لقاء النجوم
العرب/الرياض - لم تسلم التجربة السعودية في تطوير كرة القدم وجلب أسماء كبرى على مستوى العالم، من انتقادات أوروبية وعالمية، تجاه ذلك المشروع الآخذ في النمو والذي يهدد بسحب البساط من تحت أقدام دوريات عريقة في القارة العجوز.
مشروع تطوير كرة القدم السعودية والاستقطابات الكبرى التي شهدتها المملكة منذ الصفقة الضخمة بضم كريستيانو رونالدو، جعلت من الدوري السعودي وجهة مفضلة للكثير من اللاعبين على مستوى العالم. على الجانب الآخر بدأ المتربصون بهذا المشروع يوجهون سهام الانتقاد للسوق السعودي بحجة أن الأندية تنفق ببذخ على صفقات بأكبر من قيمتها السوقية الفعلية، ما يغري اللاعبين للانضمام دون النظر لقوة التنافسية في المسابقة المحلية.
غير أن تلك المزاعم يمكن تفنيدها بوضوح والرد عليها بشكل رقمي وعلمي، فعلى سبيل المثال لا الحصر يمكن رصد ما أنفقته الأندية السعودية منذ موسم انتقالات 2021-2022 إلى بداية الميركاتو الصيفي الحالي مقارنة بدوريات أخرى نجد أنه أقل بكثير.
وبحسب موقع “ترانسفير ماركت” فإن إنفاق السعودية في موسم 2021-2022 وصل لـ92 مليون يورو على الانتقالات مقابل 1.71 مليار في البريميرليغ على سبيل المثال.
وفي موسم 2022-2023 بلغ حجم الإنفاق السعودي على الانتقالات 46 مليون يورو، مقابل 3.13 مليار في الدوري الإنجليزي.
حتى مع الزيادة الكبيرة في الإنفاق بموسم 2023-2024 وموسم الصفقات القياسية للأندية السعودية ووصول حجم التعاقدات إلى 977 مليون يورو، فقد أنفقت أندية البريميرليغ في المقابل 2.93 مليار يورو.
الصيد الثمين
تحول الأمر تدريجيا من الانتقاد إلى محاولة الاستفادة من المشروع السعودي، إذ أن بعض الأندية الأوروبية باتت تعول على إمكانية وصول عرض سعودي لأحد لاعبيها من أجل تحقيق استفادة مالية كبرى من ورائه.
ولعل أبرز مثال على ذلك مغالاة مانشستر سيتي في المقابل الذي يطلبه للتخلي عن حارسه البرازيلي إيدرسون لصالح اتحاد جدة. كذلك تعاقدت الأندية السعودية مع 26 لاعبا بمقابل مادي ما بين 11 إلى 30 مليون يورو، بالإضافة إلى 64 آخرين بقيمة مالية أقل من 10 ملايين يورو. في المقابل فإن 33 لاعبا انضموا إلى أندية البريميرليغ الصيف الماضي بقيمة مالية أعلى من 30 مليون يورو.
لكي تتضح الصورة بشكل أكبر، فإن هناك عدة أمثلة للاعبين انضموا للأندية السعودية بقيمة مالية أقل من القيمة السوقية المتداولة أو الفعلية في ذلك الوقت للاعبين. البداية مع الإسباني إيميريك لابورت القادم من مانشستر سيتي إلى النصر، حيث أن المدافع المتوج بدوري أبطال أوروبا في ذلك الوقت انضم للعالمي مقابل 20 مليون يورو أي بثمن أقل 5 ملايين يورو من قيمته السوقية وقتها. نفس الأمر بالنسبة للبرازيلي روجير إيبانيز المنضم من روما الإيطالي للأهلي السعودي حيث دفع الأخير 20 مليون يورو، في حين أن قيمته وقتها بلغت 25 مليون يورو.
البرازيلي فابينيو وصلت قيمته السوقية في صيف 2023 إلى 35 مليون يورو بحسب ترانسفير ماركت، لكنه انضم إلى الاتحاد السعودي من ليفربول مقابل 25 مليون فقط.
أيضا انضم البرتغالي أوتافيو للنصر من بورتو البرتغالي، بما يعادل 5 ملايين يورو أقل من قيمته السوقية في ذلك الوقت، وهو ما ينطبق على الإسباني جابري فيجا لاعب الأهلي القادم من ريال سوسيداد.
وانضم البرازيلي مالكوم إلى الهلال من زينيت الروسي، بعقد لمدة 4 سنوات، وبقيمة أقل 2 مليون يورو من قيمته السوقية وقتها (28 مليون يورو). كذلك بالنسبة إلى الصربي سيرغي ميلينكوفيتش سافيتش المنضم للهلال من لاتسيو الإيطالي مقابل 30 مليون يورو، أي بأقل من قيمته الفعلية بـ5 ملايين.
نفس الأمر بالنسبة إلى البرتغالي روبن نيفيز، الذي انتقل للهلال قادما من وولفرهامبتون الإنجليزي، القادم بقيمة 32 مليون يورو، بأقل 8 ملايين من قيمته الفعلية.
رونالدو استثناء
بعيدا عن هذه الأسماء والقيمة التعاقدية التي حُسمت بها الصفقات بأقل من المتوقع، فإن البرتغالي كريستيانو رونالو يبقى استثناء في المشروع السعودي، كونه نواة مشروع الكرة السعودية وأول المنتقلين من الصفقات الكبرى في شتاء 2023.
وجاء انتقال رونالدو في صفقة حرة بعد فسخ تعاقده مع مانشستر يونايتد لكن النجم الأسطوري يحصل على عقد قياسي يجعله استثناء لصفقات الأندية التي استحوذ عليها صندوق الاستثمارات السعودي وهي الهلال والنصر والاتحاد والأهلي.
1111 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع