من اليمين فوزي عسكر اللواء طارق متعب وشكيب عبدالوهاب وعبدالقادر زينل ويونس سليمان وعبدالعزيز حمودي واخيرا محمد نجيب كابان في مناسبة رياضية
ذكرياتي مع الأوفياء: فوزي عسكر..الحلقة الثالثة
الذكريات...روافد تصب في مسار الحياة ... يسقط منها ما قد يؤثر سلبا في المسار ... ويترسب منها في وعاء الذاكرة ما يؤثر إيجابا في مسارنا الطويل فيتحقق ما يقوله الشاعر: (إن الذكريات معنى العمر في هذه الحياة) ... وفي سواقي الذاكرة رجال ساهموا بهذا القدر أو ذاك في بناء الرياضة العراقية وتحديد نهجها، ووفاء لهم نذكرهم بالخير .... هذا الوفاء هو الرابط الإنساني الذي يبقى يذكرنا بالمقولة:(من علمني حرفا ملكني عبدا )
إلى هؤلاء جميعا أحني رأسي إجلالا، وإلى ذكراهم أقدم لهم كلماتي التي يحكيها القلب والضمير عبر مجلة الگاردينيا .
إلى الحاضر في القلب والغائب عن النواظر..إلى مَن جـاد بالبذل والعطاء للرياضة العراقية لاعباً وإدارياً في شتى مجالاتها وقـدَّم الشيء الكثير لبلده ولعبته المفضلة - كرة السلة - التي صال وجال فيها ليدخل الفرحة الى قلوب محبيه وعاشقي أدائه المهاري المتميز ..إلى اللاعب الأنيق بكل ما في الأناقة من وصف..إلى مَن داعبت أنامله الكرة الحمراء كما داعبت مشاعره شغاف الأفئدة التواقة لرؤياه .. انه الرياضي المثالي الصديق وربيب الزمن الجميل فوزي عسكر اخترته لحلقة اليوم من سلسلة ذكرياتي مع الأوفياء.
فـرحة لم تكتمـل
بعد مشواري الطويل مع هذه الحياة.. رأيت فيها ما أحببت .. وما كنت أخشى ،وعلمتني التجارب أن الناس مجرّد معادن.. كثيرها يصدأ وقليلها على بريقها محافظ ..وفهمت بأن الدافع الأول وراء كل ذلك هو الأصالة فمـَن كان الذهب معدنه يترفع عن لبس الحلي ..وبرغم توالي السنين على بعضها والفراق الذي شتتنا إلا أن معدننا لم يصدأ ولله الحمد وبقينا محافظين على بريقه من خلال تواصل الوفاء هذا الذي أصبح مع الأسف نادراً في هذا الزمان إن لم يكن مفقوداً!
كم كنت سعيداً وفرحاً ومتلهفاً إن أكلمك يا أبا أيمن بعد غيبة طويلة لنعيد بعض من ذكريات الأخوة الصادقة وعملنا المشترك في العديد من المجالات الرياضية وبطولاتها ومؤتمراتها ودوراتها.. فرحتي لم تكتمل عندما لمست من خلال اتصالي الأخير معك ومن نبرة صوتك بأنك ومع الأسف الشديد تعبان صحياً ولم نكن نعلم بإجراءات عمليتك بتلك السرعة التي نتمنى أن تُكلل بالنجاح وتعيد عافيتك إن شاء الله.
لقد همست في أذني كلمات تعبـّر عن طيبتك المعهودة ومحبتك الصادقة لمحبيك وأصدقائك.. لقد آلمتني ولم تكمل فرحتي ! كيف لا وأنت الصديق الصدوق.
تاريخ رياضي مشرِّف..
كان اعتزال الكابتن فوزي عسكر اللعب عام 1974 بعد مسيرة حافلة مع الأندية الرياضة العريقة كالشرطة والكرخ ومنتخباتها الوطنية ، منذ عام 1959 التجأ إلى التدريب بعدما شارك في دورات تدريبية عـــدة منها معهد – لايبزك – في ألمانيا وحصوله على دبلوم تدريب بكرة السلة إضافة إلى دورات أخرى ما أهله لتدريب العديد من الفرق ومن ضمنها المنتخب الوطني الذي حقق نتائج ايجابية عام 1977 في الدورة الآسيوية التاسعة التي أُقيمت في كوالالمبور – ماليزيا – التي اُختير على إثرها من قبل رابطة الصحفيين الرياضيين العراقية كأفضل مدرب للعام المذكور، ثم عمل لفترة رئيساً للجنة المدربين والمشرف على المنتخبات الوطنية ، ومن الجانب الفني انتقل إلى الجانب الإداري بصفة عضو ، ثم أُختير رئيساً لاتحاد اللعبة للأعوام 1981و2000 و2003،وكان العنصران (الإداري والفني) مكملين للبعض الآخر في تحقيق أي إنجاز رياضي .
لقد كان له نشاط وحضور فعّال على مستوى ناديي الشرطة والكرخ وتبوّأ فيهما منصب أمانة السر ومديراً لألعابها والمشرف على فرق السلة في نادي الكرخ الرياضي..ولخبرته الطويلة في الجانبين الإداري والفني تم الاستعانة بمقدرته للعمل في اللجنة الأولمبية كعضو وأمين عام وخبير لسنوات طوال.
عصر السلة الذهبي
اقترنت كرة السلة العراقية بنجوم لا يمكن نسيانهم لمستواهم المهاري العالي وأدائهم الجماعي المبني على الانسجام وروح التعاون الذي كان يُمتع الجماهير الغفيرة التي كانت حريصة على حضور مباريات كرة السلة التي تعــد اللعبة الشعبية الثانية بعد كرة القدم ويمكن اعتبارها من حقبة الخمسينات للقرن المنصرم ..
ومن أبطال تلك اللعبة سهيل النقيب ووائل الكسار وحكمت الطائي ومهدي احمد وسلمان مهدي وشعبان جاسم وجمال أمين وفاروق الخطيب ومطر مجيد وعبد الودود خليل والمرحوم طارق حسن وفالح أكرم وأحمد الحجية وفاروق الخطيب وفوزي عسكر وهاشم عبد الجليل حكمت ومحمد عدنان الدوري وسمير فنسنت وجعفر محمد صالح وجبار راشد وباسل شفيق وكريم المشهداني وباسل عبد المهدي وإبراهيم الحسيني وأكرم ناجي ومجيد مصطاف وباسل شفيق وفائق العاني وشكيب عبد الوهاب ومنذر ميخائيل وضياء المنشىء وأثير محمد صبري وقصي الفضلي ومحمد عربو وزهير محمد صالح وهاشم حمام وغيرهم .
وفي مطلع السبعينات برز نجوم أمثال جبار كامل وفكرت توما ومهند إسماعيل ومهدي علي اكبر وفكرت توما وفريدون فيليب وعصام عبد الله وحكمت محمود نديم وعلي سماكة وهلال عبد الكريم وعلي الخطيب وجعفر دلـه علي وصبيح الضايف وعدنان ناجي ومحمد الهبش ومقصود عبد العزيز وعبد الأمير عطية وعلي خــان.
وفي فترة الثمانينات والتسعينات برزت مجموعة من اللاعبين أمثال عامر طالب ومنذر علي شناوة وعلي طالب وثامر مصطفى وقصي حاتم ووائل صاحب ومؤيد اسماعيل وكريم مهدي وحسين العميدي وحمزة عبيد وهيثم قحطان وجمال فاضل وعامر محمود ونصير احمد وعباس خضير.
ولابد أن نذكر رواد السلة طيبي الذكر منهم: يوسف البازي وعلي الصفار وغازي طالب ونشأت ماهر ونوري احمد ومنعم الدوري ومهدي نجم وطه حمو وغيرهم ومن الحكام المتميزين يوسف طاهر الوهب وإسماعيل حمودي وعلي السامرائي ومجيد العقيدي ومؤيد سامي وغني الجميلي وخليل مجيد ليلو ومثنى مدلول وماجد الكحلة ورعـد العاني واحمد الغريري ونجم عبد جاسم ومحمد زين العابدين وصلاح حميد وعبد الرزاق الطائي وحميد محمد .
إن الرياضي النموذج فوزي عسكر يستحق منا التقدير العالي والثناء على مجهوداته السخية لخدمة الحركة الرياضية العراقية وليس كرة السلة وحدها .
طريح فراش المرض
إن بطلنا الخلوق فوزي عسكر طريح فراش المرض اليوم وأنا على اتصال معه من قطر حيث مقر إقامتي داعياً الله أن يشفيه ويستعيد صحته وان تقف الجهات الرياضية المعنية معه في أزمته الصحية الحالية لما قدمه من جهد وعمل دؤوب للرياضة بشكل عام وكرة السلة خاصة، واعتقد انه من الواجب الاهتمام به بكل ما تعنيه الكلمة إنسانياً وتربوياً.
نشاطه الفني والإداري
على المستوى العربي كان مدعاة فخــر واعتزاز من خلال تكليفه وتبوِّئه للعديد من الواجبات واللجان منها الأمانة العامة للاتحاد العربي لكرة السلة ورئيس اللجنة الفنية والإشراف على العديد من بطولات الاتحاد لمختلف الفئات (رجال وسيدات وناشئين). وعلى المستوى الآسيوي اُختير عضو اللجنة الفنية في الاتحاد الآسيوي لكرة السلة عام 1977 وعضو اللجنة العليا لمنطقة آسيا للمعاقين 1996.
وعلى الصعيد الدولي شارك في العديد من المؤتمرات الدولية في كرة السلة ممثلاً للاتحادين العراقي والعربي منها المؤتمر الدولي في ألمانيا واسبانيا واليونان وتايلاند وهونغ كونغ ..في الوقت الذي نتمنى لأخينا فوزي عسكر الشفاء العاجل نطمح أن تكون استجابة الجهات الرياضية المعنية عاجلة.
3856 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع