الكرنكعوه في الخليج والـ"ماجينة" في العراق
تقرير: صديق الكاردينيا الدائم
العادات والتقاليد الرمضانية في البلدان العربية تكاد تكون واحدة او متقاربة، فبينما يعرف أطفالنا عادة (الماجينة) في أماسي رمضان للدوران على بيوت المحلة وأخذ المقسوم من الحلوى والمكسرات والنقود...وتستمر العادة طيلة رمضان، وفي مصر يسمونها (وحوي يا وحوي)، بينما في أقطار الخليج العربي تنحصر الممارسة في ليلة النصف من رمضان ويسمونها (الكرنكعوه)...
حيث تحتفل دول الخليج العربي غداً بليلة القرنقعوه التي تصادف النصف من شهر رمضان المبارك. وتعتبر ليلة القرنقعوه مناسبة اجتماعية وعادة شعبية من الموروثات القديمة التي تتناقلها الأجيال، كما أنها غنية بمفرداتها الجميلة، حيث نجد ذلك من خلال تفاعل المجتمع بمختلف الهيئات والوزارات والمؤسسات معها، فنجد برنامجا حافلا يتخلله العديد من الفقرات التراثية والفعاليات المتنوعة.
ليلة القرنقعوه من أجمل العادات الرمضانية في دولة قطر وباقي دول الخليج، حيث تستعد الأسر بشراء الحلويات والمكسرات للأطفال، فنجد ازدحاما كبيرا في (سوق واقف) من قبل مرتادي السوق لشراء الحلويات والمكسرات والملابس الخاصة بليلة القرنقعوه.
في الماضي كان صاحب البيت يذهب إلى السوق فيجد الشوارع مزدحمة بالباعة في الممرات، حيث يضع البائع الحلويات والمكسرات على بسطة أو طاولة ليبيع ما لديه، أما ربة البيت فتكون لديها وظيفة أخرى حيث تطبخ «وتحسب حساب الجيران» من المرقوقة والهريس والساقو والخبيص والعصيدة، وقد كانت بعض السيدات يوزعن البن على الجيران كل حسب ما لديه في هذا اليوم، كما تقوم بتجميع الحلويات والمكسرات في الجفير لاستقبال الأطفال وإعطائهم نصيبهم.
أن ليلة القرنقعوه هي احتفال تقيمه الأسر تكريما للأولاد والبنات مكافأة لهم على إتمام صيام نصف شهر رمضان ولتشجيعهم على الاستمرار والمواظبة على صيام النصف الباقي منه، كما يكرم (المسحرجي) الطبّال، الذي نذر نفسه لإيقاظ الناس شكرا له وعرفانا على ما قدمه لهم من خدمة لا تخلو من التضحية لأن قيامهم من النوم وسحورهم يعتمد على صوت طبلته الذي يشق صمت وسكون الليل.
في ليلة القرنقعوه يخرج الأطفال وهم يرتدون ملابس تقليدية خاصة بهذه المناسبة ويحملون أكياسا قماشية وهم يرددون «قرنقعوه.. قرنقعوه.. عطونا الله يعطيكم بيت مكة.. يوديكم .. يا مكة يا المعمورة يا أم السلاسل والذهب، يا نورة، عطونا من مال الله يسلم لكم عبدالله، عطونا دحبة ميزان سلم لكم عزيزان.. يا بنية يا حبابه أبوج مشرع بابه باب الكرم ما صكه ولا حط له بوابه».
ليلة القرنقعوه تحمل رونقا ممزوجا بعبق الماضي وبرائحة الأجواء الرائعة، خاصة عندما نشاهد الأطفال وهم يعيدون ماضينا.. مؤكدين دور هذه المناسبة في توثيق العلاقات الاجتماعية والأخلاقية بين الأهل والجيران، سواء للكبار أو الصغار وبث روح المودة والألفة والمحبة بينهم، فرغم التطور الهائل الذي تشهده دول المنطقة، إلا أننا ما زلنا نحتفل كل سنة بتلك المناسبة التي تلعب دوراً كبيراً وينتظرها الجميع. حيث يلف المسحراتي مع مجموعة من الأولاد بعد صلاة المغرب في اللف في الفرجان من خلال الطبلة والطوس أي (الصاجات) مرددين هذه الأهزوجة «في ذا الكون منزلنا عسى الله ينصرنا هللت مكة، وقالت مرحبا بالزائرين مرحبا بك يا محمد والصحابة أجمعين»، وفي نهاية اليوم يتم تقسيم القرنقعوه على الجميع بالتساوي.
الماجينة في التراث البغدادي
تعتبر عادة (الماجينه) واحده من اهم العادات الشعبية الفلكلورية التي تحيى في عدد من ايام شهر رمضان وتكاد تكون احدى العلامات المميزة والنكهات الجميلة لشهر رمضان في العراق
وان اصل كلمة الماجينه هي أنه (لولاك ما جئنا ) فلا يكاد يخلو زقاق من الازقة الا وتجد فيه مجموعة من الصبيه وهم يحملون الطبول الصغيرة والابواق ويطرقون ابواب الدور بابا تلو الاخر وهم يستقلون الطرق بالعبارات المأثورة التي تقول
(ماجينه يا ماجينه ...حل الجيس وانطينه ...تنطونا لو ننطيكم... بيت مكة نوديكم ... رب العالي يخليكم)
ومعناها افتح كيس الحلويات واعطينا .... ويبقى هؤلاء الصبيه بانتظار صاحب الدار ليفتح لهم الباب كي يبدأوا بالقاء نشيد ( الماجينه ) يصاحب ترديد الانشودة الطرق على الطبول والنفخ في الابواق ثم يدخلون باحة الدار تدريجيا.
وان الرد يكون من قبل الناس لفرقة ( الماجينه) غالبا ما يكون بانواع من الحلوى مثل(الزلابية , البقلاوة , الملبّس , المسقول , الزبيب ) أو شئ من النقود المعدنية.... واذا تأخر صاحب الدار عن الرد فان الصبية يرددون:
(يا اهل السطوح تنطونه لو نروح ؟)
ومعناها تعطوننا وإلا نروّح؟
وعندها يضطر صاحب الدار ان يعطيهم بعض المال بدلا من الحلوى اذا كانت غير متوفرة لديه . وعندما يمنحهم الهدية فانهم يتغزلون بابنه الكبير او الاصغر بالأسم ويختمون الانشودة او الاهزوجة بمقطع ينشده قائد المجموعة بقوله
( الله يخلي راعي البيت )
ويردد بعده باقي افراد المجوعة.. آميييييييييين..
ليعود القائد ويقول ( وبجاه الله واسماعيل )
(امين) هكذا يردد بعده افراد مجموعته
واذا امتنع صاحب الدار عن اعطاء الهدية او فتح الباب
او ان صاحب الدار اذا لم يستطع ان يقدم لهؤلاء الاطفال شيئا فان اولاده يرشون الماء دلالة على الخير والبركة خصوصا اذا كان فقيرا او ذوي الدخل المحدود
الماجينة بصوت المطربة سلامة... روعة تتجدد
http://www.youtube.com/watch?v=xNrPj14uBfQ
اغتنية الماجينة بتوزيع محدث..فيديو جميل جدا
http://www.youtube.com/watch?v=oYGI0mR0PYM
1190 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع