أستاذي متي العائش ألأخصائي في علم الخلية السرطانية وعضو في جمعية العلماء الأمريكيين Sigma Xi
وُلد متي العائش في الثالث والعشرين من شهر أيلول سنة 1923 بمدينة العمارة- العراق محلة السرية, شارع بغداد قرب نهر الكحلاء, من عائلة مندائية لها طقوسها الخاصة تمتد الى آلاف السنين.
والده صالح إبن عايش, صائغا معروفا بالعمارة, وقد إحتفظت العائلة بلقب العائش تيمننا بالجد. وأمه فرجه فرج عبد الله, أُمية لا تقرأ ولا تكتب كما كان الحال عند أكثر الناس في ذلك العهد.
طفولته ونشأته في مدينة العمارة
لا نعرف الكثير عن طفولته رغم كل المحاولات لأن الأخ متي كتوم لا يريد الإفصاح والكلام عن كل ما جرى له في الماضي لكن أخيه مهدي أخبرني يأن متي كان منعزلا في البيت في غرفته مواظبا على دراسته بصورة جدية ومحاطا بالكتب والنشرات العلمية مما جعله أن يكون متفوقا في دراسته الثانوية في العمارة فتخرج منها سنة 1941 بدرجات عالية أهّلته لدراسة الطب التي كان يتمنّاها, لكن ظنه خاب نظراً للشروط آنذاك التي لا تسمح لقبول أكثر من طالب واحد من الطائفة المندائية فكانت من نصيب نجم عبد الله الذي كانت ظروفه المالية تسمح لتحمل النفقات لأن الدراسة لم تكن مجانية. إضطر متي أن يُقدم أوراقه الى دائرة البعثات والى دار المعلمين العالية. قُبل في جامعة القاهرة (اللغة العربية) وكذالك في دار المعلمين العالية في بغداد. فضّل الأخيرة وتخرج منها بدرجات عالية سنة 1945. تعيّن بعدها مُدرسا في ثانويةالعمارة. العام الدراسي 1945–1946
بدأتُ دراستي في الصف الثاني متوسط في العمارة فكان لي الشرف أن أكون أحد طلابه في درس الكيمياء. كان وسيم الطلعة فارعا هادئ الطبع, يميل شعر رأسه الى الشقرة, له شخصية خاصة تفرض الإحترام رغم بساطته وسهولة التحدث معه. له طريقته الخاصة في التدريس تختلف تماما عن الآخرين. فهو يُسجل العناوين والنقاط الرئيسية التي يُريد تدريسها على السبورة, الأمر الذي يجعله يأتي الى الصف مسرعا بمجرد أن يضرب الجرس موعد الدرس, ثم يشرح بعدها بإسهاب وإيضاحات لما يُريد شرحه بإسلوب سلس جدي مرَكّزاً بعيدا عن ضياع الوقت بإمورٍ تافهة لا تمت الى الدرس بصلة. كان يُشجعنا على تعلم المصطلحات الإنكليزية ويُخبرنا أحياناعن آخر التطورات العلمية خاصة وإن صدى قصف هيروشيما ونغازاكي في آب سنة 1945 كان مازال ماثلا للعيان. بدأت أميل الى درس الكيمياء, وما زلت أتذكر أني عُدت يوما الى البيت فقلت لأخواتي: قررت دراسة فرع الكيمياء لأني أُريد تطوير القنبلة الذرية لتحمي بلدنا من الأعداء. ضحك الجميع وقالوا:
"تعال إتغدّه, الأكل مالك بُرد"!!
ومن إسلوبه بالتدريس, كان بين الفينة والأخرى يجري لنا إمتحانا مباغتا لبضعة دقائق, يوزع الأوراق ويطلب الجواب على سؤال يختاره هو لكي يتعرف على مدى إستيعابنا للدرس. ومرة لا أنساها أبداّ أعطانا درسا قاسيا باللغة العربية حينما أجاب أحد الطلاب غلطا لغويا بأن وضع أداة "أل" الى المضاف وليس الى المضاف إليه وللتوضيح فلا يجوز أبداّ أن تقول: الغير مفيد والصحيح هو أن تقول غير المفيد. إعتبر ذالك كفرا وعلينا أن نتقيد بقواعد اللغة العربية الصحيحة.
بالإضافة الى حُسن التدريس وإخلاصه بالعمل, كان هو اللولب الرئيسي المُحرك أثناء فترة الإستعراضات المدرسية بكل فعالياتها, فكنت تراه بملابسه البيضاء يتجول في الساحة ليقوم بنفسه قياس ماقفزه الرياضيون من طول أو إرتفاع وكذلك مع الفعاليات الأخرى.العام الدراسي سنة 1947 – 1948: عاد أُستاذنا متي ليُدرّسنا درس الكيمياء في الصف الرابع علمي فاستبشرنا خيراً لكنه كان على غير عادته, مستاءً ومتألماً. أخبرنا ونحن محيطون يه في المختبرفقال وهو يتحسّر:
"ماكنة الغاز في المختبرعاطلة والمسؤلون يشكون من عدم توفر المال لأصلاحها! ولهذا السبب فإننا لا نستطيع إجراء التجارب المختبرية التي هي مهمة جدا في درس الكيمياء". سألته بصورة منفردة:
"أستاذ متي, أكو مانع أن أسأل والدي في التورنة التي كان يملكها فيما إذا كان هناك مجال لأصلاحها"؟؟ إستبشر خيراً فشرحت ذالك للوالد الذي تبرع مجانا لإصلاحها فأرسل أحد عماله (إحسين إبن جاره مع مساعد له). جاؤاالى غرفة ماكنة الغاز وتسلقوا الى السقف وأنزلوا أثقالاً كِثاراً. أصلحوا العطب فانساب الغاز في طريقه ليوقد مصابيح "بنز" المنتشرة في المختبر. كانت لحظات سعيدة لا أنساها خاصة على وجه أستاذنا المرشد الكبير الذي شكرني بعدها وبدأ بإجراء التجارب المتعددة ونحن نلبس الصداري البيضاء (جمع صدرية التي يلبسها الأطباء عادة), ونصغي بشغف لما يقوله أستاذنا فشعرت بفرح شديد وكأنني طبيب أقوم بواجبي في المستشفى!
إزداد شغفي وحبي لدرس الكيمياء بسبب حُسن التدريس والتشجيع المتواصل من أستاذنا متي. لا أنسى أبداً ذات مرة حينما رن الجرس إيذانا بإنتهاء الدرس وما علينا إلا أن نذهب إلى بيوتنا لتناول طعام الغذاء. أحطنا به وهو مازال يناقش ويُقدم النصائح والإرشادات ومعه مقالات علمية يُعيرها لمن يرغب في ذالك. إستعرت منه مقالا عن الذرة, وسار البعض وأنا منهم محيطيون به مستمعون لما يقوله. سرنا في طريقنا الى شارع المعارف وأعدادنا تتناقص بإستمرار. وحينما وصلنا مكتبة عبد الرحيم الرحماني, إفترقنا بين كلمات
التشجيع والنصائح.
تمر الأيام والسنون. سار كل في دربه وحياته. لم أسمع أي شئ عنه بل قل نسيته بالكامل بسبب ظروف الحياة لكل إنسان فكان ماكان وعلى الله التكلان لأجد نفسي في السويد منذ سنة 1959.
في شهر شباط 1998من تلك السنة خابرني الأخ مهدي (ألأخ الأصغر الى متي) والذي كنت أعرفه جيدا في العراق فكانت مفاجئة سارة غير متوقعة!
- آني مهدي العايش دا أخابرك من السويد, قريب منك
- لك صُدكَ جذب؟ هاي إشجابك إهنا؟ إشلون وُصلت؟
- أسكت او خلّيها. التطورات في بلدنه خلّت كل واحد ابصفحه. واحد في أستراليه والآخر في مدغشقر.
- أمعود مهدي شنو أخبار الأخ متي؟؟
- والله متي في أمريكا وإذا اتريد هاذه عنوانه.
كنبت رسالتي الأولى الى أستاذي وأخي الكبير متي بتاريخ 2/3/1998 إستمرت المراسلات بينينا بصورة منتظمة دون إنقطاع, خاصة أثناء أعياد رأس السنة مع المخابرات التلفونية أحيانا.
30 نيسان 2010: أخذتُ الطائرة من مدينتي أنكَلهولم الساعة السادسة صباحا متوجها الى استوكهولم (50 دقيقة) ونزلت كما هي العادة, ضيفا مكرما عند الأخ الزميل الدكتور كوثر عجينة. أخبرته عن سبب مجيئ وأهميته الى أستوكهولم فتبرع مشكورا وقال:
"سيارتي تحت الطلب إذا إقتضى الآمر".
كانت الأفكار والمشاعر والأحاسيس تتقاذفني وتؤرقني وأنا أنتظر قدومه. كيف سأراه بعد هذه الفترة الطويلة من السنين؟ هل سأراه عجوزا يسير والعصا في يديه يتوكأُ عليها؟ والكلمات تتعثر على شفتيه ؟ ماذا سأقول إليه وما هي الأسئلة التي سأغتنم الفرصة لأطرحها عليه؟ وأنا لست خبيرا بالصحافة وفنونها!
السبت 1 أيار 2010:
حطت الطائرة القادمة من نيويورك في الساعة 9:20 في مطار أرلأندا الدولي وبدأ القادمون يخرجون والعناق والترحيب في كل مكان. ولم تمضي الدقائق إلا ووصل الركب: أستاذي ومرشدي يسير بقامته المعهودة, رافع الرأس مستقيم الظهر والإبتسامة على وجهه, لم يتغير فيه شئ إلا شعره الذي أصبح فضيا. كان معه ولده المحروس الدكتورسام مع زوجته الدكتوره لورا وأطفالهم هاري (4 سنوات) وكَابريلاّ (6 سنوات)
صحت وكررت بأعلى صوتي:
Welcome… Welcome come to Sweden أستاذ متي.. ....
إستغرب الركب من الصوت وتوقف, بينما أسرعت إليهم وأنا أُصور الحدث بالفيديو معطيا الأزهار الصفراء (رمز الربيع) الى زوجة إبنه ومعانقا أستاذي وأخي العزيزالذي أثر كثيرا في توجيهي وإرشادي الصحيح دون أن يدري لأنه كان يعامل الجميع سواسية, في فترة كنا فبها بأمس الحاجة لذلك. إفتقدنا الأخ مهدي الذي وصل متأخرا فكان اللقاء الأخوي والعناق والسلام على طريقتنا العراقيةالمعروفة.
إتفقنا جميعا على أن يأخذ الركب القطار السريع لكي يرتاحوا في الفندق (دبلومات) وأستقل أنا الباص لكي أعود إليهم بعد بضع ساعات.
وصلت والأخ الزميل كوثر بسيارته الى فتدق دبلومات المطل على البحر. كانت لورا زوجة الدكتور سام قد ذهبت لحضور مؤتمرا طبيبا في أستوكهولم. إقترح الجمع الذهاب الى منتزه سكانسن الشهير المحبب عند الأطفال لوجود الملاعب والمسليات والمطاعم والمباني القديمة منذ أكثر من مائة عام والذي يبعد بضعة كيلومترات عن الفندق, ونظرا لعدم قدرة السيارة لإستيعاب الجميع, إتفقنا أن نأخذ الأستاذ متي بالسيارة ويذهب الأخ مهدي والدكتور سام مع الأطفال والعربة مشيا على الأقدام والجو رائع والناس والأطفال في كل مكان.أخبرني الأخ مهدي بأنهم يجب أن يعودوا الى الفندق حوالي الخامسة بعد الظهرنظراّ لمجئ بعض الأقارب والأصدقاء وبعدها سيسافرون الى مدينة آفيستا التي يسكنها مهدي.. أوصلنا الأخ الزميل كوثر, مشكورا, وتركني مع أخي وأستاذي عند المدخل ووعد بالمجئ ثانية, لكن الأخ متي شكره وأصر قائلا: "أُريد العودة مشيا على الأقدام!!" جلست مع أستاذي أمام حدائق سكانسن وأنا في غبطة وسرور وشعور عميق أرجعني الى أيام زمان!! ولكن هذا اللقاء قصير لا أستطيع فيه أن أحصل على كل ماأريده وأتمناه من المعلومات.
--- أستاذ متي هاي فرصة ثمينة جداّ بالإلتقاء بك بعد مرور 62 سنة عن آخر لقاء حينما درّستنه الكيمياء في الصف الرابع علمي بالعماره, إشكَد جنت ومازلت أتمنّه أن أكتب كتاب عنك لما قدمته من إبداعات علمية في فرعك, ولكن حسبما سمعت فإنك إفتقدت الكثير لما أحتاجه بسبب الظروف التي مرت عليك.
---كلشي تركته بالعراق: مختبري, المذكرات, التصاوير, السلايدات.. --- أستاذ متي, مع الأسف الشديد الوقت عدنه اليوم محدود جداً وقصير لا يتعدى بضعة ساعات ولايكفي أبداً لما أطمح إليه من الحصول على كل المعلومات التي أرجوها. أعلم أنك وُلدت بالعماره سنة 1923 ولكن هل من الممكن أن تخبرني بعض الشئ عن طفولتك؟ العائلة؟ وعن الوالد إذا أمكن؟ --- أرجوك لتسألني عن الأسماء لأني ما أتذكرها, أما عن والدي فقد كان صائغا معروفا في العماره همه الوحيد هو أن يوفر لعائلتنا الكبيرة حياتاّ كريمة في ظروف إقتصادية صعبة خلال الحرب العالمية الثانية ولذلك فقد انتقل الى البصرة لأن العمل كان متوفرا بسبب وجود جيوش الإحتلال فقد كانوا معجبين بالصياغة الفضية ويشتروها لأنها رخيصة بالنسبة إليهم. كان الوالد يتردد بين الحين والأخرى لزيارتنا والإطمئنان على أوضاعنا.
--- أستاذ متي, وماذا عن فوز والدك بالجائزة الأولى في الصياغة في المعرض العالمي الذي عُقد في إيطاليا؟
--- صحيح, كان ذالك سنة 1939 حينما رشحته الحكومة العراقية مع عباس عماره (والد الشاعره لميعة) للإشتراك بالمؤتمر. سافروا سوية الى بيروت للحصول على الفيزا من السفارة الإيطاليه التي إكتشفت وجود آثار مرض التراخوما في عيون الوالد فأمتنعوا عن إعطائه الفيزا ومنعوه من السفر. سافر عباس عماره لوحده ليعرض ماصنعوه فأثارالإستحسان والحصول على الجائزه الأولى في المعرض العالمي في إيطاليا والذي إستمر العرض بعدها في أمريكا فنال الإستحسان للصياغة العراقية الرائعة التي أثنى علبها بإعجاب الرئيس الأمريكي روزفلت أثناء زيارته للمعرض. -- أستاذ متي, آني اهوايه متشكر من المعلومات التي أرسلتها لي برسائلك المتعددة ولكن هناك فجوات أرجو أن تخبرني عنها. تتذكر جيدا حينما درّستنه الكيمياء في الصف الرابع علمي سنة 1948 وقصة ماكنة الغاز المعطلة لعدم وجود الإمكانيات الماديه كما أخبرك مديرنا آنذاك السيد عبد المطلب الهاشمي. هل ممكن أن تخبرني لما جرى لك بعد تلك السنة وأي طريق سرت فيه؟
إنتفض الأخ متي الى سؤالي, شعرت وكأنني وضعت يدي على جُرح مازال يتذكره!
نعم..نعم.. السيد عبد المطلب لم يكن مرتاحا أبداّ لوجودي. كنا أشبه بالفريقين, أحدهما ينادي باللغة والآداب والشعر.. وآخر يعتبر العلم أيضاّ مهما ومُكملا لبناء الوطن. أستطاع عبد المطلب وجماعته بالتخلص مني ونقلي الى متوسطة سامراء في السنة الدراسية 1949- 1950 !!
وصلت سامراء فشعرت بأني غريب عن كل شئ. لا أهل ولا جار ولا أصدقاء أو زملاء أعرفهم, كما لا يوجد مختبر أو جو علمي يُرضي طموحاتي لخدمة طلابي في المدرسة. خاب ظني وتألمت وشكوت أمري الى أصدقائي المقربين الذين أخبروني بكل صراحة بأنهم علموا بعد الإتصالات والتحريات والوساطات أنهم بالإمكان نقلي الى بغداد شرط أن أدفع رشوة من تحت العبائة. دفعتها صاغراّ وتم نقلي الى بغداد- المدرسة الثانوية في ألأعظمية للسنة الدراسية 1950- 1951.
نظراّ لدرجاتي العالية أثناء تخرجي من دار المعلمين العالية, إستطعت الحصول على بعثة دراسية الى جامعة هيوستن في أمريكا خلال سنِي 1951 – 1956 فحصلت على درجتِيM.A and PhD رجعت بعدها الى أرض الوطن لأصبح أستاذا بجامعة بغداد خلال سني 1956- 1958 تركت بعدها العراق سنة 1958.
وصل الركب ومعهم الأخ مهدي ونحن مازلنا نتجاذب أطراف الحديث, دخلنا جمبعا الى منتزه سكانسن, إستمر الركب في التجوال بينما جلست مع أخي متي عند المدخل لمواصلة الحديث في هذا الوقت القصير!--- أستاذ متي: مجِنت أصدّكَ أنه ألتقي معك بعد مرور 62 سنة عن آخر لقاء وهاي فرصة سعيده جداً ماتتفوّت او آني إهوايه متشكر على المعلومات اللي أرسلتها لي والتي سأضيفها إلى المعلومات التي حصّلِت عليها اليوم لأكتب مقالة شاملة عنك. إني فخور جداّ لكل ما توصلت إليه من علم وخبره! وكم كنت أتمنى لو أن كل هاذا التحصيل والخبره إتروح لمساعدة وبناء وطننا الحبيب!
هنا تغيرت ملامح الأخ متي وبدا الحزن والألم واضحا عليه وقال بعزم وثبات العراقي الأصيل:
"بلدنه ميريدنه.... بلدنه ميريدنه.. كررها لعدة مرات"!!
- يعني أستاذ متي ماكو أمل في بلدنه؟
- لا ماكو أمل بالوقت الحاضر! لأن الظروف اتبدلت, إحنه السبب. قسّمونه الى مذاهب وأطياف وقوميات تتصارع فيما بينها بل وبداخل كيانها وأطيافها... بلدنه ميريدنه!!!
إكتشفت وشعرت بأنني أمام إنسان يحمل هموم وطنه, يُحلل الأوضاع والمستجدات بصورة علمية واضحة وكأنه سياسي محترف يلم بكل فنون السياسة ومصائبها وأكاذيبها!!
عاد الركب بعد فترة قصيرة لأنهم جائعون والتجول في حدائق السكانسن يتطلب الساعات بل ويوما كاملا ونحن على جناح السرعة.
مع أستاذي وأخي العزيز متي وبجانبي المحروسة كَابريلاّ
تناولنا الطعام في مطعم يقع عند المدخل وعدنا مشيا على الأقدام والجو رائعا والناس في كل مكان. وصلنا الفندق فكان يعض الناس ينتظرون قدوم الأستاذ متي. ودعته بكل حرارة وعناق أخوي. تمنيت له الصحة والعافية وطول العمر وأمل اللقاء يالمستقبل القريب في بيتنا في جنوب السويد.
أقولها والله شاهد على ما أقول أن هذا اللقاء كان له نكهة خاصة مؤلمة جعلت الدموع تترقرق في عيوني بعد مغادرتي إليه. هذا الطود العلمي العالمي االرائع المُشبع بحب وطنه, يُريد أن يخدمه بعلمه. يحن إليه والى تربته وأهله, يعيش غريبا عنه ويكرر بألم وحسرة: بلدنه ميريدنه! السبب هو نحن العراقيون سواء أردنا أم أبينا. يجب أن نُغير نفوسنا ونحترم آراء بعضنا, ننبذ العنف والمحاصصات والسرقات والتشبث بالكرسي ونتمسك
بالمحبة والعلم والعطف والأمان. ألدين لله والوطن للجميع.
ومن المحال إدامة الحال
ولا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر.
د. محمد زاير
شهاداته مع ملخص لفعالياته أثناء دراسته في أمريكا وكذلك قائمة لكل نتاجه العلمي.
في الجامعة كعضو في الجمعية ”Silver Spurs -- سنة 1951: إنتخب في (40 طالبا في جامعة عدد طلابها 14 ألف طالبا) تقوم بتمثيل الجامعة في الإحتفالات الرسمية. وفي عام 1952 أُنتخب من قِبل الطلاب كأحسن وأشهر عشرة طلاب في ذلك العام.
-- مثّل طلاب الدكتوراه في جمعية طلبة الجامعة ورئيسا لجمعية الطلاب الأجانب لمدة أربعة سنوات.
-- قبل حصوله على الدكتوراه تسلم أعلى جائزة تُعطى الى طالب في الجامعة (أُنظر أدناه).
Sigma Xi-- أصبح عضوا في أشهر جمعية للعلماء ألأمريكيين (أُنظر أدناه).
- بعد تركه العراق وعودته الى أمريكا سنة 1958, تقلد مناصب متعددة في فرعه كأستاذ ومحاضر زائر وكرئيس قسم بحوث السرطان في جامعات متعددة, آخرها قسم الراديولوجي في الكلية الطبية- جامعة كالفورنيا- لوس) فكان ألأستاذ والرئيس لقسم البحوث في المركز الشعاعيUCLA أنجلس ( خلال سني 1993- 1996. تقاعد بعدها عن العمل. نشر المواضيع المتعددة في المجلات العالمية الشهيرة وأصبح عضواً بارزاً في جمعيات متعددة في إختصاضه.
--إشتغل لمدة 30 عاما في أشهر مؤسسة للبحوث العلمية والطبية في أمريكا (N.I.H.) = National Institutes of Health والعالم
أصبح رئيسها خلال سني 1972-1993 فكان المسؤل على أكثر من 100 مليون دولار سنويا تُعطى للعلماء الباحثين في جميع أنحاء العالم وأغلبهم من ألأمريكيين وعندما إستقال من عمله كان مديراً للبحوث العلمية لدراسة الكروموسومات وعلاقتها بأمراض ألأطفال وضعاف العقول. فنشر الكثير من النتائج في المجلأت العالمية
1352 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع