ملاحق جريدة المدى(كان ومان):استغلوني للدعاية للفيلم الجديد الفيلم الذي مشيت فيه امام الممثل الكوميدي جروشو، فارتفعت درجة حرارته وغلت دماؤه وانطلق الدخان من اذنيه، وطفت باتجاه امريكا كلها ونزلت في افخم فنادقها وعقدت المؤتمرات الصحفية ولبست المايوه من حر نيويورك، ووقفت امام المصورين في جناحي الخاص بالفندق، وظهرت صورتي في الصحف وكتبوا تحتها يقولون:
”مارلين مونرو اسخن شيء في السينما، تلبس المايوه وتاكل الايس كريم وتقوم بعملية تبريد!.
واسندوا الى دورا جديدا في فيلم”طريق الادغال".. وقمت بدوري وانتهى تصوير الفيلم واحسست برعشة تسري في جسدي، عندما نظرت حولي فوجدت المنتجين والمخرجين ومدير الاستوديو وعماله يحدقون في ويصفرون اعجابا!
وشعرت بيد تمتد الي وتبحث عن يدي وتضغط عليها بشدة، ونظرت الى صحاب اليد ، لقد كان صديقي جوني هايد مكتشف الوجوه الجديدة في هوليوود، وتكلم جوتي بصوت يرتجف وقال:”لقد جنوا بك يا عزيزتي.. لقد نجحت واصبحت ممثلة كبيرة.
تصورت نفسي اجلس فوق قمة العالم، فقد كان اول فيلم ظهرت فيه خبطة هائلة، ونجحت انا كذلك في دوري الذي قمت به في”طريق الادغال"، ولقد كان دوري صغيرا، ولكن صفير المتفرجين لم ينقطع عندما ظهرت امامهم على الشاشة!
واحسست بلذة عندما شعرت انني قد اعجبت المتفرجين، وكنت اجلس مع صديقي جوي هايد، الرجل الذي تخصص في اكتشاف الوجوه الجديدة والمواهب، وخرجت من السينما ووضع جوني يدي بين يديه ورحنا نسير في طريق عودتنا الى البيت، ولم يتكلم صديقي لقد مضى يحدق في وجهي واحسست انه هو الذي نجح وانه هو الذي بدا يشعر بلذة هذا النجاح! لا لانه اكتشفني فحسب ولكن لان قلبه كان سعيدا من اجلي، لقد استطعت ان المس شعوره وافهمه، فلم يكن جوني رجلا انانيا ولكنه كان انسانا طيبا، ولا اذكر في حياتي انني قابلت رجلا عطف علي ولمست فيه مثل هذه الطيبة الظاهرة التي كانت تملأ عيني جوني وهو ينظر الي! فقد استطاع صديقي الجديد ان يفهمني، ويعرف حياتي الاولى، وحياة نورما جين الطفلة البائسة، وعرف جوني الامي، وفهم سر نظرة اليأس التي كنت انظر بها الى الدنيا!
جوني هايد!
وعندما كان جوني يطوقني بذراعيه ويقول لي:”انا احبك!"، كنت اعرف انه لا يكذب، فلم اقابل رجلا احبني كما كان يحبني جوني، وكنت اخلو بنفسي واتمنى من صميم قلبي ان اتمكن في يوم من الايام من ان ابادله هذا الحب!
ورويت لجوني قصة حبي التعس التي انتهت اخيرا، والالم الذي تركه هذا الحب في قلبي.. لقد انتهت مغامرتي تماما، ووضعت خاتمة لها، ولكن شيئا واحدا ظل حيا في قلبي لم يمت، كان هذا الشيء هو احساسي بانني لن احب مرة ثانية، فقد اكتشفت ان قلبي لن يشعر بهذه العاطفة نحو رجل جديد!
وكان جوني يستمع الى قصتي ثم يقول:”حسنا فلنتحدث اذن عن مستقبلك في السينما، ان اول شيء امامي الان هو ان احصل لك على عقد مع شركة مترو جولدوين ماير، لقد جنوا بك وساحاول ان استغل هذا الاعجاب!
ومضى اسبوع، جاء بعده جوني يقول لي:”اسمعي يا عزيزتي، انا لا اريد ان اراك حزينة، ولكن الحظ تخلى عنا مؤقتا!".
قلت:”ان شركة مترو لا تريدني، اليس هذا هو ما حدث؟".
آمال تنهار!
وابتسم جوني وقال:”انني في دهشة، لقد تحدثت الى المخرج”دوري سكاري”ولقد اظهر الرجل اعجابه بك، وقال انه يعتقد انك قمت بدورك خير قيام، ولكن الرجل عاد يقول ان”مادة”النجوم لا توجد فيك. وانك لست فوتوجينيك وان وجهك لا يصلح للسينما وان نظرات عينيك ليست هي النظرات التي يمكن ان تجعل منك ممثلة ناجحة!"
وقالت:”لا بد ان مستر مكاري على حق، لقد كان هذا ايضا هو رأي مستر زانوك في. عندما رفضت شركة فوكس ان تتعاقد معي!”
وقال جوني:”لا! انه مخطئ، وقد وقع زانوك في نفس الخطأ وسوف يأتي اليوم الذي يعدل فيه الرجلان من رأيهما فيك، وسيكون قريبا جدا..".
وانتهى جوني من حديثه ثم انفجر ضاحكا، اما انا فقد وقفت هادئة ساكنة، كان شيئا مخيفا ان اجد كل هذه الامال العريضة تنهار فجأة، واسقط معها الى حيث اليأس والافلاس والجوع والمستقبل المعتم!
ولكنني في هذه المرة، لم اكن وحدي فقد كان جوني معي، ولم اكن صديقة لهذا الرجل فحسب، ولكنني كنت ايضا قضيته التي امن بها وراح يكافح من اجلها، فقد مضى بعد هذا اليوم يطوف بكل استوديو في هوليوود ويبحث لي فيه عن عمل!
وكنت ارى هذا كله، وارقب الجهود التي يبذلها الرجل من اجلي وينال قلبي شكرا وامتنانا له، حتى انني كنت على استعداد لان اقطع رأسي واهبه له! ولكن الحب الذي كان يامل صديقي ان يجده في هذا القلب الذي احمله، لم يكن هناك!
كل شيء عن حواء!
ومضى جوني في محاولاته ليدخل السعادة الى قبي، ويدفعني دفعا الى الثقة بنفسي، والاستسلام الى احلام اليقظة، ولم اعد في حاجة هذه المرة الى البحث في استوديوهات هوليوود والجري من مكان الى آخر وراء وظيفة جديدة، فقد كان جوني يفعل هذا كله بدلا مني، اما انا فقد كنت اجلس في بيتي واقرأ الكتب واتلقى دروسا في فن التمثيل!
الى ان كان اليوم الذي جاء فيه جوني يحمل الي النبأ الكبير، وقال صديقي وكان صوته مثيرا:”لقد وصلت الى شيء طيب، سوف يسندون اليك دورا في فيلم”جوزيف مانكوبزك”الجديد،”كل شيء عن حواء!".
وهو ليس دوراً كبيراً. ولكنه سوف يساعدك على العمل في شركة فوكس للقرن العشرين!".
وكان الاستوديو مشغولا دائما بصناعة قصص الدعاية للنجوم التي تعمل تحت سقفه، وشعرت بانني في حاجة الى هذه الدعاية، ولكنني وجدت نفسي ارفض نوعا واحدا منها عرضوه علي فقلت لا لن اقبل هذا، لن اقبل ان يشاهدني الناس في ناد ليلي مع ممثل كبير، ثم تصدر الصحف في اليوم الثاني ويكتب محررو باب السينما يقولون ان هناك قصة غرام بين الممثلة الناشئة والممثل الكبير!!
وكنت اكره الذهاب الى النوادي الليلية والجلوس فيها في تلك الاوضاع التي كانوا يصفونها بانها”اوضاع طموحة". كنت اكره ان اسمع الناس يقولون عني انني احب رجلا اعرف انني لا اعرفه!
وهكذا ابتعدت عن النوادي الليلية وعن صفحة السينما في الصحف! وكانت المتاعب الوحيدة التي صادفتني اثناء تصوير مناظر فيلم”كل شيء عن حواء”قد قامت بسبب زازا جابور الممثلة المجربة، وبسبب كتاب جديد كنت اقرؤه عن حياة”لتكولن ستيفنس"!
اتهموني بالشيوعية!
اما كتاب لتكولن ستيفنس فقد اثار حولي المتاعب، عندما شاهدني احد مديري الاستوديو اقرؤه، وقلت له:”لقد اعجبني الكتاب واثار اهتمامي لانه يروي قصة حياة رجل فقير كافح وناضل وحده في هذا العالم!
والذي حدث بعد هذا ان مدير الاستوديو وقف يلقي علي محاضرة هادئة! قال:”يجب الا يرى احد هذا الكتاب معك.. سوف يوقعك في متاعب كثيرة.. وسوف يقول الناس عنك انك فتاة راديكالية!".
قلت:”وماذا تكون الراديكالية هذه التي تتحدث عنها!".
قال:”سيقولون انك”متعصبة سياسية"، الم تسمعي عن الشيوعية بعد!".
- لا اعرف عنها كثيرا!
- الا تقرأين الصحف؟
- انني اهمل قراءة كل شيء لا يعجبني فيها!..
وقال مدير الاستوديو:”اتركي هذا الكتاب، والا فسوف تقعين في متاعب لا تنتهي!..".
ومضت بضعة ايام على هذا الحديث جاء بعدها مدير مكتب الدعاية في الاستديو يطلب مني ان اكتب له اسماء اعظم عشرة رجال في العالم!
وكتبت اسم لنكولن ستيفنس بين الاسماء العشرة، وقرأ الرجل القائمة، وهز رأسه ثم قال:”يجب ان نحذف اسم مستر ستيفنس هذا، فنحن لا نريد ان نرى البوليس يحقق مع مارلين مونرو!"
واقتنعت بشيء واحد بعد هذا الحادث الاخير، وهو ان كل سكان هوليوود لا يريدون ان تكون هناك صلة تربطهم بهذا الرجل لنكولن ستيفنس وان مجرد التفكير في هذا وحده يبعث الرعب في قلوبهم!".
حديث تليفوني!
وقررت ان اسكت ولا اتحدث عن عن مستر ستيفنس الى اي انسان حتى ولا صديقي جوني هايد! لكي لا اوقع احدا معي في المتاعب التي تحدث عنها مدير الاستوديو، ولكنني مضيت اقرأ حياته وانتهيت من الجزء الأول وبدأت في قراءة الجزء الثاني، واخفيت الجزأين تحت فراشي، وكان حادث اخفاء مستر”لنكولن ستيفنس”عن الناس هو اول شيء اعمله في حياتي في الخفاء!
وانتهت قصة الكتاب، وبدأت قصة المتاعب التي سببتها لي زازا جابور، كنت اجلس يوما في مطعم الاستوديو اتناول طعام الغداء مع جورج ساندور الذي كان يمثل معنا في فيلم”حواء".
وكنا نجلس نحن الاثنين على مائدة واحدة فقد شاءت المصادفة وحدها ان ندخل المطعم في نفس الوقت قبل موعد تقديم الطعام ببضع دقائق، وبدأ مستر ساندوز يتناول طعامه امامي على المائدة الصغيرة، وفجأة جاء الجرسون يقول له:”ان هناك شخصا يطلبك في التليفون!".
ومضت خمس دقائق عاد بعدها مستر ساندرز الى مائدة الطعام، ولكنه ظل واقفا، ثم نادى الجرسون ودفع اليه ثمن وجبته، ونظر الي وقال:”يجب ان اذهب الان، ارجو المعذرة!".
واصابتني الدهشة وقلت:”ولكنك لم تتناول طعامك بعد!".
وقال مستر ساندرز:”لم اعد اشعر بالجوع. يجب ان انصرف الان!".
- هل تسمح لي بان اوصلك بسيارتي الى المسرح! لقد لاحظت انك جئت سيرا على قدميك والمسافة طويلة!.
- لا اشكرك جداً، فانا لا اريد ان اتسبب لك في مضايقات!
وتركت مكاني على المائدة، وبدأت استعد لمغادرة الطعام مع مستر ساندرز، ولكنني لم استطع ان اسر بنفس تلك الخطوات السريعة الواسعة التي كان يسير بها مستر ساندرز، فمشيت ببطء وحدي، ورحت اتساءل عن السبب الذي اثار سخط الممثل الكبير علي فجعله يجري مني هربا!.
جاسوس زازا
وبعد عشر دقائق بالضبط كنت اقف امام عدسات التصوير في الاستوديو، عندما شعرت باحد عمال الاستوديو يقترب مني ويهمس في اذني قائلا:”لقد طلب مني مستر جورج ساندرز ان ابلغك انه يريد منك من الان فصاعداً ان تقولي صباح الخير ومع السلامة من”بعيد لبعيد"، وانه يجب ان تكون هناك مسافة كافية بينكما، عندما تتبادلان التحية، واستمعت الى حديث الرجل واحمر وجهي خجلا، ثم ما لبثت القصة كلها ان تكشفت لي بعد ذلك، لقد عرفت ان زازا جابور زوجة مستر ساندرز تحتفظ بصديق لها في الاستديو، وشاهد الصديق هذا الذي حدث امامه، وكيف جلست اتناول طعام الغداء على مائدة واحدة مع مستر ساندرز، وكيف ان مستر ساندرز يبادلني التحية بطريقة لا تليق – في نظره هو على الاقل -، وطير الصديق الجاسوس النبأ الى الزوجة، واتصلت زازا بزوجها تليفونيا، وكان ما كان!
وضحكت طويلا وانا افكر في هذا كله وتصورت نفسي احب رجلا بقلبي وروحي، واحرص على ان اكون بجواره في كل لحظة ولكنني لم استطع ان اتصور ابدا ان اكون حارسا عليه ورقيبا على حركاته!
خطيبة جوني!
لقد استطاع صديقي جوني هايد ان يغير حياتي الخارجية، ولكن حياتي في الداخل بقيت كما هي لم تتغير، لقد حاولت جاهدة ان احب هذا الرجل، فقد كان رجلا طيبا مخلصا عاقلا امينا وهب حياته من اجلي!
ورافقني جوني الى كل مكان كان يذهب اليه، كان الناس يعجبون به، وكانوا يعتبرونني خطيبته، ولكن هذا كان ابعد شيء عن الحقيقة!
لقد عرض علي جوني الزواج، وجلس يحدثني ويقول لي:”لن يكون هذا زواجا طويلا يا عزيزتي، فقد قال لي الاطباء انني لن اعيش طويلا، لانني مريض بالقلب!".
وحاولت ان اقبل العرض الجديد، وحاولت ان اقول نعم، ولكن على غير جدوى، واحسست بانني قد المته، وحاولت ان اخفف الامه، ثم احاول يوما ان اقبل دعوة رجل لتمضية السهرة معه في الخارج، كنت امينة على هذا الحل الذي كان يشعر به نحوي دون ان ابادله به لقد اعطاني جوني شيئا آخر غير حبه لي وعطفه علي، لقد كان جوني اول رجل قابلته في حياتي واستطاع ان يفهمني، كان الرجال يظنون انني امراة انتهازية احمل في رأسي وجهين. وقد جاهدت طويلا وتحدثت اليهم بصدق وامانة، ولكنهم كانوا دائما يؤمنون بانني اكذب وبانني احاول ان اخدعهم!.
ولم احاول يوما ان اخدع احدا، حقيقة انني كنت اترك الرجال يخدعون انفسهم في بعض الاحيان، ولكن لم يكن لي يد في هذا، لقد كانوا لا يجهدون انفسهم لمعرفة تاريخي وقصة حياتي، ومن تكون هذه الفتاة، وكانوا بدلا من ذلك يحاولون ان يختلقوا صورة لي، وكنت اسكت ولا احاول ان احادثهم، وكان واضحا انهم قد اعجبوا بالصورة التي رسموها، واحبوا شخصية اخرى لا تمت الي بصلة، وكانوا عندما يكتشفون الخطأ الكبير الذي وقعوا فيه، يلومونني ويقولون:”لقد خدعتنا هذه المرأة!".
خاتمة القصة!
حتى النساء، كن ايضا يعتقدن انني اخدعهن، لقد حاولت ان اكون مخلصة مع كل امرأة قابلتها وعرفتها، وكنت اجد صعوبة في هذا، اكثر من تلك التي كنت اواجهها في تصرفاتي مع الرجال! ولكن محاولاتي فشلت، وبقيت انا في نظرهن نفس الفتاة المخادعة.
واخيرا جاء اليوم الذي وضع فيه القدر خاتمة لقصة صداقتي بجوني هايد!
كنت في بيت جوني، وفجأة ترك صديقي مقعده، وراح يصعد سلالم البيت قفزا ليحضر الي كتابا من الطابق العلوي، وفجأة شاهدت جوني يتوقف ثم شاهدته يميل بجسمه على حاجز السلم، ويريح رأسه على ذراعيه، وقفزت من مقعدي واسرعت اليه، ونظر الي جوني وقال:”لا تنزعجي، انني بخير!”
ومضى اسبوع عاد بعده جوني يعرض على الزواج من جديد، ويروي لي قصته، قال الصديق الوفي: لقد ذهبت الى الطبيب، وعرفت كل شيء، انني لن اعيش طويلا يا عزيزتي! انني رجل ثري، املك مليونا من الدولارات، وسترثينها كلها اذا قبلت الزواج مني!!”
واستمعت الى حديث صديقي، لقد كنت احلم بالثروة، واحلم بالمال، ولكن هذا المليون الذي عرضه علي جوني، لم يستطع ان يثير في نفسي شيئاً!
مليون دولار!
وقلت له:”لن استطيع ان اتزوجك لانني اعلم انك ستعيش، وقد اشعر نحوك بالحب فيما بعد!".
ولكن جوني عاد يحدثني في اصرار قائلا:”لا! انا اعلم انني لن اشفى ولن اعيش، وانا اريدك ان تحصلي على كل ثروتي بعد ان اذهب انا بعيداعن هذا العالم!".
ومضى شهر آخر، دخل جوني بعده المستشفى، وجلس الرجل يتوسل الي وهو راقد على فراشه ان اتزوجه! وفي هذه المرة قال لي جوني:”انا اريد ان افعل هذا من اجلك انت، ارجوك ان تقبلي الزواج من هذا الرجل الذي احبك اريد ان اراك ثرية واريد ان اطمئن عليك لاموت مرتاحا، اريد ان اتصورك تعيشين في رخاء فلا جوع ولا فقر بعد اليوم!".
ولم تفلح توسلات جوني، لم استطع ان اتصور نفسي زوجة لهذا الصديق الوفي الذي سيودع هذه الدنيا بعد ايام، ثم ارث انا امواله كلها!
وجاءني منتج كبير في احد الايام يبحث الموضوع معي ويحاول اقناعي وقال لي:”تزوجيه، ما الذي ستخسرينه في هذه الصفقة!".
قلت:”سوف اخسر نفسي، لن اتزوج الا بدافع الحب!".
مات صديقي الوفي!
ومات جوني هايد في المستشفى، ورفضت اسرته ان تسمح لي بان اجلس معها في نفس المكان الذي اعد لعائلة الميت في الكنيسة، فعدت ابحث لنفسي عن مكان بعيد في ركن من اركان الكنيسة!
وانتهت الصلاة، وتركت مكاني، ومررت امام جثمان صديقي الوفي، ولم اشعر بشيء الا وانا القي نفسي فوق هذا الجسد الذي سكن الى الابد، ثم رحت ابكي وابكي، واتمنى لو ان روحي خمدت فجأة وحملوني معه الى مقره الاخير!
وواروا جثة الصديق التراب، واصبحت من جديد وحيدة في هذه الدنيا، لقد ذهب جوني وذهب حبه وبقيت انا وحدي، وبكيت طويلا وامضيت الليالي ابكي ولكنني لم اشعر لحظة واحدة بالاسف لهذا المليون الذي رفضت ان اضع يدي عليه، كنت حزينة بسبب واحد. لانني فقدت جوني هايد الرجل الذي يحمل اطيب قلب في العالم.
806 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع