ماذا تستهدف إيران من نقل عاصمتها الى مكران ؟! ١_٢

 سعد السامرائي


ماذا تستهدف إيران من نقل عاصمتها الى مكران ؟! ١_٢

الحكاية بدأت حين قامت ايران بقطع الروافد المائية التي تصب بالعراق وحفرت سواقي لتحويل الماء من اتجاهه للعراق الى داخل اراضي ايرانية ضاربة عرض الحائط قوانين المصبات المائية ،لذلك سنلقي نظرة عما تقوله المصادر حول تحويل المياه الإيرانية المشتركة مع العراق

1) تحويل مياه كارون (ومن منابعه عبر أنفاق مثل «كوهرنگ» و«بِهشْت‌آباد») → السهول والأنهار المركزية (بما في ذلك حوض زاینده‌رود)

النتيجة العملية: مياه كارون تُنقل إلى حوض زاینده‌رود وتغذي محافظات ومدن وسط إيران (أشهرها إصفهان ومن ثم استخدامات صناعية وزراعية في محافظات مركزية). هذه التحويلات منصوص عليها في دراسات وبحوث حول شبكة نقل مياه كوهرنگ وبِهشْت‌آباد.

خلاصة: أشهر مدينة مستفيدة هنا هي إصفهان (وجزئيًا محافظات وسطية مجاورة تستفيد من مياه زاینده‌رود).

2) تحويل مسارات/تحكم في مصب كارون → بهمنشير وظهور أثر على مدن الخليج الإيراني (أهواز، خرمشهر، عبادان...)

هناك أعمال ومشروعات تحوّل أو تضبط مجارى فرعية من كارون نحو قنوات داخل إيران (مثل بهمنشير) تؤثر على توزيع المياه في خوزستان؛ وفي المقابل تُستخدم مياه كارون أحيانًا لتغذية مرافِق إيرانية محلية.

خلاصة القول: أهواز، خرمشهر، آبادان هي المدن التاريخية المرتبطة بمجرى كارون/البَهمَنشير — بعضها يستفيد من إدارة المجرى داخل الأراضي الإيرانية، لكن التحويلات أيضاً تثير توترات لأن حصص العراق تتأثر.

3) مشروع «Tropical Water Project» / سدود وأنفاق على نهر سيروان (Sirwan) → يؤثر على مجرى يصل إلى سدّ دربندخان بالعراق

تقارير وأبحاث تشير إلى بناء عدة سَدود وأنفاق على سيروان داخل إيران لتخزين/نقل المياه، ما خفّض منسوب المياه المتدفقة إلى العراق (دربندخان). المستفيدون الإيرانيون هم محافظات غربية مثل إيلام/كرمنشاه ومشروعات ري/تخزين داخل إيران.

الخلاصة هنا : إيلام ومناطق غربية في إيران تستفيد من حجز/تخزين مياه سيروان داخل الحدود الإيرانية.

4) استخدام التحويلات لتغذية صناعات ومدن داخلية (نقل كبير للموارد إلى الوسط والشرق)

دراسات ومقالات بحثية تذكر أن الأنفاق والتحويلات تنقل مئات ملايين الامتارالمكعبة سنويًا إلى مناطق داخلية (مثل إصفهان، يزد ومناطق صناعية) وتُستخدم أحيانًا في الصناعة والزراعة غير المناسبة للمنطقة.

ملاحظة ؛ بالإضافة إلى إصفهان، هناك استفادة صناعية/زراعية في محافظات وسط/جنوب-وسط (بعض تقارير تشير إلى يزد وكِرمان ومناطق صناعية أخرى).

5) صورة عامة ومصادر التوتر

العراق يشتكي (ويوثّق) انخفاض منسوب أنهاره كدربندخان وشرَق دجلة نتيجة بنى مائية واحتجاز مياه في المنابع الإيرانية. هذا التوتر قائم خصوصًا بخصوص سيروان/دربندخان وكارون/شطّ العرب.

# أنهار رئيسية متهمة بالتحويل

نهر كارون: عدة تقارير تقول إن إيران بنَت سدود وأنفاق على نهر كارون.

نهر الكرخة: أيضًا يُذكر ضمن الأنهار التي “حوّلت مساراتها” في تقارير إعلامية.

نهر وند: حسب أحد المصادر، نهر الوند (رافد مائي) قد تم قطع جزء منه.

نهر سيروان: بحسب تقرير، تم تحويل مجرى جزء منه الذي كان يتجه لـ دربندخان بالعراق إلى داخل الأراضي الإيرانية.

# إلى أين تُحوّل هذه المياه داخل إيران؟

أحد المصادر يقول إن نهر كارون الذي كان يصب في شط العرب (العراق) تم توجيه جزء من مياهه إلى مناطق بهمن شير داخل إيران.

“بهمن شير” هو فرع أو قنال لنهر كارون داخل الأراضي الإيرانية، ويُمثل مصبًا مهمًّا له ضمن التراب الإيراني — بحسب موسوعة ويكيبيديا

مدينة أهواز (في محافظة خوزستان الإيرانية) تتأثر كثيرًا بمجرى كارون، وهي من بين المدن التي تستفيد من إدارة هذا النهر.

أهم المدن الإيرانية التي تستقبل مياهًا محوَّلة أو تستفيد عمليًا من تحويل رافدَات مُشترَكة مع العراق:

إصفهان (من تحويلات كوهرنگ → زاینده‌رود)، ثم مناطق/مدن غربية مثل إيلام/كرمنشاه (من سِيروان)؛ وعلى مستوى دلتا كارون هناك أهواز، خرمشهر، آبادان كجزء من نظام توزيع المياه داخل خوزستان (لكن تحولات مجرى المصبات أثارت نزاعًا خفيفا مع العراق بسبب الولاء الطائفي ).

هذا بالنسبة لغرب ووسط وجنوب ايران فان كانت طهران صادقة كما تدعي سياسيا انها تعاني من نقص الماء فيها فاننا جئنا بملخّص زمني لأهم فيضانات طهران (كأمثلة بارزة) حسب التواريخ الواردة ادناه:

28–31 يوليو 1987 — فيضانات شديدة في شمال طهران (مناطق شميران وداربند/تجريش) أسفرت عن خسائر بشرية كبيرة؛ تقارير صحفية ذكرت مئات القتلى والجرحى وأضرار واسعة.

15 أبريل 2012 — هطول أمطار غزيرة وكسر في جدار قناة "كان" (Kan River) أدى إلى فيضان في أنفاق مترو طهران وغمر عدّة محطات وتعطّل خطّ مترو (حوادث مرجعية ودراسات حالة توثّق الحادث). التاريخ والحدث موثقان في تقارير هندسية وطبية طوارئ.

19 سبتمبر 2015 (أواخر 2015) — موجة أمطار مفاجئة تسبّبت في فيضانات مفاجئة في العاصمة ومناطق جنوبية؛ تقارير أسوشييتد برس ووكالات ذكرت وقوع قتلى في طهران وعدة ولايات مجاورة.

مارس–أبريل 2019 (موجة فيضانات وطنية) — أمطار استثنائية ضربت أجزاء واسعة من إيران (موجات متعددة خلال مارس–أبريل)، أثرت أيضاً على محيط طهران وبعض الأودية المحيطة، رغم أن الضربة الأشد كانت في محافظات شمالية وجنوبية أخرى.

28 يوليو 2022 — أمطار غزيرة وانهيارات أرضية وفيضانات قاتلة في ضواحي ومحافظات قريبة من طهران (مثل إمامزاده داوود وريف طهران) وأودت بحياة عدد من الناس، وأُعلنت عمليات إنقاذ واسعة.

ملاحظات حول التكرار والأسباب

1. التكرار يزداد بسبب مزيج من العوامل البشرية والمناخية وربما تكون مقصودة : تغيّر نمط الأمطار (زخّات عنيفة قصيرة المدى)، التحضّر السريع، إنشاء وتضييق مجاري الأنهار داخل المدينة، وفقدان المساحات الخضراء يرفع خطر الفيضانات الحضرية. دراسات هيدرولوجية تظهر زيادة في قمة تصريف الأنهار وزيادة حجم الفيضانات في أحواض طهران.

2. بنية المدينة ضعيفة أمام الفيضانات المفاجئة: قنوات وأنفاق ومجاري طبيعية تمّ تغييبها أو بناؤها فوقها؛ شبكات الصرف ليست مصممة دوماً لاستيعاب هطولات مفاجئة بكثافة عالية. تقارير هندسية ودراسات حضرية تعالج ذلك.

موجز المخاطر الحالية (أين الخطر الأكبر داخل طهران)

أودية وقنوات مثل كان (Kan)، داربند/تاجرِش والفُرَحَزَاد وأنظمة السيل في شمال وغرب المدينة عرضة للفيضانات المفاجئة.

الضواحي الجبلية والهضبية حول طهران عرضة لإنهيارات وانجرافات تزداد عند الأمطار الغزيرة.

(مصدرات دراسات محلية وتقارير أحداث ماضية).

ماذا يتوقع الخبراء للمستقبل القصير والمتوسط؟

هناك اتجاه لزيادة حدة الفيضانات المفاجئة في المدن الإيرانية بما فيها طهران، نتيجة التغير المناخي والتحضر غير المُخطط.

تحسين البنى التحتية (قنوات تصريف أفضل، رقابة على بناء فوق مجاري المياه، نظم إنذار مبكّر) يمكن أن يقلّل الخسائر—وهذا ما توصي به دراسات التخطيط الحضري والهيدرولوجيا.

بناء خزانات تحت الارض لحفظ مياه الامطار في كل حي تستوعب مليون متر مكعب كفيلة بتوفير المياه طيلة العام لو ارادت ايران حل المشكلة لكنها كما يبدو لنا انها ازمة مفتعلة بعدم وجود رغبة بحل مشكلة شحة المياه !

من أين تأتي مياه طهران ؟

طهران تحصل على المياه من ثلاثة مصادر رئيسية:

1) الأنهار والسدود الجبلية وهي أهم مصدر لمياه الشرب، وتشمل:

سد كرج (أميركبير)

سد لتيان

سد لار عند سفوح جبال ألبرز

هذه السدود تجمع مياه الأمطار والثلوج الذائبة القادمة من جبال ألبرز.

2) المياه الجوفية

تعتمد طهران أيضاً على عدد كبير من الآبار العميقة لتعويض النقص، خصوصاً في فترات الجفاف.

3) القنوات التقليدية (القنوات/الـقَـنَوات – Qanats)

كانت تُستخدم تاريخياً، وما زال بعضها يعمل لكن بشكل محدود جداً مقارنة بالمصادر الحديثة.

. (أهمّ المراجع التي استندت إليها)

1. تقارير صحفية عن فيضانات طهران 1987.

2. دراسة حالة/تقرير عن فيضان مترو طهران (15 أبريل 2012).

3. تقارير وكالات أنباء عن أمطار/فيضانات سبتمبر 2015 وما تلاها.

4. تقارير 2019 عن موجة الفيضانات الوطنية (تأثر أجزاء من طهران أيضاً).

5. تقارير 2022 عن فيضانات وضواحي طهران (إمامزاده داوود، ريف طهران).

6. أبحاث علمية عن زيادة ذروة الجريان وتوسع مناطق الفيضانات في أحواض طهران.

من كل ما سبق نحن نشكك في تصريحات الايرانيين البيئية حول وجود شحة خطيرة في المياه بطهران تستوجب نقل العاصمة!.فلماذا هذه الادعاءات المضللة !

ذلك ما سنتعرف عليه بمقالنا الجيوسياسي القادم .

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1051 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع