خيار الإستفتاء الشعبي لتغيير نظام الحكم في العراق

 د. وَائِلْ اَلْقَيْسِي

خيار الإستفتاء الشعبي لتغيير نظام الحكم في العراق

عندما تتعثر خطوات الشعوب بالدفاع عن حقوقها أمام قوى غاشمة محتلة، او حكومات متسلطة لا تنتمي إلى النسيج المجتمعي لشعب او بلد ، وتكون عبارة عن حفنة مرتزقة يعيثون في الأرض فسادا ونهبا وقمعا، وعندما تعجز الأحزاب والنخب الوطنية المعارضة عن مواجهة واقع اوطانها الشاذ، نتيجة البطش والتنكيل الذي تتعرض له من قبل حكومات طارئة ومستبدة، او نتيجة تشرذمها وتعدد دعاة الزعامة وال (أنا) فيها، وربما فقدانها إلى القيادة الوطنية الحقيقية الموحدة ، وعندما يتخلى عن دعمها العالم الذي يتبجح بالحرية والديموقراطية، وعندما تصبح حقوق الإنسان مجرد سلعة رخيصة يتاجر بها الأشرار ، يكون لزاما على الشعوب ان تنتفض وتثور من أجل الخلاص والتحرر والتغيير، وهذا ماحاول فعله الشعب العراقي مرات كثيرة منذ الأيام الأولى للغزو الأميركي والاحتلال الايراني للعراق بعد 2003 ، ولكن باءت جميعها بالفشل او التمييع والإحتواء، فإزدادت الأمور سوءا وكَثُرَت اعداد المعتقلين والمغيبينَ والمهجرين قسرا.
ورغم ان اميركا والغرب قاطبة ومعهم أغلب حكومات الدول العربية يتحملون وزر معظم ما جرى، لكن اغلب العراقيين ممن يأملون من الشيطان _ نفحات إيمانية _ ينتظرون من ترامب ان يقدح زناده ويخلص العراق وشعبه من هيمنة إيران والنظام السياسي الهجين الذي سلطته على بلادنا وشعبنا ومقدراتنا وكل جزئيات حياتنا، لا بل صار الكثير من الحالمين يعزف تغريدات مبعوث ترامب الخاص( مارك سافايا) صباحا ومساءا .
لا نملك إلا أن نقول :ايها المتوكلون على ترامب توكلوا على الله وشدّوا عضد بعضكم البعض، فما حكّ جلدك مثل ظفرك .

تأسيسا على ماتقدم ونتيجة لكل المآسي والكوارث التي حلّت وتحل بالعراق والعراقيين، نجد أن يكون خيار "الإستفتاء الشعبي" الشامل لتغيير نظام الحكم والعصابات الحاكمة في العراق احد متبنيات ومطالب الشعب العراقي الرئيسة، والعمل على اقناع العالم بضرورة هذا الإستفتاء ، وإذا تعذر ذلك فلابد من خروج الشعب بثورة مسلحة يرافقها عصيان مدني شامل من أجل إسقاط هذه المنظومة السياسية التابعة لإيران التي فاقت إجرام الصهاينة، فقد صار واضحا للجميع ان إيران الفارسية والصهيونية يتخادمان ويعملان سوية ضد العرب والمسلمين منذ السبي البابلي الأول وحتى يوم الناس هذا.

هناك جملة أسباب جوهرية تدفع الشعوب (أو النخب السياسية بتفويض شعبي) للجوء إلى الاستفتاء عند إتخاذ القرارات المصيرية، من أبرزها:

حق تقرير المصير والسيادة وإجراء تغييرات دستورية بنيوية: وضع دستور جديد أو تعديلات عميقة تمس شكل الدولة، صلاحيات السلطات، أو قواعد اللعبة السياسية.

فك الجمود السياسي: حسم انقسام حاد بين الأحزاب أو بين المؤسسات عندما تعجز عن اتخاذ قرار نهائي.

تثبيت شرعية اتفاقات تاريخية: مثل اتفاقات السلام أو ترتيبات انتقالية تتطلب قبولاً مجتمعياً واسعاً.

بناء قبول اجتماعي مستدام لقرارات طويلة الأثر أو شبه غير قابلة للعكس: توزيع ملكية القرار ومسؤوليته على المجتمع كله.

سد فجوة الثقة مع المؤسسات الحكومية : عندما يتسع الفارق بين توجهات الرأي العام ومخرجات التمثيل الحزبي.

متطلبات دستورية أو قانونية: بعض الدساتير تُلزم بالاستفتاء في موضوعات محددة كترسيم الحدود أو تعديل مواد محصّنة.

إرسال إشارة واضحة للخارج: لتأكيد الموقف الشعبي أمام شركاء دوليين أو أسواق عالمية .
ومن الأمثلة على حالات الإستفتاء التي جرت سابقا :
تقرير المصير: جنوب السودان (2011)، اسكتلندا (2014)، كيبك كندا (1995).
بريطانيا وخروجها من الاتحاد الأوروبي (2016)، النرويج ورفض الانضمام للاتحاد الأوروبي (1972 و1994).
إيرلندا في قضايا الزواج والإجهاض (2015 و2018)، تشيلي حول صياغة دستور جديد (ابتداءً من 2020).
قد يكون مقترح الإستفتاء لتغيير نظام الحكم في العراق صعب المنال لكن طرحه لابد أن يكون حاضرا في كل محفل _ داخليا وخارجيا _ بعد أن أُغْلِقَت كل الطرق المتيسرة أمام الشعب العراقي للتغير وإستعادة الوطن .

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

978 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع