شركه نيرن للنقل.......
Nairn Transport Company
Dr Saad Al-Fattal د. سعد الفتال
هى آحدى المغامرات الاستثماريه التى واجهت صعوبات فى البدايه ولكنها تكللت بالنجاح بحيث اصبح مشروع نيرن الشركه الرئيسيه لنقل الركاب والبريد والبضائع فى منطقه الشرق الاوسط , وعلى فتره تجاوزت الاربعين سنه مابين سنه 1920 وسنه1960, وقد بقى الاسم لاحقا الى عقد السبعينيات من القرن الماضى, وان ةابطال هذه المغامره هم الاخوان نيرن الاول هو نورمان الذى كان العقل التجارى المدبر والاخ الثانى جيرالد الذى كان يمثل الجسم واليد الفاعله للشركه
بعد ان قرر الاخوان نيرن البقاء فى منطقه الشرق الاوسط وذلك بعد انتهاء الحرب العالميه الاولى حيث خدم كلاهما فى فرقه الاستطلاع النيوزلنديه فى الجيش البريطانى والبدء فى مشروع تجارى يخص وسائل النقل الحديثه آنذاك خاصه ان لهم خبره فى عمل وتشغيل مكائن النقل للسيارات والدراجات حيث كانوا يمتلكون محل لبيع وتصليح الدرجات البخاريه اى الموتورسيكل فى بلدهم نيوزلندا وذلك قبيل الحرب العالميه, بألاضافه الى ان والدهم كان من اوائل اصحاب السيارات فى بلاده وذلك فى سنه 1905 حيث كان يمتلك سياره نوع ريو الامريكيه ذات الاربع مقاعد ومحرك ذات اسطوانه اى سلندر واحد.
ومن المعلوم بان طرق النقل فى منطقه الشرق الاوسط كانت لاتزال بدائيه وتعتمد كليا على قوافل الجمال وحيوانات الحمل و مع قدوم السيارات والشاحنات اصبحت وسائل النقل اكثر سرعه وراحه من اساليب النقل التقليديه, ولكن المشكله الرئيسيه هى عدم وجود طرق مبلطه فى الصحراء وحتى داخل المدن مما يؤدى الى مشاكل متعدده اهمها تكرار العطل الذى يصيب محرك السياره وتمزق الاطارات ناهيك عن العواصف الترابيه فى الصحراء وهجمات بعض مجاميع البدو الخارجه عن القانون عند نقاط الاستراحه والصيانه مما يؤدى الى تاخير وخسائر فى قوافل النقل الجديده ولذلك فانه فى بدايه الامر كانت معظم قوافل السيارات مزوده ببنادق واسلحه خفيفه للدفاع عن النفس وصد المهاجمين ومن الطريف ذكره بانه يتم الغاء وثيقه تامين الحياة على كل من ينوى السفر عبر الصحراء.
كانت البدايه فى سنه 1919 عند افتتاح معرض لبيع السيارات من قبل الاخوين نيرن وبمساعده عائله عربيه فى مدينه بيروت ولكن المشروع لم ينجح لعدم وجود سوق لتجاره السيارات آنذاك حيث ان القليل من الاهالى لهم معرفه فى كيفيه عمل السيارات ناهيك عن تصليحها, ولذلك فى نهايه سنه 1920 قرر الاخوان تعديل الخطه التجاريه والبدء فى خدمه جديده وهى النقل البرى للركاب اى التاكسى وذلك باستعمال السيارات التى لم تباع وتسيرها على طريق بيروت-حيفا فى فلسطين حيث تبلغ المسافه حوالى 70 ميل وقد ادت هذه الخدمه الى اختزال وقت الرحله من ثلاثه ايام الى يوم واحد حيث أدىالى زياده الاقبال على استخدام السيارات للتنقل وبالتالى ازداد عدد الركاب تدريجيا واصبحت الرحلات يوميه ولسد حاجه الطلب على وسائل النقل الجديده باشرالاخوين فى شراء عدد آخر من السيارات واستخدام عدد اكبر من السواق.
لاقت سيارات بيوك نجاحا ملحوظا فى هذا الخط ولكن نورمان نيرن قررشراء واستخدام سيارتين من نوع ستانلى ستيمر ولكنها فشلت فى عملها وكادت تفشل المشروع كليا والسبب الرئيسى هو ان محرك السياره يعمل على بخار النفط وتحتاج الى مده عشرين دقيقه للبدء فى تشغيل السياره اضافه الى هبوط فى ضغط البخار فى الرحلات الطويله مما يستوجب تشغيل السياره مره ثانيه, كذلك ان المحرك لايحتوى على صندوق للسرعه مما يستوجب كثره استعمال الكابح واستهلاكه وبالتالى تبديله مرات عديده وكل هذه الامور تؤدى الى زياده فى تكاليف وزمن الرحله وعرقلتها.ة
ولذلك تم استبدال هذا النوع من السيارات باخرى مستعمله من نوع كاديلاك المتينه وقد واجهت الرحله صعوبات آخرى فقد كان الطريق الساحلى الممتد بين عكا وحيفا والذى يبلغ طوله ثمانيه اميال غالبا ماتغمره مياه البحر فى حاله المد ولحل هذه المشكله استخدم سائقى الخط صبيان فى مقدمه السياره لمعرفه عمق المياه وصلاحيه مسار الطريق والسياره بالاضافه الى ان اصحاب القوافل البدائيه وبسبب كساد تجارتهم وقله مواردهم عملو على سد الطرق المتيسره بالحجاره والصخور وبالتالى عرقله الرحله وتاخيرها. وبالرغم من كل هذه الصعوبات والمشاكل التى قللت من مواردهم الماليه فان الشركه اخذت بالتوسع وامتدت خدمتها الى مدينه دمشق.
ولكن ظهرت بوادر النجاح فى سنه 1923 عندم طلب القنصل البريطانى فى دمشق السيد بالمر من الاخوين نيرن امكانيه نقل البريد عبر الصحراء بين دمشق وبغداد ولهذا قيل ان خدمه نقل الركاب عبر الصحراء كان صدفه محضه لم يخطط لها الاخوين فعليا, ولو ان هذه الفكره ليست جديده حين زار اللورد اللنبى مدينه تدمر الاثاريه والواقعه فى منتصف الصحراء باستخدام سياره رولزرايس وفى مره ثانيه فى سنه 1919 حاول اجتياز الصحراء السوريه بين دمشق ونهر الفرات فى قافله تشمل عشرة سيارات نوع فورد ولكن العطل اصاب سته منها فى اثناء الرحله, كذلك طلب احد شيوخ البدو وهو الشيخ محمد البسام من الاخوين باستخدام السيارات بدلا عن قوافل الجمال لنقل البضاعه عبر الصحراء حيث ان هذه الوسيله تأمن سرعه النقل وسلامه البضاعه.
وبعد قرار البدء فى مشروع النقل شرع رئيس المهندسين فى الشركه السيد تيد لوفل باختبار عدد من السيارات والقيام برحله عبر الصحراء بين دمشق وبغداد حيث تكللت بالنجاح التام واوصى بانه بالامكان تحقيق ذلك وفى وقت قياسى آنذاك مما شجع الاخوين نيرن الى القيام بسته رحلات تجريبيه عبر الصحراء بين دمشق وبغداد وكان اولها فى 2 نيسان 1923 حيث استخدموا ثلاث انواع من السيارات وهى بيوك,لانسيا واولدزموبيل وبعد قطع مسافه
وفى احدى هذه الرحلات اقترح الاخ نورمان على القنصل البريطانى فى بغداد السير برسى كوكس امكانيه استخدام السيارات لنقل البريد عبر الصحراء بين دمشق وبغداد وبصوره منتظمه وبذلك اختصار مده نقل البريد الى عشره ايام فقط بدل السته اسابيع عبر قناة السويس المتعارف عليها, وذلك بتنظيم نقل البريد البرى مع وصول البواخر فى ميناء بورسعيد, ولكن المسؤولين اعربوا عن شكوكهم فى نجاح هذه الخدمه بالاضافه الى تردد المسؤولين الفرنسيين لنفس السبب, ولحسن الحظ وبعد فتره وجيزه وافقت الحكومه الفرنسيه على الفكره وحتى منحت شيوخ البدو مكافات ماليه وعينيه على شكل قطع من الذهب لتامين نقل البريد والبرقيات عبر الصحراء خاصه بعد التوسع الذى شمل الخط وامتداده الى العراق, بالاضافه الى استخدام سيارات حديثه ومتينه مثل سيارات الكاديلاك المشهوره.
تم توقيع عقد بين الاخوين نيرن والمسؤولين والذى يشمل نقل البريد اسبوعيا بين حيفا وبغداد بحيث لاتزيد الفتره المحدده عن 60 ساعه واذا حصل اى تاخير فهناك غرامات ماليه يجب دفعها ولو ان هذا لم يحصل.
وفى 18 تشرين الثانى 1923 أى بعد سته أشهر من اول رحله قام بها الاخوان عبر الصحراء افتتح الخط رسميا وتحت اسم شركه نيرن للنقل وكانت البدايه ناجحه تماما بحيث ذكرت الصحف البريطانيه آنذاك بأن خدمات الاخوين نيرن قد احدثت أنقلابا وثوره فى وسائل النقل فى منطقه الشرق الاوسط
وقد استخدمت الشركه سيارات الكاديلاك والتى صنعت خصيصا لاجتياز الصحراء ولها سقف جلدى متحرك ومحرك ذات ثمانيه اسطوانات أى سلندر وفيها سبعه مقاعد للركاب ومن الجديربالذكر بان أحدى هذه السيارات قد قطعت ما مجموعه مسافه 90000 ميل عبر الصحراء وبدون اى عطل فى ماكنه السياره.
وفى احدى هذه الرحلات قام الاخ نورمان مع اثنين من مرافقيه بنقل كثيرا من البضائع والبريد قطع خلالها مسافه 500 ميل فى حوالى 15 ساعه فقط توقف خلالها ثلاث مرات وفى كل مره فتره خمسه دقائق لتصليح اطار السياره والتزود بالوقود, وبهذا اكتمل الخط للنقل والذى يبدأ من حيفا ثم بيروت ومرورا بدمشق ووصولا الى بغداد آخر المحطات حيث تبلغ المسافه الكليه للخط حوالى 715 ميل.
وبعد نجاح المشروع فى نقل البريد عبر الصحراء أعلنت الشركه توسيع خدماتها لنقل المسافرين والبضائع, وقد ادرك الاخوين بان هذه الخدمه تتطلب سيارات نقل مريحه ومتينه ولذلك اشترت أربع سيارات نوع كاديلاك والتى تتسع الى سبعه ركاب بالاضافه الى نقل البضائع وقد طورت هذه السيارات بحيث استبدل المقعد الخلفى الى خزان مائى يتسع الى 16 غالون وخزانين للوقود على ناصيه السياره مما ساعد على اختصار وقت السفره بمقدار ساعتين, وكان جميع سائقى الشركه من الجنسيه البريطانيه واغلبهم قد خدموا فى الجيش البريطانى أثناء الحرب العالميه الاولى.
وكانت كل قافله تتكون من ثلاث سيارات لتعزيز الاسناد والحمايه بالاضافه الى استخدام دليل للطريق وهو عاده بدوى سورى وذلك لمعرفته الاكيده فى طرق الصحراء الشاسعه وكانت العقبه الرئيسيه فى الطريق الصحراوي ووصولا الى بغداد هى عبور نهر الفرات عند مدينه الفلوجه حيث يوجد الجسر الخشبى الغير ثابت والذى يبلغ طوله 330 مترا حيث يزداد تمايل الجسر تحت وطأة اثقال السياره ولكن بعد العبور يكون الطريق سهلا الى بغداد عند فندق تايكرس بالاس حيث تكون السياره مغطاة بالتراب ولكنها خاليه من العطل, ومن الجدير بالذكر بأنه فى تشرين الثانى 1923 استخدم شاه ايران وحاشيته سيارات الشركه للسفر الى دمشق.ة
لقد تكللت جهود الاخوين نيرن بالنجاح التام حيث استخدمها الكثير من المسافرين للتنقل بين مدن الشرق الاوسط وحتى الى مابعدها حيث تواصل السفر من بيروت وبواسطه البواخر الى الدول الاوروبيه, كذلك استخدام القاطرات للوصول الى مصر وتركيا, وقد نشرت صحيفه بيروت فى مقاله لهاآنذاك بأن السيد نورمان نيرن وهو الرائد فى خدمه النقل قد عمل على توحيد دول منطقه الشرق الاوسط العربيه أكثر مما حققه السياسيون الاجانب والعرب وفى هذا الوقت القصير.
ومن الطبيعى القول بان قوافل السيارات قد واجهت مشاكل بين الفتره والاخرى مثل ما حدث فى سنه 1924 عندما تاخرت قافله للسيارات من نوع بيوك فى الوصول الى دمشق مما دعى الاخ جيرالد ومرافق له للبحث عن القافله وبعد الاستطلاع تبين بان السيارات قد سرقت جميعا من قبل مجموعه من البدو وبمساعده آخرين وتركت اكياس البريد والركاب فى الصحراء ولم يعثر على هذه السيارات بعد ذلك, وفى مره ثانيه هاجمت آحدى مجاميع البدو الخارجه عن القانون احدى القوافل وقتلت احد المسافرين وجرحت اثنين كان منهم سائق السياره ولتجنب هذه الحوادث تم الاتفاق مع احد شيوخ العشائر لتأمين الطريق مقابل مبلغ 2000 جنيه سنويا وقد كان هذا الشيخ من محبى السفر والتنقل ولهذا اصبح الصديق الحميم للاخوين نيرن ولكن اهتمام الحكومات المحليه والاجنبيه بنقل المسافرين والبريد وفر الحمايه والامان لقوافل السيارات فيما بعد.
وقد ذكرت مصادر ووثائق الشركه بان عدد المسافرين قد بلغ 1476 فى السنه الاولى بالاضافه الى نقل حوالى 35000 باوند من البريد العالمى. أستمرت خدمات الشركه فى التوسع لتشمل رحلتين فى الاسبوع بدل الرحله الواحده وأصبحت تنقل البريد لسفارات الدول الغربيه وتشمل بريطانيا, فرنسا, أيطاليا, ألماني, أمريكا وروسيا حيث حازت على ثقه هذه الدول فى نقل بريدها الدبلوماسى والسرى
ومن الشخصيات المشهوره التى استعملت خدمات الشركه للتنقل أمثال الرحاله والكاتب فلبى الاب والرحاله فريا ستارك والخاتون مس بيل وفى فتره لاحقه وبعد تسيير الباصات استعملتها الكاتبه البوليسيه الشهيره أجاثا كريستى حيث ذكرت فى احدى كتبها بانها ساعدت جيرالد نيرن فى تحضير وجبات الطعام للرحله.ة
وبعد النجاح الذى لاقته الشركه أزدادت المنافسه مع شركه محليه وهى شركه كتانه آخوان للنقل البرى ومن المعلوم بان الاب كتانه كان مدير فرع شركه توماس كوك فى لبنان ولهذا كان اهتمام اولاده بالنقل البرى واضحا حيث أضافت شركه كتانه زياره ميدانيه لمدينه تدمر الاثاريه فى الصحراء ولكن شركه نيرن أختصرت وقت الرحله الكلى الى 24 ساعه فقط.ة
ومع التطور الكبير لشركه نيرن أصبحت الحاجه الى سيارات وباصات أكبر واكثر لنقل الركاب, وبالرغم من أن سيارات كاديلاك قد ادت مهمتها بامتياز ولكن فى سنه 1925 ستخدمت الشركه باصات جديده وهى سيفوى صالون المصنوعه فى مدينه فلاديلفيا الامريكيه, ويحتوى الباص على 1 6 مقعد للركاب ذات مسند عالى ومقعدين فى الامام لتناوب السواق ليلا ونهارا على قياده الباص وبذلك أختزل وقت الرحله الى 20 ساعه فقط,ولهذه الباصات محرك ذات سته اسطوانات سلندر وقوه سحب 110 حصان وصندوق لثمانيه تحويلات للسرعه وتبلغ سرعتها 55 ميل فى الساعه وتزن سبعه اطنان وتحمل 2 طن من الامتعه على سقف الباص وتقدر تكاليفها 17,500 دولار وقد أطلق الملك فيصل الاول فى 26/5/1927 اسم بابيلون على هذا النوع من الباصات.
وبالرغم من ان باصات سيفوي متينه وناجحه ولكن تكاليف أنقاذها من الاوحال فى الشتاء عاليه أضافه الى مبالغ صيانتها المرتفعه فمثلا تحتاج الى تبديل الاطارات المتكرر والسبب يعود الى ان مواد الاطارات تصنع من خيوط القطن التى لاتتحمل الحراره ولها عمر تشغيلى لايزيد عن 4000 ميل ومن مادة المطاط الغاليه ولهذا وجب على الاخوان ايجاد طرق لتقليل التكاليف ولهذا السبب أهتمت شركتين امريكيتين وهى شركه فايرستون وشركه المطاط لصنع الاطارات فى استحداث مواد جديده لتجنب المشاكل الاوليه وقد تم ذلك باستخدام مادة الريون الصناعيه والمقاومه للحراره بدل خيوط القطن القابله للتلف مع قليل من ماده المطاط مما ادى الى انخفاظ فى اسعار الاطارات واستخدمها لمسافه اطول تبلغ 15000 ميل بدلا عن 4000 ميل.
أستمرت هجمات البدو على القوافل بين الحين والاخر خاصه اذا علمنا بان العشائر قد قاومت الانتداب الفرنسى لبلاد الشام وفى آحدى الغارات سنه 1925 هاجمت قافله للسيارات جرحت خلالها السائق وسرقت قطع الذهب التى كانت تنقلها خاصه بعد معرفتهم بان الشركه تنقل بصوره مستمره ومنتظمه أموال وقطع ذهبيه عائده الى بنوك تعمل فى منطقه الشرق الاوسط ولذلك تطلب تغير مسار الخط عبر الصحراء الى الطريق الجنوبى باتجاه بغداد والذى يبدأ من مدينه حيفا مرورا بمدينه جنين ونابلس والقدس عابرا سهل الاردن الى عمان ثم مدينه الرطبه الحدوديه حيث تتوفر مياه الشرب من بئر عمقها 15 متراو يعود تاريخها الى العصر الرومانى ومنها الى بغداد ولكن هذا الطريق اطول بكثير من الاعتيادى ناهيك عن وعورة الطريق الحجرى حيث يستغرق وقت الرحله يومين اضافين مع العلم ان وقت الرحله المعتاد هو 20 ساعه.ة وفى هذه الفتره أفلست احدى شركات النقل المنافسه حينها قررالاخوان نيرن الى شراء ممتلكاتهم واضافه مجموعه جديده من سيارات الدوج والباصات مع شراء فندق سياحى غير مكتمل فى مدينه تدمر الاثاريه, وبعد مرور فتره من الزمن حصلت تطورات تخص الشركه فقد قرر الاخوان من بيع جزء من اسهمهم فى الشركه للعاملين فيها وابدلوا اسمها الى شركه الشرق الادنى للنقل واسسوا مكاتب لها فى عواصم الدول وهى بيروت, دمشق وبغداد, كذلك نجحوا فى بيع الفندق السياحى فى تدمر وقد استمروا فى أستخدام المسار الجنوبى.
وفى سنه 1934 استخدمت الشركه سيارات أيروكار وبيوك كوبى لسحب شاحنات صغيره تحمل عشره ركاب بالاضافه الى شراء باصات امريكيه الصنع تحمل 24 راكبا ذات مقاعد متحركه, كذلك حصلت الشركه على شاحنات خفيفه الوزن من شركه ادورد بود من ولايه فلاديلفيا حيث كانت تحتوى على 14 مقعد وفير ومحرك ديزل ذات قوة سحب تبلغ 150 حصان وهذه هى اول شاحنه مزوده بالمكيف الهوائى فى العالم وبعد مفاوضات طويله أشترت الشركه اكبر شاحنه للنقل آنذاك وهى من نوع مارمون هارينغتون الامريكيه والتى تتسع الى 38 مقعدا من الدرجه الاولى ولها محرك ديزل ذات قوه 200 حصان للسحب ويبلغ طولها 21 مترا وتزن 26 طن ومزوده بالمكيف الهوائى وبوفيه طعام ومرافق صحيه مع العلم بان غلافها الخارجي مانع لدخول الاتربه اليها.
وفى سنه 1936ازدادت اهميه الشركه وذلك بعد نجاح التنقيبات عن النفط وزياده الطلب عليه حيث انه يدخل فى كثير من الصناعات ولذلك قدمت شركه نيرن خدمتها الى شركه نفط العراق فى نقل العمال لمد انابيب النفط من مدينه كركوك الى حيفا وطرابلس وتزويدهم بالطعام ومواد التموين وبعد اكمال المشروع وفرت شركه نيرن خدمه نقل الموظفين من والى محطات الضخ واللانتاج حيث زادت العائدات االماليه للشركه وادى ذلك الى ازدهارها.
وبالرغم من انشغال االشركه مع شركه النفط فان خدمات نقل المسافرين استمرت باضافه سيارات, باصات وشاحنات جديده وحديثه بين بغداد ودمشق مما يجعل الرحله قصيره نسبيا واضافه خدمات فندقيه فى مدينه الرطبه مما يزيد فى راحه المسافر اثناء الرحله.
استمرت خدمات الشركه الجيده حتى بدايه الحرب العالميه الثانيه ولكن بسببها اصبحت فترة هدوء للشركه وتقلصت مواردها للاسباب المعلومه ثم ازدهرت مره اخرى بعد انتهاء الحرب ولو لفتره محدوده حيث ان دخول الطيران المدنى لنقل المسافرين مع تعقيد الامور السياسيه فى المنطقه ادى الى انحسار فى خدمات الشركه ولذلك قرر الاخوين نيرن ترك الشركه لاصحاب الاسهم والتقاعد.
فى سنه 1947 غادر جيرالد المنطقه الى بلاده نيوزلندا لينعم بحياة هادئه مع عائلته وابنائه وقد توفى فى سنه 1980, اما بالنسبه الى اخوه نورمان فانه فى سنه1948 فضل البقاء فى المنطقه والتقاعد فى بيروت بعد ان باع اسهمه فى الشركه حيث كان له علاقات اجتماعيه مع كثير من شخصيات المجتمع اللبنانى.
أستمرت خدمات الشركه تحت ادارة مالكى الاسهم ولكن فى سنه 1956 قررت الحكومه العراقيه زياده الضرائب على الشركه مما تسبب الى توقف خدمات الشركه بين بغداد ودمشق, وفى سنه 1957 اوقفت الشركه اعمالها كليا وباعت ممتلكاتها والتى تشمل15 باص وشاحنه من مختلف الاحجام والمناشئ و12 شاحنه خمسه منها درجه اولى وشاحنتين درجه ثانيه وخمسه درجه ثالثه بالاضافه الى خمسه باصات صغيره للنقل تعمل فى منطقه الشام فقط الى شركه تجاريه فى مدينه دمشق.
وبالرغم من توقف العمل بالشركه فقد ذكر بانه فى سنه 1970 لايزال هناك باص يعمل لخدمه النقل بين بيروت ودمشق وبالطبع ان هذا الباص سيتوقف مع مرور السنين ولكن قصه الاخوين نيرن وشركتهم ستبقى فى ذاكره الشرق الاوسط .
الگاردينيا:المادة اعلاه ..ارسلها الصديق/ مؤيد الناصر ..شكرا له...
325 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع