بغداد ايام الزمن الجميل \ 12..فتاح الفال والملا والفضائيات!
منذ مدة وانا اراقب بشكل ما بعض من البرامج التي تقدمها بعض الفضائيات التي اعلنت افلاسها ثم تداركت ذلك من خلال توظيف احد الدجالين للقيام بمهمة جمع الاموال عن طريق برنامج يحاكي العصور المنقرضه من التاريخ المتخلف .
مما لاشك فيه ان العالم الروحاني يحظى باهتمام الكثير لانه عالم مجهول وفيه كل خارق وغير معقول وايضا ليس هناك شك بان السحر موجود والجن موجود والملائكه وهذا ماذكر في كتاب الله الكريم واحاديث رسوله الامين (ص) ولكن ذلك لايعني ان هناك وكلاء يعلمون الغيب ويتنبؤون بما سيكون ويعرفون ماتضمر الانفس وما تحت الارض وما هو قادم من الامور .
شدني مارأيت في هذه الفضائيه التي كنت احترم مديرها وارى فيه الشخص المثقف والفنان المؤدب والذي لايرضى ان ينحدر الى مثل هذه المستويات حتى صابني الاحباط وجرني ذلك الى ايام زمان ايام بغداد في مطلع القرن العشرين والتخلف الكبير الذي كانت تعاني منه وكيف كانت تعالج امورها والطرق الشائعه والتي اثبتت انها لاتجدي نفعا ولاتعدل ما اعوج ولاتقيم قاعدا ولاتشفي مريضا وجميعها لاتتعدى ضربا من الدجل ..
كانت بغداد تغص بالعديد من هؤلاء (الفوالين) الذين ينادون على مهنتهم في الازقه ويقرأون البخت والطالع ولم تكن بغداد هي الوحيده في هذا المضمار فكانت هذه الظاهره منتشره في عموم الوطن العربي ودول الجوار وحتى اوربا وامريكا .
قبل اكثر من 8 شهور شاهدت موكب مهيب لجنازه في جنوب افريقيا لامراه اسمها (مدجاجي ) وهي ما تسمى هناك بملكة المطر وتعد من اكبر الساحرات في جنوب افريقيا وشيعها عدد كبير في موكب مهيب لانها كما يقولون قادره ان تجعل السماء مدرارا وتمطرها كلما شاءت واينما شاءت . وفي احد البرامج ذكر المعلق ان هناك في فرنسا وحدها (60) الف ساحر وساحره وان الفرنسيين ينفقون اكثر من مليار دولار سنويا على هذه الامور ..
لااريد ان استرسل في مهنة السحر وعوائدها وانتقل الى ما كانت عليه بغداد ايام زمان وكيف تعالج مرضاها وتقضي حاجاتها وتستطلع مستقبلها وعن اي الطرق ؟
فتاح الفال
فتاح الفال هو شخص يمتلك قابيليات سايكولوجيه ومواصفات خاصه ويعمل تحت ظروف غير اعتياديه وله قابليه معرفة واقع الشخص من خلال بعض الاسئله التي قد تبدو بسيطه ومن لباس الزبون وكلامه وعلى ذلك يقوم ببناء الطريقه التي يتصرف بها معه .
كان الفوالين والاسم مشتق من (الفأل ) اي التوقع الذي قد يحدث ,, كانوا يدورون الازقه والحواري معلنين عن بضاعتهم ويتصيدون البسطاء وفي اوقات يكون الرجال في اعمالهم وخاصة وقت الضحى والظهيره وهم على انواع :
الرجال وهم مختصون معرفة المستقبل من خلال الرمل (تخت رمل ) وهو عباره عن منديل (صره) فيه كفين من الرمل مع بضع مكعبات حديديه ذان علامات ورموز يلقيها الفوال ويقرأ المستقبل او يضع رموز على الرمل بأصبعه استنادا الى اسم الزبون واسم امه ومن خلال عمليه شطب وخطوط ممدوده بين هذا وذاك يدعي انه توصل الى المعرفه ,, والقسم الاخر من الرجال كان يستخدم اسلوبا اخر وهو عباره تسجيل الاسم واسم الام ثم يقوم بعمليه جمع الحروف واستخراج ارقام توصله الى البرج الذي ينتمي اليه الزبون ثم يبدأ بتلاوة ما توصل اليه ,, النوع الاخر وهو الذي الذي يسخر وكيل وكثيرا ما تكون امرأه لتقصي الاخبار وتزويده بها حيث تأتي كلاماته مطابقه للحقيقه ,, ومنهم من يقوم بطلبات غريبه قدتصل الى طلب ممارسة الجنس مع الزبونه لان سحره لايعمل الا على (النكاسه) كما يدعي .
وهناك اغنيه غنتها فرقة الزبانيه والمرحوم الحاج ناجي الراوي وتقل :
فوال فتاح فال قاري علوم واحوال قرب من باب دجتكم اجتمع انا الشهير ابو الودع معروف احسن فوال ......
وهناك ايضا النساء ممن يقومون بهذه الاعمال وكثير منهم من الغجر وهؤلاء يضربن (الودع) اي يرمين الحصى ويقرأن المستقبل من خلال مواضع سقوط الحصى على الارض ومنهن من يبيع بعض الادويه والاحجار ..
الساحر
وهو الذي يمتلك مكانا خاصا به وعنوان دائم ولكن يتم تداوله من قبل الخاصه خوفا من السلطات ويجلس في غرفه بسيطه وكثيرا ما تكون مملؤه بالقذاره والاوراق ويجلس على الارض وامامه مجموعه من الكتب والاوراق والاحبار ومنهم من يقابل النساء فقط ومنهم للرجال فقط واخرين مختلط وهؤلاء يقومون باعمال السحر بتسخير الجان لقضاء حاجاتهم ووكثيرا ما تكون هناك مضاعفات لاعمالهم ,,
كان احد السحره المشهورين في بغداد وهو والد الممثل الراحل راسم الجميلي وكان من اكثر السحره اقبالا من الناس ولكن النساء فقط واخر ايراني في منطقة الكاظميه وهو للرجال والنساء واسمه علي والاخر ايراني ايضا في منطقة الحيدرخانه اسمه مالك وهو لكلا الجنسين .
السحر فيه الصحيح وفيه الخطأ وقد ذكر في القرآن الكريم ولامجال لانكاره .
الملا
هو رجل متدين وقد يكون من ذرية الرسول (ص) ويقوم بعمله لوجه الله تعالى ولكن كثيرا ما يتحول الى الدجل وكسب المال باسم الدين ومن الذين كانوا في بغداد ونذروا انفسهم للناس ويقدمون خدماتهم بقراءة القرآن او بالاحرى العلاج عن طريق القرآن منهم في منطقة الكرخ (الملا جواد ) وقد اشتهر كثيرا وكان يقوم بعمله مجانا (رحم الله ابا طه ) والملا منعم ابو السعد وهو كذلك يعمل لوجه الله تعالى (رحم الله ابا قاسم ) وفي منطقة الرصافه اشتهرت عائلة الشيخ گمر والشيخ گمر وهو الجد مكانهم كان في الحضره القادريه ثم انتقلوا الى منطقة الباب المعظم ولي مع الشيخ حادثه :
لي صديق اصيب بنكبات ثلاث في اولاده حيث ولدت له البنت الاولى مصابه بتخلف عقلي والبنت الثانيه توفيت بزرقة ابرة بنسلين والولد الثالث اصيب بالصرع وتخريب بالمخ وتوفي وجاءه الولد الرابع وعند بلوغه الشهر السادس تكررت الحاله بارتفاع درجة الحراره وهرع الاب الى الاطباء ومن افضل الاطباء اذكرمنهم (عبد المجيد مكيه \ عبد الامير علاوي \جاسم الجواد \واخرين) ولم يتمكن احد منهم ولا المستشفى من خفض درجة الحراره والتي سوف تؤدي الى تخريب بالمخ وينتهي الطفل ولدى صديقي هذا ام عجوز طلبت منه ان تأخذ الولد الى الشيخ گمر وضحك الاب ولكنها حملت الطفل وطلبت مني ان اوصلها الى بيت الشيخ وفعلا قمت بذلك وعندما دخلنا على الشيخ وجدناه في غرفه صغيره تملئها رائحة ماء الورد وهو جالس فقصت العجوز عليه الحكايه فطلب منها قطعه من ملابس الطفل وفضل ان تكون الفانيله ووضع فيها (درهم ) وربطها وقرأ ايات من القرآن الكريم ثم طلب منها ان تسقيه بعض الماء من (الحب) الموجود في الممر وفعلت ذلك وخرجنا ونحن في الطريق واذا يالطفل ينضح عرقا بشكل غير اعتيادي وعندما وصلنا الدار قام الاب متلهفا لقياس حرارته فوجدها طبيعيه فلم يصدق وكرر العمليه وعندما اخبر الاطباء بذلك لم يجب احد وقال احدهم ان هناك امور غامضه لانستطيع معرفتها .
قد يستغرب البعض من هذه القصه واقول ان هذا الطفل كبر وسافر الى الخارج في احدى الدول الاوربيه وعاد بشهاده عاليه واصيب بالحمى وهو في بغداد وكان التشخيص شكوك باصابته بالخناق واجريت التحاليل ولم يتمكنوا من عمل شيء واقسم هو على ان يذهب الى الشيخ وبنفس الطريقه انتهت الحمى والرجل هذا موجود حي يرزق وان كان يقرا مقالتي ان يؤكد ذلك او ينفيه..
ليس ماذكرت من باب الدعايه او الترويج لمثل هذه الافعال بل لاثبات ان هناك حقائق واعمال خالصة لوجه الله وهناك دجل وكذب وارتزاق وعلى الناس ان تنتبه لذلك وان العلاج بالقرآن هو حقيقي ولكن الخلل فيمن يقوم بالعمل علما ان هذه الاعمال مجانيه لوجه الله تعالى ..
الفضائيات
بعد ان دخلنا عصر الفضائيات والانترنيت وبدأنا نستقبل المعلومات على شكل سيول لايتحملها الكثير وبدأت هذه الفضائيات تروج الى معرفة الابراج والعلاج الروحاني ومنهم من يدعي العلاج بالقرآن والغريب بواسطة التلفون وهو العلاج عن بعد وكثر هؤلاء الدجالون حتى ضاقت المساحه التي يعملون بها من كثرتهم وكثرت ايضا ادعائاتهم واصبحوا وسيله جيده ومثمره لكسب الاموال وظهرت لنا الاحجار التي تغير الحظ والحب والحسد ويقال ان مسؤول عراقي كبير له ولع قديم في هذه الامور اشترى حجرا صغيرا يرتديه في خاتمه ب (250) الف دولار وظهر ايضا من يدعي انه قادر ان يشفي عشيره ب- (بجكليته) واخر يبيع غبار مقدس والاخر ياتي بماء مقدس وهو من المياه الجوفيه والاخر يقرأ على اجساد النساء طلبا للشفاء والغايه تختلف تماما والعتب ليس على البسطاء ولكن على المثقفين الذين يدعمون هؤلاء وكنت قد شاهدت شخصا احترمه في احدى الفضائيات و التى اكن لها الاحترام والتقدير ولاازال قد وصل بها المآل الى تكون مروجه لاحد الدجالين الذي تمادى كثيرا حتى اصبح يهدد من يخالفه بامور يحدثها فيه .
هناك العديد من الناس في دول اوربا وامريكا والشرق الاوسط تصرف مليارات الدولارات من اجل حجاب او ترقيه او نشره او حجر او قطعة خشب كالتي باعها احد اليهود الدجالين (5000) دولار على انها تجلب الحظ وغير ذلك من الامور ولااملك الا ان اقول :
رزق البزازين على المعثرات .... ودمتم سالمين
مع تحيات عبد الكريم الحسيني
4674 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع