الدكتورة/ نوف علي المطيري
يوماً بعد يوم يثبت الشعب الأحوازي أنه شعب المعجزات فرغم كل المحاولات التي قامت بها الدولة الفارسية طوال 87 عاما لقمع الشعب العربي الأحوازي الطامح للحرية والاستقلال والمقاوم لطمس هويته العربية إلا أن محاولاتها باءت بالفشل الذريع, فالأحوازي مؤمن بعدالة قضيته و قاوم المحتل الإيراني بشجاعة وصمد أمام سلسلة الاعتقالات العشوائية والإعدامات الجماعية وحافظ على هويته العربية رغم منع تدريس اللغة العربية في المدارس, وهو الآن قاب قوسين أو أدنى من تحقيق أهدافه بفضل دماء شهدائه وتضحية الأسرى في السجون الفارسية.
إن الشعب الأحوازي كبقية الشعوب المضطهدة والرازحة تحت نيران الاحتلال تعرض لشتى أنواع القمع والتعذيب والتهجير وغيرها من الأساليب الإجرامية التي تستخدمها الدول الاستعمارية لبسط نفوذها على الشعوب ونهب ثرواتها, ولو أردنا أن نقارن الأوضاع التي يعيشها عرب الأحواز منذ بدء الاحتلال الفارسي مع باقي الشعوب لوجدنا أنه الشعب الوحيد بين شعوب العالم الذي لازالت قضيته مغيبة ولم تلاق الدعم والاهتمام الكافيين سواء من جانب المجتمع الدولي أو الناشطين في مجال حقوق الإنسان وحتى العرب تنكروا للشعب الأحوازي ومأساته من أجل مصالح دولية أو إقليمية ما أسهم في إطالة عمر الاحتلال الفارسي لبلادهم واستمرار سرقة خيرات أراضيهم الغنية بالبترول والمياه وحرمانهم من أبسط حقوقهم في العمل والخدمات مما ساهم في انتشار الفقر و البطالة بين أوساط الشعب الأحوازي.
وما يزيد جراح الأحوازيين ألماً تجاهل العرب لجرائم حكومة طهران وتقاعس الدول العربية عن نصرة السجناء والمحكومين بالإعدام, فرغم سلسلة الاعتقالات العشوائية الأخيرة داخل الأحواز وأحكام الإعدام الصادرة بحق عدد من المعتقلين الأبرياء بعد محاكمات صورية وسريعة لا تزال الدول العربية صامتة أمام جرائم الدولة الفارسية فلم نسمع أي إدانة من مسؤول عربي واحد لتلك المحاكمات الصورية حتى وسائل الإعلام العربية تعاملت مع القضية الأحوازية بخجل, هذا الصمت العربي المريب تجاه ما يحدث لأخوتنا العرب في الأحواز يثير في داخلي الحيرة والتعجب فالقضية الأحوازية قضية عادلة وتحتاج من العرب إلى دعم حقيقي لمطالب الشعب العربي الأحوازي الطامح للاستقلال والحرية التي حرم منها طوال كل تلك السنوات بسبب مطامع إيران في أراضيهم الغنية بالثروات الطبيعية .
الثورة الأحوازية المباركة مستمرة رغم التصعيد الأمني و حملة الاعتقالات العشوائية , وتلفيق التهم الجاهزة للناشطين الأحوازيين كتهمة محاربة الله ورسوله والإفساد في الأرض, أو تهديد الأمن القومي الإيراني وإعدامهم بعد محاكمات صورية وسريعة لن يضعف عرب الأحواز بل سيزيدهم إصرارا على استمرار المقاومة , فشعب المعجزات والذي قاوم الاحتلال الفارسي طوال 87 عاما رغم تقاعس العرب والغرب عن مساعدته ومد يد العون له قادر على الصمود ,والدفاع عن شرعية مطالبه حتى ترضخ الدولة الفارسية وترحل عن بلاده للأبد.
د.نوف علي المطيري
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
511 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع