وكالات: يعد الممثل العراقي كريم عواد من أهم ركائز الدراما العراقية، خصوصاً والفن العراقي عموماً، كونه مارس هذا الفن منذ عام 1956 ولايزال لغاية الآن متواصلاً معه .
“عواد” الذي عاد قبل أيام إلى العراق بعد غياب طويل أكد في لقاء مع “الخليج” استعداده للعمل من جديد في الفن العراقي، مشيراً إلى أن عدم حصوله على المشاركة في الأعمال الفنية سيجعله يشد الرحال من جديد نحو الغربة . وذكر أن الدراما العراقية في الوقت الراهن تعاني غياب النص الجيد رغم امتلاكها لكتّاب جيدين . وتالياً التفاصيل:
* ما جديدك؟
> - أنا قبل أيام قليلة عدت إلى العراق بعد غياب استمر لأكثر من عشر سنوات، لذلك أنتظر من قبل القائمين على الفن في العراق نصوصاً تلفزيونية أو سينمائية أو مسرحية، وإذا لم تأتني فرصة للعمل من جديد سأكون مضطراً مرةً أخرى للعودة إلى الغربة، لأن الإنسان وأقولها بأسف شديد جداً يضطر إلى الهجرة إذا لم يجد البيئة التي تتناسب مع طموحاته وإمكاناته .
* ما قدمته خلال السنوات الأخيرة في الدراما العراقية هل كان يتماشى مع طموحاتك؟
> - بعد الاحتلال الأمريكي للعراق سقط الكثير من الأشياء التي لا مجال لذكرها الآن، لكنني وخلال وجودي في سوريا شاركت في بعض الأعمال الدرامية العراقية التي أنتجت وصوّرت هناك، ومنها مسلسل “سارة خاتون” للكاتب حامد المالكي وهو من الأعمال المتميزة . لكن هذه الأعمال ورغم أهميتها الكبيرة، إلا أن طموحي كان ولايزال وسيبقى أكبر وأكبر، لكن الظروف التي مرت على العراق قلبت الكثير من الطموحات .
* هل هناك أعمال أخرى شاركت فيها؟
> - أنا شاركت في مسلسل “هنا حكاية أخرى” وكان يفترض أن يعرض على شاشة قناة السومرية الفضائية، لكنه إلى الآن لم يعرض، وهذا المسلسل لم يكن نصه بالمستوى المطلوب .
* إذاً كيف شاركت فيه؟
> - لأنني كنت أريد أن أمارس التمثيل من جانب ومن جانب آخر كنت بحاجة إلى توفير متطلبات المعيشة وقد حاولت أثناء التصوير تعديل أشياء كثيرة في النص بسبب خبرتي الطويلة، لأنني أعمل في الفن منذ عام ،1956 حيث حصل الاتفاق على التعديل مع المنتج وأيضاً مع المؤلف الذي كان مشاركاً أيضاً في المسلسل كممثل، كما اتفقت مع المخرج، لذلك حصلت الإصلاحات في هذا النص أثناء عملية التصوير . لكن يبدو أن إدارة قناة “السومرية” لم تقتنع به، لذلك لم تعرضه إلى الآن وربما لم تسمح بعرضه مطلقاً .
* كيف وجدت الدراما العراقية خلال السنوات الأخيرة؟
> - حقيقةً الدراما العراقية التلفزيونية التي قدمت في السنوات الأخيرة كانت متفاوتة، فمنها الجيد ومنها المتوسط ومنها السيئ والفقير جداً، أما الأعمال المسرحية فكانت قليلة جداً، حيث شاهدت مشاركة مسرحية عراقية في مهرجان دمشق قبل عدة سنوات، وكذلك مشاركة أخرى للمثل عزيز خيون في مهرجان أيام عمان المسرحية . أما الأعمال المسرحية الأخرى التي كانت تعرض في العراق وقت الظهيرة فقد كنت أسمع عنها ولم أشاهدها .
* ماذا ينقص الدراما العراقية الآن؟
> - ينقصها الجرأة في الطرح فضلاً عن توافر الإمكانات، حيث تمتلك الدراما العراقية اليوم الأموال الجيدة، لكن ينقصها النص، لأنه العامل الأساسي في العمل الدرامي . وأقولها بأسف شديد إن النص الجيد لم يعد متوافراً في الوقت الحالي .
* لكن الدراما العراقية تمتلك كتّاباً جيدين؟
> - نعم لدينا كتّاب جيدون، أمثال عادل كاظم وفاروق محمد وغيرهما، لكن عادل كاظم الذي يقف بالقرب مني الآن أراه متعباً صحياً ولم يهتم به أحد رغم أنه كتب الكثير من الأعمال الدرامية الكبيرة منها “جلجامش” و”الطوفان” و”حكايات المدن الثلاث” و”الذئب وعيون المدينة” و”النسر وعيون المدينة” وغيرها، لذلك أرى أن هذا الكاتب المهم لم يحظ برعاية خاصة من قبل الدولة العراقية التي عليها أن تعتبره دبلوماسياً وتقوم بتوفير المعيشة الجيدة له حتى يستطيع أن يكمل بقية مشوار عمره في خدمة الفن العراقي . لذلك أؤكد مرةً أخرى أن النص هو الذي ينقص الدراما العراقية، أما في الإخراج فقد توجد طاقات شابة جيدة تستطيع أن تنقل الدراما العراقية إلى الأمام، وكذلك الحال في الممثلين، علماً أن الممثل العراقي يمتلك عامل التضحية من أجل أن يقدم أشياء جيدة للدراما العراقية .
591 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع