قيمر الحلة .. ارقى انواع القيمر
قيمر الحلة.. النساء بارعات في صنعه وبيعه
مختارات الگاردينيا
تشتهر بعض المدن بأكلاتها الشعبية المميزة والتي تقترن باسم المدينة نفسها، الكل يعرف الكبة الموصلية ولبن أربيل ومعسل البصرة والدليمية وقيمر الحلة والسدة.
ويعتبر قيمر الحلة من افضل انواع القيمر المنتج حتى اصبح يضرب فيه المثل
والقيمر مادة غذائية جيدة وافطار الصباح الشهي واللذيذ خاصة مع العسل ويستخدم القيمر مضافاً إلى بعض الحلويات مثل كاهي بالقيمر والكنافة والبقلاوة بالقيمر وغيرها.
تنتشر بائعات القيمر في محلات الحلة فلا تخلو محلة من احداهن وقد حملت اطباق القيمر بطريقة مميزة على الرأس فهي أما تدور عارضة القيمر مع شروق الشمس كل صباح مرددة بصوتها القوي المسموع.. كَيمر ... كَيمر... او جالسة في موقع متميز وقريب على الجميع..
وقد كانت بائعات القيمر قبل سنين يستخدمن الاواني الفخارية اما اليوم فانهن يستخدمن الاواني الورقية البلاستيكية وهي السائدة.
عمل القيمر
يجمع الحليب المستحصل من الجاموس حصراً وذلك لتميزه بالدسومة ويوضع في اناء عريض "طشت" فوق نار هادئة ويحرك الحليب باستمرار تحريكاً جيداً بواسطة عصا خشبية وبعد ان ينزل من على النار توضع فوقه سلة مقوّسة ويغطى غطاءاً جيداً ويترك من الليل حتى
الصباح الباكر حيث يكشف الغطاء عن الاناء وعند رفعه نجد ان الطبقة الدهنية العليا قد ارتفعت إلى الاعلى فيما بقي الحليب الخالي من الدسم في اسفل الاناء ويسمى (البوش)
استخراج القيمر
يحدد اطار الاناء الصلب بواسطة ملعقة او سكينة ومن ثم يثقب من وسط طبقة القيمر التي تصبح بعد تحريرها من الاناء عائمة، عند ذلك يتم ادخال كمية كبيرة من قطع الثلج من خلال الفتحة الوسطية لغرض تماسك وتجانس القيمر نتيجة للبرودة الشديدة.
بعدها يقطع القيمر كما يقطع قالب الكيك وترفع القطع الواحدة بعد الاخرى بطريقة نظامية وبدون فوضى وتوضع في المكان المخصص.
اللبن الخاثر
حين الانتهاء من رفع القيمر يؤخذ الحليب غير الدسم والمتبقي في الاناء ويوضع على النار بعد وضع الخميرة عليه ويغطى من جديد للاستفادة منه في صناعة اللبن الخاثر والذي يترك ايضاً حتى الصباح مغطى كي يروب وتؤخذ منه الكمية التي يحتاجونها وما يزيد منه يوضع في قطعة بيضاء قطرها متر مربع وتربط القطعة من الاعلى بعد وضع اللبن المتبقي فيها ويوضع عليها ثقل لكي يتم نضح الماء منها وتستغرق هذه العملية ثلاث ساعات، وبعد رفع الثقل وازالة قطعة القماش يخرج طوق من الجبن يقطع حسب الحاجة.
ان هذه العملية تقوم بها النسوة عادة حتى غدت احداهن تستطيع اعداد القيمر والجبن وهي معصوبة العينين.
تجارة القيمر
لان نقطة ضعف القيمر الحرارة فأن صناعه وباعته يحتاجون إلى الثلج حتى في فصل الشتاء لابقاء الدسومة والتماسك لذلك يصعب ايصال القيمر إلى المحافظات البعيدة ويقتصر شراءه على المحافظات القريبة لمدينة الحلة مثل بغداد وكربلاء والنجف والكوت، اما المحافظات الجنوبية والشمالية فيقومون بنقل القيمر بطريقة مثلجة خاصة بهم.
اسعار القيمر
يتجاوز سعر القيمر اسعار اللحوم نظراً للاقبال الشديد عليه، غير ان اسعاره تنخفض في شهر رمضان الكريم لعدم افطار الناس في الصباح، وكذلك لعدم رغبتهم في تناوله بالسحور لانه يُسبب للصائم العطش والجوع.
ويبقى قيمر الحلة الهدية المفضلة التي يقدّمها رب البيت إلى عزيز عليه او إلى عائلته... أو إلى عروسين في صباحهما المفعم بالسعادة حيث إعتادت العوائل العراقية أن تقدم القيمر والعسل أو مع الدبس إلى العريسين الجديدين للتفاؤل بمستقبل حلو وجميل ولتقوية الطاقة كما يقولون
لقد إقترنت عملية تصنيع القيمر مع تربية الجاموس فحيث يكون هناك الجاموس يكون القيمر معروضا لعشاقه.. وقد امتازت الحلة والمسيب والسدة بهذه الخاصية رغم ان الجاموس يكثر ايضا في العمارة ميسان والناصرية وفي شمال العراق صلاح الدين وماجاورها
ويقال أن مصدر جمع الحليب في الحلة بمنطقة تسمى الكرنتيلة وفيها يربى الجاموس وهي منطقة قريبة من الشط وفيها عجائب وغرائب عن اسلوبهم في تربية الجاموس... اعلم ان الجاموس يسمى باسماء ويطلق عليه منذ صغره ويتعود الجاموس على هذا الاسم... ولذا عندما تناديه باسمه يحضر على العموم كما يروي أحد مربي الجاموس
ولقد إعتاد معظم عوائلنا العراقية على أن يخصصوا صبيحة الجمعة لإفطار القيمر مع الكاهي او مع العسل او الدبس
تحياتنا للجميع
1283 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع