جبار رشك .. المدافع القوي الذي اعتزل الكرة قبل الأوان
صحيفة المشرق:هذه نبذة مختصرة عن اللاعب العراقي جبار رشك ايام الستينات والذي عاصر اكثر لاعبي العراق ايام زمان امثال حسن بله والمرحوم عمو بابا والمرحوم جمولي وهشام عطا عجاج حيث مثل المنتخب الوطني والعسكري وشارك في دورات عديدة.. والان الى حديث الذكريات مع اللاعب جبار رشك..يقال ان سيول الاعجاب التي يحسها ازاء اللاعب الدولي السابق الفنان جبار رشك وليدة قديمة على قيادة الفريق على احسن صورة في خضم امواج الكرة المتلاطمة.. وكان خالياً ما يتحمل العبء الاكبر في ارساء الفريق على شاطئ الأمان.. اما انا فقد التقى مع القائلين جانباً لأنني في الوقت نفسه املك وجهة نظر اخرى ولي رأي اخر..جبار رشك ــ هو اللاعب الذي قدم نفسه من خلال العابه الكروية وعبر فنه الذي اتخذ شكلاً بديعاً خاصا به.. شكلاً ينير الحماس ويلهب المشاعر.. انه سلطان الهدوء والتفكير في معترك الكرة العراقية.
حكايته مع الكرة
ولد جبار رشك عام 1942 في الناصرية وتنقل في اغلب محافظات العراق ثم انتقل الى بغداد في محلة باب الشيخ مارس لعبة كرة القدم واحس بشراك هذه اللعبة.وزاول العاب الساحة والميدان وسجل رقماً قياسيا في سباق 400م للمدارس الأبتدائية.. وبعد ظهور مواهبه الكروية انضم لفريق امانة العاصمة الذي كان في مقدمة الفرق يومذاك عام 1958 وبأشراف المدرب ناصر جكو.وفي عام 1961 انضم لفريق مصلحة نقل الركاب الذي كان يحتضن خيرة لاعبي العراق منهم محمد ثامر ولطفي عبد القادر وفاضل مجيد والبرت خوشابا وقيس حميد وغيرهم.وبعد كأس العرب الثالثة في بغداد عام 1966 التحق جبار رشك بالفرقة الثالثة ومثل فريقها الكروي حتى عام 1971.
اللاعب الدولي
ومثل جبار رشك المنتخب الدولي وكذلك العسكري منذ عام 1961 حتى 1979 وشارك في دورات عديدة منها دورة كأس العرب 1966 في بغداد وكان ضمن الفريق الذي قام بجولة للدول الاشتراكية عام 1959 ولعب مع الاتحاد السوفيتي وبلغاريا والمانيا الديمقراطية ونادي بنفيكا البرتغالي في افتتاح ملعب الشعب عام 1966 احسن مباراة بالنسبة له حيث ظهر بمستوى رفيع وكان نداً قوياً لجوهرة موزمبيق أوزيبيو هداف كأس العالم يومذاك.
أنا مدين لهؤلاء
يقول جبار رشك في حديث صحفي انا مدين للسادة ناصر جكو واسماعيل محمد والمرحوم عادل بشير وعبد الاله محمد حسن وعبد الاله عبد الحميد وهم الذين اشرفوا على تدريبي وقدموا لي النصائح والارشادات وكان لهم الفضل الكبير في بروزي وتقدمي وانا مدين لهم لأنهم قدموا اللعبة واخلصوا لها.
لا حياة لي بدون الكرة
يقول جبار ان كرة القدم اثرت في حياتي كثيراً وبكلمة أوضح انها كانت تمثل كل حياتي فكنت أحس لاحياة لي بدون الكرة وانها فوق هذا وذاك فقد منحنتي المجد والشهرة اللذين يحلم بهما كل انسان ونشلتني من برائن الاهواء والنزوات التي غالبا ما يقع فيها كل الشباب.
اعتزلت قبل الأوان
ويستمر جبار رشك في حديثه قائلا: عندما كنت في سن 31 ارتفعت صيحات من هنا وهناك تطالبني بالآعتزال ولست انا الذي طالبوه بألاعتزال قبل اوانه لاهنا جمولي مثلا وعمو بابا وهشام عطا عجاج وحسن بله وغيرهم.وكما تعلمون ان الاعتزال مر على النفس قاس وهو كذلك في كل البلدان لقد كنت قادرا على اللعب بكل طاقتي ونشاطي لكن هناك اسباب في ابتعادي قبل الاوان منها ان هضم بعض حقوق اللاعب من جانب فريقه قد يمزق بعض اندفاعاته ويجعله يتخذ شيئاً من المواقف التي توازي وتماشي مواقف الفريق منه انا اجد ان اللاعب مادام عضواً في فريق ما فلا بد ان تضمن حقوقة من كل الجوانب والجهات فبعض لاعبينا القدامى وانا منهم هضمت حقوقهم لا يقدرون حتى على التعبير عن هذا.. ان علاج اللاعب مسؤول عنه فريقه اولاً والاتحاد ثانياً ولكن حدث العكس بالنسبة لي من قبل فريقي ــ المصلحة ــ الذي بذلت لي الغالي والرخيص من اجله والذي كان سبباً في نهاية حياتي الكروية.
أحسن اللاعبين
يرى جبار رشك ان احسن اللاعبين في السابق هو جمولي الذي تأثر به كثيرا منذ الصغر ويعتبره اعظم لاعب انجبته العراق وصل الان الى مستوى مرموق في خط الدفاع وحسين سعيد اعتبره من المهاجمين الافذاذ الذين انجبهم العراق في تاريخه الكروي فهواية هذا اللاعب الفنان بتسجيل الاهداف وهز مشاعر الجماهير.وأضاف ان المستوى العام لكرة القدم في العراق افضل من السابق من ناحية نطبيق الخطة واللعب الجماعي وما النتائج التي حققتها الفرق العراقية الا دليلاً قاطعاً لصحة قولي.وقال جبار رشك ان نادي الطلبة افضل الفرق العراقية من ناحية التكتيك في الملعب ولكن امتنع عن تسمية احسن فريق عراقي حاليا لاني لم اشاهد المباريات الا المنقولة تلفزيونياً خاصة بعد نقل وظيفتي الى التأميم بناء على رغبتي طبعاً واستقراري هناك.توفي مدافع المنتخب العراقي الوطني السابق جبار رشك، يوم 9 تشرين الأول عام 2015 عن عمر يناهز السبعون عاماً، بعد معاناة طويلة مع مرض العضال في احدى مستشفيات بغداد.
946 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع