جولة بانورامية كرخية بين ساحتي الشهداء وحماد شهاب
هذه جولة بانورامية من الذاكرة الكرخية لجولة نبتدئ بها من الجسر العتيك (جسر المأمون) الشهداء لاحقاً ومن ساحة الشهداء عبر شارع موسى الكاظم الشهير مروراً بمختلف معالم ومناطق الكرخ وصولا الى ساحة حماد شهاب (ساحة الصدر) سابقاً (لوقوعها عند قصر السيد محمد الصدر رئيس مجلس النواب العراقي في العهد الملكي)..
ومن ثم إلى كازينو القبطان عند بداية كورنيش العطيفية. آملا أن تكون هذه الجولة إضافة نوعية إلى ما سبقني به أخوة كرخيين أعزاء في مجلة الكًاردينيا الرائعة..
نبدأ خطواتنا من ساحة الشهداء التي كانت تزهو بأمواج من طلبة وطالبات إعداديتي الكرخ للبنين والبنات، الى الكسبة والباعة والمتسوقين وأعداد غفيرة من البشر، الى رواد المقاهي المتناثرة على جانبي الساحة الشهيرة التي شهدت على مرّ العصور أحداثا تاريخية كثيرة، ومن تلك المقاهي التي كانت مليئة بالرواد مقهى 14 رمضان الواقعة بجوار جامع حنّان الى مقهى بورسعيد (الشهيرة بمقهى العانيين) الى مقهى السوامرة بجانب موقف فوردات الكاظم، الى المطاعم التي كان يؤمها الطلبة والمعلمين والقادمين الى بغداد للزيارة أو لقضاء بعض الأشغال الشخصية.
ساحة الشهداء وموقف باصات المصلحة 16و17 وتبدو الحديقة الخضراء التي أزيلت لاحقاً
ساحة الشهداء وموقع كشك المرطبات والصحف عند مدخل الجسرومنها مطعم كباب المأمون الذي كانت رائحة شيّ كبابه تثير شهية منتظري باصات المصلحة في الساحة التي تنطلق منها عدة خطوط لمناطق الكرخ الكتعددة فضلا عن باص رقم 16 المنطلق من باب المعظم والمتجه للجعيفر والعطيفية والباص رقم 17 المنطلق من الميدان والمتجه الى الكاظمية.
علما أن مطعم كباب المأمون أغلق فيما بعد، وتحول الى مطعم لقلي السمك والجري. وبعده سيصادفك في مسيرك كل من مطعم كباب الفلوجي ومطعم كباب العاصفة (الشهير بكباب أبو الساطور).
وفي سابقة جميلة تم وضع كشك عند بداية جسر الشهداء تخصص ببيع المرطبات والمشروبات الغازية مع عرض لمختلف الصحف والمجلات والدوريات التي كانت تصدر آنذاك وكان أغلب رواده من الطلبة.
وكذلك وضع مطعم خاص يرتاده فقط سواق وجباة ومفتشو باصات مصلحة نقل الركاب أمام الساحة وخلف مواقف الباصات وهو على هيئة باص ذو طابق واحد، يقدم الوجبات عند انتهاء أو بداية دوام منتسبي المصلحة، وكانت مواقف الباصات في الساحة تمتلئ بالواقفين من الطلبة والطالبات عند انتهاء دوام المدرستين. وفي تسعينيات القرن الماضي تم وضع تمثال يمثل أحد أبناء الكرخ اللامعين وهو المرحوم الفريق عدنان خير الله وزير الدفاع بالثمانينات.
نصب المرحوم عدنان خير الله وزير الدفاع السابق في ساحة الشهداء
وأمام الساحة الشهيرة، وبجانب جامع حنّان كان يتواجد مصوّر شمسي يمارس مهنته التي انقرضت أو في طريقها للزوال، لالتقاط الصور لطلاب المدارس ولمختلف الاغراض الرسمية. وكان بالقرب منه على الارض بجوار الجامع بائع صحف يومية.
وعلى نفس الجانب كان هناك مقهى 14 رمضان مكان تجمّع أغلب السياسيين والمثقفين الكرخيين والقادمين من مدن تكريت وسامراء والدور الى بغداد..
وبجانب المقهى كان هناك محل بائع الحلويات الشهير جواد الشكرجي ومن ضمن العاملين لديه حسين (أبو علاء) أنفصل عنه لاحقاً وأستأجر محلاً يجاوره أطلق عليه حلويات الحاج حسين الشكرجي رحمه الله أستقطب جميع الكرخيين لدماثة خلقه وحسن تعامله مع أبناء المحلات الكرخية.
على نفس الاتجاه كان يوجد - ولحد ألآن - موقف سيارات خط الكاظم للنقل السريع، وفي المنطقة نفسها مقهى السوامرة وعلى الاتجاه المقابل يوجد محل للسيد خضر الساعاتي لتصليح الساعات البيتية والشخصية، نعبر الشارع لنجد محل المصور المرحوم عبد السامرائي أقدم مصوري الكرخ، وبجانبه معرض أبو عامر للمواد الكهربائية المنزلية، ومحل ابو مثنى لتجليد الكتب...
ومقابلهما توجد مكتبة وتجليد الكتب لصاحبها الحاج ذيبان المولى والذي كان يبيع كذلك بعض المجلات، وبجانبة تقع دائرة بريد الكرخ قبل انتقالها الى شارع النصر، ثم هناك بنفس الشارع فندق أنوار الكرخ لصاحبه (برتو) وبجانب الفندق كان هناك محل عطارية وبيع مجلات يديره شخص معروف للكرخيين ألا وهو (السيد رشاد) كنا نشتري منه مجلات سمير والسندباد وغيرها.
نعرج بعد ذلك على مكتبة الكرخ لصاحبيها كل من المرحوم صادق طالب العاني وزميله فوزي البياتي ومنهما كنا نشتري القرطاسية وكذلك الطوابع البريدية التي جعلناها هواية لنا، وفوق المكتبة مباشرة يقع فندق المثنى لصاحبه (طارق التكريتي)، وبجانب باب الفندق هناك محل (هوبي -أبو حذيفة) للحلاقة الذي بقي هو حلاقنا وحلاق الكثير من الكرخيين لفترات طويلة.
احدى مطاعم الباجة
ومطعم باجة أبن طوبان الشهيرة التي تقع على شارع موسى الكاظم القديم قبل انتقاله الى موقعه الحالي في محلة المشاهدة (بجوار مقبرة الشيخ معروف الكرخي).
نعود الى ساحة الشهداء ومن مكان انطلاق باصي المصلحة 16 و17 باتجاه الكرخ، حيث نسلك الشارع الموازي لشارع موسى الكاظم، وبعد مطاعم المأمون والفلوجة والعاصفة، لنشاهد على اليمين بائع الرقي والفواكه...
ثم نشاهد على جهة اليمين صيدلية الصحة لصاحبها ألأرمني (العم أرتين) وفوقها تقع ثم فوق الصيدلية مباشرة تقع عيادة الدكتور المرحوم (بهجت قدوري الناصري) وأغلب مراجعيه من الفقراء والبسطاء من أهالي تكريت والدور والمناطق المحيطة بالساحة، أما السوامرة فقد كانوا يراجعون عيادة الدكتور (شامل السامرائي) الكائنة في شارع عبد الأله الذي أطلق عليه بعد ثورة 14 تموز 1958 شارع النصر.
نعود الى الزقاق المحاذي لصيدلية الصحة وتقودنا خطانا فيه الى مقهى (عارف) وفيه نشرب جاي الحامض الشهيرالذي لا تشرب مثيله في أي مقهى أخر، ومنه نتجه الى المدبغة في نهايته ومحل ألبان (عبد ألأمير) الملقب بحناوي وكذلك محل (عبد زبالة) للحلاقة وفيه شاهدت أحد الصبية يدخل راكضا ويقول للحجي (يسلم عليك أبوية ويكول زيني نمرة تواليت، فقال له الحجي تعال راح أزينك أحلى نمرة وكانت طبعا نمرة صفر)!!!
وباتجاهنا ناحية يمين الزقاق عائدين الى ساحة الشهداء منه نصل الى مقهى أبو القاسم الشهير في بناءه الشتوي والصيفي، تصاحبه ذكريات جميلة وخاصة أيام الصيف مع (لفة فشافيش) من البائع على سطح المقهى ورائحة الشواء اللذيذة تقتحم علينا أبواب الجوع وكنا نرتاد المقهى للدراسة ايام الامتحانات..
ثم نلف لنعود الى شارع موسى الكاظم لنمر بمطعم (العاصفة) الذي كان يضع شعار منظمة فتح على زجاج المطعم ويعمل الكباب بواسطة الساطور، وهي طريقة كانت قد وصلت حديثا لبغداد ومنها انتقلت الى كافة الأنحاء.
في مقابل مطعم كباب العاصفة هناك محل صغير يديره الملا (سلمان العبدلي) الشاعر الكرخي المعروف وكان يبيع المجلات آنذاك منها :ميكي وسمير وبساط الريح....
الملا سلمان العبدلي
وتنتشر على جانبي الشارع محلات بيع مواد التفليش لمناطق خضر الياس وست نفيسة وسوق حمادة بعد استملاكها من قبل الدولة حيث أقيم على أنقاضها شارع حيفا، وقد امتهنت هذه المهنة المربحة عائلة بيت خلف الجواد المعروفة.
وقبل وصولنا الى مستشفى الكرخ للولادة الذي أنشأ حديثا بجهة الكرخ وعلى نهر دجلة نعرج على شارع رحب نسبياً تتواجد فيه وعلى جهة اليمين محلات بيع مواد التفليش ويقابلها محلات نجارة (غرناطة) لصاحبها الحاج مهدي الألوسي وأخيه هادي( أبو حسن)، قبل انتقالها الى مكانها الجديد والمقابل لفوردات الكاظم...
ثم تقابلنا في نهاية الشارع باب كبيرة ندخل منها الى دار كبيرة فيها حديقة واسعة ونافورة جميلة تؤلف مجمل باحة الدار( الحوش باللغة البغدادية) وتصطف غرف الدار حول الحديقة وفي طابقها العلوي مؤلفة في مجموعها أكثر من ستين غرفة وكذلك يحوي الدار على سراديب أربع كان ينام فيها مرتادي الدار التي تحولت بعدهـا الى فندق أستأجره المحامي (هزاع التكريتي )
المرحوم المحامي هزاع عمر التكريتي صاحب فندق الوحيد،الأول على اليسار
وأطلق عليه (فندق الوحيد)، كان هذا الفندق قبلة لكثير من الشخصيات أذكر منها (محسن وحسن الياسري) من شيوخ المشخاب واللذّين كانا يجلبان كل موسم سيارة حمل من الرز العنبر هدية لوالدي، ومن نزلاءه الشيخ (أحمد الوائلي )الذي كان يعتاد أن يتوضأ صباحا من مياه النافورة، ويبدأ بالسلام بجملته المشهورة (شلون مزاجكم مولانا؟)، وكذلك الشيخ (مهدي الخالصي)، والشيخ (ناظم العاصي) شيخ عشيرة العبيد في الحويجة ..
ومن السياسيين (حردان عبدالغفار التكريتي) و(أحمد حسن البكر) و(خير الله طلفاح) وعازف الربابة الشهير (ملا ضيف الجبوري) وكثيرون غيرهم.
وكان الفندق ينقلب الى مزار خاصة تلك الأيام التي تسبق السفر للحج الى الديار المقدسة، حيث يؤمه المئات من الحجاج يتبركون به وينطلقون منه لأداء الفريضة، بعد أن كانت تخرج منه المواكب الحسينية وحملة المشاعل الضخمة في أيام عاشوراء لتتوجه بطريقها الى الكاظمية.
كان موقع الفندق فريدا في وقوعه مباشرة على ضفاف نهر دجلة الخالد ويقابل في جهة الرصافة بناية السراي وساعة القشلة الشهيرة، حيث كنت ترى زوارق السماجة تذرع النهر بحثاً عن رزق يرسله الكريم إليهم وآخرين تراهم يغسلون جلود الحيوانات المذبوحة توطئة لدبغها في المدبغة القريبة، كل ذلك كان يشكل لوحة لازالت ألوانها وذكرياتها تبعث الهدوء في النفس البشرية في ذلك الزمن. نعرج باتجاه مستشفى الكرخ للولادة وبنفس الاتجاه يقودنا الشارع الى إعدادية الكرخ للبنات ويقابلها في الاتجاه نفسه إعدادية الكرخ للبنين التي تخرج من بين صفوفها خيرة رجالات الكرخ وشخصيات العراق، وعرفت المدرسة وطلابها بمعاداتهم للحكم الملكي، ومن بعدها معادة حكومة عبدالكريم قاسم ومنها كانت تنطلق التظاهرات وتنتهي بصدامات مع الأجهزة ألأمنية والشرطة آنذاك. يلي الإعداديتين مرقد حبيب العجمي الذي يقع مقابل محلة الشيخ بشار حيث تزوره بنات المحلة والمحلات المجاورة في أخر أربعاء من شهر رجب وهو يجاور مبنى مدرسة التربية الإسلامية الشهيرة، والتي تخرج من بين صفوفها كاتب المقال، وضمت المدرسة هيئة تعليمية اتسمت بحب الوطن والدين الحنيف وتفانيها لرفع المستوى العلمي لطلابها على اختلاف مراحلهم الدراسية، وكان المرحوم الشيخ (عبد الوهاب السامرائي) مدير المدرسة هو الذي يختار الهيئة التدريسية بعناية فائقة.
صورة جوية لمنطقة سوق الجديد تظهر فيها ثانوية الكرخ للبنين وللبنات ومدرسة التربية الاسلامية وجامع القمرية ومحلة سوق الجديد
بجوار المدرسة كان هناك مكوي 14 رمضان لصاحبه (أحمد رمضان) ومحل الندافين (صالح) و (عبدالرزاق) ثم معمل كاشي العسّاف ويقابله في الاتجاه الثاني من الشارع معمل الحاج نبات الشهير للمعجنات والكعك والذي تبز شهرته محل كعك السيد في الحيدرخانة في شارع الرشيد. بجانب معمل كاشي العسّاف هناك على جهة اليمين مقهى حميد الشهيرة ثم شارع يأخذنا الى النهر وجامع القمرية التراثي والذي بنى في نهاية الحقبـة العباسية في زمن المستنصر بالله العباسي عام 1228 وأعيد ترميمه في زمن الحكم الوطني وأصبح بحق تحفة فنية رائعة، وقرب الجامع هناك موقع نادي المنصور الرياضي والذي يقع خلف إعدادية الكرخ للبنين ومدرسة التربية الإسلامية ولي حادثة شخصية وقعت لي في نادي المنصور أذكرها هنا وعندما كنا طلابا في مدرسة التربية الإسلامية، حيث أتفقنا بضعة طلبة على التسلل اليه وممارسة بعض الألعاب الموجودة أدواتها فيه كالبليارد والحديد وكرة السلة، ومضى بنا الوقت والجميع يبحث عنا وأتى الخبر أن الأستاذ (كاظم المشايخي) قد توعدنا، فتقافزت قلوبنا من صدورنا فرط الخوف من عقابه وفعلاً تم اصطيادنا وطبقت العقوبة بحقنا ووعد مع أولياء أمورنا بعدم تكرار ذلك مستقبلاً وأذكر من الطلبة هنا ( نوفل فاضل، نبيل ناظم الطبقجلي، ثامر أحمد، فرقد فاضل وسعد فائق )
نعود الى نادي المنصور الرياضي الذي أعلن عن تأسيسه على خلفية مشاركة العراق السلوية في أولمبياد لندن 1948 ، حيث تداعى رياضيين عدة لتأسيسه منهم علاء الدين النواب وحسن أحمد الياسين وماجد الكحلة وأحمد الحجية وطارق حسن (حرامي بغداد) ومهدي أحمد وشكيب عبد الوهاب العاني وأحمد الحجية وفوزي عسكر وصبري زلال وجبار هارلم وغيرهم كثير ممن مارس لعبة كرة السلة أو مارس النشاط الاجتماعي والترفيهي فيه.
نعود أدراجنا الى الشارع الرئيسي ومباشرة الى أرض واسعة متروكة بنيت عليها بعدئذٍ العيادة الطبية الشعبية في الكرخ وتقع حاليا مقابل منطقة سوق حمادة، بعد العيادة الشعبية نأتي الى بناية فرع الكرخ لحزب البعث والذي شيد في مكان كان مخصصاً لأنشاء منتزه الكـرخ
حيث تم وضع الحجر الأساس له رئيس الجمهورية ألأسبق المرحوم عبد السلام عارف في العام 1964، ويقابل مبنى فرع الحزب بيت خلف الجواد العائلة السامرائية الشهيرة في الكرخ، ثم بعد دار خلف الجواد يأتي دار السيد العميد أبراهيم الشيخ مدير ألعاب الجيش لفترة طويلة وشقيقه المفتش التربوي الصارم مصطفى الشيخ، ، وبعدهما ياتي جامع الست نفيسة الذي يقابل محلة الست نفيسة وخضر الياس والتي استملكت وشيد عليها ما يعرف الآن بصدامية الكرخ.
منظر عام لصدامية الكرخ ويبدو جسر باب المعظم وضريح خضر الياس وفي الخلفية جامع خضر الياس
مستشفى مير الياس والتي هدمت على أمل أن يقام بدلا عنها مستشفى عصري وحديث (مدينة الطب)، وفي النهاية اختير في جانب الرصافة لأنشاءه وهو ألان ما يسمى مدينة الطب ومستشفى عدنان).
وكان هناك دار مقابل جمع الست نفيسة يجلس أمام الدار شخص معوق أسمه (عليّان) كنا نناديه عندما يمر الباص من أمام دارهم وهو يؤشر لنا فرحا وبجانبه كان يوجد محل طرشي حنانش الذي يديره عبد الله حنانش، أنتقل بعدها الى مكانه في محلة الجعيفر بعد استملاك محلة الست نفيسة عام 1957 بعدها نصل لمركز شرطة سوق الجديد في منطقة التكارتة. نعرج بعد مركز الشـرطة الى زقاق يؤدي الى محلة خضر الياس وهذا الزقاق يدعى بزقاق بيت طوبان، نستمر بالسير في الشارع الرئيسي لنصل محلة التكارتة المعروفة وهي من محلات الكرخ الشهيرة، حيث يتواجد على الشارع محل أبو أنور (مهدي ألأوتجي) الذي كان يكوي بمكواة الفحم ويرتجل النكتة الساخرة.
بجانب المكوي هناك زقاق يقودنا الى بيت علي الدبو والذي انتقلت اليه مدرسة الكرخ الابتدائية للبنين من مكانها في محلة الجعيفر، كما كان هناك مدرسة أخرى تدعى ألأشتر النخعي تقع في نفس الزقاق، أما المقاهي العديدة ومنها مقهى أبراهيم اليتيم ومقهى رشيد النجفي ومحل عنتر الحلاق وفازع الحلاق..
ومخبز نصيف للصمون ولوندري الكرخ لصاحبه أحمد سلوم (جلوب) فتقع على شارع موسى الكاظم كذلك نشاهد جامع ثريا حيث بقي الحاج محمود الحمادي إماماً له لفترة طويلة. وفي منطقة الجعيفر هناك حمام الجعيفر وبيت حنانش ومنه يخرج محل بيع الطرشي ومقابل بيت حنانش كان هناك محل شريف الحلاق الذي يقف أمامه مدعي الشقاوة (حسن زربتلي)
وعلى الشارع الرئيسي هناك بيت عبداللطيف المدلل وبيت عبدالمجيد القصاب وعيادة الدكتور صميم الصفار وتحت العيادة هناك محلات محمود الجميلي للنجارة تقابل ذلك منطقة الجعيفر ومقهى الباشا وزقاقها المؤدي الى بيوت المحلة، ونعرج كذلك على مدرسة الكرخ الابتدائية للبنين ومديرها المربي الفاضل الأستاذ عزت الخوجة وجامع أو حسينية بيت قزقوز ثم مقهى ستوري الموسى المعلك على نهر دجلة والذي يجاور مضخة الماء التي تسحب المياه وتنقله لساقية تمر من بين بيوت محلة الجعيفر الثانية الى بساتين آل دراغ قرب مطار بغداد والذي أطلق عليه وبعد استملاك جزء من هذه البساتين للتوسعة مطار المثنى.
(صورة تمثل منطقة الجعيفر وتبدو بداية كورنيش العطيفية ومقهى ستوري وعلى هذه المساحة الخضراء كانت مشيدة عليها سابقاً دور رشيد دراغ والسيد محمد الصدر ومقهى الريفي الشهير)
نستمر بالسير الى دار السيد رشيد دراغ وبيت السيد محمد الصدر رئيس مجلس ألأمه السابق أبان الحكم الملكي والذي أستضاف في داره شاه إيران محمد رضا بهلوي بعد انقلاب مصدق عليه العام 1955 ويجاور الدار زقاق يؤدي الى محلات السليمانية والسميدة المجاورة للرحمانية، كما يوجد داخل الزقاق دار السيد حميد رضا الذي شغل منصب قائد للقوة الجوية لفترة قصيرة، ثم الى البناء الذي يضم مضخة الماء بعدها نصل الى دائرة الأحوال المدنية ثم متوسطة الجعيفر للبنات ومعمل كاشي الحاج سلوم حمادي الملقب (الحاج جلوب)، بعد ذلك نعرج على مقهى (الريفي) الشهير لصاحبها الحاج محسن (أبوعامر) ومن هذه المقهى تعلمنا الكثير عن الكرخ والكرخيين وبقيت كل تلك الذكريات عالقة في الذهن لحد ألان، إلى أن تم أزاله المقهى وأقيم مكانها ألآن ساحة حماد شهاب.
هذا هو نهاية خط سيرنا وذكرياتنا عن هذه الأمكنة العريقة عسى أن نكون قد وفقنا بوضع صورة بانوراميه لاستذكار ذكريات هذا الشارع العريق بالأمس ووضعها تحت أنظار الأجيال الحالية، على أمل أن نستكمل هذا المسير الى كازينو القبطان وكورنيش العطيفية ومحلة الجعيفر الثانية.
الگاردينيا: نرحب بالأستاذ/ سعد هزاع في حدائقنا.. موضوع بغدادي جميل .. ننتظر جديدكم
1364 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع