
سمير عبد الحميد

شبهات ابليس السبعة - الجزء الاول
هوحوار ابليس للملائكة ومناظرته لهم بسبع أسئلة يشكل كل منها شبهة من شبهات ابليس السبع ، وكلها تدور حول حرية المخلوق الى فاعليته ، والركائز التي تقوم عليها هذه المسئولية ، ثم – وبناء على ذلك كله الانتهاء الى -التشكيك في ثبوت العدالة الالهية حيال مصير الكافرين وأولهم وعلى رأسهم ابليس ..قال ابليس: -اني سلمت أن البارى تعالى الهى واله الخلق ، عالم قادر ولا يسأل عن قدرته ومشيئته ، وأنه مهما أراد شيئا قال له كن فيكون . وهو حكيم ، الا أنه يتوجه على مساق حكمته ان أسئله قالت الملائكة : ما هي ، وكم هي ؟
قال لعنه الله : سبعة .
الأول منها : أنه قد علم قبل خلقى أي شيء يصدر عنى ويحصل منى ، فلم خلقني أولا ؟ وما الحكمة في خلقه اياى ؟
والثاني : اذ خلقني على مقتضى ارادته ومشيئته ، فلم كلفني بمعرفته وطاعته ؟ وما الحكمة في هذا التكليف بعد أن لا ينتفع بطاعة ولا يتضرر بمعصية ؟
والثالث : اذ خلقنى وكلفني فالتزمت تكليفه بالمعرفة والطاعة ، فعرفت وأطعت ، فلم كلفنى بطاعة آدم والسجود له ؟ وما الحكمة في هذا التكليف على الخصوص ، بعد أن لا يزيد ذلك في معرفتي وطاعتي اياه ؟
والرابع : اذ خلقنى وكلفني على الاطلاق ، وكلفني بهذا التكليف على الخصوص ، فاذا لم أسجد لآدم ، فلم لعنني وأخرجني من الجنة، وما الحكمة فى ذلك بعد أن لم أرتكب قبيحا الا قولى : لا أسجد الا لك ؟
والخامس : اذ خلقنى وكلفني مطلقا وخصوصا فلم أطع فلعننی و طردنی ، فلم طرقنى الى آدم حتى دخلت الجنة ثانيا ، و غررته بوسوستي ، فأكل من الشجرة المنهى عنها . وأخرجه من الجنة معى . وما الحكمة في ذلك ؟ بعد أن لو منعني من دخول الجنة لاستراح منى آدم ، وبقى خالدا فيها .
والسادس : اذ خلقنى وكلفني عموما وخصوصا ، ولعنني ثم طردني الى الجنة ، وكانت الخصومة بيني وبين آدم فلم سلطني على أولاده ؟ حتى أراهم من حيث لا يرونني ، وتؤثر فيهم وسوستى ولا يؤثر في حولهم وقوتهم وقدرتهم
واستطاعتهم ؟ وما الحكمة في ذلك ؟ بعد أن لو خلقهم على الفطرة دون من يجتالهم عنها فيعيشوا طاهرين سامعين مطيعين ، كان أحرى بهم وأليق ، ما الحكمة ؟
والسابع : سلمت هذا كله : خلقنى وكلفني مطلقا ومقيدا، واذ لم أطع لعننى وطردني ، واذا أردت دخول الجنة مكنني وطرقني ، واذا عملت عملى أخرجنى ثم سلطنى على بني آدم ، فلم اذ استملهته أمهلني ؟ فقلت ( أنظرني الى يوم يبعثون ، قال فانك من المنظرين الى الوقت المعلوم ) وما الحكمة في ذلك؟ بعد أن لو أهلكني في الحال استراح آدم والخلق منى ، وما بقى شر ما في العالم ؟ أليس بقاء العالم على نظام الخير خيرا من امتزاجه بالشر ؟.
ولا شك أن أسئلة ابليس السبعة من قوة التلبيس بحيث أنه يصعب على المرء بعد سماعها ان يتحاشى ما تثيره في نفسه من شكوك وشبهات حول أصول الايمان
ولا شك أن الله عز وجل حكيم ، وهذا يعنى أنه عز وجل فوق أنه فعال لما يريد ولا يسأل عما يفعل – فانه يفعل الحكمة . وعندما يتساءل المرء عن الحكمة من خلق السماوات والارض ، أو خلق الانسان ، أو خلق الجان ، أو خلق الملائكة ، فانه لا يكون في موضع المحاسب الله عز وجل وتعالى عن ذلك علوا كبيرا ، وانما في موضع الباحث عن الحكمة من خلق الله سبحانه وتعالى لهذه المخلوقات ، ومحاولة منه لمعرفة الغاية من وجود كل منها . فهو سؤال استفسارى وليس سؤالا
للمحاسبة والمحاكمة . فهو ليس من قبيل لم فعلت كذا ولم لم تفعل غيره ، ولكن من قبيل ما الحكمة من فعلك كذا الشبه الاولى :
أنه قد علم قبل خلقي ، أي شيء يصدر عنى ويحصل منى فلم خلقنى أولا ؟ وما الحكمة في خلقه اياي ؟ .
أولا :لقد شاء الله عز وجل - وهو فعال لما يريد – أن يكون في كونه العظيم وبين مخلوقاته التي لا يعلمها الاهو ، عالما محدودا للابتلاء والاختبار ،وبشروطه هو.
الأول:
1 ـ أن يكون هذا المخلوق مزودا بمقومات الفاعلية الثلاثة وهي:
الارادة المختارة
والاستطاعة
والعلم
أي التي يصبح بها الكائن المبتلى مسئولا عن أفعاله ، والتى تتم بها جميعا مسئوليته ويكون مستحقا للجزاء.
الثاني: هو أن يتحمل مسئولية فعله في الارض ، مصيرا مخلدا ، اما فى النار ، ان كان معصية الله وشرا واما فى الجنة ان كان طاعة الله وخيرا . قال تعالى ( انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فأبين أن يحملنهـا وأشفقن منها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا )- الأحزاب وهذا يعنى أن الانسان قد دخل عالم الابتلاء مخيرا ، ومندفعا بتهوره وظلمه لنفسه. وخلق الله عز وجل كل. المخلوقات ، على الفطرة الحنيفية الموحدة ، وعلى رأسهم جميعا الانسان وابليس وأعتى كفار البشر.
ثم شاء الله عز وجل ـ وهو فعال لما يريد أن يكرم الانسان ويفضله على جميع خلقه في الأرض،وامر الملائكة الذين كان معهم ابليس ، وتلقى معهم الامر،واصله من الجن،
بالسجود لآدم ، اقرارا له بالخلافة والافضلية
والتكريم عليهم وعلى سائر العالمين في الأرض.
لقد كان هذا ابتلاء من الله عز وجل للجميع ، كانت نتيجته
طاعة الملائكة ومعصية ابليس. كأمر ابتلائي ، وليس كأمر كوني لله عز وجل واجب التنفيذ ، ومن ثم جعل لنفسه حق القبول والرفض بالنسبة لامر الله ، فكان هذا بمثابة انسلاخه من عالم الملائكة ، الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ، ودخوله عالم الابتلاء ، الذى يتمكن فيه الكائن المبتلى ـ بأمر الله وقدره واذنه ـ أن يطيع ، كما يتمكن فيه أن يعصى الامر الالهي الصادر اليه ، ابتلاء وتشريعا وتخييرا. ومن ثم تعتبر معصية ابليس ، تجربته الابتلائية الأولى.
بعد هذا البيان نقول ردا على سؤال ابليس الأول : أن الله عز وجل علم قبل أن يخلقك ويخلق أى كائن مبتلى من الجن أو الانس ماذا سيكون منه ، وماذا سيكون منك ، هذا بالنسبة للكافر والمؤمن سواء بسواء ، ومع ذلك فقد خلقك الله وخلق كل كائن ، لان الله عز وجل غنى قادر كريم وخزائنه لا تنفذ ، وعندما خلق الله عز وجل الخلق ، فانه أعطاهم وامتن عليهم بوجودهم، بعد أن لم يكونوا شيئا مذكورا(هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا )الانسان
، ولكن الله عز وجل الكريم الغنى القادر الفعال لما يريد ، أراد أن يعطى بعضا من خلقه ملكا عظيما خالدا يسخر لهم فيه الاشياء والاحياء ، ولان الله عز وجل حكيم وعادل ولا يظلم أحدا ، فقد شاء أن لا يأخذ هذا الملك الذي لا يبلى ، الا من يستحقه من خلقه ، ولذلك عـرض عليهم جميعا : السماوات والارض والجبال وما فيهن الامانة :وهي الموضوع الرئيسي للابتلاء فى الارض ، وقد قبلها الانسان وجعله الله خليفة ، فاذا بك أيها الشيطان تحقد عليه ، ومن ثم اتبعت هواك وانتقلت الى عالم الابتلاء. فالحكمة من الابتلاء اذن ، هى اقامة الحجة على الكائن المبتلى ، وبيان أولياء الله وخلفاء الله من خلفاء وأولياء عبدة الهوى والطاغوت ، ولكي يميز الله به من يستحق الملك الابدى الخالد في الجنة ، من الذى لا يستحق الا النار التي جعلها الله لاعدائه.
فهو سبحانه يعلم هذا كله أزلا قبل خلق الانس والجن ، ولكن لكى يميز بينهما أمام أنفسهما ، ولكى يقيم الحجة على الخبيث من الطيب لان الله عز وجل ، كما أنه حكيم ، فهو
.
عادل لا يظلم أحدا ، ولذلك شاء ايجاد عالم الابتلاء وعرض على مخلوقاته دخوله عرضا تخييريا ، ومن ثم أصبح عالم الابتلاء مجرد تجربة عملية ، تقوم بعدها الحجة على المسيء والكافر ، ليدخل النار بعد ذلك عن بينة ، وبرهان على استحقاق هذا المصير وعندما خلقك الله ، وخلق كل كافر صائر الى النار خلقكم على الفطرة موحدين ، ثم أنتم الذين أحدثتم في أنفسكم هـذا التسفل والهبوط بالكفر والمعصية ، ومن ثم يكون جزاؤكم النار جزاء عادلا موفورا.
الشبهة الثانية :
اذ خلقني على مقتضى ارادته ومشيئته فلم كلفني بمعرفته وطاعته ؟ وما الحكمة فى هذا التكليف بعد أن لا ينتفع بطاعة ولا يتضرر بمعصية ؟
كل الكائنات مكلفة بطاعة الله عز وجل ، والكل عبيد له، والكل مسلمون الله تعالى ، ان طوعا وان كرها،
قال تعالى ( وله أسلم من في السماوات والارض طوعا وكرها )آل عمران .
وقال تعالى ( ولله يسجد من في السماوات والارض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والاصال – الرعد )
وقال تعالى ) ثم استوى الى السماء وهي دخان فقال لها وللارض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين -فصلت ) .
فمن شأن الاله أن يأمر وأن يطاع وأن تنفذ مشيئته في خلقه ، ومن شأن المخلوق أن يكون عبدا لخالقه ، ومن شأن العبد أن يطيع الهه والا أصبح كافرا متألها.
وقد كلفك الله عز وجل يا ابليس بطاعته ، وقد أطعته ، وأقررت له بالالوهية ، ووجوب الطاعة حتى أمرك بالسجود لآدم ، فاستكبرت .
أما أمر الله لعباده بالطاعة ، فيختلف من مخلوق الى مخلوق ، فألكائن غير المبتلى مطيع الله بمقتضى الخلقة ، ولا يمكنه أن يعصى أو يخطىء ، ولذلك قال تعالى للسماوات والارض ( ائتيا طوعا أو كرها) فليس لاى مخلوق فيهما أن يسير ، أو يؤثر في غيره ، أو يتأثر بغيره ، الا كما شاء الله عز وجل وأراد.
أما أمر الله عز وجل بالطاعة بالنسبة للمخلوق المبتلى ، جنا كان أو انسانا ، فهو كقوله له: ائت طوعا فقط أي بدون الحاق الامر بقوله « أو كرها » ، وهذا معناه أن هذا النوع من الخلق يستطيع طاعة الله عز وجل عليه تنفيذ أمره كرها ، فتركه و اختياره ، ان شاء لبى أمر الله طوعا ، وان شاء لم يطع ، ولم يلب ، ولا اكراه عليه فى طاعة أو في معصية .
ولا الطاعة تنفع الله ، ولا المعصية تضره ، ومن ثم ترك الله الكائن المبتلى ، ومنهم ابليس ، يفعل ما يختار .
فالحكمة من التكليف بالطاعة الاختيارية للكائن المبتلى ، هي ابتلاؤه و اختباره لبيان مدى حبه الله وولائه وطاعة له ، أن اختار الايمان . ومدى عدائه ومحاربته الله عز وجل ، ان كان كافرا ، وذلك حتى يتحدد مصير كل منهم الابدى ، بناء على أعماله وأفعاله الاختيارية في الدنيا .
ومن ثم فعلم الله السابق بما سيكون من ابليس أو من أى كائن مبتلى ، يعلم الله عز وجل قبل خلقه أنه سيكفر ويظلم ويعصى ، لا يتعارض مع الحكمة التي من أجلها خلقه الله ، بل يتوافق معها .
ذلك أن الله عز وجل خلقه للابتلاء ، وعلم الله السابق بنتيجة الابتلاء لا يعنى أن الله عز وجل هو الذي أجبر ابليس والكفار والعصاة على أعمالهم ، لان العلم الالهى السابق بالحدث ، لا يعنى حدوث اكراه العبد الفاعل عليه ، حيث قد ثبت لنا أن أفعال العباد المحاسبين عليها ، تم باختيارهم ، ولن يكون هناك ابتلاء صحيح ، ما لم يكن العبد مختارا في فعله الابتلائي ، كما أن الله عز وجل قد حجب عن العباد علمه السابق بنتائج ابتلاءاتهم ، حتى يختاروا ما يريدون هم ، كذلك لم يكن ابليس على علم سابق بمعصيته قبل أمر الله ، وقبل اختياره المعصية
ولذلك نقول له ردا على شبهته الباطلة .
لقد دخلت عالم الابتلاء بارادتك المختارة ، ولم يكن علم الله السابق بما ستفعل مجبرا لك على فعلك ، لجهلك به ، ولكونه كان غيبا بالنسبة لك ، أما خلق الله لك وهو يعلم ما سيكون منك فللابتلاء ، اذ أن أفعال الكائن المبتلى ، اما تكون خيرا وطاعة الله ، واما أن تكون شرا ومعصية له بالضرورة .
الشبهة الثالثة :
اذ خلقني و كلفني فالتزمت تكليفه بالمعرفة والطاعة فعرفت وأطعت ، فلم كلفنى بطاعة آدم والسجود له ؟ . وما الحكمة في هذا التكليف على الخصوص ، بعد أن لا يزيد ذلك في معرفتي وطاعتي اياه ؟
الرد على الشبهة :
ولبيان مغالطاته وتلبيسه في هذه الشبهة نقول : لم يكلف الله عز وجل الملائكة ومعهم ابليس - بطاعة آدم ، فلا طاعة لمخلوق وانما الطاعة الله وحده للملائكة . وانما كان أمر الله وتكليفه ومعهم ابليس - بالسجود لآدم ، وهذا السجود طاعة لله وليس طاعة لسواه ، لان الله عز وجل هو الذي أمر بالسجود له ، ومعنى السجود هو الاقرار بخلافة آدم .
وهذا التكليف على الخصوص ، ابتلاء لابليس واختبار له ، من شأنه أن يظهر الكبر الدفين في النفوس والحقد المخبأ فيها . وهذا ما كان منه فخسر في هذا الابتلاء ، ورفض أن يكون من خلق الله عز وجل من هو أفضل منه ، والاستكبار هو استكبار على آدم ، ورفض وجحود لأمر الله ، وبالتالي يعتبر رفضا لربوبية الله عليه ، وانسلاخا من العبودية لله تعالى .
أما قوله ( أن امر الله له بالسجود لآدم لا يزيد في معرفته الله وطاعته له) فهو قول باطل ومخالف للحق والواقع ، لان هذا التكليف على الخصوص ، أو هذا الابتلاء هو الذي محص ما في نفس ابليس وأظهرها ، وأقام عليه الحجة . فلو كانت طاعة ابليس السابقة على معصيته ، حبا لله عز وجل وحده ، لاطاعه في هذا الامر ولقبل أفضلية آدم عليه راضيا ، كما أراد الله تعالى.
ولكن لما كانت طاعته السابقة لله ارضاء لهوى وغرور في نفسه ورياء وسمعة بين الملائكة ، والله عز وجل يعلم عنه ذلك ، فقد ابتلاه بهذا الابتلاء ، فظهرت حقيقة نفسه الخفية ، فلو أطاع وسجد لزادت معرفته بالله وطاعته له ، ولكان في هذه الطاعة اتماما لعبوديته الله . اما وقد عصى ، فقد نسف عبوديته الله ، وأظهر أنه عبد لهواه ، وظهر ما في نفسه ، وهذه هي الحكمة من الأمر بالمسجود لآدم .
وهذا ما نقوله لابليس : لو أطعت الله وسجدت لآدم ، لزادت معرفتك بالله ولكان السجود زيادة في طاعتك له . أما الحكمة ، فهى اظهار ما في نفسك من كراهية للحق ، وعداوة الله وايثار للهوى .
وهذا الابتلاء ليس لابليس وحده ، بل هو لكل كائن مبتلى يدعى الايمان بالله ، ويعلن ولاءه له . قال تعالى ( ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين -العنكبوت ) فكل من يقول آمنت بالله وأقر له بالربوبية ووجوب الطاعة ، لابد أن يبتليه الله عز وجل بالسراء والضراء ، حتى يتجلى ما في نفسه وحتى تظهر التجربة الابتلائية صحة ادعائه الايمان من عدمه ، وصدقه من كذبه .
وهذه السنة الالهية في الابتلاء التمحيصى للمتلفظين بكلمة الايمان ، يجريها الله عز وجل على كل كائن مبتلى ، أي افراد الانس وافراد الجن الذين منهم ابليس ، وليست هذه السنة لابليس وحده ، ولذلك ابتلى الله ابليس بتفضيل آدم عليه ، تمحيصا واظهارا لما في نفسه .

1158 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع