين) و(بهاء الدين) و(سيف الدين). (تاج الدين) (ركن الدين)، (ناصر الدين) و(مظفر الدين) وغيرها.
الألقاب العثمانية
تصنف الى ثلاثة أصناف وهي العسكرية والمدنية والعلمية، وسنتحدث باقتضاب عنها، ونركز على المدنية فقط لأنها مرتبطة بموضوعنا.
الألقاب العسكرية العثمانية مأخوذة ومعربة عن الجيوش الأوربية، ولا يزال الجيش العراقي وعدد من الجيوش العربية تستخدمها أو بعض منها، وترتيبها التصاعدي يبدأ من ملازم ثانِ، ملازم أول، يوزباشي، بكباشي، قائمقام، ميرلاي، ميرلوا، فريق، فريق أول، مشير.
أما الألقاب العلمية فهي تطلق حصريا على علماء الدين والقضاة، وترتيبها تصاعديا يبدأ من درجة، (سليمانية) ويكنى بلقب مكرمتلو. تليها درجة (كبير المدرسين) ويطلق عليه نفس اللقب السابق، ودرجة المخرج، ويحمل نفس اللقب أيضا، ودرجة البلاد الخمسة (أي أقاليم الشام وبغداد وقونية وبوسة وأدرنه) ويلقب ( أفندي).
اضفاء لقب (دولة الرئيس) على نوري المالكي وخلفه، معرب عن اللغة التركية ويسمى أيضا (اولو وزير) ويعني رئيس الوزراء. وقد سأل بعض الأخوة عن أصل هذا اللقب وغيره بعد إطلاقه على المالكي، وقد وجدت معلومات متناثرة هنا وهناك وظفتها في هذا المبحث المتواضع لغرض الاستفادة منها. فهو لقب تشريفي يخاطب به رئيس الوزراء ومن يحمل رتبة مشير في الجيش، ومشايخ الاسلام وامراء مكة، كان الصدر الأعظم يخاطب بصيغة (دولتلو فخامتلو) وقادة الجيش (صاحب الدولة والعطوفة) والمنتسبون لآل عثمان (صاحب الدولة والنجابة) ومشايخ الاسلام (صاحب الدولة والسماحة)، وامراء مكة (صاحب الدولة والسيادة). للمزيد راجع (المعجم الموسوعي للمصطلحات العثمانية التأريخية/117).
أهم الألقاب المتداولة واصولها
ـ لُقب الأمام
أول من اطلق عليه لقب إمام ليس عليا، بل إبراهيم بن محمد أول من بويع له بالخلافة من بني العباس، وأول من أطلق عليه اللقب فخريا هو المهدي عندما كان وليا للعهد. (صبح الأعشى للقلقشندي6/9). اما مولانا فقد استعمل اللقب عام 351 هـ، و منذ عصر صلاح الدين كلقب من ألقاب الملوك". (راجع الألقاب العثمانية/224). (الألقاب الإسلامية/ د. حسن باشا/520).
ـ الأستاذ
من الكلمات التي نطلقها جزافا، سيما بعد احتلال العراق عام 2003 لمن هب ودب، كلمة أستاذ مع انها اصبحت درجة علمية مرموقة سيما في الجامعات، وقد وردت في كتاب (هز القحُوف في شرح قصيدة أبي شادوف)، ليوسف بن محمد بن عبد الجواد بن خضر الشربيني. فلاح يورد لأستاذه المال، وقال: أستاذ الكَفر، والأستاذ هنا الأمير والملتزم، قال إن الأمير إذا التزم بقرية وجد في دفاتر من التزم بها قبله الوجبة وغرامة البطالين وغير ذلك، وقال: لا يجوز للفلاحين الخروج عن طاعة استاذهم.
لذا من الأخطاء القاتلة عندما ينعت المحاور ضيفته او ضيفه بصفة ( أستاذة أو أستاذ )، مثل الاستاذة ريم او الأستاذة حنان او الأستاذة لارا أو الأستاذ إيهاب أو الأستاذ مسعود!، مع ان نعت الأستاذ هو لقب علمي يطلق على صاحب الشهادة العليا (بروفيسور)، فيقال لمن ادنى منه درجة علمية أستاذ مساعد، او مدرس.
ـ السيد والسادة والسيدة
كل الناس يمكن تسميتهم بالسادة، سُمي الزوج سيدا، قال تعالى في سورة يوسف/25(( وَأَلْفَيٰا سَيِّدَهٰا لَدَى الْبٰابِ)). يظن البعض ان كلمة سيد وسيدة كلمة أجنبية ومعربة، لكن لها أصل في التراث، قال السفاح للسيد الحميري: أنت السيّد؟ قال أنا ابن أبي وأمير المؤمنين هو السيّد". (محاضرات الأدباء1/92). وقال ابن الجوزي" عَن الشّعبِيّ أَن عمر كَانَ فِي بَيت وَمَعَهُ جرير بن عبد الله فَوجدَ عمر ريحًا فَقَالَ عزمت على صَاحب هَذِه الرّيح أَن قَامَ فَتَوَضَّأ فَقَالَ جرير يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أَو يتَوَضَّأ الْقَوْم جَمِيعًا فَقَالَ عمر رَحِمك الله نعم السَّيِّد كنت فِي الْجَاهِلِيَّة وَنعم السَّيِّد أَنْت فِي الْإِسْلَام". (الأذكياء/26)
ـ قال أَبُو مُحَمَّد البوصرآبادي الافة الْكُبْرَى:
أشارت إِلَيّ بعناية مخضبة من دم الأفئدة
أَأَنْت على الْعَهْد يَا سَيِّدي فَقلت إِلَى الْحَشْر يَا سَيّده
(يتيمة الدهر5/55).
ذكر مرتضى الزبيدي السِّيد بالكسر: الأَسَدُ ، في لُغَة هُذَيْل، قال الشاعر:
كالسِّيدِ ذي اللِّبْدةِ المُسْتأْسِدِ الضَّارِي،
وفي حديثِ مسعودِ بن عمرٍو: لكَأَنِّي بِجُنْدَبِ بنِ عمرٍو أَقبل كالسِّيد. أَي الذِّئْب يقال: سِيدُ رَمْلٍ، وامرأَة سِيدَانةٌ: جَرِيئةٌ. ومنهم من جَعلَ السِّيدانةَ أُنثَى السِّيد". (تاج العروس5/34).
ـ الأفندي: هي ذات أصول يونانية من (افنديس) واستعارها الأتراك في القرن(13) ميلادي وتعني السيد، ولقب به قاضي إستانبول حينها، كما استعمله العرب كنية لنقيب الأشراف. الأفندي اصطلاحا تعني المالك والمولى والسيد والكتاب عموما، ويطلق أيضا على كتاب ديوان الروزنامة بمعنى عنوان تفخيم وأبهة. أما كبير الأفندية (الروزنامجي) فهو المسؤول عن جباية الأموال والضرائب، واخيرا سمي قاضي عسكر أناضول (سماحتلو أفندم حضرتلري). وذكر سهيل صابان بأنها" استخدمت في العقد الثاني من القرن الخامس عشر، وحلت محل كلمة الجلبي". ( المعجم الموسوعي/35). واختص به العلماء فيما بعد. وصار لقبا رسميا بعدها يُطلق على أمراء المناطق والأقاليم. كما أطلقت على طلاب الكلية الحربية. ومن رتبة ملازم إلى بكتاشي.
ـ الأغا: يقال ان المصطلح فارسي الأصل ويعني السيد، وجمعه (آغاوات) استعمله الأتراك لدلالات منها تسمية الضباط الأميين كالإنكشاريين، وقيل: كلمة مشهورة واغلبهم يتلفظون بها بالهمز لا بالمد". (مجلة لغة العرب2/422). في الحقبة الأخيرة من العهد العثماني أطلق اللقب على ذوي المكانة العالية في المجتمع. وذكر محمد فريد " يذكر ان هذه الكلمة محرفة من كلمة (آقا) المغولية". (تأريخ الدولة العلية/177). وكان مدراء مكاتب الوزراء يسمون (آغا أفنديم). أما (آغا باشا) فكان يطلق على الوزراء الإنكشاريين. و(آغا بك) يعني الأخ الكبير يستخدم من قبل الطبقات الاجتماعية المتوسطة. و(أغا الحرم) هم الذين يستخدمون في أقسام الحريم في قصور السلاطين، وهم من الزنوج المخصيين.
ـ الوزير: أختلف فقهاء العربية في أصلها، البعض أرجعها إلى أصل فارسي، والبعض الأخر أرجعها لأصل عربي باعتبارها مشتقة من الوزر أي الملجأ، لكننا نرجح عربيتها، فقد وردت في سورة طه/29 (( واجعل ليٌ وزيرا من أهلي)). وقال علي بن أبي طالب" دعوني والتمسوا غيري، أنا لكم وزير خير لكم مني أمير". (نهج البلاغة لصبحي الصالح/137). وأحيانا كان يطلق على الصدر الأعظم لقب ( الوزير الأعظم).
ـ الباشا: يقصد به وكيل السلطان في الولاية ويعين لمدة سنة واحدة قابلة للتجديد وفقا للإرادة السلطانية. وكان يطلق حصريا على رتب (روم ايلي بكلربكي، ميرميران وأمير الأمراء) فقط. وارجع البعض أصلها الى الفارسية (باي شاه) اي قدم الملك، او (باد شاه) أي الملك. وهناك من ذكر بأنها تركية (باش) تعني الزعيم والحاكم، ومنها اشتقت ألقاب (باشكاتب) و(حكيمباشي) وغيرها. وربما أصلها التركي (باشكال) اي الحاكم العسكري، او (باش آغا) أي الأخ الأكبر الذي يوجب طاعته من قبل الأصغر منه. وأول من لقب به هو علاء الدين بن عثمان، اضفاه عليه الصدر الأعظم أخوه اورخان. ذكر سهيل صابان بأن لقب الباشا" أختص به حكام الولايات، وأخيرا صار أعلى لقب شريفي في الدولة، واطلق على وظائف مدنية وعسكرية، وفي النصف الثاني من القرن الثامن عشر أطلق على الوزراء وأمير الأمراء، وعلى العسكريين برتبة لواء وفريق ومشير". ( المعجم الموسوعي/52). أما المؤرخ الجبرتي فقد اعتبرها كلمة تركية وهي مشتقة من (باش آغا) اي كبير الأغاوات، أو كبير الخصيان، وإدعى البعض إنها فارسية وتعني (بادشاه) أي الرئيس. (للمزيد راجع سالنامة ولاية الحجاز/192). ويطلق اسم باب الباشا (أو قصر الباشا) على مقام السلطان الأعظم، وتغير اسمه في عصر السلطان عبد الحميد الأول إلى الباب العالي. وصار هذا الأخير يطلق على مقر رئيس الوزراء. ويلاحظ ان كلمة الباشا صغرت الى (بشه) سيما عند الإنكشاريين، وتستخدمها العشائر إشارة إلى الابن الأكبر.
ـ البك: كلمة تركي مشتقة من (بيوك) أي الكبير، وهو لقب فخري، كان يُكنى به أبناء الباشوات وكبار رجال الدولة والإقطاعيين. وبك في الأصل كلمة قديمة الاستعمال سبقت الفتح الإسلامي تطلق على صاحب الأمر، استعارها منهم المغول، كما أطلقت على النساء ذوات المكانة الرفيعة في المجتمع. ثم اطلقت على أمراء الاقاليم (بك اقليم)، ويسمون أمير الأمراء (بك لربكي). ويذكر محمد عبد اللطيف هريدي "لم يكن في هذا المنصب سوى لأثنين أحدهما للأناضول والآخر للروملي". (شؤون الحرمين الشريفين/156). وكان صاحب هذا المنصب يأتي بعد السلطان. ولكن بمرور الزمن تعدد منح اللقب ففقد بريقه. ويلاحظ ان البعض يخلط بين البك والبيك، في حين الثانية تطلق على حاملي البريد في الدولة العثمانية ممن يتصفون بسرعة المشي لتبليغ الأوامر السلطانية لأصحاب العلاقة، وكانوا يتسمون برشاقة القوام، ويحافظون على أجسامهم بقلة الطعام، وأحيانا يسمون (التتارية). ( راجع معجم المصطلحات التأريخية/108).
للحديث بقية بعون الله.
علي الكاش

843 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع